آخر الأخبارتحليلات

قانون فرنسي جديد يحظر ارتداء الحجاب خلال الرحلات المدرسية

ماكرون يعيش حروب القرون الوسطى.. لماذا يعادي الرئيس الفرنسي الإسلام والمسلمين؟

تقرير بقلم الخبير السياسى والإقتصادى

د.صلاح الدوبى 

الأمين العام لمنظمة اعلاميون حول العالم

ورئيس فرع منظمة اعلاميون حول العالم 

رئيس حزب الشعب المصرى 

جنيف – سويسرا

أقر مجلس الشويخ الفرنسي (أعلى غرفة في البرلمان الفرنسي)، الأربعاء، تعديلا جديدا على تعديل جديد ضمن ما يسمى بـ”قانون الانفصالية”، بموجبه يحظر ارتداء الحجاب لدى مرافقي التلاميذ خلال الرحلات المدرسية.

ونجح الجمهوريون ومجموع النواب المنتمين للتجمع الديمقراطي الاجتماعي الأوربي، في تمرير التعديل بـ177 صوتا، مقابل 141 صوتا معارضا للتعديل.

واعتبر عضو مجلس الشيوخ الفرنسي “ماكس بريسون”، إقرار التعديل بمثابة “الدفاع عن حيادية المدرسة الفرنسية وحيادية مرافقي التلاميذ”، و”احترامًا لقيم الجمهورية القائمة على أساس علمانية الدولة الفرنسية“.

وبرر أصحاب التعديل خطوتهم بالقول إن الرحلات المدرسية كجزء من عمليات الدراسة “لا تقل أهمية عن الحصص التعليمية، التي يتلقاها الطلاب داخل الفصول”.

وأكد النواب الداعمون للتعديل عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أن المصادقة عليه من قبل مجلس الشيوخ الفرنسي، تضع حدا لحالة الغموض المرتبطة بهذه القضية، واعتماد الحل القائم على “الحياد التام وعدم إقحام الرموز الإسلامية خلال الرحلات المدرسية”.

في وقت اعتبر نواب معارضون هذا التعديل الجديد بمثابة “استمرار وتتويج لتبني الدولة والمجتمع في فرنسا لـما يسمونه (قانون الانفصالية)، الذي يقوم على التصدي لجميع المظاهر والرموز الدينية بما في ذلك الحجاب والبوركيني”.

وليست هي المرة الأولى التي تعتمد فيها فرنسا مثل هذه القوانين، التي تسيء التعامل مع الجاليات المسلمة، وفي غيرها من بلدان أوروبا، التي يتصاعد فيها التضييق على المسلمين بموازاة تصاعد المد اليميني المتطرف.

وسبق أن اعتبر اتحاد مساجد فرنسا، في بيان، هذا التعديل بأنه يتعارض مع مبدأ حرية المعتقد، الذي يشمل الحرية الدينية وحرية الرأي.

وأضاف اتحاد المساجد: “هذا التعديل يتنافى مع مبدأ حرية المعتقد، الذي يشمل الحرية الدينية وحرية الرأي، ويتناقض مع مبدأ العلمانية، ويتعارض مع الأهداف التي تسعى إليها القوانين والنصوص الوطنية والدولية المتعلقة بالحقوق الأساسية”.

وسبق أن أثار “قانون الانفصالية”، جدلًا واسعًا في فرنسا، إذ اتُهِمت السلطات الفرنسية بمحاولة استهداف المسلمين والتمييز بينهم وبين مكوّنات المجتمع الفرنسي الأخرى.

وتقول الحكومة الفرنسية إنها تسعى من خلال هذا القانون إلى مكافحة (خطابات الكراهية) وكبح التمويل الخارجي للمجموعات الدينية.

ويتضمن القانون مزيدًا من الحرية القضائية للسلطات لمكافحة “الإسلام السياسي” وتطرّف الأحزاب اليمينية.

ماكرون يعيش حروب القرون الوسطى.. لماذا يعادي الرئيس الفرنسي الإسلام والمسلمين؟

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتبنى حملة معادية للإسلام ومواقف مضادة لكل القضايا الإسلامية المثارة.. وإذا كان عداء الغربيين وتطاولهم على الإسلام ليس جديدا..إلا أن ماكرون تجاوز حدود نظراءه وسابقيه فهو لا يكتفى بالتضييق على الجالية المسلمة فى فرنسا ومنع ارتداء النقاب والحجاب للمرأة المسلمة ومنع التعليم الإسلامى، وإنما يوجه عداءه وكراهيته حتى فى القضايا التى تطرح على المستوى العالمى فمثلا فى الحرب المشتعلة الآن بين أذربيجان وأرمنيا ينحاز إلى آرمينيا لأنها دولة مسيحية أما أذربيجان فهى دولة مسلمة، وفى نفس السياق ينحاز لكل من اليونان وفبرص اليونانية ضد تركيا وقبرص التركية فيما يتصل بترسيم الحدود البحرية وأعمال التنقيب عن البترول والغاز فى منطقة شرق البحر المتوسط.

كان ماكرون قد ألقى خطابًا، ، قال فيه ان على فرنسا التصدي لما أسماه “الانعزالية الإسلامية”، زاعمًا أنها تسعى إلى “إقامة نظامٍ موازٍ” و”إنكار الجمهورية”.
وأضاف: في تلك النزعة الإسلامية الراديكالية عزم معلن على إحلال هيكلية منهجية؛ للالتفاف على قوانين الجمهورية، وإقامة نظام موازٍ يقوم على قيم مغايرة، وتطوير تنظيم مختلف للمجتمع ، زاعما أن الإسلام ديانة تعيش اليوم أزمة في كل مكان في العالم.

وكشف ماكرون عن تدابير معادية للمسلمين منها إرغام أي جمعية تطلب مساعدة من الدولة التوقيع على ميثاق للعلمانية، وفرض إشراف مشدد على المدارس الخاصة الدينية والحد بشكل صارم من التعليم الدراسي المنزلي.
كما طرح ماكرون مشروع قانون ضد “الانفصال الشعوري” والذى بدأ العمل علىه في فبراير الماضي ويسعى من خلاله إلى “مكافحة من يوظفون الدين للتشكيك في قيم الجمهورية”، وهو ما يعتبر استهدافا للجالية المسلمة على وجه الخصوص.

غير مسئولة
استفزازات ماكرون المتواصلة للمسلمين دفعت شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إلى الرد عليه  في تغريدة نشرها باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية على موقع التواصل الاجتماعى “تويتر” وصف فيها شيخ الأزهر تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة بشأن الإسلام، بأنها “غير مسئولة”.

وقال الطيب: في الوقت الذي نسعى فيه مع حكماء الغرب لتعزيز قيم المواطنة والتعايش، تصدرُ تصريحات غير مسئولة، يتخذ ماكرون من الهجوم على الإسلام غطاءً لتحقيق مكاسب سياسية واهية. وحذر شيخ الأزهر من أن هذا السلوك اللاحضاري ضد الأديان يؤسِّس لثقافة الكراهية والعنصرية ويولِّد الإرهاب”.

عنصرية
فى نفس السياق استنكر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف تصريحات ماكرون، مؤكدا أن اتهام الإسلام بالانعزالية دعوة صريحة للعنصرية، وقال المجمع فى بيان له إن اتهامات ماكرون تنسف كل الجهود المشتركة بين الرموز الدينية للقضاء على العنصرية والتنمر ضد الأديان، محذرًا من أن مثل هذه التصريحات العنصرية من شأنها أن تؤجّج مشاعر ملياري مسلم ممن يتبعون هذا الدين الحنيف.

وأضاف أن إصرار البعض على إلصاق التهم الزائفة بالإسلام أو غيره من الأديان كالانفصالية والانعزالية خلط معيب بين حقيقة ما تدعو إليه الأديان من دعوة للتقارب بين البشر وعمارة الأرض وبين استغلال البعض نصوص الأديان وتوظيفها لتحقيق أغراض هابطة.
وأشار البيان إلى أن ماكرون اتهم الإسلام باتهامات باطلة لا علاقة لها بصحيح هذا الدين، الذي تدعو شريعته للسماحة والسلام بين جميع البشر حتى من لا يؤمنون به.

ودعا المجمع إلى ضرورة التخلي عن أساليب الهجوم على الأديان ووصفها بأوصاف بغيضة محذرا من أن ذلك يقطع الطريق أمام كل حوار بنّاء، كما أنه يدعم خطاب الكراهية، ويأخذ العالم في اتجاه من شأنه أن يقضي على المحاولات المستمرة للوصول بهذا العالم إلى مجتمع يرسخ للتعايش بين أبنائه، ويقضي على التفرقة والعنصرية.

قيادات كرتونية
وقال علي محيي الدين القره داغي أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مخاطبا الرئيس ماكرون، إن الإسلام لا يتحمل وزر قيادات كرتونية مزيفة من صناعتكم.
وأكد القره داغي في تغريدة عبر حسابه على “فيسبوك”، أن الدين الإسلامي لا يمر بأي أزمات موضحا أن على ماكرون ألا يقلق على ديننا فهو لم يعتمد في يوم من الأيام على دعم سلطة ولا رفع سيفا في وجه من عارضه ليفرض رايته.

وأضاف أن الإسلام حقائق وجودية خالدة تملك حلا للمشاكل المستعصية على السلطات.. هو دين الله وليس نظام حكم يعتمد على مزاج الناخبين ولا تزييف الوعي.. الإسلام هو الحضور المستمر للعقل والبرهان وحماية الإنسان.
وتابع القره داغي: الإسلام حيث تكون الحرية تجده في خير، وحيث يكون الاضطهاد ينبت رغم أنف المستبدين مؤكدا أن ديننا لا يمر بأزمة ولن يمر فليس الإسلام صناعة بشرية كي نخاف الضمور والكساد، هو إسلام وكفى يتنفس رغم مكائد الآخرين، ورغم الإسلاموفوبيا.. لسنا في خوف على ديننا ولا نحتاج يا سيادة الرئيس لمن يبصرنا بوجود أزمة.

طالبوا بحذف وتعديل سور.. هل تكتب فرنسا «قرآنا» خاصا بها؟

في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تنفيذ خطته التي اعلن عنها في يناير الماضي، لبناء الإسلام من جديد في فرنسا، بما يضمن إقامة علاقة هادئة له مع الدولة والديانات الأخرى، وقع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي و300 شخصية عامة على مقال يطالب بحذف وإبطال سور من القرآن الكريم! مما أثار موجة من الغضب العارم بين مسلمي البلد الذى يحاول دمج الأقلية المسلمة ومواجهة أخطار التشدد الديني.
وندَّد مسئولون عن مسلمي فرنسا، ، بمقال شديد اللهجة نُشر الأحد 22 أبريل، في صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية ، تضمن مطالَبةً بإبطال سُوَرٍ من القرآن، وتنديداً بما وصفه المقال بأنه “نوع جديد من معاداة السامية”.
وقال دليل بوبكر، عمدة جامع باريس الكبير، في بيان: “إن الإدانة الظالمة والهذيان الجنوني بمعاداة السامية في حق مواطنين فرنسيين مسلمين عبر هذا المقال، يهددان جدياً بإثارة طوائف دينية ضد أخرى”.
وأضاف بوبكر أن “المواطنين الفرنسيين المسلمين المتمسكين بأكثريتهم بالقيم الجمهورية لم ينتظروا هذا المقال؛ بل هم ينددون منذ عقود ويحاربون معاداة السامية والعنصرية ضد المسلمين في أشكالها كافة”.
قرآن “خاص بفرنسا”
والمقال الذي نشرته صحيفة لو باريزين، والذي يحمل عنوان “ضد معاداة السامية الجديدة”، يتحدث عن “تطرف إسلامي”، ويدق ناقوس الخطر ضد ما اعتبره “تطهيراً عرقياً صامتاً” تتعرض له الطائفة اليهودية في المنطقة الباريسية.
وحثَّ الموقِّعون الـ300 على المقال، سلطات المسلمين في فرنسا على إبطال سور القرآن التي تدعو إلى “قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين والملحدين”.
ويدعو أصحاب العريضة التي نشرها المقال مسلمي فرنسا لإنارة الطريق نحو “تعديل” القرآن الكريم على طريقة التعديلات التي عرفها الإنجيل الذي شهد إلغاء المعاداة الكاثوليكية للسامية من قبل الفاتيكان.
وتضمن البيان: “نطلب أن تصبح مكافحة هذا الإخفاق الديمقراطي الذي تمثله معاداة السامية قضية وطنية قبل فوات الأوان، وقبل ألا تعود فرنسا، فرنسا “.
وذكر البيان “في تاريخنا الحديث قتل أحد عشر يهوديا – تعرض بعضهم للتعذيب- لأنهم يهود، بأيدي إسلاميين متطرفين”
ووقعت البيان شخصيات سياسية يمينية ويسارية بينها الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي وزعيم اليمين لوران فوكييه ورئيس الوزراء الاشتراكي السابق مانويل فالس ورئيس بلدية باريس الاشتراكي السابق برتران دولانو، وفنانون بينهم المغني شارل أزنافور والممثل جيرار ديبارديو، ومثقفون ومسؤولون دينيون يهود ومسلمون وكاثوليك .
ويشير موقعو البيان بذلك إلى عدة جرائم قتل لمواطنين يهود بفرنسا، منذ سنة 2006، بسبب الانتماء الديني. وقال البيان إن “الفرنسيين اليهود معرضون لخطر مهاجمتهم أكثر بـ25 مرة من مواطنيهم المسلمين”.
وسجلت الأعمال المعادية للسامية تراجعاً في فرنسا للعام الثالث على التوالي، وبلغ التراجع 7%، بحسب وزارة الداخلية.
غير أن هذا التراجع تزامن مع زيادة في الأعمال الأخطر (عنف وحرائق..)، التي زادت بنسبة 26 في المائة. وكان نصيب يهود فرنسا (0.7 في المئة من السكان) ثلث هذه الوقائع.
ويتوافق البيان مع رغبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وضع أسس تنظيم الإسلام في فرنسا هذا العام.
وكان ماكرون قد أعلن أنه سيواصل التشاور مع مفكرين وباحثين جامعيين وممثلي جميع الأديان، مضيفا أنه يأمل بأن ينجح في “وضع أسس تنظيم الإسلام الفرنسي” خلال النصف الأول من العام الجاري.
وتريد منظمات وشخصيات فرنسية صنع إسلام على مقاس فرنسا وتعديل نصوص القرآن على نحو مشابه للتعديل الذي تم على آيات الإنجيل، حيث تم حذف مقاطع من كلام النبي عيسى المتعلقة بلعنة اليهود بموافقة الكنيسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى