كتاب وادباء

ارحل غير مأسوف عليك

بقلم الكاتب والمحلل القانونى

حاتم غريب k

حاتم غريب

————————–

تعالت بعض اصوات ممن صاروا فى ركاب قائد الانقلاب العسكرى على مصر مؤخرا مطالبه اياه بأجراء انتخابات رئاسية مبكرة والأسباب التى دعتم الى أعلان ذلك كثيرة لعل اهمها الازمة الاقتصادية الحادة التى تمر بها البلاد وفشل الانقلابيين فى ايجاد حل عملى وعلمى لها وكذلك الفشل الملحوظ فى ادارة الملفات الامنية والاجتماعية والخطر المحدق بامن مصر القومى وغياب العدل والرؤية السياسية الواضحة لادارة امور البلاد كل ذلك ربما دعى هؤلاء للتجرأ والخروج عن صمتهم لشعورهم بان مصر بالفعل تمر بازمة حقيقية قد تعصف بحاضرها ومستقبلها ومن من كان له رأى اخر لايختلف كثيرا عن سابقه وان طالبوا بتشكيل مجلس رئاسى يدير البلاد لفترة زمنية محددة تعد بمثابة فترة انتقالية يتم خلالها اعادة الترتيب والاستعداد للانتخابات الرئاسية فكلا الرأيين اجتمع على خروج قائد الانقلاب العسكرى من المشهد السياسى والعسكريين بصفى خاصة واتاحة الفرصة للمدنيين ممن يملكون الكفاءة والخبرة والصدق والامانة لتحمل المسؤلية والانتقال بمصر نقله حضارية تليق بها.

…………………………………………

الحقيقة ورغم وجاهة تلك الاراء الا اننا لاأتفق معها تماما وان كنت اتفق معها فى شىء واحد وهو خروج العسكريين من المشهد السياسى وعلى رأسهم قائد الانقلاب سبب الازمة الحقيقية التى تمر بها مصر لكن اختلف معهم كل الاختلاف فى اجراء انتخابات رئاسية مبكرة او تشكيل مجلس رئاسى مدنى كما اشار البعض ..لماذا ؟…لانه من المفترض ان مصر لها رئيس منتخب بارادة حرة مختارة لاول مرة فى مصر وبرلمان كذلك جاء بارادة شعبية وعلى هذا الاساس فمصر لها سلطة تنفيذية منتخبه هى صاحبة الحق الوحيد فى ادارة امور البلاد حتى لو كانت لفترة انتقالية محددة تجرى بعدها الانتخابات الرئاسية فى ظل ادارة مدنية للدولة أما غير ذلك فهو غير مقبولا لاشكلا ولاموضوعا.

مصر

ثم وهو الاهم فى كل ذلك ولم يتعرض له أصحاب الاراء السابقة عن كيفية خروج هؤلاء المجرمين السفلة …هل يفهم من سكوتهم عن ذلك أعطاء الضمان لهم بخروج اّمن كما حدث مع سابقيهم من الفسدة ام ان هناك شىء يعد له ولانستطيع فهمه الان أيا ماكانت الصورة التى يتم من خلالها نقل السلطة فلابد ان يدرك الجميع ان مصر ماقبل 25 يناير 2011 غير مصر مابعدها فقد تعلم المصريون ووعوا الدرس جيدا ولن يتكرر الفعل بتقديم تنازلات او استثناءات لاحد ايا كان منصبه ورتبته فهذه العصابة قد أجرمت فى حق مصر وشعبها ولابد من محاكمتها محاكمة عادلة وفى هذه المرة سيكون القاض هو الشعب نفسه الذى يملك حق القصاص من هؤلاء الذين قتلوه وأسالوا دماءه فى الشوارع والميادين والسجون والمعتقلات وسرقوا ثروته وهتكوا عرضه ستكون محاكمة شعبية لهؤلاء المجرمين.

الشعب1

………………………………………..

لكن هل يعى النظام تلك الرسالة جيدا وما قد يترتب على عدم الانصياع لها بعد ان جر البلاد الى نفق مظلم وأثبت فشله الزريع فى نقل مصر الى مرحلة أكثر استقرار وأمنا ونهوضا عن المراحل السابقة التى مرت عليها…الواضح من مجريات الامور والاحداث المتلاحقة ان هذا النظام يعيش فى عالم غير عالمنا ولايشعر بمدى الجرم الكبير الذى ارتكبه فى حق البلاد والعباد ويدير البلاد بالاحلام والخيال والتصور الذى لايتفق مع حقيقة الواقع المأساوى الذى نعيشه وان أحلامه أكبر بكثير من امكانياته بعد ان أوصل البلاد الى مرحلة الفشل والافلاس السياسى والاقتصادى ولم يعد هناك شىء يمكنه ان يعتمد عليه ويستطيع من خلاله تحقيق اوهامه وامانيه فهو اى النظام الحالى يعد فى ذاته معول التدمير والخراب الذى انهال على مصر منذ ستين عاما حتى كاد ان يقض عليها تماما ولايمكن باى حال من الاحوال ان يتحول معول الهدم هكذا فجأة الى يد تبنى وتعمر وتنهض بامة كان بالامكان ان تتسيد العالم لو انها كانت فى يد امينة لكن وبكل أسف أمسكت بزمام امورها يد غادرة اّثمة تاجرت بها وبمقدراتها من أجل تحقيق منافع شخصية.

………………………………………….

أيا كانت المطالب والاراء التى بدأت تطفوا على السطح فان ساعة رحيل هذا النظام تدق الان وعليه ان يدرك ذلك ويعجل باتخاذ هذا القرار قبل فوات الاوان رغم علمى المسبق باننا نتعامل مع نظام عنيد يجرنا جميعا الى الهاوية ولن يأخذ قرار رحيلة بالبساطة التى يتصورها البعض ه يعلم مصيرة وتبعات مثل هذا القرار الذى سوف يطيح برأسه ورأس الفساد والفسدة لذا فهو سيقاوم حتى النهاية وسندخل معه فى معركة شرسة فهو نظام يشبه خيوط العنكبوت له افرع فى كل مكان ومعركتنا لابد الا تكون مع رأس النظام نفسه كما حدث من قبل وخدعنا لابد ان تكون معركتنا مع النظام بكامله حتى يتم التخلص منه نهائيا وأعادة بناء نظيم جديد من حكماء وعلماء وخبراء مدنيون يقودون مصر خلال المرحلة القادمة رغم ثقل الحمل والمسؤلية التى ستكون على عاتقهم فبعد رحيل هذا النظام سينكشف امام الجميع مدى حجم الخراب والدمار الذى لحق بمصر ماديا ومعنويا وان الامر ربما يستغرق عدة سنوات لاعادة البناء على أطلال الوطن.

….

حاتم غريب

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى