آخر الأخبارتحليلات

رئيس أساقفة اليونان.. هاجم الإسلام وصنفه “بأنه ليس ديناً، وأتباعه أناس حرب”

إعداد 

سمير يوسف 

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

ها نحن في وقتنا هذا نرى كلَّ يوم تماديًا وتفشِّيًا جديدًا للسُّخرية من الإسلام العظيم؛ سخرية تزداد رقعتها وتمتدُّ من رؤساء الأقوام إلى أدنيائهم وبالعكس، سخرية تتطور من طور الإخفاء والتستُّر إلى طور الإفشاء والتبجُّح، بل المواجهة بها وجهًا لوجه. ثمَّ تطوَّر الأمر إلى إيجاد منظومة دفاع مُمنهَج عن السُّخرية من الدين الإسلاميّ. 

ولعلّ تاريخ هذه الظاهرة قد بدأ في التفشِّي منذ نهاية القرن التاسع عشر مع حلول آثار التغريب على العالمَيْن العربيّ والإسلاميّ، وبدء السير على خُطا الغرب.

أن حكام العرب والمسلمين عموما مع بعض الإستثناءات هم من أعطوا الجرأة لبعض حكام الغرب البلهاء مثل ماكرون كي يتطاولوا على دين ثلث سكان الأرض تقريبا ولكن ببلاهتهم لم يحسنوا تقديرمدى غضب تلك الشعوب المقهورة ومدى تأثيره.

 أن الدفاع عن المقدسات ليس تطرفا، وليس استعداء للآخر، ولوأسيء لبابا الفاتيكان ضمن خطاب يتبناه نظام أي دولة مسلمة، لأتخذت حكومات الغرب موقفا حازما صارما، قد يصل لقطع العلاقات، لكان هذا حقهم، فكيف والأمر لدينا يتعلق بقدوتنا وإمامنا صلى الله عليه وسلم.

علقت هيئة كبار العلماء في السعودية، بصورة خجولة على نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وآله) التي نشرت في فرنسا، واهانات الرئيس الفرنسي التي وجهها الى الإسلام والمسلمين.

تركيا ترد على رئيس أساقفة اليونان وأين الدول الإسلامية ؟

أدانت وزارة الخارجية التركية، مساء الأحد 17 يناير/كانون الثاني 2021، تصريحات رئيس أساقفة اليونان أيرونيموس، حول الإسلام والمسلمين، مشددة على أنه ينبغي على رجال الدين العمل لخدمة السلام بدلاً من زرع بذور الفتنة.

ويأتي استنكار أنقرة بعد أن  قال إيرونيموس، في وقت سابق في حديثه لقناة “أوبن تي في” (OPEN TV) حول حرب الاستقلال اليونانية “إن الإسلام ليس ديناً”، و”المسلمون يقفون دائماً مع الحرب”، وأضاف: “الإسلام ليس ديناً، وأتباع الإسلام أناس حرب، وأناس توسعيون، هذه خصوصية الإسلام، وتعاليمه تدعو لهذا“.

كما أشار البيان إلى أن مثل هذه التصريحات في وقت يتم فيه الاستعداد لمحادثات استكشافية بين أنقرة وأثينا، تمثل خطوة مؤسفة.​​​​​​​

كما وصفت أنقرة تصريحات رئيس أساقفة اليونان بالاستفزازية، والتي تحرض على العداء والعنف ضد الإسلام، كما أشار البيان إلى أن مثل هذه التصريحات تظهر أيضاً المستوى المخيف الذي وصلت إليه الإسلاموفوبيا، لافتاً إلى أن الأسباب الكامنة وراء تزايد العنصرية وكراهية الإسلام والأجانب في أوروبا.

أدانت منظمات إسلامية في اليونان، ما سمته استهداف رئيس الأساقفة في البلاد إيرونيموس، للإسلام والمسلمين.

ووجهت الهيئة الاستشارية للأقلية المسلمة في تراقيا الغربية، عبر حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي، إدانة لإيرونيموس، بسبب العبارات التي تلفظ بها ضد الإسلام والمسلمين.

ودعت الهيئة رئيس الأساقفة، إلى استبدال اللهجة المعادية للإسلام بلغة السلام والوحدة.

وقالت “في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها، نأمل استبدال اللغة المعادية للإسلام بلغة السلام والوحدة”.

ودعت جمعية خريجي مدارس الأئمة والخطابة في تراقيا الغربية، رئيس الأساقفة إلى تقديم اعتذار للمسلمين والإنسانية.

ووصفت ألفاظه بأنها “عدوانية” لا تليق بالمنصب الديني الذي يشغله، ولا تصدر حتى من إنسان عادي.

وفي وقت سابق، قال إيرونيموس، في حديثه لقناة “أوبن تي في” (OPEN TV) حول حرب الاستقلال اليونانية “إن الإسلام ليس ديناً” و”المسلمون يقفون دائما مع الحرب”.
وأضاف “الإسلام، وأتباعه… ليس دينا، بل حزب سياسي، طموح سياسي وأناس حرب، وأناس توسعيون. هذه خصوصية الإسلام. وتعليم محمد تدعو لهذا”، بحسب زعمه.
وكان إيرونيموس، قد أعرب عام 2016، عن “قلقه” من إنشاء مسجد كبير للمسلمين، في أثينا، داعيًا السلطات إلى تأجيل الخطوة.

وطالب إيرونيموس السلطات اليونانية بتأجيل إنشاء المسجد، حتى يتضح وضع المسلمين الموجودين في عموم البلاد، مؤكّدا أن الكنسية اليونانية تُحقّق في الأمر جيدًا.

وأضاف “علينا ألا نستعجل”، قبل أن يتساءل باستنكار “لمن سننشئ المسجد؟ وما الذي سيفعله الناس؟ وهل سيكون المسجد للعبادة أم مدرسة للجهادية والأصولية؟ ومن سيراقب هذه الأمور”؟

كما أعرب إيرونيموس وقتها عن قلقه إزاء أزمة اللاجئين التي تعاني منها اليونان، معتبراً أن بلاده “تتجه للخروج من اليونانية والمسيحية”، حسب قوله.

وفي يوليو/ تموز الماضي، دقت أجراس الحزن في كنائس اليونان كافة، وأقيمت طقوس حداد خاصة فيها، ونُكِّست الأعلام، تزامنًا مع إقامة أول صلاة جمعة في مسجد آيا صوفيا الكبير بإسطنبول.

وأقام رئيس أساقفة اليونان إيرونيموس طقوسًا خاصة، في كنيسة أثينا، شملت قراءة ترانيم من العهد البيزنطي لمريم العذراء.

التدين في اليونان

تشكل اليونان حالة متفردة في النادي الأوروبي من حيث خصوصياتها الثقافية والاجتماعية والدينية، حيث إن هذا البلد التي تختلط فيه الصفات المتوسطية والبلقانية، وأخيراً الأوروبية الغربية لا يزال إلى اليوم على مفترق الطرق يحاول أن يتلمس سيره بين تلك المؤثرات، ومما يزيد المشهد تعقيداً أن لكل وجهة أنصاراً وداعين يحاولون السير بالبلد بالاتجاه الذي يرونه الأنسب والأصلح، لكن أثينا لا تزال إلى اليوم بحاجة إلى الكثير من الوقت حتى تقرر الهوية النهائية التي ستكتسبها في القارة العجوز.

بالنسبة للحالة الدينية في أثينا فالمعروف عن اليونان أنها البلد الذي يعد الحصن الرئيس للديانة الأرثوذوكسية الشرقية، وأن الكنيسة الأرثوذوكسية لها كلمة الفصل في معظم القضايا التي لها علاقة بديانة البلد

وتحاول الكنيسة اليونانية في أثينا أن تمسك بأوراق المسألة الدينية في اليونان، وقد حاربت الكثير من الظواهر الوافدة من خارج اليونان، ودفعت باتجاه عدم الاعتراف بها ،مثل: جمعيات شهود يهوه وعباد الشيطان، وفرق أخرى تظهر حيناً وتختفي عن الساحة حيناً أو تعود بأسماء ولافتات جديدة، ولكن الثابت أنها ستجد نفسها دائماً في مواجهة الكنيسة الرسمية .

أما رواد الكنائس فهم بشكل رئيس من كبار السن، وتعول الكنيسة على استقطاب فئات معينة من المواطنين والتركيز على النساء، ولا تتردد في ضم أعداد من الوافدين على البلد -خاصة من الجالية اللبنانية-إلى حظيرتها وتعميد أبنائهم كمسيحيين أرثوذوكسييين بالرغم من أن الدستور اليوناني يحظر الدعوات الهادفة إلى تغيير ديانة ومعتقدات الأفراد .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى