كتاب وادباء

تركيا اردوغان…..شوكة فى حلق العرص….

  • تركيا اردوغان…..شوكة فى حلق العرص….

    بقلم الكاتب

    حاتم غريب

    حاتم غريب ———————————————

    بالامس القريب التقى العرص رئيس قبرص ورئيس وزراء اليونان بالقاهرة فى اان واحد وقد ظن البعض ان الغرض من هذه الزيارة هو اجراء مباحثات بخصوص حقل الغاز المصرى الذى استولت عليه قبرص شمال البحر المتوسط ومحاولة وضع حل جدى لهذا الامر الذى يمثل تعديا خطيرا على ثروات مصر….لكن المباحثات تطرقت الى موضوع اخر التعاون فى مجال مكافحة الارهاب ولست ادرى ماهى علاقة قبرص واليونان بما يدور داخل مصر وهى بعيدة كل البعد عن هذا الامر وهذه الفزاعة التى ابتكرها العرص ليبرر انقلابة على السلطة الشرعية للبلاد ويستولى على الحكم اضف الى ذلك ان اليونان تعانى منذ سنوات من تردى الاوضاع الاقتصادية الى الحد الذى ربما تصل فيه الى حالة الافلاس فلديها مشكلاتها الداخلية مع شعبها وهى ليست فى وضع استعداد لتقديم العون للاخرين فى اى مجال خاصة فيما يسمى الارهاب المزعوم.

    هذا عن اليونان اما قبرص فكما هو معلوم للكافة ان هذه الجزيرة تتقاسمها اليونان فى الجنوب وتركيا فى الشمال وهناك نزاعات قديمة و مستمرة بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الاتراك لم يوضع لها حل حتى الان وانعكس ذلك على العلاقة بين تركيا واليونان…..اذا فماهو المغزى من هذه الزيارة.

    لااظن ان العرص على هذه الدرجة من الذكاء الذى يسعى من خلاله لكسب ود هاتين الدولتين للوقوف بجانبة ضد مااسماه الرئيس القبرصى الاستفزازات التركية فى المنطقة ويتخذ منهما وسيلة ضغط على تركيا لانهما فى الحقيقة دولتان ليس لهما ثقل يذكر فى المجتمع الدولى فهما اضعف مايكون ان يستطيعا الوقوف فى مواجهة تركيا وفى مثل هذه الظروف الحرجة التى تمر بها اليونان والانقسام الحاد الذى تعانى منه قبرص حتى لوكان هذا العرص يطمح فى تحالف مع شرق المتوسط للتاثير على تركيا فلن ينجح فى ذلك لعوامل كثيرة ربما لايدركها بجهله وغباءة.

    تركيا اليوم تختلف كل الاختلاف عن تركيا الامس بعد ان استطاعت خلع عباءة العسكر وبلارجعة لتبدأ مرحلة جديدة فى حياتها بنظام مدنى ديموقراطى حر واستطاع الحزب الاكثر شعبية بها (التنمية والعدالة) والذى كان يتزعمه اردوغان تحقيق تنمية شاملة فى كافة المجالات وازالة تراكمات الماضى التى خلفتها الانظمة الاستبدادية الفاشلة وليبنى تركيا الجديدة على اساس من الحرية والعدالة والديموقراطية التى رسخت اقدامها بالفعل واصبحت نظام حكم ومنهاج حياة للاتراك الذين بدأو بالفعل يشعرون بقدر كبير من الرفاهية فى حياتهم بعد ان ارتفع دخل الفرد السنوى لينافس دخل الفرد فى اغنى الدول الاوروبية لم يكتف بهذا بل قاموا باحداث نهضة حقيقية تمثلت فى اعادة اصلاح البنية التحتية والفوقية فأنشئوا شبكة واسعة من الطرق الحديثة والانفاق والكبارى وضعوا كذلك نظام صحى يليق بالمواطن التركى حتى ان الكثيرين من دول عدة يذهبون للعلاج هناك اتجهوا كذلك للصناعات الحربية والمعدات الثقيلة وينتظر فى القريب خروج سيارة تركية الصنع مع بداية2020 وضعوا حلولا لمشاكل البطالة والفقر وفى مجال التعليم ايضا احدثوا تطويرا شاملا للمناهج واصلاح حال المعلم والابنية التعليمية والمراكز البحثية وتخصيص ميزانية مناسبة لها فكان من اثر ذلك ان تبوأت ستة جامعات تركية مراكز متقدمة كأفضل جامعات العالم لتكتمل بذلك منظومة التنمية التى وضعها اردوغان ورفاقة الوطنيين المخلصين وليختاره الشعب بعد ذلك رئيسا للبلاد فى انتخابات ديموقراطية حره لكن الاهم من ذلك كله هو ان اردوغان استطاع بحنكته وذكاءه وحب الشعب ورغبة حقيقية فى بناء تركيا جديدة ان يبعد العسكر والى الابد عن التدخل فى السياسة فاعاد هيكلة الجيش والاجهزة الامنية لتكون مهماتها الاساسية حماية الوطن فى الداخل وعلى الحدود .

    تركيا الان وبلاشك تمتلك اقتصادا قويا فهو لم يعتمد فى بداية اعادة البناء على التسول كما فعل العرص لكنه استخدم المتاح لديه وكان التوفيق حليفه لذلك فالاقتصاد التركى الان يقف على ارض صلبه وكثير من الصناعات التركية الان تحتل مرتبة الصدارة فى التصدير الى الخارج واصبح لها مكانا متميزا فى السوق العالمى التنافسى والمستثمرين الاتراك اتجهوا الى ضخ اموال ضخمة للاستثمار خارج تركيا واصبح يشار اليهم بالبنان….ايضا تمتلك جيشا قويا باسلحته ومعداته وصناعاته الحربية وتدريباته ومهاراته العالية التى تجعله يحتل مرتبة متقدمة بين جيوش العالم انه جيش وطنى بحق وليس مرتزقا وضعيفا ومهترأ مثل جيش العرص.

    لكل ماذكر فان العرص مهما حاول واستخدم من الاعيبه الشيطانية ان يكيد لتركيا وشعبها فلن يستطع ان يضرها بشىء الا اذا قد كتبه الله لها وستظل تركيا بزعيمها وشعبها وجيشها واقتصادها وعلمها…..شوكة فى حلق العرص ان لم تكن خابورا……../حاتم غريب.

     
     

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى