كتاب وادباء

رجال أعدمهم الجبناء…….

رجال أعدمهم الجبناء…….

بقلم المحلل السياسى

حاتم غريب k

حاتم غريب

لكل زمان دولة ورجال نعم هذه حقيقة مؤكده لايختلف عليها أحد وأن كان الزمان أحيانا يتعرض لانتكاسة فيأتى بجبناء وصعاليك وتكون أمور الناس بين ايديهم انها المرحلة التى تعيشها مصر الان وليست مصر فحسب بل الكثير من الدول المحيطة بنا خاصة الدول العربية التى تتعرض الان لانتكاسات خطيرة ربما تظهر اثارها السيئة خلال السنوات القادمة. فالمنطقة العربية كلها تعيش مرحلة من الضعف والوهن والتبعية تتجه بها الى الهلاك وان صح القول الانتحار السياسى ومايتبعه من انتحار اقتصادى واجتماعى وفكرى ويقودها الى ذلك السلطة الحاكمة فى دولها التى باتت تدخل فى صراعات اقليمية مع بعضها البعض اضافة للصراعات الداخلية مع المعارضين لتلك الانظمة الفاشية المستبدة التى اصبحت تشكل خطرا كبيرا على شعوبها بعد ان تغيرت مفاهيم كثيرة تبعا لاهواء هؤلاء الحكام فجعلوا من العدو صديق ومن الصديق عدو وسخروا ثروات شعوبهم لاشعال فتيل الفتن والازمات والحروب فى دول حاولت شعوبها ان تخرج من غيبوبتها وتستفيق لتحرر انفسها من الاستبداد والعبودية. والمتابع لما يدور بتلك المنطقة سوف يدرك جيدا هذا المصير والمستقبل الاسود الذى ينتظرها ان هى بقيت على حالها هكذا دون تغيير او محاولة التغيير مهما كان الثمن باهظا لكنه فى النهاية سوف يؤتى ثماره ان عاجلا ام اجلا لكن لابد من احداث تغيير جزرى يقود المنطقة برمتها الى مرحلة افضل مما هى عليه الان وتصنع لنفسها حضارة جديدة اساسها العلم والسلوكيات المنضبطة حتى تجد مكانتها اللائقة بين حضارات العالم الذى نعيش فيه. كان بالامكان ان يحدث هذا التغير فى وجود رجلين نحن فى امس الحاجة لوجودهم بيننا الان ولاتندهشوا اذا قلت لكم وبلا مبالغة لان الايام القادمة سوف تثبت ذلك ان هذين الرجلين احدهما اعدم بيد الخونة فى العراق وهو صدام حسين والاخر صدر ضده حكم بالاعدام من الجبناء وهو محمد مرسى

قد يكون هناك فارق شاسع بين شخصية الرجلين فى اشياء كثيرة لكنهما يلتقيان عند نقطة واحدة وهو انهما يعرفان عدوهما جيدا ومن يدبر المكائد والمصائب التى حلت بالمنطقة ومن هو صاحب المصلحة فى ذلك انهما أمريكا ومن ورائها اسرائيل وان جدت كيانات عدائية اخرى من دول عربية خليجية تابعة لهما مؤخرا. فصدام حسين رغم ان الكثيرين قد يختلفون حوله وحول نواياه الى ان الرجل فى النهاية كان مقصده حسنا وان اساء استخدام هذا المقصد فى بعض الاحيان وربما ينظر البعض اليه على انه كان ديكتاتورا ومستبدا وحكم شعبه بالحديد والنار كما يقولون لكنى اختلف مع هؤلاء بعض الشىء فطبيعة العراق وتكوينها العرقى يختلف عن كثير من الدول العربية الاخرى ذات القومية الواحدة فالعراقيين فيهم الاكراد والشيعة والتركمان والسنة وقد يبدو للعيان ان هذه التكوينات مذهبية أكثر منها قومية لكن الحقيقة غير ذلك تماما والا ما طالب الاكراد بحكم ذاتى وربما تبعهم التركمان بعد ذلك ووسط هذه الحقيقة التى قد تكون غائبة عن البعض كان لزاما على شخص مثل صدام حسين ان يحكم العراق بطريقة مختلفة عن بقية الدول حفاظا على وحدتها وعدم تفككها الى كيانات صغيرة يسهل القضاء عليها من اعدائها بعد ذلك وليس مايحدث فى العراق الان من ببعده بمستغرب فهذا ماكان يسعى اليه الاعداء فى الخارج والداخل واما كل تلك المخططات فى الداخل والخارج كان لابد من ازاحة تلك الصخرة العثرة من امامهم وهو صدام حسين فكانت الحرب على العراق والتصفية الجسدية لنظام الحكم القائم وعلى رأسهم هذا الرجل صدام حسين بمباركة عربية امريكية ومن شدة استهزاء الامريكيين بالعرب قرروا اعدامه يوم وقفة عيد الاضحى تلميحا منهم انهم يذبحون كبشا اضحية العيد لكنه والله كان اسدا جسورا وهو يتقدم سائرا بخطى ثابته واثقة مرفوع الهامة الى حبل المشنقة دون قناع على وجهه راضيا ومحتسبا لله….فوالله لقد شنقهم هم قبل ان يشنقوه لقد كان رجل فى زمن عز فيه الرجال كان يريد ان يكون جيشه من اقوى الجيوش ويمتلك السلاح النووى كان اقتصاد بلاده لاباس به رغم المقاطعة والحصار الدولى وحافظ على وحدة بلاده رغم ارتكابه لاخطاء فى مواجهة حالات التمرد من الاكراد وغيرهم واستخدامه لسلاح محرم دوليا….عموما اتفقنا او اختلفنا بشان الرجل فهو فى النهاية زعيم عربى مسلم سنى كان يميز بين عدوه وصديقه وكان يسعى لوحدة العرب والمسلمين . اما الرئيس محمد مرسى فهو لايختلف كثيرا فى اهدافه ومبادئه عن صدام حسين مع الاختلاف فى طريقة التعامل مع القضايا العربية والدولية والمحلية فالرئيس مرسى هو الاخر مسلم سنى ينتمى الى جماعة كان لها دور كبير فى مواجهة الاستعمار البريطانى على مصر وكذلك دورا سياسيا واصلاحيا داخل المجتمع المصرى منذ ثمانين عاما مضت وتعرض طوال تاريخها لحرب شرسة من العلمانيين عسكر ومدنيين وسعوا دائما من اجل انشاء مجتمع اسلامى حضارى اخلاقى لكن كان العلمانيين دائما لهم بالمرصاد يحاولون افشال مشروعهم هذا ونجحوا فى ذلك للاسف الشديد بعد ان اجتمع الخونة الجبناء على الرئيس مرسى واطاحوا به بعد ان علموا اهدافه ونواياه من اجل انقاذ مصر من الفاسدين واللصوص واجراء عملية اصلاح شاملة داخل مؤسسات الدولة وعلى راسها الجيش والقضاء والامن الداخلى والاعلام والخارجية وهاهو الان بين ايديهم ليصدروا حكما باعدامه وليس من المصادفة ان يصدر الحكم قبل شهر رمضان بساعات قليلة وبمباركة امريكية عربية كذلك . هكذا التقى الرجلان صدام ومرسى فى هدف واحد وحدة عربية اسلامية وتحرير القدس من يد الصهاينة الجبناء والتقوا كذلك فى محاكمات هزلية غير عادلة من قضاة خونة باعوا ضمائرهم وانفسهم لشياطين الانس من العسكر واسيادهم امريكا وبعض الدول الخليجية المجرمة……لكنى ادعوا الله الاينتهى مصير الرئيس مرسى كما نهاية صدام حسين وان حدث فهو فى النهاية قدر الله ولاراد لقضاءه لكن التاريخ سيقف يوما ما طويلا امام هذين الرجلين كل على حده وان كان سيجمع بينهما فى نقطة واحدة يلتقيان فيها ….الدين والحرية والكرامة والسعى لرفاهية شعوبهم.

…../حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى