آخر الأخبارتراند

خسارة ترامب قد تعرضه للملاحقة القانونية

تقرير إعداد الباحث والمحلل السياسى

د.صلاح الدوبى 

الأمين العام لمنظمة اعلاميون حول العالم

ورئيس فرع منظمة اعلاميون حول العالم 

رئيس حزب الشعب المصرى 

جنيف – سويسرا

 أنظار العالم تتجه إلى البيت الأبيض كعادة كل 4 سنوات مترقبة من سيفوز في الانتخابات الأمريكية خاصة للحكومات فالموضوع يشكل مفترق طرق في رسم السياسات الاستراتيجية القادمة ومراجعتها ولكن ما يجعل الانتخابات هذه المرة مختلفة هو اهتمام شعوب العالم بشكل استثنائي بها بسبب ما عاشته من عدم استقرار وظروفاً إنسانية على مدى السنوات الماضية ما شكل لهم خوف من مستقبل استقرارهم ووعيهم لتأثير القرار الأمريكي فيه.

الإنتخابات السابقة والحصول على مليار ونصف المليار دولار من السعودية والإمارات عبر استثمارات وتعاملات

أظهرت نتائج التحقيقات تأثيرات محتملة المال السعودي والإماراتي على نتائج انتخابات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، السابقة قبيل الإنتخابات وخلال المرحلة الأولى لإدارته بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”. وأوضحت الصحيفة الأمريكية في تقرير أن محققين اتحاديين كشفوا اتصالات بين “توم براك” مستشار الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” مع الإمارات والسعودية”، خلال الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية الماضية. وفي إطار التحقيقات التي يجريها المحققين بشأن التأثير الأجنبي على الفترة الإنتقالية التي سبقت تسلم ترامب الرئاسة، فضلاً عن المراحل الأولى لإدارته، أجرى المحققون مقابلة مع “براك” خلال الشهر الماضي، وفق الصحيفة التي لفتت إلى أن “العلاقة بين توم براك وممثلين عن الإمارات والسعودية كانت موضع اهتمام السلطات الاتحادية لمدة تسعة أشهر على الأقل”. التقري كشف أيضاً أن “براك”، عمل على التنسيق مع شخصيات في منطقة الخليج من بينهم المستثمر الإماراتي راشد آل مالك المقرب من سلطات أبو ظبي، عبر “بول مانافورت” المدير السابق لحملة ترامب، ولفت إلى أن “شركة عقارية يملكها براك حصلت بين فترة ترشيح ترامب للرئاسة ويونيو من ذلك العام على مليار ونصف المليار دولار من السعودية والإمارات عبر استثمارات وتعاملات”.

الجميع متفق على ان أداء الرئيس الامريكي دونالد ترامب الانتخابي هو اداء غير طبيعي، فالرجل لا يعترف باي خطوط حمراء سياسية واخلاقية ولا حتى شخصية، من اجل كسب اصوات الناخبين، فهو قد تجاهل حتى نصائح الاطباء وجازف بصحته بعد اصابته بفيروس كورونا، حيث خرج من المستشفى بعد ثلاثة ايام من دخوله اليها، من اجل مواصلة حملته الانتخابية.

أول رئيس أمريكى يخوض معركة بطريقة شرسة كأنها مسألة “حياة أو موت فلماذا”؟

حاول البعض ان يقف على الاسباب التي تدعو ترامب الى ان يتعامل مع الانتخابات وكانها مسألة حياة او موت، هناك من قال ان ترامب رجل لا يقبل بالهزيمة وتعود ان يحصل على كل شيء يريده، وهناك من قال ان عدم فوز ترامب بولاية ثانية ستكون وصمة عار تطارده لانها جاءت على غير المنوال الذي سار عليه اسلافه الذين كثيرا ما فازوا بولاية ثانية، والبعض قال ان الرجل يعشق الاضواء الى حد الجنون ولا يستطيع العيش بعيدا عنها، وهذا هو السبب الذي كان ترامب من اكبر نجوم تلفزيون الواقع في امريكا.

رغم تباين الاراء حول الاسباب التي تقف وراء هوس ترامب المرضي بالانتخابات، الا انها لم تكن مقنعة بما فيه الكافية رغم ان كل واحدة من تلك الاراء تحمل جانبا من الحقيقة، وخاصة الراي القائل ان السبب الاول والاخير هو ان الرجل معتوه، وقد قذفت به أياد خفية الى اكبر منصب في امريكا، فاستعذبه ولم يعد يطيق ان يعيش خارج هذا المنصب والدور الذي تقمصه كرئيس.

يبدو ان الصحفي الامريكي جون شوارتز، قدم، دون ان يقصد، اكثر الادلة اقناعا لتبرير الاهتمام غير المألوف لترامب بالانتخابات، حيث كتب مقالا في موقع “ذي إنترسبت” الامريكي، تنبأ فيه إن ترامب قد يكون عرضة للمقاضاة على جملة من الجرائم والمخالفات القانونية التي ارتكبها خلال فترة رئاسته، في حال خسارته في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها بداية الشهر المقبل.

وسرد شوارتز مجموعة من المخالفات والجرائم التي قد تعرض ترامب للمساءلة القانونية، كما أورد آراء بعض الخبراء الذين أكدوا ضرورة محاسبة ترامب على ارتكابها، ومن بينها الاحتيال الضريبي والمصرفي، وانتهاكات تتعلق بتمويل الحملة الرئاسية، والرشوة، وإعاقة سير العدالة، والتسبب بموت عشرات الآلاف من الأميركيين جراء تعاطيه السيئ مع تفشي جائحة كورونا.

يبدو ان ما كشف عنه شوارتز في مقاله، قد يكون السبب الرئيسي وراء لهاث ترامب الغريب للفوز بولاية ثانية، فالرجل بات على يقين من انه لن يفلت من المساءلة بل وحتى السجن اذا خسر الانتخابات، بعد ان خضعت حياته بكل جوانبها للتدقيق بعد دخوله البيت الابيض، فإذا بها حياة متخمة بكل شيء الا من الصدق، ولن ينقذه من هذا المصير الا البقاء اربع سنوات اخرى في البيت الابيض.

المشكلة الرئيسية في الرئيس الأمريكى دوناد ترامب أنه ملياردير ورجل أعمال ولا خبرة سياسية لديه، فهو يفكر بمنطق الربح والخسارة بشكل أكبر من سياسة تصفير المشاكل والابتعاد عن الحروب التى كان ينتهجه سلفه أوباما، مما ينذر بإمكانية شنه للحروب إذا اقتنع بأن هناك فائدة مادية من ذلك.

يعتبر ترامب رجل مضطرب ومتناقض ولايمكن توقع أفعاله، وقد ظهر هذا واضحا من خلال تصريحاته خلال حملاته الانتخابية.

سياسته الخارجية التي وعد فيها خلال حملته السياسية الانتخابية بإعادة النظر في الاتفاقيات التي عقدتها الولايات المتحدة الأمريكية مع عدد من الدول، تنذر بمشاكل وحروب ليس فقط مع الدول الإسلامية بل حتى مع الدول الاوروبية وخاصة ألمانيا والمستشارة ميركل.

كما أن الراديكالية الواضحة وخطابات الكراهية خاصة ضد الاسلام واللاجئين سيطرت على لغته وخطاباته السياسية دائما.

مع اقتراب لحظة الإعلان عن نتائج انتخاب رئيس الأمريكان، وتصاعد مؤشرات فوز جو بايدن، أقفل الرئيس الأمريكي المنتخب مع الأسف دونالد ترامب باب البيت الأبيض على نفسه وعائلته وابتلع المفتاح، مكتفاً يديه ورافضاً دعوات مستشاريه للتعقل والتنفس بهدوء وبصق المفتاح، لتتمكن الطواقم الطبية من الوصول إليه إن أصابه طارئ على الأقل؛ إذ وحده الله يعلم ماذا سيبتلع أيضاً مع ظهور المزيد من نتائج الفرز.

وأتبع دونالد بلع المفتاح بسلسلة من التغريدات،  أعلن فيها أنه لن يتنازل عن السلطة إلا على جثة مؤيديه، مؤكداً أن ما يتعرض له محض مؤامرة وخطة ممنهجة لسرقة فوزه الساحق، بدلالة أن أحداً لم يتوقف عن احتساب الأصوات حين طالب بذلك، ومنع القوى الأمنية ناخبيه من الانطلاق بأسلحتهم واحتلال الشوارع سالبة منهم أبسط حقوقهم الديمقراطية في إبداء الرأي.

وأكد دونالد أنه لن يسمح للعابثين المساس بعظمة أمريكا وهيبتها التي عمل جاهداً على استعادتها خلال السنوات الأربع الماضية، مشدداً على أن “البيت الأبيض أبيض وسيبقى دائماً أبيض. والله، عشنا وشفنا، اليوم يلوث بايدن وجماهيره من النساء والسود والعرب والمكسيكيين والعرقيات الوضيعة بيتي. وغداً يعود لاتفاقية باريس للمناخ،

وقد صرحت زوجة ترامب السيدة “ميلانيا ترامب” عبر مكالمة سكايب أن كل شيء على ما يرام “سبق لدونالد ابتلاع بعضٍ من الأغراض والأجهزة حين لا تكون وجبات ماكدونالدز أو كنتاكي متاحة أمامه. لقد كان غاضباً، لم أفهم كثيراً ما يريد، أعتقد أنه قال شيئاً عن بقائنا في هذا البيت وعدم مغادرته للأبد. في كل الأحوال لا أجد ضرورة للقلق، يمكننا الانتظار كما في كل مرة لمدة ١٢ ساعة لتكون مشكلته قد حلت من تلقاء نفسها”.

يعد ترامب أكثر عرضة للمحاكمة من الرؤساء السابقين لأنه متورط في العديد من الجرائم الرئاسية غير التقليدية، فبعد غزو العراق، ارتكب جورج دبليو بوش ما أشارت إليه محاكمات نورمبرغ بـ”الجريمة الدولية الكبرى” المتمثلة بشن حرب عدوانية. إلا أنه لم تكن هناك أي فرصة لمعاقبته على ما فعل، لأن هيكل القوة في الولايات المتحدة يوافق على أن الرؤساء الأمريكيين لديهم الحق في القيام بذلك. على النقيض من ذلك، شار ك ترامب في العديد من الأنشطة الإجرامية الصغيرة نسبياً إلا أنها خارج نطاق مهامه الرئاسية.

 دعوى تشهير أقامتها سمر زيرفوس

تستمر دعوى تشهير ضد ترامب أقامتها سمر زيرفوس، المتسابقة السابقة في برنامجه على تلفزيون الواقع (ذا أبرنتيس)، في محكمة بولاية نيويورك بعد أن سمح لها القاضي في عام 2018 بمواصلة القضية. وأقامت زيرفوس الدعوى القضائية ضد ترامب بعد أن وصفها ونساء غيرها تتهمه بسوء السلوك الجنسي بالكذب وأعاد ترامب نشر تغريدة تصف مزاعم زيرفوس بالحيلة.

وكشفت وثائق قضائية أن ترامب وافق على تقديم إجابات مكتوبة لأسئلة من زيرفوس بحلول 28 سبتمبر أيلول.

واتهمت زيرفوس ترامب بتقبيلها عنوة في مكتبه بنيويورك عام 2007 ثم اتهمته بتحسس جسدها خلال اجتماع في فندق بكاليفورنيا. واتهمت أكثر من 12 امرأة ترامب بالقيام بمفاتحات جنسية رغما عنهن وذلك قبل سنوات من دخوله عالم السياسة.

وقال مارك كاسويتز، محامي ترامب، إن الدعوى تمنع بشكل غير دستوري الرئيس من أداء واجباته. ورفضت محكمة استئناف هذه الحجة في 14 مارس آذار. وقال كاسويتز إنه سيطعن على القرار أمام المحكمة العليا في الولاية.

وبشكل منفصل، تم رفض قضيتين ضد ترامب رفعتهما ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز.

مؤسسة ترامب التجارية

رفع مكتب المدعي العام لولاية نيويورك دعوى قضائية دفعت بالفعل مؤسسة دونالد ترامب، التي قُدمت على أنها الذراع الخيرية لإمبراطورية ترامب التجارية، للموافقة في ديسمبر كانون الأول 2018 على حلها، ولا تزال الدعوى مستمرة.

وتسعى الولاية إلى استصدار أمر يحظر على ترامب وأبنائه الثلاثة الأكبر سنا من الاضطلاع بأدوار قيادية في أي مؤسسة خيرية أخرى في نيويورك. وقال ترامب إن الدعوى القضائية دبرها “ديمقراطيون أخساء في نيويورك”. واتهم المدعي العام الديمقراطي للولاية المؤسسة بأنها “متورطة” في “نمط مروع من مخالفة القانون” و”العمل فحسب كدفتر شيكات لخدمة المصالح التجارية والسياسية للسيد ترامب” في انتهاك للقانون الاتحادي.

وقال مكتب المدعي العام إن ترامب وأفراد أسرته استخدموا المؤسسة الخيرية لسداد ديونه القانونية وشراء أغراض شخصية. ووافقت المؤسسة على حل جميع أصولها المتبقية والتخلي عنها تحت إشراف المحكمة.

دعوى المكافآت

يواجه ترامب اتهامات في دعوى قضائية رفعها ممثلا ادعاء ديمقراطيان في ماريلاند ومقاطعة كولومبيا لانتهاكه مواد مكافحة الفساد في الدستور الأمريكي من خلال تعاملات شركاته مع الحكومات الأجنبية.

وقد استمعت محكمة الاستئناف بالدائرة الرابعة في ريتشموند بولاية فرجينيا إلى مرافعات شفوية في 19 مارس آذار في طعن إدارة ترامب على قرارات قاضي المحكمة الجزئية بيتر ميسيت عام 2018 والتي تسمح باستمرار نظر القضية.

وتمنع “مادة المكافآت” في الدستور المسؤولين الأمريكيين من قبول الأموال من الحكومات الأجنبية وحكومات الولايات الأمريكية دون موافقة الكونجرس. ذكرت الدعوى أنه نظرا لأن ترامب لم يستبعد نفسه وإمبراطوريته التجارية، فإن إنفاق الحكومات الأجنبية في فندق ترامب في واشنطن يرقى إلى الهدايا غير الدستورية أو تقديم “مكافآت” للرئيس.

وعبر قضاة محكمة الاستئناف الثلاثة، الذين عينهم جميعهم رؤساء جمهوريون، عن موافقتهم على دفوع ترامب في القضية وأشاروا إلى أنهم قد يشطبونها لكنهم لم يصدروا قرارا بعد.

وقال بعض الخبراء القانونيين إن القضية ستتم إحالتها في نهاية المطاف إلى المحكمة العليا الأمريكية.

حتى انتهاء الإنتخابات الرئاسية، يعتبر الرئيس ترامب محمياً من لائحة الاتهام بموجب جميع القوانين الفيدرالية لأنه رئيس.

وعلى مدى عقود أكدت وزارة العدل أنها لا تستطيع مقاضاة الرؤساء الحاليين. وأوضح المستشار السابق روبرت مولر أنه لم يكن لديه خيار توجيه اتهامات لترامب لأن الأمر غير دستوري.

ووفقاً لحكم صدر مؤخراً عن المحكمة العليا نظرياً فقط يمكن توجيه الاتهام لترامب لانتهاكه قوانين الولاية أثناء توليه منصب الرئاسة.

لكن إذا خسر ترامب وخرج من المكتب البيضاوي، فإن درعه الرئاسي سيتحطم. يمكنه محاولة العفو عن نفسه على جميع الجرائم التي ارتكبها في طريق خروجه، لكن لا أحد يعرف ما إذا كان بإمكان الرؤساء القيام بذلك. حيث أنه لم يقم أحد بذلك من قبل، وعلى أية حال فإن هذه الأمور ستنطبق على انتهاكات القانون الفيدرالي فقط.

وعلى فرض أن ترامب خسر، ولم يعفُ عن نفسه، وفجأة أصبحت أنظمة العدالة الحكومية والفيدرالية متأهبة بشكل ليس له مثيل لمحاسبة الأقوياء، فسيصبح ترامب عرضة للملاحقة القضائية بتهم نعرفها والكثير الكثير مما لا نعرفه.

ولقد بذل ترامب مجهوداً كبيراً لعدم الإفصاح عن ضرائبه. كما أنه أعلن أن أي تحقيق في ماليته من قبل مولر ستعتبر تجاوزاً “للخط الأحمر”.

وبلا شك فإن هناك سببا لقلقه، فقانون الضرائب الأمريكي يوفر العديد من الطرق للأثرياء -خاصة مطوري العقارات- لتجنب الضرائب بشكل قانوني ما يتطلب جهداً خاصاً للتهرب منها بشكل غير قانوني، ويبدو أن ترامب كان على مستوى عال من التحدي. وكما يبدو فإن الاحتيال الضريبي هو تقليد عائلي بالنسبة لترامب.

التحقيق الأخير الذي أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” حول ضرائب ترامب كشف أنه على ما يبدو أن ترامب قام بمناورات لتمرير أموال معفاة من الضرائب إلى أولاده.

وكشفت “التايمز” عن سلوك إجرامي محتمل في معاملة ترامب لعقار ضخم يمتلكه على أنه ملكية استثمارية وليست شخصية، ما سمح له بشطب الضرائب العقارية كمصروفات تجارية.

ثم إن هناك قضية قرض ترامب البالغة قيمته 50 مليون دولار لنفسه، والكثير من الأمور الأخرى التي يمكن أن يتم كشفها وتأكيدها بتحقيق حكومي أو فيدرالي شامل. كل ما يحدث هو لأن مايكل كوهين الوسيط السابق لترامب الذي اعترف بنفسه على العديد من تهم التهرب الضريبي قال مؤخراً إن ترامب “قد يكون قريباً أول رئيس ينتقل من البيت الأبيض مباشرة إلى السجن”.

ويقوم سايروس فانس جونيور المدعي العام لمنطقة مانهاتن بالتحقيق في ما يسميه مكتبه “سلوكاً إجرامياً واسع النطاق وطويل الأمد في منظمة ترامب”. بخلاف ضرائب ترامب يبدو أن فانس يحقق في ما إذا كان ترامب قد قدم لشركات التأمين والبنوك بيانات كاذبة حول مركزه المالي من أجل الحصول على أقساط وأسعار فوائد أقل على القروض.

والقضية الأخطر من ذلك هي تبرع ترامب بمبلغ 10 ملايين دولار لحملته في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 في الأيام الأخيرة للحملة. ومع أن ترامب كان حينها لا يملك سيولة نقدية، إلا أنه تلقى دفعة قدرها 21 مليون دولار من فندق في لاس فيغاس يمتلكه مع صديق له. وإذا لم يكن المبلغ قانونياً فقد تكون هذه المساهمة غير قانونية لحملته.

بنك مصرى وأموال لدعم ترامب

وقام مولر وآخرون بالتحقيق لسنوات في ما إذا كان قد تم تقديم المبلغ من قبل بنك مصري إلا أن التحقيق أغلق في تموز/ يوليو الماضي دون استدعاء سجلات ترامب المالية.

ويشتهر ترامب بممارسة الأعمال التجارية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البلدان التي تعتبر فيها الرشاوى أمراً روتينياً. وبفضل قانون الممارسات الأجنبية الفاسدة فإنه من غير القانوني للأمريكيين المشاركة في هذا الأمر.

 ويشير أندرو وايزمان أحد كبار المدعين العامين لمولر أنه نظراً لأن التحقيق لم يتعمق في الشؤون المالية لترامب فإننا “لا نعرف ما إذا كان ترامب قد دفع رشاوى لمسؤولين أجانب لتأمين معاملات تفضيلية لمصالحه التجارية”.

كما أن غلين كيرشنر المدعي الفيدرالي السابق يقول بأنه تجب محاكمة ترامب بتهمة القتل بسبب الإهمال جراء تعامله مع جائحة فيروس كورونا.

وبينما يعتقد مولر أنه لا يمكن توجيه الاتهام إلى الرؤساء أثناء وجودهم في مناصبهم، فقد أكد تقريره النهائي أن “الرئيس لا يتمتع بالحصانة بعد أن يترك منصبه”. ولهذا السبب كتب: “لقد أجرينا تحقيقًا واقعيًا شاملًا من أجل الحفاظ على الأدلة عندما كانت ذاكرة الناس جديدة والمواد الوثائقية متاحة”.

وبعد إصدار مولر للتقرير، ذكر أكثر من ألف مدع فيدرالي سابق أنه إذا لم يكن ترامب رئيسا، فإن سلوكه الذي وصفه مولر “سيؤدي إلى اتهامات جنائية مفادها عرقلة سير العدالة”.

وأخيراً، وربما الأهم من كل ذلك أنه يمكن مساءلة ترامب مرة أخرى، في حين أن المساءلة هي عملية سياسية وليست جنائية، إلا أنه إذا تمت إدانة ترامب في نظام العدالة الجنائي، فسيكون من السهل أن تتم مساءلته مرة أخرى في مجلس النواب ثم إدانته في مجلس الشيوخ.

والغريب أنه لا يوجد نص في دستور الولايات المتحدة ينص على أنه لا يمكن مساءلة الرؤساء بعد تركهم لمناصبهم. إلا أن العقوبة المنصوص عليها في الدستور للمساءلة والإدانة تشمل “عدم الأهلية لتولي أي منصب شرف أو ثقة أو فوز في الولايات المتحدة”.. بعبارة أخرى لن يتمكن ترامب الذي تم عزله وإدانته من الترشح للرئاسة مرة أخرى.

كيف سيتعامل الدكتاتور الدموى المفضل مع إمكانية خسارة ترامب؟

ليست الانتخابات الأمريكية شأناً أمريكياً خالصاً، فالدور الخارجي لواشنطن يجعل عواصم كثيرة تتابع الحدث، ومنها القاهرة التي تحتفظ بعلاقات جيدة مع إدارة ترامب، لكن ماذا لو فاز جو بايدن الذي لم يبعث بإشارات ودية للسيسي؟

منبع القلق لدى النظام المصري يأتي على خلفية المواقف التي ربما يتبناها جو بايدن وإدارته حيال فوزه، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية حيال منطقة الشرق الأوسط، وعلاقتها بالحكومات والأنظمة العربية الحالية.

أشارت ورقة بحثية نشرها معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب إلى أن النظام المصري الحالي بقيادة عبد الفتاح السيسي يعيش حالة من القلق إذا ما خسر دونالد ترمب في الانتخابات الأمريكية القادمة أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن.

الإعلام المصري في الأسابيع الماضية، فى رعب

إن النظام المصري بدأ يعد العدة لطريقة التعاطي مع جو بايدن في حالة فوزه، على سبيل المثال خرج الإعلامي المقرب من نظام السيسي أحمد موسى ليتهم جو بايدن بأنه مرشح مدعوم من قبل التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، وبأن الأموال القطرية هي الممول الرئيسي لحملته الانتخابية.

هذه الاتهامات والدعاية السوداء هي نفسها التي استخدمتها وسائل الإعلام المصرية المقربة من السيسي منذ اليوم الأول لانقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013 ضد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وإدارته في البيت الأبيض، فقد وصفوه بأنه الداعم الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين، وبأن شقيقه هو قيادي كبير في التنظيم الدولي للجماعة.

بجاحة الإعلام المصري الذي لا يتحرك إلا بأوامر السيسي ونظامه أن يقول للجميع إن جو بايدن هو من جماعة الإخوان المسلمين وهو خطر كبير على مصر ونظامها ، وفي لقاء تلفزيوني مع أحد المحللين السياسيين المحسوبين على نظام السيسي الأسبوع الماضي قال نصاً إن فوز جو بايدن يعني بالنسبة إلى مصر عودة الفوضى في البلاد، وتوفير الدعم لمن تآمروا على مصر في ثورة يناير، وإن الديمقراطيين من أكبر الداعمين للإسلام السياسي في مصر. من خلال هذا التحليل يمكن فهم حقيقة خوف نظام السيسي من خسارة دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة.

المشهد الثاني كان خطاباً آخر حمل توقيع مئتين واثنين وعشرين نائباً في البرلمان الأوروبي، وحمل في طياته رسائل مماثلة للخطاب الأمريكي من ضرورة احترام السيسي ونظامه لحقوق الإنسان والإفراج الفوري عن المعتقلين. تزامن الخطابين أثار علامات استفهام كبيرة عن المغزى من وراء تلك الخطابات في هذا التوقيت تحديداً، فعلى الرغم من تقدم جو بايدن في كل استطلاعات الرأي الأمريكية حتى الآن فإن تحركاً كهذا من الكونغرس الأمريكي ونواب في البرلمان الأوروبي قد دفع البعض إلى التكهن بالحالة السيئة التي سيعيشها نظام السيسي في حالة فوز جو بايدن.

وفى المقال القادم إنتظرونا لمعرفة تأثير خسارة ترامب على منطقة الشرق الأوسط “السيسى ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايد”

لماذا يخشى طغاة العرب خسارة“ترامب” وصعود الديمقراطيين؟

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى