آخر الأخبارتقارير وملفات

أمير المؤمنين ولملمة الفضيحة التي تسبب له بها ترامب بعدما أعلن عن صفقة مع المغرب للتطبيع مع الكيان

تقرير إعداد الباحث والمحلل السياسى

 

د.صلاح الدوبى 

الأمين العام لمنظمة اعلاميون حول العالم

ورئيس فرع منظمة اعلاميون حول العالم 

رئيس حزب الشعب المصرى 

جنيف – سويسرا

المغاربة شعب عظيم لن يتخلو عن فلسطين والقدس الشريف رسالة لكل  تواق إلى الانتقام من الشعب المغربي

منذ اعتلاء الملك الراحل الحسن الثاني عرش المغرب ظل خيط رفيع (خيط “أريان” حسب التعبير الفرنسي) يربط بين الرباط وتل أبيب، ولم ينقطع يوما، حتى في أوج الصراع العربي الإسرائيلي وغليان الشارع المغربي بهذا الخصوص. علما أن مغاربة إسرائيل ظلوا يلعبون دورا مهماح في الاتفاظ بهذا الخيط الرفيع قائما، كيف لا وعددهم يناهز المليون،وقد سبق للكثير من المسؤولين الإسرائيليين أن عبروا عن استمرارهذا الخيط الرفيع بين البلدين، إذ سبق بنعمي شالوم (وهو من مواليد طنجة تقلد وزارة الأمن والداخلية الإسرائيلية) أن قال: “إن الملك الحسن الثاني كانت له نظرة برغماتية ثاقبة ببعدين، السعي إلى الاقتراب من الغرب والتوق لربط علاقات منتجة بين اليهود والمغرب”. 

يحاول العاهل المغربي محمد السادس، لملمة الفضيحة التي تسبب له بها ترامب بعدما أعلن عن صفقة مع المغرب للتطبيع مع الكيان المحتل مقابل دعم أمريكا للملك في ملف الصحراء وافتتاح قنصلية أمريكية هناك.

الملك محمد السادس الذي سبق أن أعلن رئيس حكومته مرارا أن المغرب أبعد ما يكون عن التطبيع، حاول تجميل خطوته القبيحة وخداع شعبه ببيان متلون متناقض عن إعادة العلاقات مع الاحتلال، كما أجرى مكالمة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لخداع الرأي العام.

وأعلن العاهل المغربي محمد السادس، الخميس، استئناف الاتصالات الرسمية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل “في أقرب الآجال”.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الملك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي المغربي، وأخبر ملك المغرب، ترامب بأن بلاده تعتزم “استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية في أقرب الآجال”، لكنه لم يحدد وقتا.

كما يأتي ذلك بعد لحظات على إعلان الرئيس ترامب، في تغريدة على تويتر، عن اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمغرب، وهو ما أكده لاحقا الديوان الملكي المغربي.

نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق “إيهود باراك”، الجمعة، صورة جمعته بالعاهل المغربي الملك “محمد السادس” قبل 42 عاما.

وقال، في تغريدة عبر “تويتر”، إنه التقى بالعاهل المغربي “قبل 42 عاما في قصر والده الراحل، الملك الحسن الثاني، حيث كان الملك محمد السادس في الخامسة عشرة من عمره”.

وأكد أنه “أحضر، آنذاك، هدية للملك محمد السادس، عبارة عن لعبة كمبيوتر من السبعينيات، وكانت صناعة إسرائيلية”.

والخميس، أعلن العاهل المغربي استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل “في أقرب الآجال”، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي.

لكنه شدد على أن ذلك “لا يمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط”.

وبدأ المغرب مع إسرائيل، علاقات على مستوى منخفض عام 1993 بعد التوصل لاتفاقية “أوسلو”، لكن الرباط جمدتها بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وتحديدا عام 2002.

وبإعلان الرباط، يكون المغرب الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع إسرائيل إثر قطع موريتانيا علاقاتها مع تل أبيب في 2010، وهو ما يعتبر اختراقا إسرائيليا لافتا لمنطقة المغرب العربي.

كما سيصبح المغرب رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع إسرائيل خلال العام 2020؛ بعد الإمارات والبحرين والسودان.

نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية تفاصيل مثيرة لما قالت إنها 6 عقود من التعاون الاستخباراتي والعسكري والسياسي والثقافي السري بين إسرائيل والمغرب، توجت بإعلان تطبيع العلاقات بين الجانبين .

وقالت الصحيفة، في تقرير لها”، إن كافة رؤساء الموساد منذ الستينيات وحتى الآن، زاروا المغرب والتقوا بقياداته الاستخباراتية والأمنية، حتى تم بناء العلاقة السرية طويلة الأمد والأكثر ثباتا بين المغرب وإسرائيل، مردفة: “كان في قلب هذا التحالف السري الطويل دائمًا الاعتراف المتبادل البسيط بأنه من خلال التعاون مع بعضهما البعض، فإن البلدين يخدمان مصالحهما الوطنية على أفضل وجه”.

وأشارت إلى ان العلاقات بين إسرائيل والمغرب اكتسبت زخمها، بعد حصول الأخير على الاستقلال من الاستعمار الفرنسي في مارس/آذار 1956.

وسمحت فرنسا لليهود المغاربة بالهجرة إلى إسرائيل، وبالفعل غادر 70 ألف يهودي، لكن الملك الشاب”محمد الخامس” قيد حق اليهود في السفر وحظر هجرتهم؛ وتم إعلان الصهيونية جريمة في عام 1959، حيث اعتقد الملك، كما فعل حكام عرب آخرون، أن أي شخص ينتقل إلى إسرائيل لن يقوم فقط بتعزيز الدولة اليهودية، ولكن كمجندين، يمكن أن ينتهي بهم الأمر إلى محاربة إخوانهم العرب، وحتى إخوانهم في المغرب.

من هنا، بدأ الموساد في البحث عن طريقة للتحايل على قرار الملك بوقف هجرة اليهود المغاربة، حيث حشد فريقا من الجواسيس الإسرائيليين، كثير منهم من اليهود المغاربة، وجميعهم يتحدثون الفرنسية والعربية، لابتكار طرق لاستخراج ما تبقى من 150 ألف يهودي من المغرب.

ومضت “هآرتس” في سرد التفاضيل؛ وذكرت أنه أُطلق على الفريق اسم “مسجريت”، أو “الإطار”، وكان مسؤولاً، ليس فقط عن الهجرة غير الشرعية إلى إسرائيل ولكن أيضًا عن تنظيم وحدات للدفاع عن المجتمعات اليهودية من التهديدات والمضايقات من قبل غالبية عربية مسلمة اعتبرت معادية بشكل متزايد، وكانت وحدات الدفاع عن النفس مسلحة بالأسلحة.

رتبت عملية “مسجريت” سيارات الأجرة والشاحنات لنقل اليهود من المغرب.. عند الضرورة، دفع الوكلاء رشاوى لجميع الضباط الذين يرتدون الزي الرسمي على طول الطريق.

كان الطريق المفضل للخروج عبر طنجة، التي كانت في ذلك الوقت مدينة دولية، حيث يتم حشد اليهود من مينائها على متن قوارب إلى إسرائيل.

في وقت لاحق، تم استخدام مدينتين على الساحل المغربي بقيتا تحت السيطرة الإسبانية، سبتة ومليلية، كقواعد للمشروع.

ولاستخدام تلك الجزر الإقليمية، حصل الموساد على التعاون الكامل من حاكم إسبانيا الفاشي، الجنرال “فرانسيسكو فرانكو”.

وظلت الأمور تجري على هذا المنوال، حتى حدثت مأساة في 10 يناير/كانون الثاني 1961، حيث انقلب قارب صيد كان مكتظًا بالمهاجرين اليهود السريين، في عاصفة بين الساحل المغربي وجبل طارق، غرق 42 رجلاً وامرأة وطفلاً مع عامل راديو في الموساد.

وأثارت الكارثة التعاطف في الخارج، لكنها كشفت عن عملية الموساد السرية، وأثار ذلك غضب السلطات المغربية.

كانت العملية برمتها وناشطيها في خطر، لكن لحسن الحظ بالنسبة لإسرائيل، مات “محمد الخامس” في مارس/آذار 1961 وحل محله ابنه “الحسن الثاني”.

سعى الملك “أمير المؤمنين “إلى تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، وقد أقنعته لجنة التوزيع المشتركة اليهودية الأمريكية والجمعية العبرية لمساعدة المهاجرين، وهما منظمتان إنسانيتان يهوديتان أمريكيتان رئيسيتان، بأنه سيكون له انطباع جيد إذا سمح ليهود مملكته بالمغادرة بحرية لإسرائيل.

وكشفت “هآرتس” أن الملك الراحل “الحسن الثاني” حصل على رشاوى من المنظمتان للسماح بهجرة اليهود قدرت بـ50 مليون دولار، حيث سمح لأكثر من 60 ألف يهودي مغربي بالهجرة.

وبهذه الطريقة، بدأت مرحلة جديدة من مشروع الهجرة تسمى “ياخين” نسبة لأحد الأعمدة التي تدعم هيكل سليمان مرة أخرى كان يديرها الموساد، وبهذه الطريقة هاجر 80 ألف يهودي آخر إلى إسرائيل بين عامي 1961 و1967.

وانتقلت “هآرتس” لتروي بعضا من أسرار المرحلة الذهبية للتعاون الاستخباراتي بين إسرائيل والمغرب في عهد “الحسن الثاني”، فقالت إن تلك المرحلة قادها في المغرب 2 من مسؤولي الاستخبارات والجيش، هما الجنرال “محمد أوفقير”، والعقيد “أحمد الدليمي”، (قُتل كلا الضابطين في وقت لاحق بأمر من الملك، الذي اتهمهما بالتآمر ضده).

وقد سمح ثنائي المخابرات المغربي للموساد بفتح محطة في البلاد؛ كانت تقع في فيلا بالعاصمة الرباط، ويديرها ناشطون ذوو خبرة، من بينهم “يوسف بورات” و”دوف أشدود”.

كانت أبرز مهام المحطة الجديدة التي تم تنفيذها، التنصت على اجتماع وكواليس القمة العربية الثانية في المغرب عام 1965، حيث تم وضع أجهزة تنصت في غرف الفنادق وقاعات المؤتمرات في الدار البيضاء لجميع القادة العرب، من ملوك ورؤساء ورؤساء وزراء إلى رؤساء أركانهم العسكرية.

وقالت الصحيفة العبرية إن هذا التصرف المشين من المغرب كان مدفوعا بعدم ثقة الرباط في بعض الدول العربية، وشجعتهم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، التي كانت لها علاقات جيدة مع الملك “الحسن الثاني”، لكن دخول إسرائيل في العملية لم يكن متوقعا.

ووفقًا لتقارير أجنبية، كان عملاء الموساد هناك أيضًا، لمساعدة نظرائهم المحليين في عملية التنصت وتبادل المعلومات، وأكدت تلك التقارير أيضا أن المغرب ساعد الموساد في زرع عملاء في دول عربية معادية مثل مصر، التي كانت في ذلك الحين العدو اللدود لإسرائيل.

لكن الموساد أدرك أن المغاربة كانوا يريدون الثمن بعد كل هذا، المفاجأة ماذا طلبوا؟

تقول “هآرتس” إن ثنائي الاستخبارات والجيش المغربي “أوفقير” و “الدليمي” طلبا من رئيس الموساد “مئير عميت” في عام 1965 اغتيال “المهدي بن بركة”، زعيم المعارضة المغربي ذو الشخصية الجذابة والمعارض القوي لـ”الحسن الثاني”.

تشاور “عميت” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي “ليفي اشكول”، وكان من الواضح أنه كان طلبًا غير معتاد، وهو أن يصبح الموساد بمثابة مرتزقة مغاربة لقتل معارض داخلي.

رفض “إشكول” الطلب، لكنه سمح للموساد بمساعدة المغاربة في تحديد مكان “بن بركة”.

وعن هذه العملية، يقول رئيس عمليات الموساد في أوروبا “رافي إيتان”: “لقد فوجئت بمدى سهولة ذلك بالنسبة لنا”، مضيفا: “أخبرنا المغاربة أن بن بركة في جنيف.. سألت أحد مساعدينا ووجد العنوان في دفتر هاتف محلي”.

وبالفعل، استدرج عملاء مغاربة، بمساعدة رجال الشرطة والأمن الفرنسيين السابقين “بن بركة” إلى مقهى ليبي في باريس وخطفوه في وضح النهار.

عد ذلك، استجوب “أوفقير” و “الدليمي”، المعارض “بن بركة” بعنف، وعذبوه حتى الموت، وأصيب “الدليمي” بالذعر واندفع ليطلب من “إيتان” معروفًا آخر، وهو المساعدة في التخلص من الجثة.

وبحسب تقارير أجنبية؛ فتح “إيتان” خريطة أشارت إلى منطقة تحتوي على الكثير في العاصمة الفرنسية، وطلب منهم شراء كيس من الحمض، ولف جثة “بن بركة” فيه ودفنه هناك.

لم يتم العثور على جثة “بن بركة”، لكن الاغتيال أحدث عاصفة دبلوماسية وسياسية في فرنسا والمغرب وإسرائيل، وطالب الرئيس الفرنسي “شارل ديجول” بتوضيحات من إسرائيل، وهدد بإغلاق محطة الموساد في باريس، التي كانت مركزها الرئيسي للعمليات الأوروبية.

بعد تلك الأزمة، تقول “هآرتس”، استمر هذا الطلب المغربي المشؤوم ليكون بمثابة سابقة لكيفية استجابة الموساد عندما طلبت العديد من أجهزة الأمن الأخرى المساعدة للتخلص من خصومهم السياسيين، لكن منذ كارثة “بن بركة”، رفض الموساد هذه الطلبات.

بعد ذلك بعامين ، حققت إسرائيل نصرًا سريعًا في حرب الأيام الستة عام 1967، وكانت الهيبة الإسرائيلية في تصاعد، وقد ساعد ذلك في تطوير العلاقات مع المغرب.

وتم بيع فائض الحرب الإسرائيلي -الدبابات والمدفعية من المصنعين الفرنسيين- للجيش المغربي.

لكن العلاقات الحميمة لم تمنع الملك “الحسن الثاني” من إرسال قواته للمساعدة في المجهود الحربي المصري السوري ضد إسرائيل في عام 1973.

ورداً على ذلك، أمر رئيس الموساد “إسحاق هوفي” بوقف التعاون مع المغرب.

لم تستمر القطيعة طويلا، ففي عام 1977، استضاف الملك “الحسن الثاني” لقاءات سرية بين الموساد ومصر مهدت الطريق لخطاب السادات التاريخي أمام الكنيست ومعاهدة السلام الموقعة بين القدس والقاهرة، وهي الأولى من نوعها بين إسرائيل والعالم العربي.

وتضيف “هآرتس”: “سرعان ما عادت العلاقات الإسرائيلية المغربية إلى مسارها الصحيح في جميع المجالات، وشرع المستشارون والخبراء الإسرائيليون في تعليم نظرائهم المغاربة تكتيكات مناهضة المتمردين لمحاربة جبهة البوليساريو، التي تقاتل من أجل الاستقلال في الصحراء الغربية، وتم إمداد المغرب بالمعدات العسكرية الإسرائيلية أيضا.

وبعد عملية السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية واتفاقات أوسلو، وعلى خطى دول عربية وإسلامية أخرى، افتتح المغرب بعثة دبلوماسية على مستوى منخفض في تل أبيب، ولكن بعد الانتفاضة الثانية، أمر الملك “محمد السادس”، الذي ورث العرش من والده الراحل، بإغلاق البعثة في عام 2000.

لكن العلاقات غير الرسمية ظلت دائمًا في مكانها، وسمح لما يقدر بمليون إسرائيلي يقولون إنهم من أصول مغربية، ولإسرائيليين آخرين، بالسفر إلى المغرب وحوله لسنوات.

كانت التجارة الثنائية بين تل أبيب والرباط في ارتفاع مستمر، وظلت العلاقات الاستخباراتية والعسكرية بين البلدين أفضل من أي وقت مضى.

واختتمت “هآرتس” بالقول: كان إعلان التطبيع الأخير يضفي الطابع الرسمي علنًا على علاقة سرية طويلة بين إسرائيل والمغرب، زرعها ونماها الموساد.. إنه مثال كلاسيكي على عمل الموساد كذراع الظل الإسرائيلي للسياسة الخارجية”.

وتابعت: “ولن يكون مفاجئًا إذا دخلت العلاقات مع دول أخرى مثل المملكة العربية السعودية وإندونيسيا-، حيث تولت أجهزة المخابرات الإسرائيلية زمام المبادرة أيضًا، مفتوحة أيضا، مع إقامة علاقات دبلوماسية رسمية”.

أكدت صحيفة نيويورك تايمز أن الإعلان الأخير عن إقامة أول علاقات دبلوماسية رسمية بين إسرائيل والمغرب ليس سوى تتويج لما يقرب من 6 عقود من التعاون الوثيق والسري في المسائل الاستخباراتية والعسكرية بين دولتين لم تعترفا رسميا ببعضهما البعض.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن العلاقة المغربية الإسرائيلية ترجع جزئيا للعدد الكبير من اليهود في المغرب، فكثير منهم كان يهاجر إلى هناك، مشيرا إلى أن التقديرات تفيد بوجود حوالي مليون إسرائيلي ينحدرون من أصول مغربية.

وأضافت أن الموساد الإسرائيلي (جهاز الاستخبارات الخارجية) ساعد السلطات المغربية في اختطاف المعارض المغربي “المهدي بن بركة” في العاصمة الفرنسية باريس، وفي المقابل سمح الملك بهجرة اليهود إلى دولة الاحتلال.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الملك “الحسن الثاني” وحكومته أصبحا القناة الخلفية بين إسرائيل ومصر في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، وأصبح المغرب لاحقا موقعا للقاءات سرية بين مسؤوليهما وذلك قبل إبرام اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978.

وفي عام 1995 انضمت المخابرات المغربية إلى خطة الموساد الفاشلة لتجنيد سكرتير زعيم القاعدة “أسامة بن لادن” لتحديد موقعه وقتله، وفقا لما ذكره مسؤول سابق في الموساد، طلب عدم ذكر اسمه.

ولذا تقول الزميلة في برنامج الشرق الأوسط بمعهد مجلس الأطلسي “كارميل آربيت” إن إعلان التطبيع المغربي الإسرائيلي “ليس مفاجئاً، حيث كان المغرب أحد مراكز الحياة اليهودية في المنطقة، كما عين العاهل المغربي مستشارين يهود كبارا في حكومته”.

وأضافت: “كما أنه تم مؤخرا دمج التاريخ اليهودي المغربي في المناهج الدراسية، وهناك بالفعل أكثر من 30 مليون دولار قيمة التجارة السنوية بين البلدين، ويسافر عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى المغرب سنويا”

وفي السياق، لفتت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية إلى أن أصول يهود المغرب تعود إلى 2000 عام “بعد تدمير الهيكل الثاني والنفي”، مشيرة إلى أن السلطان “محمد الخامس” قاوم الضغط النازي لترحيل اليهود المغاربة في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي.

وتضاءل عدد اليهود في المغرب مع قيام إسرائيل، ولم يبق اليوم سوى عدد محدود يتراوح بين ألفين إلى 3 آلاف يهودي، لكن مئات الآلاف من الإسرائيليين تعود أصولهم إلى المغرب.

وقدر مبعوث الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” وصهره “جاريد كوشنر” مؤخرا هذا الرقم بـ “أكثر من مليون”.

وأصبح حفل الميمونة، الذي يجرى الاحتفال به بشكل تقليدي في المجتمع الإسرائيلي بعد انتهاء عيد الفصح، عنصرا أساسيا في التقويم الثقافي الإسرائيلي حيث يقوم كبير من الناس بالشواء في الحدائق ويهرع السياسيون إلى أكبر عدد ممكن منهم حيث يتناولون المافلتوت وغيرها من الأطباق اليهودية المغربية.

وفي حين لم يشرع السياح الإسرائيليين في اكتشاف الخليج سوى مؤخرا، إلا أنهم يتدفقون إلى الرباط ومراكش والدار البيضاء وطنجة وفاس عبر بلد ثالث منذ سنوات عديدة.

وفي أعقاب اتفاقيات أوسلو عام 1995 افتتح المغرب وإسرائيل “مكاتب اتصال” متبادلة، لكن تم إغلاقها بعد سنوات قليلة بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000.

وتقول صحيفة جيروزاليم بوست إنه لم يحرز تقدم يذكر منذ ذلك الحين وكانت الرباط ضد التطبيع علنا في 2013.

وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أن “جاريد كوري كوشنر” لعب دوراً أساسيا في دفع اتفاقات السلام وكان أيضا في قطر مؤخرا لمحاولة إنهاء أزمة في الخليج بين الرياض والدوحة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى