آخر الأخباراقتصاد

أثبتت إيران أنها ليست عدواً… ولكن

تقرير إعداد 

سمير يوسف

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

Der erste Journalist in Österreich seit 1970. Er arbeitete mit 18 Jahren in der Presse in den Zeitungen Al-Jumhuriya, Al-Massa und My Freedom, dann in den deutschen Zeitungen Der Spiegel und in Österreich zwanzig Jahre lang in der Zeitung Brothers. 1991 gab er die erste arabische und deutsche Zeitung heraus, Al-Watan Zeitung, seit 11 Jahren Republik und Abend in Österreich seit 31 Jahren.

كنت ولازلت متأكد أن إيران دولة مسلمة مجاورة لبلادنا العربية، وأن من حقها على العرب ومن حق العرب عليها أن يكون بينهما علاقات مميزة بحكم ما يجمع بينهما من روابط كثيرة لا يمكن فصلها مهما كانت الظروف…

ولكني أعرف في الوقت نفسه أن العلاقة بين إيران وبين بعض الدول العربية ليست جيدة مثل البحرين ، وأن هذا النوع من العلاقة هو الذي شجع أميركا على محاولة الضغط على هذه الدول لتكون إلى جانبها ضد إيران في أي مشروع عدواني قد تقدم به مستقبلاً في إيران…

وأعرف كذلك أن أميركا ومن ورائها إسرائيل تعملان بكل قوة لكي تقنعا بعض العرب أن عدوهم الحقيقي هو إيران وليس إسرائيل، وأن عليهم بالتالي أن يوجهوا كل جهودهم ناحية إيران، وأن يبتعدوا عن معاداة إسرائيل التي تقف إلى جانبهم ضد عدوهم إيران!!

الأمريكان يعملون بكل قوة لتحقيق مصالحهم مهما كانت الوسائل المتبعة، ومصلحتهم هنا مع قضايا الصهاينة، ومادامت إيران تشكل تهديداً حقيقياً للصهاينة بحسب قولهم .

لا تهمني هنا مواقف الأوروبيين تجاه إيران ومقاطعتها، ولا مواقف اللوبي اليهود ي والأميركان، ولكن الذي يهمني مواقف الدول العربية التي أرى أنها يجب أن تكون مغايرة لتلك المواقف رغم كل القرارات الدولية التي قامت على الظلم والاستبداد استجابة للضغوط الأميركية!

قد يقول البعض: لماذا لا نحترم هذه القرارات الأممية ونحن أعضاء في تلك الهيئات؟! وهذا سؤال وجيه لو أن الجميع يخدمون هذه القرارات! كم من قرار لم تقم له إسرائيل وزنا؟! وكم من قرار ضد أميركا من بعض تلك الهيئات هاجمته أميركا وانتقدته بشدة؟! فلماذا العرب وحدهم هم من يحترم تلك القرارات وهم يعرفون أنها ظالمة؟!

ولكن… أين دور إيران المطمئن للعرب لكي يقفوا معها؟!

للأسف هناك مواقف إيرانية غير مفهومة ولا معقولة وما كان ينبغي للأخوة هناك أن يفعلوها!

الجزر الإماراتية لابد لها من حل جذري ولا يصح أن تبقى عقبة صعبة الحل، ووسيلة لابتعاد دول الخليج كلها عن إيران بسبب مواقفها من الجزر، وعندما تكون هناك نوايا طيبة فلن يكون الحل مستعصياً!

وتلك التصريحات التي يطلقها هذا المسئول الإيراني أو ذاك بين آونة وأخرى تجاه البحرين… صحيح أن الحكومة تنفي أنها مسئولة عن تلك الأقوال ولكن تكرارها يعطي انطباعاً سلبياً تجاهها…

السلاح النووي الإيراني يشكل معضلة للكثيرين، وأنا يهمني العرب وحدهم، ومع قناعتي أن من حق إيران أن تمتلك سلاحاً نوويا ليس للأغراض السلمية مادامت إسرائيل تملك السلاح نفسه إلا أن واجب إيران أن تفعل ما يطمئن العرب أن هذا السلاح لن يؤذيهم بأي صورة من الصور…

وفي هذا السياق فإن الخطوة التي قامت بها الدول العربية وغيرها في محاولة إجبار إسرائيل على الخضوع لتفتيش هيئة الطاقة الذرية عمل جليل يجب أن يتابعوه حتى يتحقق أسوة بما هو معمول به مع إيران…

والمفارقة هنا أن أميركا وبعض حلفائها يقفون ضد تفتيش المفاعلات النووية الإسرائيلية رغم علمهم أنها للأغراض العسكرية، ويقفون بكل قوة تجاه إيران!

الشيء المؤسف تعامل الحكومة الإيرانية بشكل سيئ وعنصري تجاه السنة في إيران مما يشكل هاجساً سيئاً من العرب تجاه إيران – فقد نشرت الصحف أكثر من مرة كيف تعامل إيران رعاياها السنة، وكيف تضيق عليهم في كل اتجاه…

زعيم الطائفة السنية في إيران مولي عبدالحميد منع أكثر من مرة من مغادرة إيران لحضور مؤتمرات يحضرها مسلمون من كل المذاهب!! والعجب أن إيران تحتضن مؤتمرات للتقارب بين المذاهب الإسلامية في الوقت الذي تمنع فيه رعاياها السنة من حضور مؤتمرات مشابهة خارج إيران!

وسنة إيران لا يجدون مسجداً يصلون فيه في طهران، وقد منعوا من بناء مسجد لهم رغم كثرة أعدادهم في العاصمة… والمستغرب أن تمنع إيران رعاياها من بناء مسجد بينما تسمح لغير المسلمين من بناء دور عبادة لهم!

قد يقول البعض: لماذا لا يصلون في المساجد المقامة فعلاً باعتبار المساجد لكل المسلمين… أقول: شخصياً أتمنى هذا ولكن الواقع المؤسف يقول شيئاً آخر!

فالشيعة في كل أنحاء العالم لهم مساجد خاصة بهم ومادام هذا هو الواقع فلماذا تمنع إيران رعاياها من ممارسة عبادتهم؟!

هذه القضايا في غاية الأهمية، وهي التي تقرب بين إيران وبين جيرانها العرب، وهي التي تجعلهم لا يخضعون لأي ابتزاز من هنا وهناك…

من المهم أن تدرك إيران أنها إذا أرادت من العرب أن يقفوا معها ضد التهديدات الأميركية واليهودية أن تبتعد عن تأزيم العلاقات معهم بكل الوسائل…

إيران دولة إسلامية جارة لنا، تقوم بأدوار جيدة، وتقف مع قضايا العرب وخاصة مع إسرائيل، ومن مصلحة الجميع أن يضعوا أيديهم بأيدي البعض ليشكلوا قوة حقيقية تجاه الأطماع التي تهددهم جميعاً…

 إيران الدولة الوحيدة التي دعمت المقاومة الفلسطينية؟ هل هناك دولة عربية وقفت بجانب غزة وفلسطين الجريحة

كان للجمهورية الإسلامية الإيرانية دوراً مهماً في دعم النضال الفلسطيني لمواجهة الكيان الإسرائيلي ومخططاته على مدار سنوات، على مختلف المستويات السياسية، العسكرية، الإنسانية، التكنولوجية والثقافية. وعلى الرغم من التكاليف السياسية والاقتصادية الباهظة التي تكبدتها إيران في سبيل هذا الدعم إلّا أنها لا تزال حتى اليوم، وأمام العالم أجمع، تحاول الاستمرار في بذل الجهود كافة وتوحيد القوى والإمكانات لخدمة هذه القضية ودعمها.

يسلّط هذا التقرير الضوء على الدعم العسكري الإيراني لفلسطين في السنوات الماضية، بالإضافة إلى مجالات الدعم والمساندة الإيرانية في سبيل دعم القضية الفلسطينية.

مسار التحوّل والتطوّر في حالة المقاومة الفلسطينية

يعتبر الدعم العسكري هو الأكثر تأثيراً في مجريات الأحداث داخل الأراضي الفلسطينية، خصوصاً في ظل حالة الاشتباك الدائم مع كيان الاحتلال. إذ ساهم هذا الدعم، بدرجة كبيرة، في تثبيت ما وصلت إليه المقاومة الفلسطينية التي لطالما سعت إلى تطوير قدراتها العسكرية والقتالية وبكل السبل رغم الحصار الذي رفضه العدو على غزّة منذ أكثر من 15 عاماً.

وتحديداً في السنوات العشر الأخيرة، بدت آثار الدعم العسكري جليّة من خلال التطور الكبير والواضح في أداء فصائل المقاومة في فلسطين، لا سيما على صعيد زيادة منسوب الخبرة القتالية، وتطور الإمكانيات التسليحية، وصولاً، وهو الأهم إلى تمكّن المقاومة الفلسطينية من تصنيع جزء مهم من وسائلها القتالية وأسلحتها كالصواريخ والقذائف خاصة داخل قطاع غزة.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، تُعدّ إيران الدولة الوحيدة التي أرسلت إلى المقاومة الفلسطينية صواريخ متوسطة المدى قادرة على قصف المدن الإسرائيلية التي تبعد عن غزة أكثر من 70 كيلومتراً، وكان قصف “تل أبيب” في عدوان 2012 بصواريخ “فجر 5” الإيرانية شاهداً على ذلك. كذلك زودت إيران المقاومة في غزة بصواريخ “كورنيت” المضادة للدروع التي شكّلت هاجساً كبيراً لقوات الاحتلال التي تعمل منذ سنوات لمحاولة الحد من آثارها، وذلك من خلال تركيب منظومات مضادة لها على المدرعات والدبابات الإسرائيلية على غرار منظومة “معطف الريح”، وإقامة السواتر الخرسانية والترابية لعرقلة عملها.

علاوة على ذلك، زوّدت إيران المقاومة في قطاع غزة ببندقيات قنص ذات مدى يصل إلى 2000 متر تقريباً، وقد شاهدنا عدداً من العمليات النوعية التي نفّذت بها على حدود القطاع. كذلك ساهمت إيران في إمداد المقاومة بإمكانيات وخبرات مكّنتها من حفر الأنفاق الدفاعية والهجومية بأحجام ونوعيات لم تكن معروفة من قبل، حيث كان لهذه الأنفاق دور مهم وفاعل في تنفيذ عدد من العمليات النوعية خلف خطوط العدو في عدوان 2014 على غرار عملية “ناحل عوز” ومعبر “بيت حانون” وموقع 16 وغيرها، شكلت حينذاك مفاجأة للاحتلال وكذلك دورها الهام في تنفيذ عملية 7 أكتوبر وصمود المقاومة حاليًا في حرب طوفان الأقصى.

وعلى صعيد متصل أيضاً تلقّى مئات المقاومين الفلسطينيين دورات تدريبة متقدمة بإشراف خبراء إيرانيين، سواء على الأراضي الإيرانية أو في مناطق أخرى، والتي كان لها تأثير كبير في تطوير قدرات هؤلاء المقاومين المحترفين. مع الإشارة أيضاً إلى الدور الإيراني المهم في مجال الطيران المسيّر الذي باتت تملكه المقاومة الفلسطينية، وهذا السلاح تحديداً ينظر إليه العدو بدرجة عالية من التخوّف والحذر، نظراً إلى تأثيره الكبير في ساحة المعركة.

مجالات الدعم والمساندة الإيرانية لفلسطين

تتنوع مجالات الدعم بين الدعم السياسي والعسكري كما المالي والإنساني والإعلامي:

– تقديم المعلومات الاستخبارية.

– الدعم اللوجستي.

– الدعم المالي في المجالات المختلفة.

– تسليح المقاومة الفلسطينية وتزويدها بالصواريخ والأسلحة المختلفة والنوعية.

– تصدير التكنولوجيا العسكرية التي مكنّت المقاومة الفلسطينية من تصنيع بنفسها وسائلها القتالية المختلفة.

– دورات تدريبية متقدمة في مختلف المجالات لا سيّما في مجال الطيران المسيّر.

– تعطيل “عملية السلام” في الشرق الأوسط لعدم الالتفاف على مصير الشعب الفلسطيني.

– استخدام المنبر الدولي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين.

– تجريم احتلال “إسرائيل” أراضي الشعب الفلسطيني في كل المحافل والهيئات الأممية.

– تنظيم المؤتمرات واللقاءات الداعمة للقضية الفلسطينية.

– توفير المساعدات الطبية والغذائية والإنشائية والتعليمية للفلسطينيين.

– تقديم الدعم المادي للقنوات التلفزيونية الفلسطينية، والمؤسسات الإعلامية المختلفة، لا سيما تلك القريبة من فصائل المقاومة لتغطية الأحداث الفلسطينية كافة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى