آخر الأخبار

فاز بجائزة دولية.. بكرسيه المتحرك نجا من حادث المسجد ومع ذلك عاد لمساعدة الآخرين والبحث عن زوجته

حصل رجل تمكّن من الفرار من الهجوم الإرهابي، الذي وقع بمسجد مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، ثم عاد من جديد ليساعد آخرين، حصل على جائزة سلام دولية.

حسب صحيفة The New Zealand Herald النيوزيلندية، كان فريد أحمد وزوجته حُسنة في مسجد النور بمدينة كرايستشيرش، في 15 مارس/آذار الماضي، وحينها اقتحم مُسلّحٌ المسجد وفتح النار على المصلّين.

وهرعت حُسنة آنذاك لتساعد النساء والأطفال للوصول إلى ملاذ آمن، ولكن الطلقات النارية أودت بحياتها حينما حاولت دخول المسجد مجدداً، لتساعد زوجها الذي يستخدم كرسياً مُتحركاً.

وتمكّن فريد من الخروج من المسجد، وعاد هو أيضاً من جديد ليحاول العثور على زوجته ويساعد بقيّة المُصلّين.

منذ ذلك الحين، يتحدّث فريد أحمد في الفعاليات المُنظّمة بأنحاء نيوزيلندا وحول العالم عن التسامح والحب، كما مدّ يده بتلك المشاعر إلى قاتل زوجته المزعوم بعد أيّام من وقوع المذبحة.

في وقت سابق من الشهر الجاري، سافر فريد أحمد إلى أبوظبي لإلقاء كلمة في منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، الذي احتشد فيه قرابة 495 شخصاً بين زعماء دينيين ودعاة للتسامح، في دورته السنوية السادسة التي ركّزت على دور الأديان في تعزيز التسامح.

وفي هذه الفعالية، تلقّى أحمد جائزة نظير جهوده المعنية بتعزيز السلام.

قال إنه يتشرّف بهذا التكريم، الذي قال إنه ناله اعترافاً بـ «رسالته الداعية للسلام والتي يبعثها للعالم من خلال نشر الحبّ والتسامح».

وقال أحمد إنه يؤمن بأن البشر «عائلة واحدة، ومن ثمّ يتحتم علينا أن نعامل بعضنا البعض برحمة».

توافق ذلك مع هدف المنتدى الذي قال إنه يتمثّل في جمع أطياف الأديان بشكل تدريجي، معاً من أجل نشر رسالة السلام والاتحاد في العالم.

وقال أحمد إنه لن يكفّ عن الترويج لتلك الرسالة، وإنه يشعر بأن هذه هي مهمّته، وما كانت ستودّ زوجته الراحلة أن يفعله في أعقاب تلك المأساة.

وأضاف قائلاً: «إن أي مبادرة للسلام في هذا العالم هي جيدة وتمدّنا بالأمل، وستحفّز الجيل القادم ليتوق أكثر وأكثر للسلام، فإن العالم في حاجة للاتحاد على قلب رجلٍ واحد من أجل نبذ العنف، وإذا دعم جميع الطيّبين بعضهم بعضاً، فسيكون ذلك بمثابة شعاع ضوءٍ يبدد ظلام العنف والكراهية والقتل».

قال أحمد إنه في أعقاب الهجوم الذي وقع في مارس/آذار، كانت نيوزيلندا «نموذجاً هائلاً في التعبير عن الحبّ والتعاطف، وهو أمر جدير بالاحترام كمصدرِ إلهام للعالم. وإنني أرى ذلك حيثما ذهبت».

وأضاف أحمد أنه يستمتع بنشر رسالته والسفر إلى أنحاء العالم لفعل ذلك، وقد شغله هذا، مما ساعده على التعافي بعد خسارته الفادحة لزوجته، وقد جعله يشعر بأنه يفعل الخير نيابة عنها.

تابع قائلاً: «مهما كان ما فعلته في أعقاب المأساة، فلم يكن الغرض منه هو أيّ أعتراف أو جائزة، بل إنني فعلته كواجبٍ تجاه رفاقي الإخوة والأخوات من بني البشر من أجل سلام أفضل ومُستقبل عامر بالحب».

قال: «إنني لم أقبل تلك الجائزة لنفسي لأنني لم أرَ لنفسي حقّاً فيها، ولكنني اعتبرتها تكريماً للراحلين الذين فقدوا حياتهم بينما كانوا يُقيمون الصلاة بشكل سلمي».

أراد فريد توجيه رسالة شكر إلى شعب نيوزيلندا، وجميع من أظهروا الحب والدعم في أعقاب المذبحة التي وقعت بالمسجد، وأعرب عن أمله في أن يستمر التعاطف ويسفر عن تأثير إيجابي. وقال: «معاً، يمكننا خلق عالم أفضل، علينا أن نتفادى الكراهية ونتحلّى بالحب».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى