آخر الأخبارالأرشيف

كتاب جديد “الروليت الروسي” يكشف أسرارا جديدة عن العلاقة بين «بوتين» و«ترامب»

قال مستشار «ترامب» السابق للسياسات الخارجية «جورج بابادوبولوس» –والذي يتوقع أن يكون الشاهد الرئيسي في تحقيق «روبرت مولر»- للمحققين الفيدرالين أن «دونالد» شجعه شخصيا على عقد قمة مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» وفقا لكتاب جديد صدر مؤخرا.
وقد ورد في كتاب «الروليت الروسي: القصة الداخلية لحرب بوتين على أمريكا وانتخاب دونالد ترامب» الذي اشترك في تأليفه الكاتب«مايكل إزيكوف» من موقع ياهو نيوز و«ديفيد كورن» من موقع ماذر جونز، أن شهادة «بابادوبولوس» لـ«مولر»، كانت تناقض التصريحات العامة عما حدث في الاجتماع الحساس لفريق السياسة الخارجية لـ«ترامب» في 31 مارس/أذار 2016.
باب خلفي بين «ترامب» و«بوتين»
ففي هذا الاجتماع أبلغ «بابادوبولوس»، «ترامب» – المرشح آنذاك- والمستشارين الآخرين لسياسته الخارجية، بأن لديه أشخاص على اتصال به في بريطانيا، يمكنهم أن يرتبوا قمة بين مرشح الحزب الجمهوري و«بوتين».
وقال مؤلفو الكتاب إن «ترامب» نظر إلى «جيف سيشنز» متوقعا منه أن يتفق مع «بابادوبولوس»، وأومأ «سيشنز» له موافقا، لكن «سيشنز» قال إنه لا يتذكر تبادل الحديث مع «بابادوبولوس»، وقال مسؤول في البيت الأبيض أن الآخرين في الاجتماع تذكروا الموقف بشكل مختلف عن «بابادوبولوس».
وفي الخريف الماضي اعترف «بابادوبولوس» أنه كذب على مكتب التحقيق الفيدرالي بخصوص اتصالاته مع الروس وأصبح شاهدا متعاونا في تحقيق «مولر»، وقصة ما حدث في الاجتماع الوحيد المعروف بين «ترامب» و«بابادوبولوس» هي واحدة من التفاصيل الجديدة التي كشفت في كتاب «الروليت الروسي»، عن الاتصالات التي أجراها ترامب ومستشاري حملته وغيرهم مع الشخصيات الروسية المختلفة ومن يرتبطون بهم خلال حملة 2016.
باب خلفي آخر
يتحدث الكتاب أيضا عن جهود «ألكسندر تورشين»، نائب رئيس البنك المركزي الروسي وحليف «بوتين» المقرب، ومساعدته «ماريا بوتينا»، لنيل حظوة لدى حملة «ترامب» – بما في ذلك محاولتهم الخاصة لترتيب اجتماع بين «بوتين» و«ترامب» في موسكو.
بدأ ذلك مبكرا في يوليو/تموز 2015، عندما ظهرت «بوتينا» في تجمع محافظ يسمى «فريدوم فيست» في لاس فيجاس، حيث كان «ترامب» يتحدث، وخلال جلسة الأسئلة والأجوبة، دعا ترامب «بوتينا»، فسألته عن موقفه من روسيا والعقوبات التي فرضتها إدارة «أوباما» عليها وقد أجاب ترامب قائلا: «أنا أعرف بوتين»، ثم أردف قائلا: «أنا أعتقد أنني سأتوافق بشكل جيد مع بوتين، حسنا؟ لا أعتقد أنكم بحاجة للعقوبات».
وعلق الكاتبان بالقول: «كيف حضرت المرأة الروسية الحدث في لاس فيجاس؟ وكيف استدعاها ترامب للحديث؟ وماذا عن ردة فعل ترامب؟ لقد كانت غريبة، وقد اعتقد بانون أن ترامب كانت لديه إجابة كاملة التطور، كما إن بريبوس اتفق على أن هناك شيئا غريبا بخصوص بوتينا، فأينما كانت هناك مناسبات تعقدها الجماعات المحافظة، فإن بوتينا كانت تظهر».
في ربيع 2016، قام «تورشين» و«بوتينا» –اللذان كانا قريبين من جمعية البندقية الوطنية «ناشيونال رايفل أسوسييشن»– بأفعال مباشرة لاكتساب تأثير على حملة «ترامب»، وقدما عرضهما الخاص بخصوص قمة بين «ترامب» و«بوتين» خلال مؤتمر دولي في موسكو حول محنة المسيحيين المضطهدين، التي نظمها «فرانكلين غراهام».
وفي رسالة إلكترونية لمسؤولي حملة «ترامب»، وصف الناشط المحافظ «ريك كلاي»، تورشين بأنه «صديق مقرب للغاية من الرئيس بوتين»، وشجع فريق «ترامب» على التفكير بقوة في العرض.
الهجمة الإلكترونية
هناك أشياء أخرى كشفها كتاب «الروليت الروسي» ومنها أن حكومة الولايات المتحدة لديها مصدر سري في الكرملين حذرها مبكرا منذ عام 2014 من أن روسيا تشن حملة طموحة من الهجمات الإلكترونية وحرب المعلومات ضد الديموقراطيات الغربية والولايات المتحدة.
كما قدم مصدر الكرملين معلومات صارخة عن الاحتقار الذي يحمله «بوتين» ومسؤوليه الكبار للرئيس «باراك أوباما» وإدارته والتي يعبر عنها في العادة بعبارات عنصرية، فقد كان يطلق على «أوباما» في حضور «بوتين» (القرد)، ولم يكن من غير المألوف أن يطلق عليه كلمة «الزنجي».
وقد كان مدير حملة «هيلاري كلينتون»، «روبي موك»، قلقا جدا بشأن روابط «ترامب» بالمستشارين المقربين من روسيا، لدرجة أنه أراد إمساك حملة «ترامب» متلبسين بالتعاون مع موسكو، فيما سماه «فخ مخترقي الشبكات».
وكانت الفكرة هي أن يزرع فريق «كلينتون» قصة زائفة عن «كلينتون» في كمبيوتر «اللجنة الوطنية الديموقراطية»، وينتظروا ليروا ما إن كانت حملة «ترامب» أو حلفاؤها سيستخدمونها علانية، وإن فعلوا ذلك، فإن هذا سيكون دليلا على تلقي الحملة لمعلومات استخباراتية من القراصنة الروس الذين اخترقوا خوادم اللجنة الديموقراطية، لكن محامي الحملة قال بعد أن ناقشوا الفكرة معه، أنها «مريبة» ويمكن أن تأتي بنتائج عكسية.
الفيديو الجنسي
وكان الرئيس «أوباما» ميالا للشك عندما تم إطلاعه لأول مرة في مطلع يناير/كانون الثاني 2017 على محتويات ملف أعده الجاسوس البريطاني السابق «كريستوفر ستيل»، زاعما أن الكرملين لديهم شريط فيديو لـ«ترامب» وهو ينخرط في سلوك جنسي دنئ مع عاهرات في غرفة في فندق في موسكو.
وقد سأل مستشارته للأمن القومي «سوزان رايس» لماذا أسمع هذا؟، فشرحت له بأن الاستخباراتيين ليست لديهم فكرة إن كان هذا الادعاء صحيحا أم لا، لكن «أوباما» كان بحاجة لأن يعرف. وبعد بضعة أيام، عندما تم إطلاع نائب الرئيس «جو بايدن» على التقارير الاستخباراتية حول الاتصالات بين اللاعبين المختلفين في دائرة «ترامب» والكرملين، فقد كان له رد فعل قوي، فقد صاح قائلا: «إذا كان ذلك صحيحا فإنها خيانة».
عندما تم تسليم «ترامب» الذي انتخب آنذاك رئيسا، صفحتين من موجز كلام الجاسوس البريطاني السابق، في نهاية بيان استخبارات موجز للولايات المتحدة عن روسيا، قام هو أيضا برد فعل قوي، فقد قال ترامب بعد أن ترك مدير مكتب التحقيقات الفدرالي «جيمس كومي» في الغرفة؛ «إنها مهزلة».
اعتقد «ترامب» أنه يجري ابتزازه من قبل كومي، وكتب المؤلفان أن الحادثة ربما زرعت البذور لما وصفوه بأكثر قرارات «ترامب» الكارثية بعد ذلك: طرد «كومي»، وهي الحركة التي أدت لتعيين «مولر» كمحقق خاص.
المصدر
وكالات انباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى