الأرشيفتقارير وملفات

سيسي كلبش وسياسة الترويع الثقافي

بقلم الإعلامى والمحلل السياسى

سامى دياب

رئيس فرع المنظمة فى السودان ودول أفريقيا

***************

من عبد الحليم إلى محمد رمضان.. كيف سخّر رؤساء مصر من العسكريين الفن لخدمتهم؟

ويراهن رؤساء مصر منذ ثورة 1952 على شعبية نجوم الفن لاجتذاب الجماهير والسيطرة عليهم، واتخذ السيسي مسار سابقيه، حيث ولدت شعبية المطرب عبد الحليم حافظ مع صعود ضباط يوليو وفي ظل حكم الرئيس جمال عبدالناصر، كما راهن السادات على شعبية أم كلثوم، وبعد موتها اخترع عيد الفن ليراهن بذلك على شعبية جميع الفنانين، ثم جاء مبارك ليدعم الممثل عادل إمام ويكون معادله الفني صاحب الشعبية التي لن تهتز بالقرارات السياسية.

محمد رمضان ممثل المخابرات السيساوية

أنهى الممثل المصري محمد رمضان خدمته العسكرية الإجبارية أول مارس/آذار الجاري، وأعلن ذلك عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، مؤكدا شعوره بالفخر لخدمته في القوات المسلحة.

وخلال مدة تجنيد رمضان، ظهر عدد من الأعمال بينها مسلسل “نسر الصعيد” والفيلم الدعائي “حراس الوطن” وكليبات مثل “نمبر وان” و”جيشنا صعب”، كما التقط بعض الصور الفوتوغرافية مع سيارات فارهة يبلغ إجمالي ثمنها نحو 45 مليون جنيه مصري (2.58 مليون دولار)، مما أثار غضب شرائح مختلفة من المجتمع المصري.

وهناك إشارات تؤكد اعتبار رمضان خلال المدة الماضية واجهة الجيش في عالم الفن عبر فيديوهاته وعبر مسلسل “نسر الصعيد” الذي استخدم للدعاية المزدوجة للجيش والشرطة معا، مما قد يشير إلى أن رمضان ليس أقل من مشروع معادل “فني” لعبد الفتاح السيسي خاصة في ظل تجسيده شخصيات تمارس العنف والبلطجة دون مبرر درامي قوي.
ثقافة القهر والطغيان السيساويه وصلت إلي الهيمنة علي المادة الثقافية بعد  الهيمنة علي الإعلام والصحافة المطبوعة والإلكترونية فنظام الطاغية يصارع الزمن من أجل إحكام قبضته علي كل مايؤثر في الرأي العام كل مايصل للجماهير بات في فبضته فهو يريد أن يكون المنفذ الوحيد لما تراه وتقرأه وتسمعه الجماهير فأمم صناعة السينما والدراما ووضعها في قبضة المخابرات ،وبالفعل مظاهر هذه ا لمرحلة الآليمة بدأت تتضح علي شكل الدراما المفزعة المرعبة التي تصيب المجتمع بالصدمة والرعب والهلع.

فهو يصنع نجوم وكتاب صناعة الهلع والرعب والإحباط للمجتمع فمنذ سنوات قليلة لم يكن أحد يعلم شئ عن أعمال وتاريخ السيناريست باهر دويدار ولكنه طفي علي السطح طفو محمد رمضان وأمير كرارة وغيرهم من نجوم مطبخ نظام الطواغيت فهذا المطبخ هو المنفذ الوحيد لما يقدم للمجتمع المصري والعربي من مادة ثقافية في مسلسل كلبش يتوغل الخيال القمعي القهري إلي نقاط هلامية بهدف إصابة المجتمع بصدمة تسلب منه الامل والطموح ويحاول صناعة عدو وهمي مثل باقي إنجازات السيسي التي لادليل علي وجودها إلي مسحوقه الذي يطيره علي الواقع المصري مثل غبار عاصفة صيفية تمر علي ولا تتبعها أي نتائج نظام السيسي يفهم جيدا أنه ليس لديه حاضنة شعبية يمكن أن تحميه من أي تحرك ثوري لإسقاطه فهو يواصل عمل كل التدابير من أجل البقاء كمثل من يوضع علي أجهزة الحياة  بعد أن مات جسده أكلينيكيا .

نظام السيسي يشن حرب نفسية علي المجتمع المصري من أجل إخضاعه وإصابته باليأس وفقدان الرغبة والأمل في التغيير منذ شهور وقد شاع في الاوساط الصحفية والإعلامية أن الأجهزة الأمنية السيساوية منعت نشر أخبار عادل إمام في الصحف بالرغم من ان عادل إمام ليس له أي نشاط معارض ولكن إيحائاته مؤثرة مثل التي أطلقها أثناء أنتخابات السيسي الماضية أثناء إدلائه بصوته والتي قال فيها فين الناس دي فضيحة ،وبالفعل لأول مرة منذ سنوات غاب  عادل إمام عن الظهور عبر الشاشة الصغيرة في شهر رمضان الحالي بشكل فاجأ غالبية المصريين والمتابعين العرب وسط تأكيدات لوجود دور للمخابرات السيساوية في الوقوف وراء منع مسلسل الزعيم.
وتشهد الدراما المصرية للعام الثاني على التوالي إنخفاضا ملحوظا في عدد الأعمال الدرامية المنتجة لأكثر من النصف وإحتكار جهة إنتاج واحدة تابعة لـمجموعة إعلام المصريين الخاضعة للمخابرات
وطغى على الدراما المصرية تدخل أمني في أعمالها بدعوى عدم السماح بـمخالفة المعايير الأخلاقية أو الأمنية وفقا لما يقدره الرقيب المانع الحاجب  نظام السيسي لا يخفي تدخله في الدراما المصرية حيث أكد  السيسي في أحد مؤتمرات الشباب مؤخرا أن دولته تتدخل في أعمال التلفزيون والمسلسلات مثنيا على ذلك.وقال في نفس المؤتمر قدمت الدراما عناصر بناء إيجابي ولم تسع إلى المكسب فقط.

حديث السيسي في وقته لم يكن أحد يعلم أنه يقصد به أعمال مثل عادل إمام أو غيره من الاعمال التي تناهض المشاكل الإجتماعية او تسلط الضوء علي حقيقة مايدور في المجتمع المصري الذي ظهرت الأزمة خلال تصويره لمشاهد مسلسله فالنتينو من قبل الشركة المملوكة للمخابرات بسبب طلب الممثل  زيادة في أجره. بعد الخلاف المالي مع الشركة المملوكة لنظام السيسي شن النظام حربا بالوكالة على النجم إمام وكانت البداية في منع الأجهزة الأمنية نشر حوار معه على صفحات جريدة الوطن الخاصة في الخامس من مايو الجاري.الحوار تم عرضه على جهات أمنية تمهيدا لاعتماده قبل النشر كما تجري العادة في الصحف المصرية فكان الرد بالرفض بسبب صفحة أعدتها الجريدة عن إمام بمناسبة قرب ذكرى ميلاده.
وأبلغ المسؤول الأمني إدارة الجريدة أن لديه أوامر بمنع نشر أخبار عادل إمام الذي يحتفل بعيد ميلاده الـ ٧٨ في ١٧ مايو الجاري.
وكشفت المصادر أن السبب في منع الحوار هو تدخل شركة إعلام المصريين التي يرأس مجلس إدارتها تامر مرسي والتي تتبع أجهزة المخابرات  بغرض فرض الحصار الإعلامي على الممثل الشهير.
كذلك منعت جريدة اليوم السابع المملوكة لشركة إعلام المصريين أيضاً، مقالاً للكاتب الصحفي حمدي رزق الذي يكتب بانتظام في الصحيفة كان قد كتبه عن عادل إمام بعدما أبلغه رئيس التحرير خالد صلاح أنه أصبح ممنوعا من الظهور.
وكان عادل إمام قد تحدث مع المذيع وائل الإبراشي في برنامجه الذي كان يذاع على قناة دريم العاشرة مساء في يوليو الماضي واصفا ما يحدث في الدراما المصرية بـفاشية وذلك تعليقا على اللجنة التي أمر بتشكيلها رئيس المجلس الأعلى للإعلام مكرم محمد أحمد لوضع ضوابط لإنتاج المسلسلات.
وقال عادل إمام ما يحدث الآن وصاية جديدة على الفن المصري والناس الموجود حاليا ستقضي على الفن في مصر خاصة اللجان التي تم تشكيلها وهي فاشية
ولم يكن إمام الوحيد الذي تم منعه من الظهور على الشاشة خلال شهر رمضان فقد توقف إنتاج أربعة أعمال كبيرة على الأقل من بين نجومها الفنانة
 يسرى كذلك قام المنتج السوري محمد مشيش صاحب شركة بي لينك الشهيرة قرر الابتعاد عن الدراما المصرية وتجميد نشاطه بمصر والعودة إلى لبنان والاستقرار هناك وأوقف العمل في مشروع مسلسل للنجمة هند صبري لأسباب غير معلنة
المنتج الفني صبري السماك كشف في تصريح لموقع المنصة عن وجود هيمنة أمنية مصرية على الأعمال الفنية حيث يتم إرسال السيناريو إلى الجهات الأمنية للحصول على موافقة خطية عليه حذر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر كل وسائل الإعلام وشركات الإنتاج من مخالفة المعايير الأخلاقية التي وضعها المجلس فيما يخص دراما وإعلانات شهر رمضان وقال وكيل المجلس الأعلى للإعلام عبد الفتاح الجبالي في تصريحات لموقع مصراوي إن المجلس وضع ضوابط محددة تتماشى مع القيم المصرية للالتزام بها في شهر رمضان من بينها منع بث أي محتوى غير ملائم وأضاف حال بث أي مضمون يخالف الآداب العامة وقد تصل عقوبة المخالفين إلى دفع ٢٥٠ ألف جنيه غرامة لـلفظ الخارج مع حذف المشاهد المسيئة ومما تقدم نجد أن نظام السيسي يحكم قبضته الدكتاتورية القمعية علي كل مايصل لسمع أوبصر الجماهير ليظل هو الموجه الوحيد للإعلام والمواد الثقافية والقادر علي التلاعب بمشاعر وأحاسيس الناس.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى