لايف ستايل

تواريخ انتهاء الصلاحية المكتوبة على المنتجات الغذائية تختلف عن الحقيقة.. هذا ما يتعيّن عليكِ الالتزام به

بعد أن بات معظمنا معزولين في منازلنا، أصبح هناك فرصة لإعادة الاطّلاع على مجموعة التوابل المنسية والبقوليات كريهة الرائحة الموجودة داخل أعماق خزانة مطبخكِ. إلى أي مدى أصبحت تلك المواد الغذائية فاسدة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي؟ ما هو الوقت المناسب للتخلّص من منتج غذائي ما؟ وماذا عن المكوّنات الطازجة؟ 

وبما أننا نحاول قدر الإمكان تقليل الزيارات إلى متجر السلع الغذائية إلى الحد الأدنى، إلى متى يمكن الاحتفاظ بالبيض ومنتجات الألبان؟

إليكِ أول شيء ينبغي أن تعرفيه: تاريخ انتهاء الصلاحية المدوّن على أغلفة المنتجات الغذائية ليس له علاقة بصلاحية طعامك. 

إذ تعتبر كتابة فترات صلاحية المنتجات الغذائية أمراً طوعياً تماماً بالنسبة لجميع المنتجات تقريباً باستثناء أغذية الأطفال، وفق تقرير صحيفة The New York Times الأمريكية.

لا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل إنَّ تاريخ انتهاء الصلاحية لا شأن له بسلامة ما تتناولينه من طعام. لا يتعدى هذا التأريخ كونه أفضل تخمين من الشركة المصنعة بشأن الموعد الذي ستكون جودة منتجها بعده ليست في أفضل مستوى. 

أيضاً، يميل مصنعو المنتجات الغذائية إلى التحفظ إلى حد ما بشأن تلك التواريخ، مع العلم أنَّه ليس جميعنا ملتزمين بالحفاظ على خزانة الطعام مظلمة والتقليل من عدد مرات فتح الثلاجة إلى أدنى حد ممكن بحسب الضرورة. هذا يعني أن عليكِ أن تكفّي عن الوقوف أمام الثلاجة للتفكير فيم تشتهين من طعام، فكري وقرري قبل فتح الباب.

لنبدأ بالمنتجات التي لا داعي للقلق بشأنها، لأنها تبقى صالحة للاستخدام إلى الأبد حتى بعد انتهاء تاريخ صلاحيتها المدوّن على العبوة، مع تغيير طفيف في الجودة. 

تشمل هذه المنتجات الخل، والعسل، والفانيليا أو غيرها من المستخلصات، والسكر، والملح، وشراب الذرة والعسل الأسود. 

فيما يمكن الاحتفاظ بحبوب الشوفان السميكة الخشنة أو المطحونة لمدة تصل إلى عام كامل قبل أن تفسد، لكن الشوفان المطبوخ المُعد مسبقاً (أو الشوفان الفوري) يبقى صالحاً للاستخدام إلى الأبد تقريباً. 

قاعدة مهمة: درجة بياض المواد الغذائية إشارة إلى مدة صلاحيتها

يمكن القول باطمئنان أيضاً إنَّه لا ضرر من استخدام الدقيق الأبيض بغض النظر عن فترة صلاحيته، لكن دقيق القمح الكامل ودقيق الحبوب الكاملة قد يكتسب رائحة معدنية أو شبيهة برائحة الصابون في غضون بضعة أشهر. 

في هذا الصدد، يمكنكِ تطبيق قاعدة مفادها أنَّه كلما زادت درجة بياض المواد الغذائية، طالت فترة صلاحيتها، فالأرز الأبيض المكرر المصقول، على سبيل المثال، تدوم صلاحيته لسنوات، في حين يبقى الأرز البني صالحاً للاستهلاك لبضعة شهور فقط.

يرجع ذلك إلى أنَّ الحبوب الكاملة غير المكررة تحتوي على الدهون، التي هي أول شيء يفسد عندما يتعلق الأمر بالمنتجات الجافة داخل خزانة الطعام. وعلى نفس المنوال، ستفسد المكسرات في غضون بضعة أشهر عند وضعها في خزانة الطعام، لأنَّها عادةً ما تحتوي على نسبة عالية من الدهون. (ينبغي تخزينها في الفريزر لتمديد فترة صلاحيتها إلى بضع سنوات).

في المقابل، يمكن أن يظل الخبز المصفوف على رف متجر السلع الغذائية والمصنوع من الزيوت (ومضاف إليه المواد الحافظة) محتفظاً بملمسه الناعم لمدة أسابيع في الثلاجة، في حين خبز العجين المخمّر قد يبدأ في التعفن قبل نهاية الأسبوع.

ستظل البقوليات المجففة والعدس آمنين للاستهلاك لمدة سنوات بعد الشراء، لكنهما سيصبحان أكثر صلابة ويستغرقان وقتًاً أطول في الطهي مع مرور الوقت. إذا لم تكن متأكداً من عمر البقوليات الموجودة لديكِ، تجنّبي استخدامها في وصفات تحتوي على مكونات حمضية، مثل الطماطم، حيث يمكن للحمض أن يزيد بدرجة كبيرة من مدة الطهي اللازمة لتليين البقوليات.

نحن جميعاً نسخر من أمهاتنا بسبب استخدامهن للتوابل، التي انتهت صلاحيتها في ثمانينيات القرن الماضي، لكن الحقيقة لا يوجد أي ضرر في استخدامها بخلاف فقدان فاعليتها في إضفاء النكهة المطلوبة على الأطعمة.

ثمة قاعدة عامة مفادها أنَّ الأغذية المحفوظة في معدن تدوم صلاحيتها لفترة أطول من تلك المحفوظة في زجاج، الذي يدوم فيه الأغذية لفترة أطول من البلاستيك.

ما دامت لم تظهر علامة خارجية ملموسة تدل على تلف المنتج (مثل الانتفاخ أو الصدأ أو العفن) أو تفوح منه رائحة نتنة، سيظل مذاق الفواكه والخضراوات واللحوم المعلبة لذيذاً مثل يوم شرائها لسنوات. 

ويمكن أن تبقى تلك المنتجات طازجة لمدة عام أو عقد بناءً على ظروف التخزين. وبالمثل، ستحافظ المشروبات الغازية في العبوات المعدنية على مذاقها وفورانها لسنوات، لكن المشروبات الغازية في العبوات الزجاجية ستبقى على حالها لمدة تصل إلى عام، أما المعبأة في عبوات بلاستيكية فتحتفظ بجودتها لبضعة أشهر فقط. (معظم العبوات البلاستيكية مُنفّذة للغاز).

بالنسبة لزيوت الطعام، يمكن القول إنَّه حتى الزيوت غير المكرّرة المعرضة للزناخة، ومخزّنة في عبوات معدنية محكمة الغلق، تكاد تكون غير قابلة للتلف أيضاً. لكن الزيوت المعبأة في قنينات زجاجية محكمة الغلق قد تفسد صلاحيتها بوتيرة أسرع. 

قد تختلف مدة صلاحية الاستهلاك اختلافاً كبيراً بالنسبة للزيوت الموجودة في حاويات مفتوحة. ومع ذلك، ستدوم صلاحية جميع تلك الزيوت لفترة أطول إذا لم تبقِيها أعلى سطح الموقد أو بالقرب منه، حيث يمكن أن تصل الحرارة إليها.

كيف تعرفين ما إذا كان زيتكِ جيداً؟ بنفس الطريقة التي تتّبعينها مع معظم الأطعمة: اعتمدي على حاسة الشم. سيبدأ الزيت القديم في تطوير رائحة معدنية أو تشبه رائحة الصابون أو في بعض الحالات رائحة سمكية. 

لا تثقين في حاسة الشم لديك؟ ضعي قطرة من الزيت على طرف إصبعك واضغطي عليها. سيبدو الزيت الفاسد لزجاً على عكس الزيت الجيد، الذي ينساب بسلاسة.

على خطى الزيت والخل: ستبقى صلصات السلطة صالحة للاستخدام لأشهر أو أكثر من عام في  الثلاجة، لاسيما إذا كانت تأتي في قنينات ذات فتحات ضيقة يخرج منها الصوص بالضغط (على عكس القنينات ذات الغطاء القابل للفتح بالكامل).

وبينما تدوم صلاحية صلصة الخردل إلى الأبد، سيبدأ لون صلصة الكاتشب في التغيُّر قبل انقضاء العام، لكن مذاقه سيظل مستساغاً. وعلى عكس الاعتقاد الشائع، تبقى صلصة المايونيز صالحة للاستهلاك لفترة طويلة على نحوٍ استثنائي بعد انتهاء تاريخ صلاحيتها المدوّن عليها -لاسيما عندما لا تحتوي على مكونات مثل عصير الليمون الطازج أو الثوم. (تعتبر التركيزات العالية من الدهون والملح والأحماض مقاومة للبكتيريا والعفن).

فيما تشتهر صلصة الصويا بصلاحيتها الطويلة، لكن يفضل أن تحتفظي بها في الثلاجة لتجنّب الرائحة السمكية النفّاذة التي يمكن أن تبدأ في التطور بعد بضعة أشهر من تخزينها في خزانة الطعام.

نعلم جميعاً رائحة البيض النيء الفاسد، أليس كذلك؟ ماذا غيره سيكون معياراً لوصف الكثير من الروائح الكريهة الأخرى؟ لكن كم مرة شممتِ بالفعل تلك الرائحة: مرة واحدة؟ مرتين؟ ربما لم تشميها قط، هذا يعود إلى أنَّ البيض يستغرق وقتاً طويلاً حتى يفسد.

يمثّل تاريخ الصلاحية المطبوع على كل كرتونة بيض تاريخ تعبئة البيض، الذي يمكن أن يصل إلى 30 يوماً، بعد أيام من وضع الدجاجة للبيضة. وقد يمتد تاريخ الصلاحية المدوّن على الكرتونة حتى 30 يوماً أخرى بعد تاريخ التعبئة.

نحن إذن أمام 60 يوماً كاملة. لكن الاحتمالات جيدة بأنَّ البيض سيبقى مستساغاً لعدة أسابيع أطول من ذلك. قد ينفد مخزون ورق التواليت لديك قبل أن يفسد هذا البيض.

مَن منّا لم يسكب بدون قصد بعض الحليب الفاسد المتكتل في وعاء حبوب الإفطار الخاص بنا. يبدو كما لو أنَّ حليبنا جيد تماماً، ثم يتغيّر فجأة. كيف تسوء الأمور بين عشية وضحاها؟ الحقيقة هي أنَّ التغيير لم يحدث بين عشية وضحاها. 

بداية من لحظة فتح علبة الحليب، تبدأ البكتيريا في تحويل تحويل سكر اللاكتوز في الحليب إلى حمض اللاكتيك. وبمجرد أن يصل الرقم الهيدروجيني (درجة الحموضة) إلى 4.6، يتخثر بروتين الكازين (بروتين الحليب).

هل تريدين حليباً يدوم لفترة أطول؟ ابحثي عن الحليب المعالج بدرجة حرارة عالية للغاية “UHT” لأنَّ هذا النوع من الحليب يتعرّض لعملية البسترة عند درجات حرارة عالية تبلغ 275 درجة فهرنهايت، وهي سخونة كافية لتدمير ليس الفيروسات والبكتيريا فحسب، بل أيضاً الأنواع البكتيرية الدقيقة، ثم يُضخ في ظروف معقمة ويعبأ في عبوات محكمة الغلق. تُنفّذ معظم العلامات التجارية المُنتجة للحليب العضوي عملية المعالجة بدرجة الحرارة العالية للغاية. 

أما بالنسبة لأغذية الأطفال –المنتجات الغذائية الوحيدة التي يجب استخدامها وفقاً للتاريخ المدوّن على العبوة بموجب قرار اتحادي- يمثّل تاريخ انتهاء الصلاحية آخر موعد يمكن أن تضمن فيه الشركة المصنعة أنَّ الطعام يحتوي على كل عنصر غذائي مطبوع على العبوة، وينطبق الأمر نفسه على تركيبات الحليب الصناعي للأطفال.

لكن إذا ساءت الأمور وانعدمت الخيارات، تستطيعين الاطمئنان أيضاً بأنَّك ستظلين قادرة على استخدام طعام الأطفال مع الاستفادة ببعض الفوائد الغذائية لفترة طويلة بعد انقضاء تاريخ الصلاحية المذكور.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى