الأرشيفتقارير وملفات

جنود حفظ السلام في إفريقيا يرتكبون جرائم اغتصاب الأطفال “بلا محاسبة”

اتّهم مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، في بانغي (عاصمة إفريقيا الوسطى)، الدول الأعضاء في المنظمة الدولية برفضها، في مناسبات عديدة، اتّخاذ التدابير اللازمة للحدّ من الانتهاكات الجنسية التي يشتبه في ارتكابها خلال الأشهر الأخيرة من قبل جنود حفظ السلام، ووصل الحسين إلى “بانغي” في إطار زيارة رسمية تستمر 4 أيام، وفقًا لبيان للبعثة الأممية بالبلاد (مينوسكا).

وكشف المسؤول الأممي عن حالة اغتصاب جديدة تعرّضت لها فتاة من إفريقيا الوسطى في نهاية مرحلة المراهقة تقريبًا، يرجح ارتكابها العام الماضي، من قبل جندي فرنسي تابع لعملية “سانغاريس” الفرنسية. وقال “الحسين” في بيان له إنّ الأمم المتحدة “تؤكّد على أهمية التصدي للإفلات من العقاب، ومع ذلك، وفي الحالات التي تخصّ جنودنا، فشلنا في معظم الأوقات في ذلك، وللأسف رفضت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة مرارًا وتكرارًا اتخاذ الإجراءات المقترحة للحدّ بشكل جذري من الانتهاكات الجنسية التي يرتكبها جنود حفظ السلام“.

وأضاف: “أعتقد أنّ الوقت حان لإعادة النظر في تلك الأفكار وتنفيذها دون تأخير، وسأكون سعيدًا بالحديث أكثر حول بعض الإجراءات التي تم اقتراحها في الماضي في محاولة لاجتثاث الإشكال، غير أنّها سبق أن رفضت من قبل أعضاء الأمم المتحدة أو من قبل البلدان المساهمة بقواتها في (بعثات حفظ السلام)”، دون أن يحدّد طبيعة الإجراءات التي تحدّث عنها أو الكشف عن أسماء تلك الدول الرافضة.

تورط جنود أميين بجرائم جنسية

ولفت بيان “الحسين” إلى أنّه “حتى وإن كان الجاني المفترض في هذه الحالة بالذات جنديًا من قوات سانغاريس ويعمل بشكل منفصل عن قوات البعثة الأممية في إفريقيا الوسطى؛ إلا أنّ جنود حفظ السلام متّهمون أيضًا بارتكاب انتهاكات جنسية وغيرها من أشكال سوء المعاملة“. وأضاف البيان أنّ “الأمين العام (بان كي مون) أعرب بوضوح عن اشمئزازه وشعوره بالخجل من هذه الجرائم، وأنا من جانبي تنتابني نفس المشاعر، لا توجد أي أعذار أو ظروف لتبرير تلك الأفعال ولعدم فرض عقوبات بمستوى الجرائم المرتكبة“.

وترجع هذه الحالة التي كشف الحسين عن اغتصابها وعلمت المنظمة الأممية بها في 30 أغسطس/ آب الماضي إلى “فتاة كانت في نهاية مرحلة المراهقة تقريبًا لدى حدوث الواقعة“، و”وضعت مولودها في أبريل/ نيسان الماضي“.

وفي 11 أغسطس/ آب الماضي، تعرّضت 3 فتيات، بينهن قاصرة، إلى انتهاكات جنسية يرجح ارتكابها بشكل جماعي من قبل جنود حفظ السلام للبعثة الأممية بإفريقيا الوسطى، بحسب ما أعلنته المتحدّثة باسم الأمم المتحدة، فانينا مايستراتشي.

وخلال الفترة الفاصلة بين ديسمبر/ كانون الأول 2013 ويونيو/ حزيران 2014، واجه 14 جنديًا فرنسيًا ضمن عملية “سانغاريس” الفرنسية بإفريقيا الوسطى اتهامات بالاعتداء الجنسي على أطفال قصر بالبلاد، تتراوح أعمارهم بين 9 و13 عامًا، بحسب تقرير أممي.

وعلى الصعيد الإفريقي عمومًا، سجلت إجمالًا 6 قضايا اعتداء جنسي خلال الـ11 عامًا الماضية، شملت 6 بلدان بها بعثات أممية هي إفريقيا الوسطى وليبيريا ومالي وكوت ديفوار والكونغو الديمقراطية وبوروندي.

وفي مجمل هذه البلدان، سجلت العديد من الحوادث المنسوبة إلى الجنود الأممين أو العسكريين الفرنسيين، الذين يستغلّون ظروف الحياة الصعبة لضحاياهم لمقايضتهم ببعض الأغذية مقابل سلبهم براءة طفولتهم، بحسب الأمم المتحدة ومسؤولين محليين ومنظمات حقوقية دولية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى