الأرشيفتقارير وملفات

أكذوبة تسمي “التاريخ القبطي”

بقلم الإعلامي الكبير

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2014-10-26 15:36:27Z |  |

محمد الاسواني

السؤال المطروح .. ما هى الحقيقة والملابسات حول ذلك الشائع و المزعوم بالتاريخ ( القبطي ) ؟! ..  و نحن بدورنا نتسآئل .. هل من الممكن يتم تزييف التاريخ ثم نتعاطاه كواقع من حيث لا ندري ؟ وهل التزييف هو إحدى أدوات الحروب الخفية ؟ الإجابة نعم  .. وها نحن نؤكد إن التاريخ المسمى بالقبطي ( المسيحي ) ما هو إلا إحدى الأكاذيب الرائجة في الكتب الحديثة وعندما نتحقق من الوثائق نجد إنه ليس هو ذاته التاريخ المصري القديم ولا علاقة له بتاريخ القدماء المصريين كما يتم تسويقه  و كما أرادوا لنا أن نفهمه وإن كان لفظ قبطي أو قيبتوس باللغة اليونانية لا تعني سوى كلمة مصري بالعربية  و إن لفظة قبطي لا علاقة لها بالطائفة الأرثوذكسية  بينما الكنيسة على مدار العقود الماضية كانت تروج إن القبطي هو الأرثوذكسي المسيحي  ومن ثم أسم أصبح لفظ قبطي  حكراً على المسيحي الأرثوذكسي !

مغالطات

والتحقيقات التاريخية تشير إلى غير ذلك حيث أن التاريخ المزعوم ( بالقبطي ) ما هو إلا ذلك التاريخ الذي يدور حول منشأ الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية و التى يشار إليها بشعب ( الكنيسة الأرثوذكسية ) أى أتباع العقيدة الأرثوذكسية و التى بدأت قصتها في القرن الثالث الميلادي ، إن تلك الطائفة لا تعدوا كونها جزء من شعب اليونان البطلمي وكان لسانهم الذي يتحدثون به ما هو إلا اللسان اليوناني وإن ذلك التاريخ لا علاقة له بعموم شعب مصر غير أن أولائك اليونان وبقايا الرومان الذين اعتنقوا عقيدة التثليث في حينها ما هم إلا رعايا الشعب اليوناني على أرض مصر ولذا وجب علينا توضيح الأمور حيث إنه من غير المعقول أن نقبل بتزوير التاريخ من أجل مجاملة الكنيسة الأرثوذكسية أو هؤلاء المدلسين من بائعي الزيف والدجل ، وعلينا أن نوضح بأن المرحلة التاريخية لحكم البطالمة ما هى إلا تلك الفترة الزمنية الخاصة بحكم الروم بيزنطيين من ذوي الأصول اليونانية الذين تسلطوا على مصر فإن تلك المرحلة التاريخية من إحتلال اليونان لمصر قد أعتبرتها الكنيسة إنها جزء من تاريخها ومن ثم تم تمصير الأرثوذكسية اليونانية التى أعتبروها تاريخ ( للأقباط ) أى للمصريين بينما كان أتباع الديانة الأرثوذكسية في حينها هم الأقلية ! وإن المحاولات المستميتة في جعل الأرثوذكسية هى جزء رئيسي في تاريخ شعب مصر تخالف جميع السجلات والوثائق التاريخية وإن الإستمرار في هذا الدرب ما هو إلا التضليل بعينه بينما الحقيقة هى إن الأرثوذكسية كطائفة يونانية عاشوا على أرض مصر قد بدأ تاريخهم منذ عام 330 م ، ولنبدأ القصة وتاريخ البطالمة اليونان في مصر وكان أول ملوكها بطليموس الأول هو أحد قادة جيش الإسكندر الأكبر واخرهم الملكة كليوباترا وابنها بطليموس الخامس عشر (قيصرون) وقد كان إرث البطالمة مآله إلى حكم الرومان وسيطرتهم على مصر و هكذا انتقلت مصر إلى حكم الروم بيزنطي بصورة تدريجية و منذ إن خضع البطالمة لروما تم صنع معــــاهدة صداقة بينهما على أن يسلم البطالمة حكم مصر إلى الرومان ومن ثم كانت العلاقة بين مصر البطلمية وروما علاقة وثيقة إلاو إن الرومان مارسوا نوعا من السيطرة على شئون مصر فى أواخر عصر البطالمة وفي ذلك الوقت كانت كليوباترا على رأس السلطة وكل أمنياته في حينها إستدعاء القادة الرومان لمساعدتها لتدعيم حكمها فى مصر – ولكن مساعدتها للقائد انطونيوس أدت إلى فقدان هذا العرش و انتصار اكتافيوس على مارك انطونيوس فى معركة ( اكتيوم البحري 31 ق0م ) وبذلك أصبحت مصر ولاية رومانية لفترة استمرت قرابة ستة قرون حتى مجيئ الفتح الإسلامي ، وقد اعتبر اكتافيوس مصر ضيعة ملكاً له ولهذا ترك فيها ثلاث فرق عسكرية بهدف السيطرة عليها وقد إستمر الحال حتى وقت إنتصار الجيش الإسلامي على الرومان في بلاد الشام ومن ثم تحركت جيوش المسلمين و تم فتح مصر على يد عمرو بن العاص السهمي القرشي الكناني عام 641م و كان أهل مصر وقتئذ علي عهد دولة الروم البيزنطية أي جزء من الأمبروطورية الرومية وفي ذاك الوقت أصبحت العقيدة المسيحة اليونانية الأرثوذكسية ذاتها ديانة رسمية في عهد چايوس فلاڤيوس ڤاليريوس الملقب بقسطنطين ( كان حكم قسطنطين نقطة تحول في تاريخ المسيحية. عام 313 أصدر مرسوم ميلانو الذي أعلن فيه إلغاء العقوبات المفروضة على من يعتنق المسيحية وبذلك أنهى فترة اضطهاد المسيحيين الموالين للأمبروطورية ). ولم يتبع تلك الديانة سوى البيزنطيين المقيمين بمصر وكان منهم طائفة صغيرة من المسيحيين المصريين ولكن غالبيتهم من اليونان واليهود الذين استقر بهم الحال وقد عاشوا المذلة في مصر حيث الظلم المرير من الرومان بسبب الإختلاف العقائدى معهم ، فهؤلاء المسيحيون الأرثوذكس من البطالمة وغيرهم كانوا علي مذهب يعقوب البردعي الذي يقوم علي مبدأ وحدة طبيعة المسيح الإلاهية قد تعرضوا للاضطهاد من قبل الروم البيزنطيين الذين كانوا علي مذهب الملكاتي و الذي يقوم علي مبدأ ثنائية طبيعة المسيح وفي حينها قد ( توجه عمرو بن العاص بجيشه إلي حصن بابليون و حاصره 7 أشهر متواصلة . فأرسل المقوقس ( وهو الممثل الرسمى للحاكم الروماني ) إلي عمرو بن العاص برسالة يفاوضه و يعرض فيها عليه مبلغاً من المال نظير رجوع المسلمين لبلادهم ، و لكن عمرو بن العاص رفض و قال له ليس بيننا و بينكم إلا ثلاث خصال أما الإسلام أو الجزية أو القتال . فأشار المقوقس علي الحامية الرومانية بالتسليم و الصلح، و لكن الحامية رفضت و كذلك الإمبراطور الروماني هرقل الذي قام بعزل المقوقس كمسئول عن رعايا الروم بيزنطيين بمصر فتجدد القتال و قام المسلمون بحصار شديد علي الحصن ، و في أبريل 641 م استطاع الزبير بن العوام تسلق سور الحصن و معه نفر من جند المسلمين و كبروا ، فظن الروم أن العرب اقتحموا الحصن فتركوا أبواب الحصن و هربوا إلي الداخل، فقام المسلمون بفتح باب الحصن، و استسلم الروم و طلبوا الصلح فاجابهم عمرو بن العاص سنة 641 م / 20 هج. ) إذن فلتحذروا الأكاذيب التى تدعى بما أسموه التاريخ القبطي الذي يقصدون منه تاريخ نشأت كنيسة اليونان الأرثوذكسية وللزيادة في التوضيح ما إذا أعتبرنا أن لفظ قبطي يعني مصري حينها يصبح تاريخ المصري هو منذ نشأت الحضارة المصرية القديمة وليس فقط حين دخول المسيحية الأرثوذكسية إلى مصر . المصادر . تاريخ مصر الإسلامية تاريخ الأرثوذكس حسب ما يتصورونه كتاريخ للكنيسة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى