آخر الأخبار

نيويورك تايمز: هذه روشتة القمع في مصر

Egypt’s Guidelines for Repression

في افتتاحيتها الصادرة اليوم الجمعة، سلطت صحيفة ” نيويورك تايمز” الأمريكية الضوء على الأزمات التي مرت بها مصر مؤخرا وتسببت في احتقان الأجواء بين السلطة وفئات عريضة من الشعب، من بينها الصحفيين أثر اقتحام أجهزة الأمن نقابتهم مساء الأحد الماضي، فضلا عن حملات الاعتقال التي تطلقها الحكومة على نطاق واسع ضد الناشطين الحقوقيين والمعارضين.

وإلى نص الافتتاحية:

تسريبات وزارة الداخلية التي وصلت بالصدفة إلى وسائل الإعلام الثلاثاء الماضي عن طريق تضمينها بالخطأ في النشرة الأمنية التي تُرسل دوريًا إلى الصحفيين، تهدف لوقف موجة الانتقادات التي تواجهها في وسائل الإعلام، من بينها تعليمات بعدم الاعتراف بالخطأ وحكم مقترح بوقف كافة أشكال التغطية ذات الصلة بتعذيب وقتل الطالب الإيطالي جيوليو ريجيني.

التسريبات التي عزتها الوزارة لوجود “خلل تقنى” بالإيميل الخاص بالوزارة  تقدم دليلا دامغا على النهج القمعي الذي تتبناه الحكومة المصرية تجاه موجة الغضب التي تجتاح مصر.

ووصل عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم خلال فترة معاناة سياسية شهدتها مصر في أعقاب ثورات الربيع العربي التي اندلعت في العام 2011. وعزلت المؤسسة العسكرية الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في الـ 3 من يوليو 2013، وبدأت الحكومة بعدها تطلق يدها عبر حملات قمع ليس فقط ضد أنصار الإخوان المسلمين، ولكن ضد أي شكل من أشكال المعارضة التي يمثلها الناشطون الحقوقيون والصحفيون المستقلون.

تكثيف القمع السياسي جاء مقترنا بوقوع الأزمات واحدة تلو الأخرى، من بينها السخط الشديد في إيطاليا بسبب مقتل ريجيني، والذي تعتقد روما أن مقتله يحمل بصمات الأمن المصري.

ثم جاءت أزمة جزيرتي ” تيران وصنافير” اللتين قررت السلطات المصرية نقل تبعيتهما إلى المملكة العربية السعودية، لتواجه فيضا من الاتهامات بالتنازل عن الأرض مقابل دولارات البلد الخليجي.

وقادت تظاهرات الجزيرتين التي اندلعت في الـ 15 من أبريل المنصرم إلى حملة اعتقالات جماعية وتصعيد المواجهات مع الصحفيين الذين تظاهروا مجددا أمس الأول الأربعاء، للمطالبة بإقالة وزير الداخلية واعتذار رسمي من مؤسسة الرئاسة.

ومع اختفاء الحكومة عن المشهد العام، لا يتضح ما إذا كان السيسي يمتلك السيطرة الكاملة على القمع السياسي وعمليات الخطف والتعذيب وغيرها من الانتهاكات الحقوقية التي يشار فيها بإصبع الاتهام إلى الأجهزة الأمنية.

إن الرئيس الأمريكي لم يخف شعوره بالاحباط من دول حليفة لواشنطن في الشرق الأوسط، مثل السعودية. وقد حان الوقت ليعلنها صراحة لحكام مصر أن الولايات المتحدة لن تستمر في تقديم المساعدات العسكرية لنظام يخوض حربا مع شعبه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى