الأرشيفتقارير وملفات

سيناريو الحراك الثورى غدًا

بقلم ضابظ المخابرات السابق

عماد

المستشار عماد ابو هاشم

مصر

 أعتقد أن سيناريو الحراك الثورى المتصاعد غدًا ـ إن شاء الله ـ سيكون مختلفًا عن ذى قبل لاختلاف أيدولوجيات التفكير بين قادة الأمس وقادة اليوم وبعدما تأكد بالدليل القاطع أن النظام العسكرىَّ القائم سيقمع بالقوة أىَّ حراكٍ سلمىٍّ ينادى بالحرية والشرعية وكرد فعلٍ طبيعىٍّ تجاه نشر قوات الجيش والشرطة مدراعاتهما فى الشوارع والميادين .

المرجح أن يتسم الحراك الثورىُّ غدًا باستهداف قوات الأمن عن طريق نصب كمائن لها فى طرق تحركها أو شن عمليات إغارةٍ عليها تستهدف شل حركتها وإبطال ردود أفعالها ولاسيما أنها لازالت غير مؤهلةٍ من حيث أفرادها وعتادها للقتال فى الشوارع المأهولة بالسكان وهو ما يُعرف بحرب الشوارع ، فضلًا عن أنها ستكون محرومةً من استخدام الأسلحة الثقيلة و الطيران لردع التحركات الثورية التى تستهدفها لأن استخدام تلك الوسائل لن يفرق بين الثوار وغيرهم من المدنيين القاطنين بالقرب من ساحات العمليات .

قد يبادر الثوار إلى وضع العراقيل والحواجز فى طرق تحركات مدرعات قوات الأمن الموالية للنظام والتى تسير فى أرتال ( صفوف ) أو تعطيل المركبة الأولى التى تتقدم مسيرة الرتل فتيوقف الرتل بأكمله ليتم تدميره بالكامل والقبض على من فيه ، وربما يستهدف الثوار بعض القوات المتمركزة فى أماكن معينة بالإغارة عليها لفتح الطرق أمام التجمعات الثورية إلى الميادين الرئيسية لتدشين الاصطفاف الثورىِّ الجديد ، و ربما يتم استهداف أشخاصٍ بأعينهم أو مؤسساتٍ بعينها لكسر شوكة نظام الانقلاب .

ومن المرجح أن يتأخر الاصطفاف الثورىُّ إلى المرحلة الأخيرة من تحييد قوات الجيش والشرطة ولاسيما أن أكثر من سبعين بالمائة من تعدادهما الكلى من المجندين وفقًا لنظام التجنيد الإجبارى المتبع فى القطر المصرى ويمثلون مختلف طوائف الشعب الرافضة للانقلاب أما الباقى من تعداد تلك القوات فهم مجرد موظفين مرتزقة يقاتلون بدون عقيدةٍ أو هدفٍ تأديةً لأعمال وظائفهم فحسب ، الأمر الذى سيسرع فى إحداث انفلاتٍ أمنىٍّ داخل قوات الأمن المصرىِّ كالذى حدث يوم 28 ينايرعام 2013 ، وبالتالى يتم تحييد تلك القوات بالكامل بما يفتح كافة الميادين والشوارع أمام الثوار .

بالطبع قد تحدث مفاجآتٌ غير متوقعة كهروب أو اختفاء أو اغتيال السيسى أو حدوث انقلابٍ مدبرٍ ، لكننى أعتقد أن كل هذا لن يوقف مسيرة الثورة بعدما فقد الجميع الثقة فى المؤسسة العسكرية بالكامل ، وربما يشن تنظيم داعش موجة هجماتٍ مكثفة تستهدف قوات الأمن فى سيناء ، وقد تكون المفاجآت أكبر من ذلك كله ، لكن الشئ المؤكد أن أيًا من التحركات السابق الإشارة إليها لن تصمد الدولة فى مواجهته طويلًا .

حفظ الله مصر وأهلها

المستشارعمادأبوهاشم

رئيس محكمة المنصورة الابتدائية

 وضابط المخابرات سابق بالجيش المصرى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى