آخر الأخبارتحليلات

الحرب علي الارهاب ..الاسلام الذي يصفونه بالراديكالي

هو الآن العدو الأول والخطر الأكبر على الحضارة الغربية

الكاتب الصحفى والمحلل السياسي

د.محمد رمضان

نائب رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

تحتاج الأنظمة السياسية في العالم وخصوصا الدول الكبرى وتتبعها الدول الكبرى بعض الأحيان خلال مراحل تطورها إلى “عدو خارجي”، بهدف توظيف الخطر والتهديد الذي يمثله العدو المفترض؛ سواء أكان حقيقيًا أو وهميًا لتحقيق غرض ما أو تبرير سلوك سياسي معين.

 وقد ظل الاتحاد السوفياتي يشكل طيلة الحرب الباردة تحديًا أيديولوجيًا وتهديدًا أمنيًا للغرب، الذي وجد في ذلك مبررًا لتطوير قدراته العسكرية بتخصيص نسب مرتفعة من الميزانية العامة لقضايا الدفاع ودعم هيمنة العقلية العسكرية. ولأن الخطر السوفياتي قد زال بانهيار مصدره كان لزامًا على الغرب البحث عن البديل «عدو جديد» لضمان استمرار نمو الآلة العسكرية الغربية بنسب مرتفعة.

هكذا كان التنبؤ الذي أثبت صحته. إن النظام العالمي الجديد كان قد وضع عدة أهداف لتكون في خانة الأعداء المحتملين للهيمنة الأمريكية الغربية منها: الصين كقوة اقتصادية منافسة، وروسيا كمنافس سابق للولايات المتحدة، وألمانيا واليابان، والمارد الإسلامي الرافض للهيمنة بكافة أشكالها، ولا شك أن أبرز هؤلاء الأعداء وأشدهم خطورة على الأمريكان هو الإسلام الرافض للهيمنة الغربية.

وشهد شاهدا من داخل البيت

شهد كلا من روبرت جيتس المدير السابق للـ (سي آي إيه) و الرئيس الروسي جورباتشوف والأمريكي ريغان وكذلك تقرير لجنة التخطيط الاستراتيجي التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، شهد كل هؤلاء على أن الإسلام هو العدو الأبرز في تلك الفترة.

 ما قبل الانهيار الكامل الإتحاد السوفيتي

حيث خفت حدة الصراع بين الولايات المتحدة والسوفييت الروس، ذكر تقرير صادر عن لجنة التخطيط الاستراتيجي التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية عام 1988م عددًا من الأعداء المحتملين وكان منها الأصولية الإسلامية في العالم الثالث الرافضة للهيمنة.

أصبح من البديهيات أن القادة السياسيين في الغرب يعتقدون أن الإسلام الذي يصفونه ب الراديكالي هو الآن العدو الأول والخطر الأكبر على الحضارة الغربية بعد سقوط الشيوعية. لقد كان الاتحاد السوفييتي مضاهيًا للغرب في تقدمه العلمي والتقني، وما ترتّب على ذلك من قوة مادية، وكان في مبادئه وأيديولوجياته ومؤسسيه امتدادًا للفكر الغربي نفسه. أما المسلمون فما الخطر الذي يمثلونه على الحضارة الغربية وهم اليوم أكثر ما يكونون تخلفًا في تلك العلوم والتقنيات بالنسبة للغرب، إذ إنهم لا يكادون يملكون من القوة المادية.

منذ سنوات والحرب المعلنه علي الاسلام تأخذ أسماء واشكال مختلفة ، وتعلوا الاصوات بالتنديد لما يتعرض له المسلمون في بلدان العالم من ضغوط ومضايقات بسبب انتماءهم للاسلام ،

ففي دول ترفع راية الحرية والعدالة والاخاء تنطلق حملة شرسة ضد الاسلام منذ عقود ، اخذت  هذه الحملة اشكالا من المنع والتضييق علي ارتداء الحجاب وتطورت الي الاساءة الي نبي الرحمة محمد صلي الله عليه وسلم برسوم كاريكاتيرية .

الحملة الجديدة اتسع مجالها لتشمل دولا اخري لم تعرف هذا البغض وهذه المعاملة المقيته واصبح المسلمون مستهدفون من الاجهزة الامنية بشكل غير مسبوق .

لم تهدأ الحرب علي الاسلام منذ عقود لكن اين المسلمون من هذه الحرب المعلنة وكيف تعاملوا معها ؟

لقد تغافلنا  وتقاعصنا عن الاخذ بالاسباب ، فقد امرنا الله في كتابه الحكيم  فقال  “واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوا الله  وعدوكم “

فماذا اعددنا لدفع هذا الظلم الواقع علينا ؟

فالحق سبحانه وتعالي يعلم ان الاسلام سيحارب من الكفرة والمشركين وعندما امرنا رب العزة بالاعداد ليس للاعتداء بل لدفع الظلم الواقع علينا ،فالاعداد  ليس اعداد سلاح فقط بل اكبر واشمل من ذلك ،

اعداد كوادر الامة ليكون منهم العالم والفقية والصانع والعامل المحترف  ، ليكون للامة قوة تصنع وتنتج غذائها ودوائها وسلاحها ولا تعتمد علي الاخرين ،

فاذا علم الاعداء ان الامة تعتمد علي ذاتها  لن  يجرؤا علي التطاول عليها لكن مع الاسف نحن امة  داءبت علي استهلاك ما ينتجه الاخرون ولذلك اصبحنا سوق لمنتجاتهم  التي تفرض علينا .

ان ما تتعرض له الامة منذ عقود يذكرنا بالحملات التي غزت الشرق وسفكت الدماء ونهبت الثروات ولَم تفلح في انتزاع العقيدة من قلوب المومنين بالله ، لكن ونحن في القرن الواحد والعشرين لا تزال هذه الحملات تُمارس وباشكال مختلفة وللاسف يشارك فيها ثله من الحكام العرب    المتاسلمين تحت مسمي مكافحة الارهاب !

ان ما تمتلكة الامة من ثروات وخيرات تجعلها في مقدمة الامم ،لكن عندما  ابتلينا بحكام باعوا دينهم بدنياهم لشراء رضا الغرب وتقاعست الشعوب في انتزاع كرامتها وحقوقها المسلوبة ، وجد الحكام انهم في مأمن من غضب الشعوب فصاروا مخلب للغرب  للنيل من الاسلام ومحاربته بكل الوسائل .

وقد يتسائل البعض هل نحن قلة ؟  كلا نحن ما يقارب ملياري مسلم ولكن انظر الي حال المسلمين في العالم ستجد ان اكثر شعوب الارض معاناة هم المسلمون ، في تركستان الشرقية  ، في مينمار ، في كشمير ، في الهند في افريقيا الوسطي ، وحتي في بلاد العرب ايضا علماء الامة يعتقلون  ويقتلون  وينكل باهلهم كما يحدث في السعودية ومصر والامارات واليمن وغيرها من البلاد العربية .

فما الخطر الذي يمثله الإسلام إذاً؟

إن تصرفات الساسة الغربيين على رأس الحكم، ولا سيما الأمريكان منهم والبريطانيين، تدل على أنهم لا يحصرون الخطر الإسلامي على حضارتهم فيما يسمونه بالإرهاب، بل يجعلونه في الدين الإسلامي نفسه. إن الدين الإسلامي رافضٌ للهيمنة أيًا كانت وكيف كانت. فالإسلام جاء ليكون هو المهيمن بديلًا عن كافة الأنظمة الجاهلية، فهو الدين الخاتم لجميع البشر لا لقوم دون قوم، نحن مأمورون بالعمل على نزع تلك الهيمنة من على رقاب أمتنا. كيف لا!! وقد حذرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- من تلك الهيمنة الجاهلية التي ستصيب أهل الإسلام، وقد كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم علم ما سيؤول إليه حالنا اليوم حين قـال لأصحابه رضوان الله عليهم:

يوشـك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟. قـال: لا، بـل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من قلوب عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت

لقد تجرأ علينا الجميع من كفار ومشركين وعملاء متاسلمين والنتيجة ما وصلنا له اليوم من تهديد وتشريد والصاق تهم وتكميم افواه في دول ترفع شعار الحرية ، ان ما يحدث لنا هو من صنع ايدينا فقد تخلينا عن كتاب ربنا ولَم نتدبر اياته ونعمل بها واتخذنا من دون الله اولياء فاذلنا الله .

فمتي عدنا الي الطريق المستقيم استقامت لنا الدنيا وخضعت لنا الرقاب وعلا صوت الحق وزهق الباطل واهله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى