آخر الأخبار

“حراس الثورة” ينتفضون في السودان.. مجموعات من المتطوعين يحرسون المخابز لمواجهة تهريب الدقيق والخبز

أعلنت الأربعاء 19 فبراير/شباط 2020، مجموعة من المتطوعين، أطلقوا على
أنفسهم “حراس الثورة” التي أطاحت بالرئيس عمر البشير، قيامهم بحراسة
المخابز؛ لمواجهة ما قالوا إنها ظاهرة تهريب الطحين “الدقيق” 
والخبز المدعومَين، اللذين من المفترض أن ينتهي بهما الأمر في أيدي المواطنين
الذين يرزحون تحت وطأة أزمة اقتصادية طاحنة.

لكن لا يزال يتم سحب الدقيق والوقود وإعادة طرحهما في السوق السوداء،
وهو ما يخلق حالة من النقص، تسببت في خفض الروح المعنوية بعد مرور ستة أشهر من
فترة انتقاليةٍ مدتها 39 شهراً، وتركت الحكومة المدنية الضعيفة في حالة عجز عن
الاستجابة.

سياق الخبر: تأتي هذه الخطوة، في ظل تذمُّر ملايين السودانيين وشكواهم من ارتفاع
أسعار الخبز بالبلاد، وارتفاع الأصوات، متهمةً الحكومة بالعجز عن ضبط عمليات
التهريب، ووقف السوق السوداء المخصصة لبيع الدقيق المهرب.

تفاصيل أكثر عن هذه المجموعة: قال الطالب مهند
بابكر وهو يحرس أحد المخابز في ضاحية أركويت بالعاصمة: “نحن دورنا في
المخابز، كلجان مقاومة، يقتصر على الرقابة.. نراقب الأشياء التي تدخل المخبز وتخرج
منه.. الدقيق قبل أن يكون خبزاً، وبعد أن يكون خبزاً، وعدد أرغفة الخبز الذي يخرج
من المخبز، وإلى أي جهة يذهب، وفي أي زمن، ولماذا”.

في حين ذكر بابكر أن المتطوعين ضبطوا بالفعل القمح أو الخبز وهما
يُهرَّبان من المخابز في أركويت. وفي إحدى الحالات عُرض أكثر من ألفي رغيف للبيع
بثلاثة أمثال سعرها خارج الخرطوم. وتلقى الجناة تحذيراً من الشرطة.

قال متطوع ثانٍ إن الخبز يباع في بعض الأحيان للمطاعم بزيادةٍ قدرها
20 في المئة.

صورة أوضح لآليات العمل: على مدى الأسبوعين
الماضيين، أدخل المتطوعون بيانات شحنات الدقيق ومواعيد إغلاق المخابز وعمليات
التهريب، على تطبيق هاتفي بالمرحلة التجريبية في أركويت.

يأملون أن يوسعوا نطاق أنشطتهم لتشمل المطاحن وشبكات التوزيع، وأن
يساعدهم التطبيق في الكشف عن الأماكن التي تحدث فيها عمليات التهريب وتحويل مسارات
الإمدادات.

قال محمد نمر (31 عاماً)، وهو مهندس البرمجيات الذي صمم التطبيق:
“أعتقد أن أزمة الوقود والخبز ستُحَلُّ عندما تتوافر البيانات الصحيحة”.

في سياق متصل، يتم اختيار المتطوعين الذين يعملون بالتناوب، من
“لجان مقاومة” مرتبطة بالحركة التي حشدت المظاهرات في الشوارع لشهور قبل
تنحية البشير في أبريل/نيسان وبعدها.

لكن ما موقف الحكومة؟ شكر وزير التجارة والصناعة، مدني عباس
مدني، المسؤولُ عن وضع سياسة الخبز وأحد الشخصيات البارزة في الحركة المناهضة
للبشير، لجان المقاومة علناً على عملها، ونشر صوراً على تويتر للمتطوعين، ظهر
أحدهم فيها وهو نائم على أكياس (أجولة) الدقيق. كما قالت الوزارة واللجان إنهما
ستحاولان توحيد جهودهما.

إلى ذلك عدلت الحكومة عن قرار رفع أسعار الخبز، لكن “مدني”
أعلن الأسبوع الماضي، أنه ستتم زيادة عدد المخابز التجارية التي يمكن فيها بيع
الخبز بسعر أعلى بدءاً من أبريل/نيسان، وأن حجم رغيف الخبز المدعم بالكامل والذي
يباع بجنيه سوداني (سنتان أمريكيان بالسعر الرسمي، أو سنت أمريكي واحد في السوق
الموازية) سينخفض من 70 غراماً إلى ما بين 42 و48 غراماً.

نظرة إلى حال المواطنين: في أحد المخابز
بضاحية الرياض في الخرطوم، لوّح بعض الزبائن بالأرغفة الأصغر حجماً، مبدين خيبة
أملهم في انخفاض حجمها. وقال مالك المخبز هشام شرفي، إن الخبازين يواجهون ارتفاع
التكاليف وتراجع إمدادات الدقيق، وإن الوزارة كان ينبغي أن تحدد حجماً أكبر
للرغيف.

قال: “المواطن الذي يقف في طابور ويرى هذا الرغيف يقول إنه صغير!
من الأفضل أن يدفع جنيهاً ونصف الجنيه في رغيف كبير. هذا أكثر مصداقية”.

أثارت التلميحات بإمكانية رفع الدعم غضب البعض، لكن الآراء منقسمة.

من جانبه قال صلاح إبراهيم (55 عاماً)، وهو يشتري أرغفة الخبز من
أركويت: “في رأيي الشخصي، لو الحكومة رفعت الدعم فهذا أفضل من أن يأتي العهد
البائد”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى