آخر الأخبارالأرشيف

هيئة “قناة السويس” تتفاوض مع البنوك لسداد ديون متأخرة.. أين وعود المحروس السيسي؟

موقع فوربرس

بحسب ما ذكره موقع (مشروع تنمية محور قناة السويس) حول “تكلفة وعوائد مشروع قناة السويس الجديدة”، تبلغ التكلفة الحقيقية للمشروع 4 مليارات دولار؛ لحفر القناة وما يتعلق بالقناة، حفر على الناشف وتكريك، إضافة إلى 8.2 دولار لإعداد 6 أنفاق، 3 عند بورسعيد، و3 عند الإسماعيلية، أما المئة مليار دولار، التي جاءت على لسان رئيس هيئة قناة السويس فهي التقدير الأولى للاستثمارات المطلوبة لمشروع تنمية محور قناة السويس.

والتمويل اللازم للجزء الأول من المشروع والذي يشمل حفر القناة والأنفاق، يتطلب تمويلًا بقيمة 60 مليار جنيه، ولاعتبارات ضيق الوقت والأمن القومي، تم اللجوء إلى شهادات الاستثمار التي اشتراها المصريون بفائدة ثابتة من البنوك 12%، وقد أكد الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس عقب انتهاء الحفر أن تكلفة مشروع قناة السويس الجديدة لم تتجاوز التكلفة المعلن عنها بنحو 4 مليارات دولار، وهو مبلغ يعادل تقريبًا 85% من عائد القناة في عام كامل.

وقد جاءت التصريحات متضاربة؛ فجهاز الإحصاء المصري قال إن تكلفة الحفر والتكريك بمشروع قناة السويس الجديدة بلغ 19 مليار جنيه؛ منها 15 مليار جنيه لرفع 242 مليون متر مكعب من الرمال، و4 مليارات جنيه لرفع 258 مليون متر مكعب على الناشف، و500 مليون جنيه لأعمال التكسيات للقناة بطول 100 كيلو متر، فيما قال أشرف سالمان وزير الاستثمار إن تكلفة الحفر فقط بقناة السويس الجديدة 30 مليار جنيه.

ترعة

حفل افتتاح ترعة السيسى

أثار موضوع تكاليف حفل الافتتاح الكبير جدلًا في مصر؛ ففي 2 يونيو الماضي قال الفريق مهاب مميش -رئيس هيئة قناة السويس- لجريدة “الشروق” المصرية الخاصة إن تحالفًا من شركتين فرنسيتين وأخرى أميركية وشركة مصرية يجري الإعداد والتجهيز لحفل الافتتاح، وقال إن “ميزانية الدولة لن تمس بتكاليف حفل الافتتاح، ولن يمس رغيف عيش المواطن المصري أو موارد المتطلبات الأساسية؛ فالتمويل من شركات وجهات تتحمل جميع النفقات”، وإنه سيتم فتح حساب بنكي خاص للمشاركات خلال الأسبوع الحالي، سواء بالعملة الصعبة أو المصرية، لمن يريد المشاركة من أبناء الشعب المصري.

ولكن الفريق مهاب مميش نفى يوم 16 يونيو الأنباء التي ترددت عن وصول تكلفة حفل افتتاح قناة السويس الجديدة إلى 30 مليون دولار، مؤكدًا أن “هذا الخبر عار تمامًا من الصحة”، وقال مميش في مداخلة هاتفية لبرنامج “90 دقيقة” المذاع على قناة “المحور”: “أنا لم أنطق كلمة تبرعات، وإنما تحدثت عن مشاركة المصريين في تكاليف حفل افتتاح قناة السويس الجديدة لكي لا نمس ميزانية الدولة المحملة بالأعباء، ومن يرد أن يشارك فليشارك، وقد تلقينا طلبات كثيرة من رجال أعمال ومؤسسات وبنوك تريد أن تشارك في فرحة مصر”.

وجمعت الحكومة المصرية أكثر من 64 مليار جنيه (8 مليارات دولار تقريبا) لتمويل حفر التفريعة الجديدة لقناة السويس، عبر طرح شهادات استثمار بعائد 12% سنويا على مدار ثلاث سنوات، وقللت وسائل إعلام غربية من أهمية مشروع التفريعة الجديدة لقناة السويس؛ حيث اعتبرت أن هذه التوسعة قد لا يحتاجها العالم، ورأت أن أسبابها السياسية تفوق الاقتصادية؛ حيث يرغب عبد الفتاح السيسي في إيهام المصريين بتحقيق إنجاز اقتصادي يغطي على القمع الذي يمارسه ضد معارضيه.

وعود المحروس السيسي

قال موقع بلومبيرج: “إن التوسعة الجديدة لقناة السويس لن تضيف شيئًا للاقتصاد المصري؛ نظرًا لكون القناة الأصلية لا تعمل بكامل طاقتها، خاصة في السنوات الأخيرة، ومع تراجع أسعار النفط، ما تسبب في قلة عدد الشاحنات التي تعبر القناة، بحسب ما نقله موقع “بزنس إنسايدر”، وتعليقًا على تصريحات السيسي بأن التوسعة الجديدة ستضيف 100 مليون دولار سنويا، نقل الموقع عن الخبيرة الاقتصادية ريم عبدالحميد قولها لصحيفة نيويورك تايمز: إن “كلام السيسي مستحيل حدوثه، وهو مجرد خيال”.

ورأى الموقع في تقريره المنشور بتاريخ 18 أغسطس أن كل ما يقال عن المشروعات التكميلية لمشروع توسعة القناة إنما هو كلام لم يظهر بدراسات جدوى أو خطط ملموسة بمواعيد محددة، لكن كالعادة هناك مبالغة من الإعلام المصري لتضخيم الأمر كما حدث مع مشروع التوسعة، وذكر معد التقرير ديفيد ويلي أن السيسي افتتح الأسبوع الماضي مشروع توسعة قناة السويس التي تم إنجازه في عام واحد بتكلفة بلغت 8,5 مليار دولار أمريكي، جمعت من أموال الشعب بهدف الاستثمار.

وأشار إلى ردود الفعل المتباينة بشأن الافتتاح، حيث حظي بانتقاد للمبالغة في الاحتفال، في مقابل بعض المديح باعتباره أعطى مزيدا من الشرعية للسيسي ونظامه بتلبية الحضور الدعوة؛ حيث حرصت الحكومة على دعوة أكبر عدد ممكن من الدول، وأضاف أن المشروع من المفترض أن يزيد من دخل قناة السويس، والذي هو في الأصل 5 مليار دولار اليوم إلى أكثر من 13 مليار دولار بحلول عام 2023م.

بحسب تقرير لصحيفة “الفاينانشال تايمز” البريطانية، فإن قناة السويس لم تعد تحتل بأريحية صدارة الممرات المائية العالمية، فمصر افتتحت مشروعها 6 أغسطس 2015، وعلى الرغم من توقعات الخبراء ورئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش، بزيادة الأرباح خلال أيام، لأن القناة الجديدة ستخفض وقت انتظار السفن من 18 ساعة إلى 11 ساعة، وهذه الساعات السبع ستساهم في توفير ملايين الجنيهات في مصر خلال ساعات، إلا أن ذلك لم يتحقق حتى وقتنا الحالي.

خسائر القناة

قالت الشبكة الإخبارية الأميركية، في تقرير بعنوان “العالم لا يحتاج لتوسعة قناة السويس التي أهدرت عليها مصر 8 مليارات دولار”، إنه ليس من الواضح مدى الفوائد الاقتصادية مما تصفه اللوحات الإعلانية في القاهرة وساحة تايمز سكوير في نيويورك بـ”هدية مصر للعالم”، التي ترفع قدرة قناة السويس، وتُقصِّر مسافة إبحار على السفن طولها 193 كيلومترًا تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط.

ولفتت شبكة بلومبرج إلى أن الحركة في القناة ليست مزدحمة بما يستدعي هذه التوسعة، وأن القناة الحالية “لم تعمل بكامل طاقتها حتى الآن منذ أن تسببت الأزمة المالية العالمية في هبوط معدل الشحن في عام 2009، وعلى الرغم من ازدياد معدلات الحمولة؛ فإن السفن التي تستخدم القناة تمثل 20% فقط من سعتها.

وفي 1 أبريل 2016، كشف البنك المركزي المصري عن تراجع إيرادات قناة السويس للعام المالي الثاني على التوالي، برغم إنفاق 8 مليارات دولار على التوسعات الجديدة للقناة، لرفع إيراداتها، وقال البنك في أحدث تقرير له، إن رسوم مرور السفن عبر قناة السويس، تراجعت بما يقارب 210 ملايين دولار أي ما يوازي ملياري جنيه خلال النصف الأول من العام المالي الجاري “2015-2016″، لتحقق ما يزيد على 2.646 مليار دولار، مقارنةً بإيرادات تجاوزت 2.857 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام المالي السابق.

وسبق أن كشف تقرير سابق صادر عن قناة السويس حول “أعداد وحمولات السفن العابرة لقناة السويس خلال عام 2015” تراجع قيمة إيرادات القناة بنسبة 5.3 في المائة لتبلغ 5175.6 مليون دولار عام 2015 مقارنة بملغ 5465.3 مليون دولار عام 2014، الأمر الذي تساوق مع ما ذهبت إليه تقارير اقتصادية عالمية من عدم جدوى حفر التفريعة الجديدة للقناة التي تكلفت 8 مليارات دولار.

إلا أن إدارة القناة أعلنت في حينه أنها حققت ربحًا بالجنيه المصري (المتراجع أمام الدولار) وباليورو في عام 2015 يفوق عام 2014، وبلغت إيرادات مصر من قناة السويس في العام 2014 نحو 5.465 مليار دولار، أي أن الإيرادات السنوية انخفضت بنحو 290 مليون دولار، رغم توقع الفريق مُهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، عقب افتتاح التفريعة الجديدة في السادس من أغسطس الماضي زيادة ربحية قناة السويس إلى 20 مليار دولار.

قرض لسداد ديون متأخرة

في 8 مايو 2016، أعلنت هيئة قناة السويس أنها تتفاوض مع عدد من البنوك الكبرى التي تعمل في السوق المصرية، للحصول على قرض جديد بقيمة تقارب 600 مليون يورو، ويذكر أن الهيئة قامت خلال عام 2015 باقتراض 1.40 مليار دولار من بنوك عدة، لسداد مستحقات الشركات العاملة بالمشروع.

وقد أعلنت الهيئة أنها تسعى الى الحصول على القرض لسداد مستحقات مالية لشركات أجنبية، دون توضيح لطبيعة المستحقات، إلا أن الأخبار المتداولة تشير إلى استخدام القرض لسداد التزامات الهيئة لسداد دفعات الشركات التي عملت بمشروع حفر التفريعة الجديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى