آخر الأخبارتحليلات

الخطوة الأولى للتطبيع.. صفقة أمريكية بين السعودية وإسرائيل ومصر حول تيران وصنافير

تقرير إعداد رئيس التحرير

سمير يوسف

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

تتوسط الإدارة الأمريكية بهدوء بين السعودية وإسرائيل ومصر بشأن المفاوضات التي يمكن أن تكون خطوة أولى على طريق تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل.

ويشمل ذلك الانتهاء من منح السعودية السيادة الكاملة على جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر بعد نقل ملكيتهما من مصر إلى المملكة، وفقًا لما ذكرته 5 مصادر أمريكية وإسرائيلية لموقع “أكسيوس”.

وأعطت إسرائيل موافقتها من حيث المبدأ على إعادة الجزيرتين إلى المملكة ريثما يتم التوصل إلى اتفاق بين مصر والسعودية بشأن استمرار عمل قوة المراقبين المتعددة الجنسيات والمسؤولين عن تسيير دوريات في الجزر وضمان استمرار حرية الملاحة في المضيق. دون عوائق.

وأضاف الموقع أن السعوديين يريدون تغييراً ملموساً في أنشطة المراقبة الدولية العاملة في جزيرتي تيران وصنافير بموجب اتفاقية السلام مع مصر، مشيرة إلى أن إسرائيل تريد مقابل الموافقة على نقل السيادة إلى السعودية على الجزيرتين، تطبيع العلاقات معها من قبل النظام السعودي.

وإذا تم التوصل إلى اتفاق فسيكون ذلك إنجازًا مُهمًا في السياسة الخارجية لإدارة “جو بايدن” في الشرق الأوسط.

وقالت مصادر أمريكية وإسرائيلية إن الاتفاق لم يكتمل وأن المفاوضات مستمرة، ويريد البيت الأبيض التوصل إلى اتفاق قبل رحلة “بايدن” المقبلة إلى الشرق الأوسط نهاية يونيو/حزيران والتي يمكن أن تشمل التوقف في السعودية.

ورفض البيت الأبيض ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق. كما لم تستجب سفارتا السعودية ومصر على الفور لطلب التعليق.

ووفقا للمصادر، تعتقد إدارة “بايدن” أن وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق يمكن أن يبني الثقة بين الطرفين ويخلق انفتاحًا على العلاقات الدافئة بين إسرائيل والسعودية اللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية.

وسيكون أهم إنجاز للسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط منذ اتفاقات “إبراهيم” التي توسطت فيها إدارة الرئيس السابق “دونالد ترامب” وأدت إلى اتفاقيات تطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

الصراع مع الاحتلال أعمق مما يظن البعض

ما يحدث في فلسطين أننا أمام صراع استثنائي ووحيد في العالم، حيث يريد المحتل أن يطمس تماماً معالم الأرض وثقافة السكان وتراثهم وهويتهم.

احتلال وحيد من نوعه في العالم إذ لا مثيل له، ولا توجد دولة أو بقعة جغرافية بالعالم مقسمة بجدار يفصل بين سكانها على أساس عنصري، كما في فلسطين.

الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال يبدأ من أرض يلتهمها المستوطنون وجيشهم ولا يتوقف هناك بل يمتد لصراع على الهوية والتراث والتاريخ ورواية الأحداث، وصولاً للصراع على “الفلافل”.

التوصيف الدقيق لما يجري في فلسطين هو، أن ثمة مجموعة بشرية متعددة الأصول والأعراق والهويات والمنابت تريد سحق شعب واقتلاعه من أرضه الأصلية بالقوة، ومن ثم تذويب هويته وتراثه وتاريخه، وكل الإشارات التي تدل عليه وعلى أصوله ووجوده، أي أن المجموعة البشرية القادمة من الخارج تريد مسح الشعب الأصيل الموجود على أرضه.. هذه هي قضية فلسطين باختصار.

الاحتلال الموجود في فلسطين بشكله الحالي وتفاصيله التي نراها يومياً، وما ينطوي عليه من تمييز عنصري سلبي بين السكان، هذا الاحتلال هو الوحيد من نوعه في العالم حالياً، إذ لا يوجد له أي مثيل، كما لا يوجد أصلاً أية دولة أو بقعة جغرافية في العالم مقسمة بجدار يفصل بين سكانها على أساس عنصري، كما هو الحال في الأراضي الفلسطينية.

ما يحدث في فلسطين، هو أننا أمام صراع استثنائي ووحيد في العالم، حيث يريد المحتل أن يطمس تماماً معالم الأرض وثقافة السكان وتراثهم وهويتهم، ويريد أن يخلقَ واقعاً جديداً على هذه الأرض، وشعباً جديداً فوق هذه الرقعة الجغرافية، ولذلك فإن الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال أعمق بكثير من أي صراع آخر في العالم، وأعمق بكثير مما يظن البعض، كما أنه يختلف تماماً عما يصوره المطبعون العرب الذين يسوقون عن علم أو عن جهل معلومات خاطئة عما يجري في فلسطين.

تطبيع السعودية مع إسرائيل

وأيدت المملكة اتفاقات إبراهيم ولكنها أوضحت في ذلك الوقت أنها لن تطبع العلاقات مع إسرائيل ما لم يكن هناك تقدم جاد في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.

وإذا نجحت المفاوضات فيمكن أيضًا أن تقلل من التوترات بين إدارة “بايدن” والسعودية.

ووفقا للمصادر الأمريكية والإسرائيلية، فإن مُنسق البيت الأبيض للشرق الأوسط “بريت ماكجورك” هو المسؤول بإدارة “بايدن” في جهود الوساطة الحالية.

وقالت المصادر إن المملكة وافقت على إبقاء الجزر منزوعة السلاح والالتزام بالحفاظ على حرية الملاحة الكاملة لجميع السفن ولكنها تريد إنهاء وجود المراقبين متعددي الجنسيات في الجزر.

واتفق المسؤولون الإسرائيليون على النظر في إنهاء وجود القوات متعددة الجنسيات ولكنهم طلبوا ترتيبات أمنية بديلة من شأنها تحقيق نفس النتائج، وفقا للمصادر.

وقال مصدران أمريكيان وإسرائيليان إن إسرائيل تريد أيضًا أن تتخذ المملكة خطوات معينة كجزء من جهود أوسع للتوصل إلى اتفاق بشأن العديد من القضايا.

وأضافت المصادر أن إسرائيل طلبت من السعودية السماح لشركات الطيران الإسرائيلية بعبور المزيد من المجال الجوي السعودي مما سيؤدي إلى تقصير الرحلات الجوية إلى الهند وتايلاند والصين بشكل كبير.

ويريد الإسرائيليون أيضًا من السعوديين السماح برحلات جوية مباشرة من إسرائيل إلى المملكة للمسلمين في إسرائيل الذين يرغبون في الحج إلى مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وإذا تمت الزيارة فستكون الأولى لـ”بايدن” مع ولي العهد “محمد بن سلمان”.

وأكدت مصادر عربية أن الرحلة ستشمل قمة مع قادة السعودية والإمارات والبحرين وعمان وقطر والكويت ومصر والأردن والعراق.

احتفاء إسرائيلي بمشاركة مندوبها في “قمة الأديان” بالسعودية

احتفت إسرائيل بمشاركتها في “قمة الأديان“، التي احتضنتها العاصمة السعودية الرياض، الأربعاء، بمشاركة عدد من رجال الدين من شتى أنحاء العالم.

ولم تشر وسائل الإعلام السعودية إلى حضور ممثلين عن إسرائيل في القمة، لكن صفحة “إسرائيل بالعربي” على “تويتر”، التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، قالت إن “ملتقى الأديان” شهد حضور مندوب عن إسرائيل، هو الحاخام “دافيد روزن”.

وأوصت قمة القيم المشتركة بين الأديان، في ختام أعمالها بالرياض، على ضرورة نشر التسامح وتعزيز الوسطية في المجتمعات البشرية.

وحث نحو 100 عالم ورجل دين من مختلف دول العالم، على الحفاظ على كرامة الإنسان والمساواة العادلة بين البشر وعمق المشتركات الإنسانية، مع التركيز على وجوب تفهم الخصوصيات الدينية والثقافية وعدم الإساءة لأتباعها.

وتضمنت فعاليات المؤتمر كلمات لعدد من القيادات الدينية والفكرية المشاركة، إلى جانب تناول قضايا الحوار والتسامح والتواصل بين الأديان والثقافات.

واختتم الملتقى، الذي استضافته رابطة العالم الإسلامي، بإعلان القيم الإنسانية المشتركة التي تكفل التعايش الأمثل في العالم، وبلورة رؤية حضارية لترسـيخ قيم الوسطية في المجتمعات البشرية.

شارك في الملتقى قادة الأديان حول العالم من المسلمين واليهود والمسيحيين والهندوس والبوذيين وغيرهم مع مشاركة قيادات فكرية من دول عدة.

ورغم أن السعودية لم تُطبّع علاقاتها مع إسرائيل على غرار بعض الدول مثل الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، فإنه سبق أن استقبلت رجال دين يهوداً في أكثر من مناسبة، كما شارك سعوديون في ملتقيات يهودية بالخارج.

كما أنه خلال شهر فبراير/شباط 2020، استضاف العاهل السعودي الملك “سلمان”، الحاخام المقيم بالقدس “ديفيد روزن”، في قصره الملكي بالعاصمة السعودية، في خطوة تدل على رغبة المملكة في مواصلة الانفتاح على العالم الغربي.

و”روزن”، الذي يشغل منصب مدير الشؤون بين الأديان في اللجنة اليهودية الأمريكية، أحد تسعة أعضاء من مجلس إدارة “KAICIID” الذين حضروا الاجتماع مع الملك “سلمان”، وهو الوحيد الذي يمثل اليهودية، ويمثل الثمانية الآخرون البوذية والمسيحية والهندوسية والإسلام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى