كتاب وادباء

الـــبـــنـــدقـــيـــة لاتـــبـــنـــى وطـــن

بقلم الكاتب والمحلل السياسى

مؤمن الدش k

مؤمن الدش

…………………………………………………. .

temp

كل شئ فى هذا الوطن يتم فرضه بالبندقية ، من رئيس البلاد حتى الصبر ، يفرضونه بالقوة ، ويطالبونك أن تصبر على الفشل كما لم يطالبونك من قبل ، ويقولون لك بكل بجاحة ليس أمامك إلا أن تصبر ، مع أن كل هؤلاء الذين يطالبونك الآن بالصبر هم أنفسهم بشحومهم ولحومهم من كانوا لايطالبونك بنفس هذا الصبر ، ويشحنون بطاريات التهييج ضد الرئيس الشرعى المنتخب ويتحدثون عن أن فترة عام واحد من حكمه كافية لتصليح كل خطايا عقود من الزمن تراكمت فيها الأخطاء ونبتت فيه أشجار الفساد فى كل شبر من هذه الأرض ، نفس هؤلاء الأفاقون هم من يتحدثون الآن عن أن فترة أربعة سنوات لاتكفى الرئيس الحالى لإنجاز شئ ولابد من إعطائه فترة رئاسية أخرى ، وياحبذا لو تم تغيير مادة الثمانى سنوات فى الدستور لتصبح فترة الرئاسة مفتوحة مدى الحياة ، حتى يتمكن الرئيس من إنجاز الملفات المطروحة أمامه ، وسنظل ندور فى حلقة مفرغة من فشل إلى فشل ، حتى الفشل يتم تزييفه وتحويله إلى نجاح بالقوة أيضا ، على طريقة فريد شوقى فى أحد أفلامه عندما كان يغنى فى أحد الأفراح فيهيج عليه المعازيم قائلين له ، إنزل صوتك وحش ، مطالبينه بالكف عن الغناء ، إلا أن فريد شوقى يتعدى على المعازيم بالضرب ، ويصر على الغناء بالقوة ، ثم يكشر عن أنيابه وهو يواصل الغناء رغما عن المعازيم ، هكذا يدار الوطن ، وإذا ساورك الإحساس بالإمتعاض وعدم الرضا ، فستجد صوت تامر أمين يدوى فى أذنيك وهو يقول ،،، اللى مش عاجبه ياخد جواز سفره ويسيب البلد ويغور فى ستين داهية ،،، بات لدى شك أن أمثال تامر لايفعلون ذلك تقربا للسلطة فقط ، بل ليتحدث الناس عنهم ، فنحن شعب يحب الحديث عن الشواذ ، وتامر لاينقصه الشذوذ . والله لو ظلوا فى الحكم ألف عام ما حالفهم نجاح ، لأن البندقية لاتبنى وطن .

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

ولأن كل شئ يتم فرضه فى هذا الوطن بالبندقية ، ترى ما الذى يدفع سلطة لإختيار وزير ليس فوق مستوى الشبهات ليصبح رئيسا للوزراء ، وهو الذى وصفه أحد رجال السلطة نفسها بأنه صايع وضايع ، وكان متهما بعد ثورة يناير فى قضية تصدير الغاز إلى سرائيل ثم تحول إلى شاهد ، وحصل سامح فهمى وزير بترول مبارك على البراءة فى هذه القضية بموجب شهادة هذا الوزير لصالحه . ظنى وليس كل الظن إثم أن السلطة عمدت إلى إختيار الأسوأ ، حتى ترفضه الجماهير ، ثم تطرح أحد رجالها بعد إنتخابات مجلس الشعب القادم ، وأغلب الظن أن أول حرف من إسمه إيهاب مميش ، فيرحب نفس جمهور سحرة فرعون بالمنقذ القادم ، وتقام الزفة الإعلامية لأن القادم أتى من المؤسسة العسكرية التى لاتعرف الفشل كما جاء على لسان كبير الآلهة فى أحد لقاءاته الإعلامية قبيل ترشحه للرئاسة ، ويبقى أن الوزير الصايع الضايع وبرغم تاريخه الأسود إلا أنه يستحق أن يدخل موسوعة جينيس كونه الوزير الأكثر حصولا على أكبر كم من الإفيهات والألش .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى