آخر الأخبارتقارير وملفات

غسان سلامة يغادر ليبيا غير مأسوفاً عليه

بقلم الكاتب والباحث الليبى

كاتب وباحث ليبيى

فرج كُندي

عضو مؤسس فى منظمة “إعلاميون حول العالم”

سجل المبعوث الأممي للدعم في ليبيا؛ اللبناني الاصل الفرنسي الجنسية والولاء والانتماء ما لم يسجله مبعوث اممي عبر تاريخ المنظمة الدولية. من فشل في تحقيق الحد الادنى من المهمة الموكلة إليه, من قبل الامين العام للأمم المتحدة, الذي اختاره ليكون ممثل الامين والمنظمة للمساهمة في حل الازمة الليبية التي طال امدها, التي سبقه إليها اكثر من مبعوث اممي لم يحققوا نجاح يذكر .

إلا أن إخفاق سلامة له خصوصيته لكونه إخفاق مقصود ومخطط له؛ لأنه كما تصفه كل الاطراف الليبية المتخاصمة بأنه ليس وسيط نزيه ناهيك أن يكون محايد, وذلك من خلال ما ظهر عليه من تصريحات وردود أفعال عن الاحداث في ليبيا. أقلها التجاهل واوسطها التنديد دون أن يسمي الاشياء بمسمياتها, واعلاها إن دعت الضرورة  يذكر الطرف المعتدي ويندد به , وفي نفس البيان يعطيه من المشروعية ما يبر له سوء فعلته .

أمضى سلامة في مهمته فترة تجاوزت السنتين لم يقدم فيها للسلام والاستقرار في ليبيا  شي يذكره له التاريخ , بقدر ما قدم من خلط أوراق وتعقيد للأمور أكثر مما هي معقدة, بتقديم ما من حقه التأخير وتأخير ما من حقه التقديم, وفق سياسة متعمدة ومدروسة لا مجال للصدفة أو المتغيرات فيها من تأثير , ولا لاحتمالية الصواب والخطاء من وجود.

فهذا الرجل جاء لتحقيق هدف محدد, وهو المهمة الحقيقية التي انيطت به من قبل الدول التي كان لها الدور الأكبر في اختياره كمبعوث أممي للدعم في ليبيا؛ مرتبط معها إما بالانتماء والولاء أو من كانت له بها علاقات عمل واستشارات .

وهذه الدول غير خافي تدخلها المباشر في ليبيا لتحقيق مصالحها السياسية في ضرب ثورة الشعب الليبي وإفشال مشروع الدولة المدنية القائمة على مبداء الحرية والعدالة, والمتحاكمة إلى صناديق الاقتراع في إطار التبادل السلمي على السلطة, ومصالحها الاقتصادية من خلال السيطرة على مقدرات الشعب الليبي والتحكم فيه من خلال استيلائها على تنفيذ المشاريع الاقتصادية في ليبيا واحتكار عائدات الارباح لتنشيط اقتصادها وضخ الاموال إلى خزانتها لتوظيفها في رفاهيتها وتطوير مرافقها ورفاهية شعوبها على حساب الشعب الليبي . . …

نتيجة لسياسة المبعوث الاممي الغير متوازنة بل تصل الى درجة غير المسؤولة سببت ردة فعل في الشارع الليبي؛ عبر فيها عن غضبه واحتقانه من سياسة المبعوث الآ مسؤولة, والغير عابئة بما يحدث في ليبيا من تقتيل الرجال والنساء والأطفال  على الهوية ,ومن اغتصاب بيوت وتهجير مئات الالف, وقفل العشرات من المدارس وقصف المطارات والمستشفيات وسيارات الإسعاف  ……ألخ

دون أن يكون له موقف ايجابي أو الدعوة على عمل حاسم يحد من هذه الأعمال الوحشية التي اثقلت كاهل الشعب الليبي وطال امدها وتداعت تأثيراتها على الكل دون استثناء لمنطقة دون منطقة أخرى .

واخيرا وبعد عدة نداءات كثيرة ومتعددة ازدادت وتيرتها وبشدة في الايام الماضية عبر قنوات الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الدعوة إلى تنحي المبعوث الاممي أو استقالته مما دفع به إلى أن يتقدم إلى الامين العام للأمم المتحدة بطلب إعفائه من مهمته في ليبيا؛ التي بررها  بأن صحته لم تعد تحتمل الاجهاد. بعد أن اجهد ليبيا سنتين وساهم في خرابها وتعقيد ما هو معقد اصلا, و شارك في اختلاط الحابل بالنابل ليترك ليبيا تئن بجراحها , ويعود بجائزة المهمة من قبل من وظفه فيها وقد احسن ادائها بمنتهى التفاني والإخلاص .

تلقى الشعب الليبي خبر قيام سلامة بتقديم استقالته للأمين العام للأمم المتحدة من مسؤولية المبعوث الاممي للدعم في ليبيا بالفرح والاستبشار الكبير؛ لأنهم يرون فيه عامل تعقيد لا عامل حل للمشكلة, وأنه طرف غير ناصح ولا امين ولسان حالهم يقول : ذهب الحمار بأبن سلامة فلا عاد ابن سلامة ولا عاد الحمار.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى