آخر الأخبارالأرشيف

دولة فلاديمير بوتين الخارجة عن القانون الدولى والإنسانى

يحوّل فلاديمير بوتين روسيا بشكل سريع إلى دولة خارجة عن القانون، وكعضو من الأعضاء الخمس الدائمين بمجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، تتشارك دولته مسؤولية خاصة في احترام القانون الدولي، لكن تصرفاته في أوكرانيا وسوريا تخالف، ليس فقط القوانين التي تهدف لتعزيز السلام بدلا من الصراع، لكن الآداب الإنسانية المشتركة أيضًا.

1

ظهرت هذه الحقيقة المُرّة مرتين يوم الأربعاء، فقد توصل فريق تحقيق بقيادة هولندا، إلى أن نظام الصواريخ أرض-جو، الذي أسقط الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا في يوليو 2014، ما أسفر عن مقتل 298 شخصا كانوا على متنها، تم إرسالها من روسيا إلى الانفصاليين وعادت إلى روسيا في نفس الليلة، وفي نفس الوقت، في سوريا، قصفت الطائرات الروسية وطائرات النظام السوري مستشفيين في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب، كجزء من اعتداءات تهدد حياة ربع مليون شخص، في حرب حصدت بالفعل أرواح نصف مليون سوري.

وحاولت روسيا جاهدة إلقاء اللوم على حادث تحطم الطائرة فوق أوكرانيا، لكن التقرير الجديد، الذي أعده محققون هولنديون ونمساويون وبلجيكيون وماليزيون وأوكرانيون، يؤكد النتائج السابقة، ويستخدم التقرير معايير صارمة للأدلة، ويوثق بدقة، ليس فقط نشر نظام الصواريخ الروسي الذي تسبب في الكارثة، لكن أيضا تستر روسيا المستمر.. وصرح وزير الخارجية الأوكراني “بافلو كليمكين”، لمجلة “التايمز” الأسبوع الماضي، بأن حكومته تصر على تقديم روسيا والأفراد المتورطين في إطلاق الصاروخ للمحاكمة.

بعض المسؤولين الغربيين اتهموا روسيا بارتكاب جرائم حرب، وهي تهم يتم التعامل معها من قبل قنوات دولية، حتى إن منعت روسيا الإحالات الرسمية للمحكمة الجنائية الدولية، كما يجب أيضا وضع فرض عقوبات جديدة على روسيا في الاعتبار، فبلا شك سيحارب بوتين أي إجراء كهذا، باستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن، لكن مهما كان رده، فيجب أن تمنح الولايات المتحدة دعمها لطلب المحاسبة الأوكراني.

لا يبدو أنه ستتم محاسبة بوتين عما يفعله في سوريا، فقد تظاهر لشهور بأنه يفاوض من أجل حل سياسي للحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات، بين عميله، بشار الأسد، والثوار المدعومين من الولايات المتحدة وبعض الدول العربية، لكن بالرغم من التماسات وزير الخارجية “جون كيري”، الذي قضى أوقاتا طويلة جدا وبذل جهودا كبيرة في التفاوض على وقف إطلاق النار مرتين منفصلتين، فإن القوات الروسية والنظامية والقوات المدعومة من إيران على الأرض، استمرت في ارتكاب المذابح.

وخلال الأيام الأخيرة، أظهر بوتين أخرى نواياه الحقيقية، من خلال هجمات جوية استخدم فيها قنابل قوية بإمكانها تدمير المشافي والملاجئ، التي يحتمي بها المدنيون تحت الأرض، وفي 19 سبتمبر، قصفت روسيا قافلة مساعدات، لا يفترض أن يتم استهدافها وفقا للقانون الدولي، تماما كالمشافي والمدنيين.

وهدد كيري الثلاثاء بانسحاب الفريق الأمريكي من جنيف، حيث يتفاوض الطرفان على وقف إطلاق النار، لكن هذا سيكون تأثيره محدود، إذا كان له تأثير من الأساس.. ورفض الرئيس أوباما لوقت طويل الموافقة على التدخل العسكري المباشر في سوريا، وربما يفترض بوتين أن أوباما على الأرجح لن يواجه روسيا خلال أشهره الأخيرة، وفي وقت يتم فيه الاستعداد للانتخابات الرئاسية في أمريكا، لكن في ظل تعرض معقل الثوار في حلب للسقوط في أيدي النظام، قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن هذا الرد أخذ بعين الاعتبار.

يصور بوتين نفسه على أنه رجل مهمته استعادة عظمة روسيا، وبالطبع تستطيع روسيا أن تكون قوة عظمى من أجل الخير، لكن سلوكه منعدم الضمير -من ذبح المدنيين في سوريا وأوكرانيا والاستيلاء على شبه جزيرة القرم وقرصنة أجهزة الحاسوب التابعة للوكالات الأمريكية، وسحق المعارضة بالداخل- يوحي بأن آخر شيء قد يفكر فيه، هو أن يصبح شريكا بناءً في البحث عن السلام.

المصدر

نيويورك تايمز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى