تقرير يتهم وزارة العدل الأمريكية بمحاباة روسيا! أعاقت سراً التحقيق في اتهامات بتدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية
كشف مسؤولو إنفاذ قانون أمريكيون سابقون في تصريحات لصحيفة The New York Times عن أن وزارة العدل الأمريكية بذلت جهداً كبيراً لتقييد نطاق تحقيقات عام 2017 المتعلقة بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وأي علاقات محتملة لموسكو مع الرئيس دونالد ترامب.
حيث ذكرت صحيفة The New York Times في تقريرها أنه عند تعيين روبرت مولر مستشاراً خاصاً للتحقيق، أخبره نائب المدعي العام السابق، رود روزنشتاين، بأن عليه البحث عن “أي روابط و/أو تنسيق مع الحكومة الروسية”، وهو ما يقع ضمن اختصاص تحقيقات مكافحة التجسس وما تضطلع به من كشف لأي تهديدات انطوت عليه تلك الأنشطة للأمن القومي الأمريكي.
تحقيق جنائي وليس سياسياً: ومع ذلك فقد قال مسؤولون سابقون في وزارة العدل الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي لصحيفة New York Times، إن المدعي العام روزنشتاين طلب من مولر سراً أن يجري التحقيق باعتباره تحقيقاً جنائياً، ومن ثم تكوين فريق عملٍ معني بالتحقيق في الجرائم، وليس في تهديدات الأمن القومي، حسبما نقل موقع Business Insider الأمريكية في تقرير له عن النيويورك تايمز الإثنين 31 أغسطس/آب 2020.
واستناداً إلى ما جاء في كتاب الصحفي جيفري توبين الذي كشف عن هذه المحادثة لأول مرة، قال روزنشتاين لمولر آنذاك: “أنا أحب كين ستار. لكن تحقيقه كان رحلة صيد واسعة النطاق. لا تفعل أنت ذلك. هذا تحقيق جنائي. قم بعملك فيه، ثم أغلقه”.
من جانبه، لم يرد ممثل من وزارة العدل على الفور على طلب من موقع Business Insider للتعليق.
تهديدات بسبب العلاقات مع روسيا: هذا ويأتي تقرير صحيفة New York Times بعد تقرير آخر صدر عن لجنة الاستخبارات التي تضم أعضاء من الحزبين الأمريكيين، الديمقراطي والجمهوري، بمجلس الشيوخ الذي يمثل الحزب الجمهوري الأغلبية فيه، وقد خلص تقرير اللجنة إلى أن رئيس حملة ترامب السابق، بول مانافورت، شكّل “تهديداً خطيراً لأنشطة الاستخبارات المضادة/الوقائية” بسبب علاقاته واسعة النطاق مع أفراد وكيانات موالية لروسيا.
فيما قال التقرير: “إجمالاً، فإن نفاذ مانافورت إلى معلومات عالية المستوى، وبوادر استعداده لمشاركة المعلومات مع أفراد مرتبطين بدرجة وثيقة بأجهزة الاستخبارات الروسية، ولا سيما ضابط الاستخبارات الروسي [كونستانتين] كليمنيك وشركاء رجل الأعمال الروسي أوليغ ديريباسكا، تنطوي على تهديد خطير لأنشطة مكافحة التجسس الأمريكية”.
تحقيقات عام 2017: من جهة أخرى، قال أندرو مكابي، نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، لصحيفة New York Times إن روزنشتاين لم يوجه تلك الأوامر إلى مولر عبره، وإنه لو كان علم، لكان مكتب التحقيقات الفيدرالي هو الذي تولى التحقيق بدلاً من ذلك.
أندرو مكابي قال أيضا للصحيفة: “لقد فتحنا هذه القضية في مايو/أيار 2017 بعد أن توفر لدينا معلومات تشير إلى احتمال وجود تهديد للأمن القومي، وتحديداً تهديد يتعلق بأنشطة استخبارات مضادة تشمل دونالد ترامب وروسيا. وكان المنتظر أن تُفحص هذه القضية والمسائل المتعلقة بها على نحو كامل من فريق التحقيق الخاص”.
كذلك أشار مكابي: “إذا كان ثمة قرار ضمني صدر بعدم التحقيق في هذه القضايا، فإن ذلك باعث للدهشة ويمثل خيبة أمل لي. لم أكن على علم بذلك”.
