آخر الأخبارترند

المسلمون في تركستان الشرقية “ابادة ممنهجة”

أين العرب من هذا الصراع ؟

 بقلم الباحث والمحلل السياسى

الدكتور محمد السيد رمضان

نائب رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

باريس- فرنسا

ندوة عقدت باكاديمية العلاقات الدولية الثلاثاء 4/1/2022 باسطنبول ترأسها الاستاذ الدكتور /عصام عبد الشافي استاذ العلاقات الدولية.

دارت الندوة حول عده محاور غاية في الاهمية ومنها:

الموقع الجغرافي المميز لتركستان الشرقية والتي قدمته الدكتورة / امل خليفة المتخصصة في تاريخ القدس وقضايا العالم الاسلامي
ونقلت الدكتورة عبر شرح مبسط للحضور والمتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي مكانة تركستان علي الخرائط :
فقالتتركستان تعني ارض الترك..

وهي منطقة وسط اسيا وهي اصل العرق التركي ، سميت تركستان الشرقية بهذا الاسم لكونها تمثل الجزء الشرقي من تركستان الكبرى، والتي باتت تعرف في الوقت الراهن، باسم «آسيا الوسطى»، ويحد تركستان الشرقية من الشمال منغوليا وروسيا ، ومن الجنوب التبت وكشمير (باكستان والهند)، ومن الشرق الصين، ومن الغرب الدول الإسلامية «المستقلة»عن الاتحاد السوفيتي السابق بعد انهياره عام 1991م، وهي كازاخستان، وقرغيزيا، وطاجيكستان، ومن ورائها أوزبكستان وتركمانستان. وهذه المناطق جميعاً، بجانب تركستان الشرقية، هي التي كان المسلمون يطلقون عليها اسم «بلاد ما وراء النهر»،وتبلغ مساحتها 1850 الف كيلومتر مربع اي مايزيد عن ضعف مساحة تركيا او 61 ضعف مساحة فلسطين ، هذه الارض ابعد الاراضي عن المياة « البحار او المحيطات « ، حدود هذا الاقليم 5600 كم ويحاط به 8 دول .


ويذكر ان قتيبة ابن مسلم هو من ادخل الاسلام الي هذا البلد ومظاهر الاسلام تظهر واضحة في كافة المدن
وقد شكلوا بعد اعتناقهم للإسلام في القرن الخامس الهجري دولة الأتراك السلاجقة المجاهدة، والتي كانت سيفاً مصلتاً ضد الروم البيزنطيين، وضد الشيعة المارقين، والدولة الغزنوية، والتي كانت سيفاً مصلتاً ضد الهندوس، ثم شكلوا في القرن الثامن الهجري دولة آل عثمان، التي فتحت القسطنطينية وأسقطت الدولة البيزنطية، وفتحت البلقان وأوربا الشرقية، وسيطرت على أكثر من ثلث مساحة العالم القديم.

ولكن وقوع هذه المنطقة بكاملها، تحت سيطرة الاستعمار الروسي، والاستعمار الصيني، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ونزاعهم الطويل عليها، أدى إلى تقسيمها وتجزئتها بينهما، فأصبح جزؤها الشرقي الذي احتلته الصين يعرف باسم «تركستان الشرقية»، وجزؤها الغربي الذي احتلته روسيا يعرف باسم «تركستان الغربية».
وهي تعد في الوقت الحاضر أكبر أقاليم الصين، وأهمها لديها، خصوصاً من الناحية الاقتصادية، وتعرف رسمياً باسم سنكيانغ أو تشين جيانغ.
أما عدد سكانها المسلمين، فيتجاوز في الوقت الحاضر 20 مليون نسمة، بحسب التقديرات المعتدلة، غالبيتهم العظمى من أصول تركية وقازاقية وقرغيزية، في حين تروج إحصاءات السلطات الصينية المحتلة أنهم أقل من هذا العدد بكثير. ويعمل غالبية السكان في تركستان الشرقية، في الزراعة، ولديهم خبرة خاصة في زراعة القطن، كما تمتاز مناطقهم بصناعة السجاد والحرير، وغير ذلك.
وتزخر أراضي تركستان الشرقية في الوقت الحاضر، بالثروات المعدنية والطبيعية، إذ تحوي في باطنها أكثر من مائة وعشرين نوعاً من المعادن، ويوجد بها أكثر من خمسين منجماً من الذهب، وهناك النفط، والزنك، واليورانيوم، والحديد، والرصاص، كما أنها تمتلك من الفحم ما يعادل مئات الآلاف من الأطنان، كما أن هناك مخزناً طبيعياً للملح يكفي احتياجات العالم لمدة عشرة قرون مقبلة.

انتشار الإسلام في تركستان:
فتحت بلاد تركستان، كما هو معروف، في زمن الخليفة الأموي، الوليد بن عبد الملك (86 – 96هـ)، وذلك بقيادة القائد الكبير والفاتح الشهير في الجناح الشرقي قتيبة بن مسلم الباهلي، الذي تمكن في الفترة من (83 – 94هـ/ 702 – 712م) من فتح أهم أقاليم وحواضر تركستان، انطلاقاً من مرو عاصمة إقليم خراسان، ومن ثم نشر الإسلام بين أهلها، وتوج قتيبة انتصاراته الظافرة، بفتح مدينة كاشغر المهمة سنة 95هـ، وأوصل المد الإسلامي إلى تخوم الصين. وعن طريق السرايا والدعوة السلمية وحركة التجارة انتشر الإسلام في المناطق الداخلية. وقد أدى اعتناق الخاقان سوتوق بوغرا خان للإسلام سنة (322هـ/ 934م) إلى دفع مسيرة المد الإسلامي هناك دفعة هائلة، فلم يتوقف الأمر على دخول الأتراك في دين الله أفواجاً، وإنما تجاوزوا ذلك إلى حمل لواء الدعوة الإسلامية إلى الصين والتبت، وإلى مناطق متعددة في آسيا. كما عرف الناس اللغة العربية وصارت لغتهم، لأنها لغة القرآن الكريم، والسنة النبوية، ثم استخدموا حروفها فيما بعد في كتابة لغاتهم المحلية، كالأويغورية والقازاقية والقرغيزية، والتي تنتمي إلى اللغة التركية الأم. ويمكن القول إن الإسلام في تركستان الشرقية، كما في تركستان الغربية، قد أسس حضارة إسلامية راقية، تمثلت في بناء العديد من المساجد في العديد من المدن والقرى، منها 300 مسجد في مدينة كاشغر وحدها، وأدت هذه المساجد جميعها دوراً متميزاً في نشر المفاهيم الإسلامية بين الناس هناك، ونشر مختلف العلوم الإسلامية، ورقي الحياة العقلية. وبرغم تعدد القوميات الإسلامية هناك إلا إنها انصهرت جميعاً في بوتقة الإسلام، عقيدة وشريعة وأسلوب حياة، باعتبار أن الإسلام هو قومية جميع المسلمين إن جاز هذا التعبير. ولذا لم تمض فترة طويلة حتى تحولت تركستان الشرقية، بل تركستان كلها، إلى بلاد إسلامية الطابع، وإلى مركز رئيس لنشر الإسلام، في آسيا. وظهر فيها جهابذة العلماء والفقهاء، الذين تركوا للمكتبة الإسلامية ذخيرة غنية من المؤلفات العظيمة، وأصبحت مدينة كاشغر قبلة لطلبة العلم المسلمين، من مختلف أنحاء العالم الإسلامي حتى غدت تعرف باسم «بخارى الصغرى».

احتلال الصين
احتلت الصين تركستان الشرقية للمرة الأولى عام 1760م، بالتعاون مع منشوريا، بعد معارك طاحنة بين المسلمين التركستانيين وطوفان الجيوش الصينية المنشورية التابعة لأسرة «منجو»، ونجم عن تلك الحرب استشهاد ومقتل مئات الآلاف من المسلمين، فضلاً عن الذين ذبحوا بأيدي القوات الصينية، لكن مع ذلك فإن المقاومة الإسلامية التركستانية للاحتلال الصيني لم تتوقف على مدى مائة عام.
نجح المسلمون في عام 1863م في طرد الغزاة المنشوريين والصينيين، ومن ثم تشكيل دولتهم المستقلة، لكن هذه الدولة لم تعمر طويلاً، فقد قامت الصين بإعادة احتلال تركستان بمساعدة بريطانيا عام 1876م، ثم لم تلبث حتى ضمتها إليها رسمياً عام 1881م، ثم قامت السلطات الصينية المحتلة بإعادة تقسيم هذه البلاد الإسلامية إلى عدة مناطق، وغيرت اسمها إلى تشين جيانغ، وتعني «الأرض الجديدة»، ومن ثم اعتبارها مقاطعة صينية، وذلك بموجب مرسوم إمبراطوري صدر بتاريخ 18 نوفمبر 1884م، كما قامت بتغيير أسماء العديد من المدن والقرى إلى أسماء صينية، مع محاولة طمس المعالم التاريخية الإسلامية والتركية.

الشيوعيون يصلون الي السلطة

قاموا باغلاق المساجد والمدارس الإسلامية التقليدية. ثم دشن الشيوعيون عهدهم حين وصلوا إلى السلطة عام 1949م بزعامة ماوتسي تنج بارتكاب مذابح رهيبة ضد المسلمين في الإقليم، وفتحوا الباب على مصراعيه لهجرة الصينيين إليه، وقاموا بإلغاء الملكية الفردية، وصودرت كل ثروات المسلمين بما في ذلك حلي النساء، وأعلن الشيوعيون رسمياً أن الإسلام خارج على القانون، وحظروا على المسلمين السفر خارج البلاد، كما منعوا دخول أي أجنبي إليهم، وألغوا المؤسسات الدينية، واتخذوا المساجد أندية لجنودهم، وجعلوا اللغة الصينية اللغة الرسمية، واستبدلوا التاريخ الإسلامي بتعاليم «ماوتسي تونج»، وأرغموا المسلمات على الزواج من الصينيين. وكان ضمن شعارات الثورة الثقافية: «ألغوا تعاليم القرآن»، وتم فرض سياسة التصيين الثقافي والتعليمي على المسلمين.
بعد وفاة المجرم المنحط ماوتسي تونج عام 1976م، ومن ثم انفتاح الصين على العالم الخارجي، ظن البعض ان تغير ملموسا قد يحدث ، بل استمرت على المنوال نفسه، ثم إنه بعد انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي السابق راحت السلطات الصينية تشدد قبضتها الحديدية عليها، خوفاً من تطلع شعبها المسلم للاستقلال تأثراً بالمتغيرات الجديدة الجارية حولها، ثم اشتدت وطأتها عليها أكثر فأكثر بعد هجمات 11 سبتمبر 2001م، وانتشار ظاهرة العداء للإسلام، واقترانه باسم الإرهاب وبكل صفة بشعة تسوغ السحق والسحل والتنكيل والتغييب والاغتيال للفرد والجماعة.
ونتيجة لكل ذلك، ولاستمرار تدفق ملايين الصينيين للاستيطان في الإقليم بصورة منتظمة، وخصوصاً منذ مطلع عقد الخمسينات من القرن الماضي، ولاسيما بعد تزايد أهمية الإقليم الاقتصادية، بالنسبة للصين في العقود الأخيرة، ولتزايد هجرات المسلمين من الإقليم، فراراً من الاضطهاد الصيني المنظم، ولسياسة تحديد النسل المفروضة عليهم بشكل صارم، فقد بدأت سياسات التذويب الصينية لمسلمي تركستان الشرقية تؤتي أكلها، فالمسلمون في طريقهم لأن يصبحوا أقلية في بلادهم، وصار الكيان الإسلامي مهدداً تهديداً حقيقياً، بالذوبان في الكيان الصيني، ولنتذكر أننا نتحدث عن 20 مليون مسلم في مقابل مليار ونصف المليار من الصينيين، وهذا بعد أن كانت هذه البلاد بلاداً إسلامية خالصة بنسية 100% قبل أقل من مائة عام .

القمع الممنهج

والذي تناولة الباحث الاستاذ محمد امين والذي تناول فيه نشات القضية فذكر ان تركستان لم تكن تابعة جغرافيا ولا تتبع الاقاليم الصينية لكن الصين اغتصبتها بالقوة في واستمرت في قمع اهلها وازداد هذا القمع ووصل الي ذروته عقب اعلان الوليات المتحده الامريكية الحرب علي الارهاب في 2001 بعد احداث الحادي عشر من سبتمر ،
اصبح التطهير العرقي والتغير الديمغرافي احد الوسائل التي اتبعتها الصين ضد السكان الاصليين فبعدما كانت تركستان لا يوجد بها احد من القبائل الصينية، فبعد تدخل الصين لتغير التركيبة السكانية اصبحت تشكل 40% من السكان .
ومن اشد المظاهر قمعا الغاء الاسماء المسلمة واعتبارها اسماء ارهابية واشار الي ان اسم محمد او عائشة مجرم من قبل الاحتلال الصيني , لقد تدمير مئات المساجد وتحويل المدارس الي ملاعب وحانات وكل ذلك لرحمان المسلمين من حقهم في اداء شعائرهم , وعمد المحتل الصيني علي عزل الرجال عن ابناءهم ونساءهم وارغامهم علي شرب الخمور وامل المحرمات من اللحوم وغيرها ، واجبروا النساء علي الفحشاء ، اساليب اجرامية علمت بها كافة الموسسات الحقوقية والمنظمات الدولية ورفعت بها تقارير الي صناع القرار في الامم المتحدة ولكن لم يصدر اي ادانة لهذا الاجرام الصيني في حق المضطهدين في تركستان الشركية ، وكما ساعد علي ذلك الصمت الدولي وخاصة العربي والاسلامي اللذان شاركا بصورة سلبية في هذه القضية واتخاذ مواقف مؤيده من بعض الدول لسياسة القمع الصينية وتسليم مواطنيين من اللاجئين اليها ،

مواقف يسجلها التاريخ

تحدث الدكتور احمد موفق زيدان رئيس مكتب الجزيرة السابق في اسلام اباد عن امكانية مشاركة افغانستان في تخفيف الضغط الصيني علي تركستان الشرقية وخاصة ان الصين منفتحة علي حكومة طالبان وامكانية حدوث اختراق في هذا الملف وارد وبقوة ، فالصين تريد علاقات طبيعية مع حكومة طالبان وتسعي للاستفادة من ثروات افغانستان خاصة الليثيوم المتوفر بكثرة وتحتاجه الصين في انتاج البطاريات الخاصة بالسيارات الكهربائية.
وفي اشارة هامة قال :ابان حكم طالبان وتحديدا في عام 1994 طالبت الصين بتسليم عددمن اللاجئيين الايجور مقابل تعبيد كآفة طرق افغانستان لكن الملا محمد عمر رفض تسليمهم وسيذكر التاريخ هذا الموقف الانساني من رجل مسلم رفض التفريط في حق مسلمين مضطهدين مقابل مليارات الدولارات كانت ستنفق علي تعبيد الطرق .

عالم احادي القطبية ام متعدد القطبية

تناول الدكتور عصام عبد الشافي احد النقاط الهامة والتي غفل البعض عنها وهي مستقبل العرب في الايام القادمة خاصة اننا نري مثلثا يتشكل في الشرق بين ثلاث قوي ” روسيا والصين وايران” ومثلث اخر في الغرب بين امريكا وبريطانيا والاتحاد الاوربي ” وبين المثلثين يقع العرب فما هو موقفهم ومن سيدعمون ؟
هل سيدعمون امريكا كما فعلوا في اسقاط الاتحاد السوفيتي وتتعرض مصالحهم للتهديد ام سيدعمون روسيا والصين ويصبحوا في خطر داهم واموالهم في بنوك اوروبا وامريكا ؟

فلابد من حساب هذه المواقف جيدا فما حدث في تسعينيات القرن الماضي يختلف عما يحدث اليوم جملة وتفصيلا ، صراع قوي كبري علي النفوذ في وسط اسيا و استقطاب حاد بين امريكا والصين ومحاولة الحد من نفوذ امريكا بالانفتاح علي دول عربية وتزويدها بتكنولوجيا صينية “السعودية والامارات “وامريكا تراقب وتعلم مايدور في الخلف .

فاين العرب من هذا الصراع ؟
فهل كان اسقاط الاتحاد السوفيتي خطا مهد الطريق لانفراد امريكا بالسيطرة المطلقة علي العالم واصبحنا في خطر اكبر من الحرب الباردة ؟
الكونجرس الامريكي اتخذ قضية تركستان الشرقية كورقة ضغط

يلوح بها في وجه الصين وفرض عقوبات اقتصادية علي الاقتصاد الصيني ، هل هذا في صالح ابناء تركستان ام انه يمثل خطر علي قضيتهم ؟
وفي نهاية هذه الندوة نود ان نشير الي هذا المجهود المبذول ونحيي كل من شارك فيه وعرف به وخاصة اكاديمية العلاقات الدولية التي يراسها الدكتور/ عصام عبد الشافي والتي نظمت واشرفت علي هذه الندوة ووفرت لها سبل النجاح من متحدثين وخبراء في العلاقات الدولية والتاريخ والقانون .

وفي الختام نتمني ان تنتهي معاناة اهلنا واخواننا في تركستان الشرقية وان يزول الاحتلال الصيني بلا رجعة وتعود مدن تركستان تضيء بالامل ويعلوا بها صوت الحق عبر الماذن كما كان من قبل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى