آخر الأخبارتقارير وملفات

النكسة الكبرى مازالت مستمرة

الإعلامى والمحلل السياسي

  د .محمد رمضان 

نائب رئيس منظمة اعلاميون حول العالم 

باريس – فرنسا

كان يوما مشئوما علي الامة  انكسرت فيه الجيوش واندحرت امام عدوها ، وارتدت الشعوب ثوب الحداد علي من قتلوا غدرا وضحي بهم في اتون حرب خاطفة لم يعدًُ لها ولم يحاسب من زج بالبلاد في حرب خاسرة .

قتل الالاف من ابناء الامة واختفي العشرات منهم ولم يعثر  لهم  اثر واصبح فقدانهم هم لذويهم والما لايفارقهم .

ومرت سنوات وتاتي الذكري كل عام ولم  ترفع الامة راسها من هذه المحنة وتسترد كرامتها التي اهدرت ومقدساتها التي دنست وارضها التي احتلت .

فماذا حدث ؟

افبعد كل هذه السنين والامة عاجزة عن النهوض ؟

افبعد مرور كل هذا الوقت لم تعرف الامة كيف الخلاص من كبوتها ؟

نعم لا زالت عاجزة  ولا تدري كيف تسترد عافيتها وتستعيد قوامها وقوتها

أكاذيب السياسة الإسرائيلية ليست جديدة والتي تعاون فيها رئيسي الوزراء الإسرائيليين ايهود باراك وبنيامين نتنياهو بشأن سعي اسرائيل لتحقيق السلام ولجوء وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى خلق مفاهيم كاذبة توحي بأن القيادة الإسرائيلية تعتزم التفاوض على الانسحاب بينما كانت أحاديث تلك القيادة تشيد بالمستوطنين في الضفة الغربية.
كما سوق الإسرائيليون الأكاذيب التالية: “كذبة الدولتين”؛ كذبة ” إسرائيل تريد السلام”؛ كذبة “النكبة اليهودية”؛ كذبة “الجيش الإسرائيلي لا يُقهر”؛” كذبة “طهارة السلاح”؛” العالم كله ضد اليهود وإسرائيل” وكذبة “نحن لن نسامح العرب لأنهم اضطروا أبناءنا كي يقتلوهم”.
أما الأكاذيب العربية الأنظمة العسكرية الراديكالية التي أعقبت ثورة 23 يوليو 1952، و«انتصار» جمال عبد الناصر في 1956 في «حرب السويس» و انقلاب عبدالكريم قاسم وعبدالسلام عارف في العراق عام 1958، ثم بانقلابي حزب «البعث» في العراق وسوريا عام 1963. وقيام الوحدة المصرية- السورية و«الجمهورية العربية المتحدة» في 1958. وزعمت قياداتها أن مبرر وجودها هو الرد على هزيمة 1948. وكانت هزيمتها أفدح من هزيمة الأنظمة التي ظهرت في اعقاب موجة الاستقلالات. لأن الصوت الإيديولوجي الناصري، وخصوصاً البعثي، كان مرتفعاً جداً، وكذلك الافراط في منح الجماهير الكبيرة بإنجاز ثالوث التحرير والوحدة والاشتراكية عاجلاً أم آجلاً. والتغني بحرب الشعب طويلة الأمد و “الحرب الخاطفة”
لقد كشفت نتائج الحرب عن رزمة الشعارات الكاذبة والأخبار الكاذبة والأكاذيب والإشاعات التي بثتها إذاعة صوت العرب من القاهرة، وعلى نحو خاص تلك التي أطلقها المذيع الشهير احمد سعيد الذي اتهم بأنه أعلن انتصار الجيش المصري في حرب 1967. ونقل عبر اذاعة صوت العرب بيانات عسكرية منسوبة لمصادر عسكرية في الجيش المصري تخبر عن انتصار ساحق لمصر وعن إسقاط عشرات الطائرات الإسرائيلية. لكنه قال في مقابلة بخصوص هذا الموضوع: “لا تستطيع أي صحيفة أو إذاعة أو قناة تليفزيونية عندما يأتي إليها بيان من أي وزير في الدولة وهي في حالة حرب أن تمتنع عن نشره”.
وتمثلت الكذبة الكبرى في شعار “إزالة آثار العدوان” الذي صكّه عبد الناصر في الرسالة التي وجهها إلى مجلس الأمة المصري يوم 10 يونيو (حزيران) 1967، يبلغه فيها أنه استجابة لإرادة الشعب المصري، والشعوب العربية، التي خرجت جماهيرها في اليوم السابق، ترفض قراره بالتنحي عن رئاسة الجمهورية، قرر أن يبقى في مكانه، إلى أن تتم إزالة آثار العدوان.. فيعود أمر رئاسة الجمهورية إلى الشعب.

أنتجت الأكاذيب والأخبار الكاذبة مثل إعلان سقوط مدينة القنيطرة في 10 يونيو/حزيران 1967 قبل احتلالها الفعلي، والشائعات روايات إسرائيلية وعربية متناقضة حول حرب 1967تحولت إلى طلاسم وحاضنات لخرافات وأساطير سياسية تمثلت أهدافها ومراميها الآنية والمستقبلية في تضليل الشعوب وفي الوقت نفسه التهرب من تحمل مسؤولية الاخفاقات والأخطاء أو الخطايا.

فقد خزلها من تولوا السلطة ونسوا ما أصابها من عار ودنس مقدساتها بل والاكثر من ذلك انهم ذهبوا لنيل الرضا من عدوها والتبرك بافعاله واعلنوا حربهم  علي ابناء الامة الرافضين للخنوع والخضوع ،

فاعتبروا المقاومة للعدو أرهاب  والرافض للتطبيع خارج علي الحاكم وعقابه واجب واسسوا عقيدة جديدة تدعوا لها ابواقهم ليل نهار .

فهذا يدعي ان القدس ليست قدسنا وان الارض ليست لنا وان الحقوق المفقودة وهما ملئت به اذاننا ..

فكيف نتخذ الصهاينة اعداء لنا ؟

فنادوا في الجمع من يقول قولنا ليثبت اركاننا ؟

فاتوا بسحرة فرعون ليعلنوا للعامة ولاءهم وصدق حديث كبيرهم وان ما يحدث هو الحقيقة وما يشاع عن حقوق مسلوبة و ثروات منهوبة  هراء عفي عليه الزمن وعلينا ان نتعايش مع الحقيقة .

انها النكسة الكبري التي نعيشها بكل تفاصيلها ويابي البعض التصريح بها او الاشارة اليها  ، لقد تحولت الامة الي قطيع  يسير  خلف راعي فاشل ضال يبحث عن  البقاء وان قتل كافة القطيع فلا يعنيه امرهم .

فيا احرار الامة ماذا تنتظرون وقد بيعت الارض وانتشر الفساد والفجور و امتلاءت المعتقلات بالابرياء والشرفاء اليس ذلك بنكسة ؟

ديون تنوء بحملها الجبال ونقص في الاموال والثمرات وتضيع لحقوق الناس وتفريط في شريان الحياة “مياة النيل ”  فماذا بعد الجوع والعطش ؟

فهزيمة الجيوش شيء يتدارك  وكسر الارادة والخضوع للذل هو  النكسة بعينها  وان لم تراه العيون  والقلوب الغافلة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى