آخر الأخبارتراند

حيث تكون الحرية والكرامة يكون الوطن وذلك قبل الخبز

بقلم رئيس التحرير

سمير يوسف

رئيس التحرير

لم تكن المشكلة مهنة الصحافة ،لقد كانت المشكلة أن السلطة أية سلطة فى العالم تريد أن تحتكر كل منبر الإعلامي بمن فيه أو تسكته ،وهكذا فعلت كل السلطات حتى فى دول تتشدق صباح مساء بأنها دول الحريات. ولا مجال هنا لشرح المهنية ولا الفرق بين الخبر والتقرير والتحليل، فهذا معروف والمهنية تقتضي أن نكتب الأحداث كما كانت عليه، ومهنية الصحافة تقتضي أن تمنح الفرصة لجميع الأطراف للتعبير عن رأيها , فمنذ ثورة الخامس والعشرون من يناير وقتل الثوار بل وفقأ أعين الشباب انتهاءا بمذبحة رابعة والنهضة ومسجد الفتح والمذابح التى تلتها بدون أدنى سبب , وأعيش ومن حولي هدير الثورة وخيام الثوار وأصوات إطلاق الرصاص على المتظاهرين وسيارات الإسعاف وهي تنقل القتلى والمصابين ودماء المستشفى الميداني .

إنها حالة ثورة فكيف يمكن أن تتجاهل كل ذلك أيها الإنسان, كانت الذاكرة تحرص على تذكيرنا بقيمنا المهنية على الدوام، وبعيدا عن كل ذلك فإن الأسئلة المناسبة هي:

هل كان هناك رفض شعبى للنظام يطالب بإسقاطه؟ هل كان النظام يقتل المتظاهرين كل يوم؟ بعض العلماء، قالوا: الساكت عن الحق شيطان أخرس، والناطق بالباطل شيطان ناطق , وقال النبي ﷺ: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه؛ أوشك أن يعمهم الله بعقابه، وقال عليه الصلاة والسلام: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان، خرجه الإمام مسلم في صحيحه , ولماذا لا أمنح القراء الحق في أن يقرأ ويشاهد ما أعرفه توصلت اليه أنا..

أليس هذا هو الإلتزام الحقيقي الذي على الصحفي أن يقوم به تجاه مهنته وفقط. وسيكون من الغباء أن يتنازل أي صحفي أو وسيلة إعلامية عن فرصة كهذه تحت أي مبرر , وحرصنا على الدفاع عن حق القراء الكرام في معرفة المعلومة التي تريد أية سلطة في هذا العالم حرمانهم منها.

لقد كانت لحظات صدق حقيقية لصناعة الأسطورة الشخصية للصحفى المميز المتمرد الرافض المتماهي مع هدير الشعب وصوت الحرية.

هناك خيط رفيع دائما قد يفصل بين النظر إلى الأشياء ونقيضها لكن في الثورة والصحافة هناك خيط رفيع قد يجمع بينهما فبينما تعد الثورة سلوكا سلميا أوعنيفا الرفض للإستبداد والخروج على الحاكم فإن تعريف الصحافة الحرة هي مصدر ازعاج للسلطات وإفزاع المستبدين والصحافة المتصالحة مع السلطات هي صحافة الملوك والطغاة والقصور الحاكمة، وهكذا كان تعريف الصحافة الحرة في كل زمان ومكان في الغرب أوفي الشرق 

عجبى كل الشعوب تنام وتنام، وفي اللحظة الحاسمة تستيقظ ،الا الشعوب العربية فتستيقظ وتستيقظ، وفي اللحظة الحاسمة تنام!”

هذا زمن الإنحناء والركوع لكل شيء

ولكنه ليس زماني

ولذلك سأدافع عن غضبي ودموعي بالقلم وبالأسنان واللسان

سأجوع عن كل فقير،

وسأسجن نفسى عن كل مناضل،

وأتوسل عن كل مظلوم،

وأهرب إلى التلال عن كل مطارد،

وأنام في الشوارع عن كل غريب

وقد يكون هذا زمن التطبيل والتطبيع والتركيع، زمن الأرقام لا الاوهام والأحلام ولكنه ليس زماني.

سأمحو ركبتي من الوجود، سآكلهما حتى لا أجثو لحاكم أو تيار أو مرحلة، ثم أنا الذي لم أركع وأنا في طفولتى أمام جدار من أجل مدّرسى ولم أكن على خطأ. فهل أركع أمام العالم أجمع بعد هذه السنين وأنا على حق؟”

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: لا شيء أقبح بالإنسان من أن يكون غافلاً عن الفضائل الدينية والعلوم النافعة والأعمال الصالحة، فمن كان كذلك فهو من الهمج الرعاع، الذين يكدرون الماء، ويغلون الأسعار، إن عاش عاش غير حميد وإن مات مات غير فقيد، فقدهم راحة للبلاد والعباد، ولا تبكي عليهم السماء ولا تستوحش لهم الغبراء.

وقال أيضاً في الذين حرموا العلم والبصيرة والهمة والعزيمة: هم الموصوفون بقوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} [الأنفال:22]، وبقوله: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} [الفرقان:44]، وبقوله: {إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ} [النمل:80]، وبقوله: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [فاطر:22].

قيل: (من في القبور) يعني: أجسادهم قبور لهم.

في فرنسا يعيش أكثر من ستة ملايين مسلم، منهم متفرنسون مهاجرون، ومنهم مقتطعون من المستعمرات الفرنسيةِ السابقة، ومنهم مخبرون متعاوِنون عيون للشرطة وهم القوة العظمى لفرنسا حتى أقوى من قنابلها الذرية، ومنهم الباحثون عن الحرية والجمال والعمل والدراسة، وكثير منهم يتنورون في عاصمة النور كما يدعون.

البعض منهم أخذ الدين الإسلامى معه لحمايته من أخلاق وعادات الفرنسيين، وبعضهم فرنسوا إسلامهم فيصومون شهر رمضان بانتظام، ويؤدون نصف صلواتهم وهم في عجلة من أمرهم، وبعضهم استأْذن السماء أن تغض الطرف عن سنواتِ المتعة والبهجة والسهر والجنس والعشق حتى تهدأ حدة الشهوات فيتوب توبة نصوحة, وهناك جزء أخير هام أيضا تجده وهو”حزب الكنبة من المصريين” يفتخرون بزيارتهم الى وطنهم مصر أم الدنيا سنويا بدون مشاكل ذلك لأنهم اتباع المثل “امشى جنب الحيط”وعيش لنفسك فقط لا تحزن لما يحدث فى وطنك من فقر وذل واخفاء قسرى وسجون وانت مالك !“واتبع مافعله جحا” فالحياة قصيرة, لقد وصلوا في مكانٍ ما إلى مرحلة الاكتفاء في لذة المذلة والاستكانة والرضا بأي حاكم أو طاغية أو حتى حيوان يحكمه ويصنع له الدولة السجن؟
هنا تظهر العقدة التي لا حل لها؛ فكيف تقنع شخصا من “حزب الكنبة” يصفع على قفاه فى مطار القاهرة من ضابط أو أمين شرطة بأن الصفعةَ ليست ابتسامة او قبلة ؟ وذلك فى حين أن 80% من شعب مصر يريدون الهجرة خارج الوطن حيث مصر سرقت منهم وأم الدنيا أصبحت سجنا كبيرا.

أيها الإنسان ايا كانت جنسيتك لا تكن مثل أنصار “حزب الكنبة” “إذا خاصموا فجروا”، فالإسلام لا يعرف إلا الكرماء النبلاء في خصوماتهم.

العبودية لدى انصار حزب الكنبة تعطيهم مخدرا وإحساسا خادعا بالأمان والسلام والابتعاد عن كرباج الحاكم والتخويف المستمر.
كل الناس فى مصر تخاف من كل الناس، وتتربص بك العيون، وتطارد الآذان همساتك.

لا فرصة للنجاةِ إلا برفع القداسة عن كل شيئ التاريخ، والبشر، والحكام، والسلطات، والأفكار، والآراء، والنصوص حتى نقطع الطريق على المسيطرين علينا و.. المتحكمين في سلوكياتنا وعادتنا تدخلوا حتى فيما لا يعنيهم واعنى ديننا .
لا أمل  للنجاة إلا بالشك، والريبة، والنقد ، فالشكوك صراع العادة مع العقل، ومحاولات سيطرةِ ما وجدنا عليه أجدادنا على تطور الفكر!
لن ترضى الله والوطن والضمير قبل أنْ يتعلم الناس أن الكرامة والحرية قبل لقمة العيش، وأن الشجاعةَ قبل العلم، وأن الطريق للخلاصِ والحرية يبدأ بتصغير، وتحجيم، وتقزيم الطغاة.

لا سبيل الى خلاصك قبل أن تقتنع أن الذي عذب ومات في السجن أمس، وأول أمس، وسيموت اليوم من التعذيب، ومن سيموت غداً من الظلم، والمرض، وقلة الدواء هو أخوك في الإنسانية أمام الله حتى لو غض كل الناس الطرف عنه وتناسوه!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى