الأرشيفتقارير وملفات

عبد الفتاح السيسى كنز اسرائيل الإستراتيجى ومنقذها ليس خائن بل يدافع عن وطنه الأصلى من النيل الى الفرات

في ظل العلاقات الدافئة بين القاهرة وتل أبيب، في عهد “السيسي”، وعودة السفير المصري إلى تل أبيب، والتطبيع الاقتصادي والتنسيق الأمني والتناغم السياسي، وصولاً إلى الدعوة للتطبيع الرياضي وأن تلعب الأندية المصرية في إسرائيل، و”رسائل الغزل” الصريح بين الجنرال السيسي ونتنياهو، ليس بعيد أن تكون هناك علاقة بين “وزير الحرب” الجديد في حكومة “نتنياهو” وبين الجنرالات في مصر وعلى رأسهم عبدالفتاح السيسي، بل قد يصبح “أفيغدور ليبرمان” من أصدقاء “السيسي”، ويتافخر كل منهما بالآخر كما كان يفعل الرئيس المصري الراحل “أنور السادات”، ويتباهى علنًا بصديقه “بيجن”، رئيس الوزراء الصهيوني؟

القاسم المشترك بين “السيسي” والمتطرف “ليبرمان”، أن الأول كان وزيرًا للدفاع المصري، قبل أن يقود انقلابًا عسكريًا ضد أول رئيس مصري مدني منتخب، أما الثاني فهو وزير للدفاع – الحرب – في ظل حكومة نتنياهو، التي يسعى رئيس النظام المصري إلى “العلاقات الدافئة” معها، إضافة إلى عداوة كل منهما لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وحب “السيسي” لروسيا والروس وفلاديمير بوتين، والمعروف أن “أفيغدور ليبرمان” ولد في “بكيشيناو” في مولدافيا، إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، وكانت اللغة “اليديشية” لغة أهله الأساسية ولغته أيضًا حتى عمر 3 سنوات، وكان  أحد مؤسسي المنتدى الصهيوني ليهود الاتحاد السوفيتي سابقًا، إلى أن  قدم إلى إسرائيل في 18 يونيو 1978، وتعلّم اللغة العبرية، وخدم في الجيش الإسرائيلي لعدة أشهر.

الإرهابي الصهيوني “ليبرمان”، جاء وزيرًا للحرب، في ظل حديث لا ينقطع من الجنرال “السيسي” عن “صديقه” الذي يتواصل معه شبه يوميًا -على حد تعبير إحدى الصحف الإسرائيلية – بنيامين نتنياهو، فقد وصف “السيسي”، رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بأنه “قائد عظيم يستطيع أن يقود العالم كله”، فطبقًا لموقع صحيفة “ميكور ريشون” اليمينية الإسرائيلية أن السيسي عبر لقادة التنظيمات اليهودية الأمريكية عن إعجابه بشخصية نتنياهو وقدراته القيادية، وقال مراسل صحيفة، “تسفيكا كلاين”، إن قادة “لجنة رؤساء” المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة أبلغوا نتنياهو خلال لقائهم بهم، على هامش اجتماع نظمته اللجنة في القدس ، بأن السيسي أبلغهم خلال لقائه بهم في القاهرة بأن “نتنياهو قائد ذو قدرات قيادية عظيمة، وهذه القدرات لا تؤهله فقط لقيادة دولته وشعبه، بل إنها كفيلة بأن تضمن تطور المنطقة وتقدم العالم بأسره”.

ففي 17 مايو الماضي، قال عبدالفتاح السيسي، خلال افتتاحه عددًا من المشاريع التنموية بمحافظة أسيوط: “إن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيجعل السلام القائم بين مصر وإسرائيل أكثر دفئًا”، وأبدى استعداد بلاده لتقديم ضمانات لكلا الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي بتحقيق الأمان والاستقرار.

وأضاف السيسي: “أن هناك العديد من المبادرات العربية والدولية لإيجاد حل حقيقي للقضية الفلسطينية، ومصر تلعب دورًا رياديًا في تلك المبادرات، مشيرًا إلى أن المنطقة العربية ستكون أكثر استقرارًا وسلامًا بحل الأزمة الفلسطينية، وتابع: “لو استطعنا معا بإرادة وإخلاص حقيقي حل هذه المسألة وايجاد أمل للفلسطينيين وأمان للاسرائيليين ستكتب صفحة أخرى جديدة لا تقل بل قد تزيد على ما تم انجازه في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل”.

سى

واستطرد: “أقول للإسرائيليين وهم يسمعوني وأرجو أن تسمح القيادة الإسرائيلية بإذاعة خطابي هذا في إسرائيل مرة ومرتين: هناك فرصة حقيقية رغم عدم وجود مبررات من وجهة نظر كثيرين لتحقيق سلام في ظل الظروف الصعبة, التي تمر بها المنطقة”، وأضاف ” لو تحقق السلام فى المنطقة سيتغير وضع الشرق الأوسط الملتهب للأفضل, حل القضية الفلسطينية وإقامة دولتها السبيل الوحيد لتحقيق سلام أكثر دفئاً بين مصر وإسرائيل”.

وتابع: “هناك فرصة حقيقية لتحقيق السلام في ظل وجود عدة مبادرات إقليمية ودولية، أهمها مبادرة السلام العربية والمبادرة الفرنسية للسلام”، ووجه السيسي دعوة إلى الفلسطينيين لتوحيد صفوفهم في ظل الخلافات القائمة بين حركتي فتح، وحماس, كما طالب القيادة والأحزاب في إسرائيل بالاتفاق على إيجاد حل للأزمة, مضيفًا أن المقابل سيكون كل ما هو جيد وعظيم للأجيال الحالية والأحفاد القادمة.

اسرائيل

أبرز التصريحات الإسرائيلية

معاريف:

أوردت صحفية “معاريف” الإسرائيلية تصريحات للخبير الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان، وصف فيها العلاقات الإسرائيلية مع مصر في عهد عبد الفتاح السيسي بأنها كنز إستراتيجي، لكنها قد تشكل في الوقت ذاته عقبة أمام إسرائيل للتوصل إلى حل سياسي في قطاع غزة، وتحول دون ترميم العلاقة مع تركيا.

وكشف ميلمان النقاب عن زيارة سرية قام بها رئيس جهاز الاستخبارات الأميركية “سي آي أي” جون برينان لمصر الأسبوع الماضي، ولقائه السيسي ونظيره المصري رئيس المخابرات العامة خالد فوزي، قدم خلالها وعودا بتقديم المساعدة لأجهزة المخابرات المصرية في محاربتها للجماعات المسلحة في جزيرة سيناء.

وأضاف الخبير أن الجيش المصري يتلقى مساعدات أمنية وعسكرية من إسرائيل وفرنسا من خلال صور أقمار صناعية، في حين تقدم إسرائيل دعما للجيش المصري يتمثل في الصواريخ الاعتراضية والمعلومات الأمنية عبر الوحدة 8200 التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية “أمان” وجهاز الأمن العام “شاباك” وجهاز الموساد، وهي أجهزة توفر لإسرائيل معلومات استخبارية على مدار الساعة عما يحدث في سيناء لإحباط العمليات المعادية.

وأكد الخبير الوثيق الصلة بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، أنه لم يعد سرا أنه منذ صعود السيسي للحكم في مصر، نشأت علاقات أمنية وتنسيق استخباري عالي المستوى بين القاهرة وتل أبيب في القضايا الأمنية، وتتعلق المصالح الأمنية المشتركة بين الجانبين في محاربة حركة “حماس” و”تنظيم الدولة”، حيث سمحت “إسرائيل” لمصر بإدخال قوات عسكرية إلى سيناء أكثر مما هو مسموح به في اتفاق السلام بينهما عام 1979.

جيروزاليم بوست:

وأشادت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية بتصريحات السيسي قائلة إنه هدية خاصة لدولة إسرائيل، وأن دعوته لإحياء السلام بين الفلسطينيين والعرب وعودة المفاوضات بشأن القضية الفلسطينية أحيت كذلك أمل إسرائيل في إنقاذها من العزلة الدولية التي كانت تهددها”.

وتابعت الصحيفة أن تصريحات السيسي جاءت في وقت تواجه فيه إسرائيل عدة أزمات من بينها حملة نزع الشرعية عنها من خلال قرار الاتحاد الأوروبي عدم استيراد منتجات المستوطنات.

وأشارت “جيروزاليم بوست” إلى أن موقف السيسي الأخير جاء بعد أيام فقط من إعطائه الأوامر بإغراق الأنفاق تحت الحدود بين غزة وسيناء، مما أدى إلى تراجع قدرة المنظمات الفلسطينية وعلى رأسها حماس على تهريب الأسلحة إلى القطاع وهو ما يشبه اللعنة لمسلحي غزة.

وزير الإسكان الإسرائيلي:

كشف تسريب صوتي لوزير الإسكان الإسرائيلي يوآف جالانت، عن حزب “كلنا الإسرائيلي”، أن “إسرائيل”، محظوظة بأن السيسي تمكن من السيطرة على مقاليد الحكم في مصر، واستعادتها من أيدي “الإخوان المسلمين”.

وأشاد جالانت خلال جلسة مغلقة الأسبوع الماضي، مع قادة التنظيمات اليهودية في شمال الولايات المتحدة الاميركية، بعبد الفتاح السيسي، واصفًا السيسي “بمبارك بعد عملية تجميل”، مؤكدًا أن “حدوث القلاقل في مصر له تداعيات خطيرة عشرات أضعاف خطورة قلاقل كهذه في العراق أو لبنان؛ على سبيل المثال”.

وبحسب التسجيل الذي حصلت علية صحيفة “هآرتس” العبرية، ونقل تفاصيله موقع “I24” الإسرائيلي، أكد جالانت، أنه من “مصلحة (إسرائيل) والولايات المتحدة مواصلة دعم النظام الحالي في مصر”، مستدركًا بقوله: “صحيح أن السيسي استولى على الحكم بطريقة غير ديمقراطية؛ لكنه أكثر ليبراليا من الرئيس السابق محمد مرسي؛ الذي اعتلى كرسي الحكم بطريقة ديمقراطية”.

وتساءل: “هل أنتم مع النظرية أم التطبيق؟ وفي نظري التطبيق أهم من النظرية، وأرى أن السيسي عبارة عن خليط بين عبد الناصر وأنور السادات؛ هو يملك قوة عبد الناصر وإدراك السادات”، بحسب قوله، كما رأى الوزير، أن “السيسي هو الرجل الصحيح في الموقع الصحيح، غير أنه يواجه مشاكل عصيبة”، مضيفا: “بودنا أن نمد يد العون له، ونحن نسعى من أجل مصر لدى الولايات المتحدة بكل ما يتعلق بالعون العسكري الأمريكي لها”.

وقال: “نريد مصر قوية بقيادة صحيحة، والسيسي هو جزء من الحل، ونحن محظوظون بأنه موجود في كرسي الحكم في مصر”.

وأعرب وزير الإسكان الإسرائيلي، عن قلقه جراء ما قد يترتب على الجمود القائم حاليا في العملية السياسية مع الفلسطينيين وقال: “بعد عشرة أعوام سيكون عدد الفلسطينيين سبعة ملايين وسيكون عدد اليهود بين النهر والبحر سبعة ملايين، ونحن ندرك أن هذا أمر جلل… التوصل لحل مع الفلسطينيين هو مصلحة إسرائيلية، ونحن بحاجة إليه في أقرب فرصة ممكنة”.

وأضاف: “نحن على علم بالأرقام، وماذا قد يحدث لو تركنا الأمور لتسير من تلقاء نفسها، ما الذي سيحدث بعد جيل واحد؟ الأرقام لا تبشر بالخير، فكرة حل الدولة الواحدة سيئة جدا بالنسبة لنا، نحن نخوض نزاعا مع الفلسطينيين منذ 100 عام، وفي حال كنا متداخلين ومختلطين يغمرنا التوتر، كيف لنا أن نعيش هكذا؟”.

فسرمان لاندا:

في 19 أكتوبر 2014، بعثت دبلوماسية إسرائيلية بارزة برسالة دعم وتأييد غير مسبوق لعبد الفتاح السيسي، كشفت في طياتها عن إعجابها الكبير بأدائه، وموقفه المعادي لحركة “حماس”، وتقارب نظامه مع “إسرائيل”.

روت فسرمان لاندا الذي سبق وعملت في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة بين الأعوام 2003 – 2007، والتي خاطبت السيسي بـ”سيدي الرئيس” قالت إنه أذهل الإسرائيلين برجاحة عقله، في القضاء على الإرهاب، ودعم خطط اقتصادية جديدة، وكذلك في محاصرة العنف ضد النساء وزيارة المتضررات من التحرش الجنسي.

كما امتدحت الدبلوماسية الإسرائيلية الشابة في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت” حمل عنوان “يا سيسي شعب إسرائيل معك..رسالة مفتوحة للرئيس” خطاب السيسي في مؤتمر إعمار غزة، وتوجه بشكل مباشر للإسرائيليين، وختمت مقالها المثير للجدل بالقول “أشد على يدك وأتلو صلاة لحفظ وتعزيز العلاقات بين دولتينا وبين شعبينا”.

وجاء في رسالتها:

تنصت الجماهير في إسرائيل وتقدر موقفك، سيدي الرئيس، كمن وقف إلى جانب إسرائيل خلال حربها ضد حماس في عملية” الجرف الصامد”- حتى وإن كان الأمر جاء انطلاقا من رغبة قوية في الحفاظ على المصالح الحيوية المصرية-فإنك حظيت بتأييد الشعب الإسرائيلي.

وكالشعب المصري الذي لا ينسى من قتل جنوده بدم بارد وخطط لإسقاط النظام المركزي في مصر، من خلال تفعيل خلايا الإرهاب في أعماق سيناء، كذلك أيضا لا ينسى الشعب الإسرائيلي من وقف إلى جواره في الأوقات العصيبة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى