آخر الأخبار

أخبار مشجعة.. العلماء يسجلون علامات تدل على استمرار المناعة ضد كورونا حتى بعد الإصابات الخفيفة

بدأ العلماء الذين يراقبون الاستجابات المناعية لفيروس كورونا، في رصد إشارات مُشجِّعة على مناعةٍ قوية ومستدامة من الفيروس، حتى لدى الأشخاص الذين أُصيبوا بأعراض خفيفة، بحسب مجموعةٍ من الدراسات الجديدة، نشرتها صحيفة New York Times الأمريكية، الأحد 16 أغسطس/آب 2020. 

عدو مألوف: تشير الدراسات الجديدة إلى أن الأجسام المضادة المكافحة للمرض، والخلايا المناعية البائية والتائية القادرة على التعرف على الفيروس، تظل موجودةً بعد أشهرٍ من علاج العدوى، وهذا ما اعتبرته أصداء مُشجّعة لاستجابة الجسم الدائمة ضد فيروس كورونا. 

ورغم أن الباحثين لا يُمكنهم التنبؤ بمدى استمرارية تلك الاستجابات المناعية، يرى عديد من الخبراء في هذه البيانات مؤشراً جيداً على أن أكثر خلايا الجسم جدية تؤدي دورها، وستكون لديها فرصة جيدة للتخلص من فيروس كورونا بدرجةٍ أسرع وأكثر حسماً من أي وقتٍ مضى، في حال التعرض له مُجدّداً. 

تقول ماريون بيبر، عالمة المناعة في جامعة واشنطن ومُؤلّفة إحدى الدراسات الجديدة التي تخضع للمراجعة بواسطة دورية Nature العلمية، إن الوقاية من الإصابة مرةً أخرى لا يمكن تأكيدها بالكامل حتى نعثر على دليل على أن غالبية الأشخاص الذين أُصيبوا بالفيروس من جديد استطاعوا السيطرة عليه فعلياً. لكن النتائج يمكن أن تساعد في تهدئة المخاوف الأخيرة بشأن قدرة الفيروس على خداع جهاز المناعة وإدخاله في حالة فقدان ذاكرة، مما يترك الناس عرضةً لنوبات متكررة من المرض.

ولم يعثر الباحثون بعد على أدلة قوية على أن الإصابة بفيروس كورونا من جديد أمرٌ يحدث بالفعل، خاصةً في غضون الأشهر القليلة التي انتشر فيها بشكل كبير جداً بين البشر.

دراسات عملية: تمكنت عدة دراسات، منها دراسةٌ نُشِرَت يوم الجمعة 14 أغسطس/آب في دورية Cell العلمية، من عزل الخلايا التائية التي تُهاجم فيروس كورونا في دماء الأفراد المتعافين، بعد وقتٍ طويل من اختفاء الأعراض. 

تقول الدراسة إنه “حين تم استفزاز تلك الخلايا بقليل من فيروس كورونا داخل المختبر، أطلقت تلك الخلايا التائية إشارات لمكافحة الفيروس، واستنسخت نفسها إلى جيوشٍ جديدة جاهزة لمواجهة عدوٍ مألوف”. 

كما أشارت بعض التقارير إلى أن تحليل الخلايا التائية قد يمنح الباحثين لمحةً عن الاستجابة المناعية لفيروس كورونا، حتى لدى المصابين الذين انخفضت معدلات الأجسام المضادة في أجسادهم إلى درجةٍ يصعب معها رصدها.

تجارب على الحيوانات: قالت سميتا آير، عالمة المناعة بجامعة كاليفورنيا دافيس، والتي تدرس الاستجابات المناعية لـ”كورونا” في قرود المكاك الريسوسي: “هذا أمرٌ واعدٌ للغاية. ولا شك في أنه يدعو إلى بعض التفاؤل بشأن مناعة القطيع، وربما تطوير اللقاح”.

وما تزال هناك كثير من الأمور الغامضة، فرغم أن هذه الدراسات تُلمِّح إلى إمكانية الوقاية، فإنها لا تبرهن على فاعليتها العملية، بحسب شوانغ-هي تشانغ، عالم المناعة بجامعة ميشيغان الذي لم يشارك في الدراسات الجديدة.

ويمكن أن تساعد الأبحاث على الحيوانات في سد بعض الثغرات، إذ كشفت الدراسات الصغيرة أن إصابةً واحدة بفيروس كورونا تساعد في حماية قرود المكاك الريسوسي من الإصابة بالفيروس مرةً أخرى، على ما يبدو.

لكنَّ تتبُّع الاستجابات البشرية على المدى الطويل سيستغرق بعض الوقت وفقاً لماريون، مضيفة: “إن الذاكرة المناعية الجيدة تتطلب أن تكون الجزيئات والخلايا وفيرة وفعالة ومتينة، ولا يمكن للعلماء حتى الآن القول إن الشروط الثلاثة مستوفاة بشكلٍ كامل”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى