كتاب وادباء

من يحكم مصر……..

من يحكم مصر……..

بقلم الكاتب

حاتم غريب 

حاتم غريب —————-

سؤال طالما سألناه لانفسنا وتبادر الى ذهن الكثيرين منا وكأن مصر خلت من رجالاتها العظام او جفت ينابيع مصر من ابنائها الاحرار الشرفاء اصحاب العلم والخلق والفكر المستنير وكثيرا ماكنا نسمع ايام مبارك عندما كنا نأمل فى احداث تغيير على كافة الاصعدة بما فى ذلك الرئيس نفسه ان يخرج من بيننا من يقول وهل يوجد غيره واخرين يقولون افضل مما لانعرفه وعندما جاء هذا السيسى واغتصب السلطه نسمع من يردد تلك العبارات مرة اخرى وهى بلا شك عبارات توحى بالضعف وقلة الحيلة والاستسلام للامر الواقع المرير الذى نعيشه وانه لاأمل فى التغيير الى الافضل وأن حياة مصر ومستقبلها مرتبطة الى حد بعيد باشخاص بعينهم دون الاخرين فاذا ماتوا ماتت مصر واذا تواروا عن الحكم توارت معهم مصر .

تلك هى الخطيئة الكبرى التى ارتكبها العسكر فى حق مصر وشعبها فما كان لهم ابدا ان يتولوا امور السلطة فى مصر بل كان من المفترض اذا كانوا يريدون خيرا لمصر وشعبها ان يبتعدوا عن المشهد السياسى بعد انقلابهم عام 1952 وان يسلموا البلاد الى سلطة مدنية ايا كان مسماها فى هذا الوقت سواء كانت مجلس رئاسى او اختيار شخصية مرموقة مشهود لها بالحيدة والنزاهة والكفاءة تتولى توجيه دفة البلاد بصفة مؤقتة لحين اعداد دستور جديد وانتخابات برلمانية يتبعها انتخابات رئاسية بارادة شعبية حرة …هكذا كان على مصر ان تسير.

لعلكم تتخيلون معى حال مصر منذ 1952 لو صارت على هذا الطريق وحتى الان والمكانة التى كان يمكن ان تصل اليها خاصة انه كانت لديها جميع المقومات التى يمكن ان تجعل منها دولة تخطو نحو الطريق الصحيح للتقدم والاذدهار ببنيتها التحتية والفوقية واقتصادها وصناعتها حتى لوكانت فى بدايتها ولاننسى كذلك عقول مصر فى ذلك الوقت من علماء ومفكرين وساسة ومثقفين على درجة عالية من الوعى كل ذلك كفيل بصناعة نهضة حقيقية لامة محترمة لكن ماحدث هو العكس تماما طمع العسكر فى السلطة فهدموا كل ذلك وسعوا فى خراب مصر وتجريفها سياسيا واقتصاديا وصناعيا واجتماعيا وعلميا واخلاقيا وقادوا مصر الى طريق الهلاك بجهلهم وغبائهم اللامحدود وسخروا كل مؤسسات الدولة لتكريس حكمهم حتى لو كان ثمن ذلك تقييد الحريات وانتهاك الحرمات وزرع الخوف فى النفوس فكانت فترة حكمهم منذ ستين عاما وحتى الان وبال على مصر وشعبها ومن اسوأ فترات الحكم التى مرت على مصر فى تاريخها القديم والحديث واثبتوا فشلهم وخيبتهم وقلة حيلتهم فى جعل مصر بلدا عظيم بين بلدان العالم فكان حكمهم عنوانا للتخلف والفقر والجهل والمرض والانحطاط فى اخلاق وسلوكيات المصريين نجحوا الى حد بعيد فى تدمير الانسان قبل البلدان قتلوا فى المصرى روح التحدى واستبدلوها بالانكسار فأصبح هيكلا بلا عقل ولافكر ولاروح فهل يمكن لانسان يحمل كل هذه الصفات ان يصنع امة عظيمة وقد فقد هو نفسه سر عظمتة.

فشلوا نعم فشلوا ولابد لهم ان يعترفوا اذا كان لديهم الجرأة على الاعتراف بذلك ويجب عليهم الان وليس غدا ان يتركوا الساحة لغيرهم مما يملكون القدرة على حكم مصر وهم كثر بلا شك فمصر لم ولن تنضب عن انجاب ابناء حكماء عقلاء علماء ام ان هؤلاء العسكر لديهم اعتقاد راسخ بانهم الاقدر وان مصر لم تنجب سواهم ام يظنوا انهم الابناء الشرعيين وغيرهم لقطاء وان كان العكس هو الصحيح فلو كانوا ابناء بررة بمصر مافعلوا فعلتهم التى فعلوها انهم لم يفشلوها سياسيا واقتصاديا وعلميا واجتماعيا وخلقيا فحسب بل انهم اضاعوا شرف مصر وهتكوا عرضها واغتصبوها شر غصبة وان الاوان لمحاسبتهم ومحاكمتهم على كل الجرائم الشنيعة التى ارتكبوها فى حق مصر والمصريين طوال تاريخهم الاسود.

ان الاوان كذلك ان يتقدم هؤلاء الاوفياء المخلصين الذين يتمتعون بالاخلاق والعلم والضمير والكفاءة ان يتبوؤا حكم مصر فهم الافضل لصنع حضارة جديدة لمصر تقوم على العلم والاخلاق والمبادىء والقيم الروحية التى نزعها العسكر من نفوس وعقول وقلوب المصريين….ان الاوان لاستعادة انفسنا وتحرير مصر من هؤلاء المستعمرون الذين اهلكوا الحرث والنسل بل والانسانية ايضا.

……../حاتم غريب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى