آخر الأخباركتاب وادباء

كيف يصبح الاعتقال تأمين ؟

مقال إعداد رئيس التحرير

د.محمد السيد رمضان

نقلا عن أ. ح

الإسكندرية فى ١٧ / ٦ / ٢٠٢٣

قرأت فيما قرأت : (الصلاحيات المطلقة مفسدة مطلقة وغياب المساءلة تربة مثالية للفساد والاستبداد)       “ياسر ثابت”
فعندما يرى اى مسؤل انه لايُسأل عما يفعل بل هو الذى يسأل، فيتصاغر الخلق فى عينه ويحتقر الكفاءات ودراسات الجدوى حيث لاجدوى الا برؤيته وفقط فيستمد من سكوت رعيته وعدم نبثها ببنت شفه انه الملهم الأوحد والمُوَفق المتفرد والكوكب الدُّرى ونادرة الزمان وقبة الفلك بل هو يعدُّ نفسه فى مصَّاف الأنبياء كما همس على الملأ احد علماء سلطته هو ووزير داخليته الأسبق أنهما كموسى وهارون ويعقب ذلك تصفيق حاد بمعنى الموافقة على المعنى والتصديق على الصفة.

*سرعان ما يتولد داخل هذه الأنفس الاستبداد والأنفراد بالسلطة ويتولد فى الرعية الانقياد والاذعان واحتناك الأمة لقول ربنا سبحانه عن ابليس( لأحتنكن ذريته) اى سأضع فى حنكه اى فمه لجاماً كالفرس ليسهل قيادهم حيث شاء ابليس ان يوجههم.
*يقول الشيخ الغزالى : ” يستحيل أن يتكون فى ظل الاستبداد جيل محترم أو معدن صلب أو خلق مكافح”
* اذا كانت الحرب خلاصة كل الشرور فالأستبداد
خلاصة كل الحروب ” سيمون بوليفارد”
* الاستبداد أشد وطأة من الوباء، أكثر هولا من الحريق، أعظم تخريبا من السيل، أذل للنفس من السؤال. ” عبد الرحمن الكواكبى “
*فمن يتأمل حياة المستبدين والطغاة يرى عجبا
فى قلب الحقائق إلى اباطيل واتهام المصلحين والأنبياء بالفساد ولولا الطغاة ما تحقق الإصلاح بل فى غيابهم(المصلحين والأنبياء) تأمين للدولة ولذلك بناء السجون والمعتقلات ضرورة ملِّحة لإيداع هؤلاء المدعى عليهم بالفساد زورا وبهتاناً ومن أصدق من الله قيلا حيث قال عن فرعون المستبد الكبير لعنه الله ومن سار على دربه.. قال تعالى : ” وقال فرعونُ ذرونى اقتل موسى وليدع ربه إني اخاف ان يبدل دينكم أو أن يظهر فى الأرض الفساد” الآية  26 غافر.
فعندما سُأل طاغية مصر عن المعتقلين قال اعتقلهم لتأمين الدولة منطق عجيب لسبب القتل والحرق والاعتقال والاغتصاب وكشوف العذرية والقبض على البنات والاختفاء القسرى
والتهجير القسرى وتلفيق القضايا والتهم لكل من تسوِّل له نفسه بممارسة حقه الدستورى فى الترشح للانتخابات الرئاسية واسألوا عن سامى عنان وقنصوه واحمد شفيق وابو الفتوح وانتظروا مهزلة ٢٠٢٤ وما يحدث فيها من مفاجأت دامية وقد صدق عراب الثورة حازم سنُصبح أُضحوكة العالم وبالفعل أصبحنا وما يحدث فى مصر مادة ساخرة للصحف العالمية.

* السكوت على الظلم والاستبداد مشاركة للظالم.

وهنا يأتى دور الشعب الذى يأنُّ تحت وطأة الاستبداد اذا كان رافضا فتراه يتحرك وعيا ومناصرة للمخلصين الرافضين للإنكسار والذل
والهوان فيعمل على :
           * توعية الأمة وايقاظها من غفلتها
           * كشف الاعيب المفسدين وأفساد خططهم دون إحداث فتن وصدام، فضَّالة المستبدين الوقيعة بين المحكومين لإطالة أمد السلطة والحكم.
         * البحث عن أفضل العناصر ذوى العقول الراجحة المؤثرة فى العامة لدعمها والوقوف خلفها لتكوين رأى عام لمناصرة القضية فى الداخل والخارج.
       * استغلال السوشيال ميديا وكل وسائل التواصل المختلفة لاستجلاب أنصار جدد للحاق
بربكب المصلحين والاحرار للخلاص من الظلم
فالسكوت على الظلم ظلم ورضا.
       * ترك الخلافات والصغائر بيننا فالعيش تحت نير الظلم والاستبداد كبيرة من الكبائر لايغفرها الله لمن رضى بها.
      * كف الاذى والتلاسن بالكلام او الإشارة على احد اجتهد وأخطأ بل نمد له الايدى وننفض ماعلق به جراء السقوط.
     * نُثَمِن كل فعل تجاه الحل والعلاج والتوعية
ونترك التخوين والقذف والاتهام فهذا من شأنه قتل التجربة وضياع للهمم وتثبيط للعزائم واليأس من الحل. غير اننى أأكد على عدم تثمين
تجربة الانتخابات والمشاركة فيها مهما كان من يخوضها ضد المستبد ومن نحسن به الظن لأنها تمثيلية لتمديد شرعى ست سنوات عجاف اخرى فهى بمثابة وضع المريض على أجهزة التنفس الاصطناعى.

اجمل لنا وأكمل ان نبدأ من الان وعلى قدر أخلاصنا يكون العون من الله والاعتماد من قبل ومن بعد عليه سبحانه هو ولي كل حر والله الموفق والمستعان…
                              بقلم أ. ح
الإسكندرية فى ١٧ / ٦ / ٢٠٢٣

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى