الأرشيفتقارير وملفات

اللوبي الصهيوني منظمة «الايباك » ذراع إسرائيل في أمريكا واللوبي الروسي ،هما سبب فوزه بالرئاسة الأمريكية بسبب وعود ترامب للطرفين

جميعنا يعرف قوة نفوذ منظمة ” الايباك” الإسرائيلية، والتي لم توجد لنشر رسالة السلام، وإنما للدفاع عن مصالح حكومة إسرائيل وسياساتها، ولتتأكد من تمرير سياسات إسرائيل لدى الحكومة الأمريكية

حدد خبراء خمسة، أسباب دفعت الأمريكيين إلى اختيار المرشح الجمهوري دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وهم يرون أن اختيار ترامب كان بمثابة مفاجأة غير متوقعة بالنسبة لهم، ولكنها عادة الولايات المتحدة التي وصفها أحدهم بأنها “أرض الاحتمالات غير المحتملة”.
وتتلخص الأسباب بحسب الخبراء، في قيام حملة ترامب بإثارة مخاوف الأمريكيين من استمرار إدارة الديمقراطيين على الصعيدين الداخلي والخارجي، واستخدام المال السياسي لتعزيز هذه المخاوف من خلال التركيز على كل ما يتعلق بفترة إدارة هيلاري كلينتون أثناء توليها وزارة الخارجية الأمريكية، وتقديم وعود انتخابية ذات صلة بالمزاج الأمريكي خلال السنوات الأخيرة، وتصاعد الإسلاموفوبيا، والحد من تدفق المهاجرين.
أما السبب الرابع، بحسب الخبراء، فهو ذو بُعد خارجي وهو مساندة اللوبي الصهيوني بشكل مباشر لترامب، واللوبي الروسي بشكل غير مباشر، بسبب وعود ترامب للطرفين، فضلًا عن قناعتهم بأن الرئيس الجمهوري هو الأنسب لمصالحهم خلال الفترة المقبلة.
السبب الخامس، اختلف فيه الخبراء العرب.. فقد ذهب اثنان منهم إلى أنه يتعلق بخطاب ترامب للنساء، الذي كان من المفترض أن يجعل الناخبين ينفرون منه، لكن الواقع جعلهم يؤيدونه لما وجدوه فيه من جرأة تخاطبهم.

ما معنى اللوبى

وتُستخدم كلمة لوبي كرمز لـ”تحالف حر لأشخاص ومنظمات” يعملون بنشاط لصنع السياسة الخارجية الأمريكية باتجاه مؤيد لاسرائيل.

يتألف جسم اللوبي من اليهود الامريكان الذين يقومون بمجهود كبير في حياتهم اليومية لقلب وتوجيه السياسة الخارجية الأمريكية كي توافق المصالح الاسرائيلية.

وتذهب نشاطاتهم إلى أبعد من انتخاب مرشح مؤيد لاسرائيل, لتصل إلى مساهمات مالية, وكتابات, ودعم منظمات مؤيدة لاسرائيل, ودعم السياسة التوسعية الاسرائيلية التي كان ينهجها حزب الليكود وهم معادون لعملية السلام في اوسلو, ويتشاورون مع الضباط الاسرائيليين حتى يزيدوا من تاثيرهم على امريكا. ونادراً ما يدعمون الضغط على اسرائيل. وفد شكلوا تجمعاً نظامياً ضاغطاً من المنظمات , ويضم هذا اللوبي مسيحيين انجيليين مرموقين مع معظم القادة السابقين في البيت الأبيض. فهم يعتقدون ان اعادة بناء اسرائيل جزء من النبوءة التوراتية فيدعمون برنامجها التوسعي معتقدين ان الضغط عليها هو ضد إرادة الله.

ويتتضمن اللوبي في عضويته أيضاً نخبة من المحافظين الجدد مثل جون بولتون وروبير بارنلي …..

 ما يميّز اللوبي الاسرائيلي هو فعاليته الفائقة حيث يعمل بطريقة أفضل بكثير من المجموعات الأخرى. اما المجموعات التي تمثل المصالح العربية فهي ضعيفة إلى غائبة تماماً, مما يجعل مهمة اللوبي الاسرائيلي اكثر سهولة.

نفذ اللوبي خطتين استراتيجيتين لكسب دعم امريكا لاسرائيل:

الخطة الاولى:  الضغط على الكونغرس, وعلى الجهاز التنفيذي. فمهما كانت وجهة نظر المشرِّع او السياسي, يحاول اللوبي ان يجعل من دعم اسرائيل الخيار السياسي الأفضل له.

الخطة الثانية: يحاول اللوبي ان يتضمن الخطاب العام عن اسرائيل إضاءة إيجابية وذلك بتكرار الخرافات المؤسسة لها وبنشر وجهة نظرها في الجدل السياسي الحاضر, وبتجنب حصول أي تعليق نقدي ضدها داخل الحلبة السياسية, بالمراقبة الشديدة للجدل الدائر حولها, لأن النقاش الشفاف والصادق للعلاقات الاسرائيلية- الامريكية قد يؤدي بالامريكان إلى تفضيل سياسة اخرى.

الدعامة الأساسية لفعالية اللوبي هي التأثير على الكونغرس الأمريكي, حيث فيه تكون اسرائيل معصومة عن الانتقاد. هذا الأمر هو بحد ذاته ملفتاً للنظر لأن الكونغرس لا يستثني أي موضوع قابل للنقاش والجدل سواء أكان متعلقاً بالإجهاض آو بالعناية الصحية أو بأي شأن ٍ آخر, لكن عندما يكون الموضوع متعلقاً بإسرائيل, ومهما كانت الانتقادات قوية, فهي تغيب في الصمت ولا يحصل أي نقاش حولها ولو كانت نتائجها سيئة للعالم برمته.

ويكمن وراء نجاح اللوبي في الكونغرس هو أن بعض أعضائه المهمين هم من المسيحيين الصهاينة أمثال “ديك آرمي”

التأثير على السلطة الحاكمة عبر منظمة “الايباك”

وتقوم منظمة ” الايباك ”  بمكافأة المشرعين والمرشحين للكونغرس الذين يدعمون اجندتها, وتعاقب الذين يتحدونها. فالمال هو موضوع حرج في الانتخابات الأمريكية. ولا شك أن هذا التكتيك قد اظهر فعالية. ويشرح توماس دين رئيس هذه المنظمة قائلاً أن كل يهود أمريكا يسعون لاخراج أي مرشح يحاول طرح مساءلة حول اجندتهم. وتأثير منظمة “الإيباك” في الكابيتول يطال الكثير من المواضيع, فأعضاء الكونغرس وموظفيه يتوجهون إلى تلك المنظمة ليأخذوا منها المعلومات قبل أي مصدر ٍ آخر وحتى قبل آن يتوجهوا أو يسألوا مكتبة الكونغرس أو مكتب بحوث الكونغرس أو الخبراء الإداريين, والأهم من ذلك أن منظمة الإيباك هي التي تخطط الاجتماعات وتعمل في التشريع وتعطي مشورتها في التكتيك, إلخ…

ترامب

رغم أن اليهود هم أقلية في الشعب الأمريكي (اقل من 3 %) لهم تأثير على الجهاز التنفيذي لأنهم يقومون بحملة تبرعات لمرشحين من الحزبين في أثناء الترشيح للرئاسة. وقد قدرت الواشنطن بوست إحدى المرات:أن المرشح الديمقراطي للرئاسة قد اعتمد في تمويل حملته الانتخابية بـ 60 % منها على اليهود. وبما أن الناخبين اليهود متمركزين في ولايات مثل كاليفورنيا وفلوريدا وإلينوي ونيويورك وبينسيلفانيا, لذلك لن يتمكن المرشح الرئاسي من مناهضتهم.

السيطرة على الإعلام

ذكر «ستيفين والت» و«جون مير شايمر في دراسة لهما بعنوان: «اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية» جاء فيها: «بالإضافة إلى التأثيرالمباشر في سياسة الحكومة، يناضل اللوبي لتشكيل مفاهيم وآراء العامة بشأن إسرائيل والشرق الأوسط. وهو لا يريد وجود نقاش علني للقضايا التي تتضمن إسرائيل؛ لأن النقاش العلني قد يجعل الأمريكيين يتساءلون عن مستوى الدعم الذي يوفرونه حاليًا. وتبعًا لذلك، تعمل المنظمات الموالية لإسرائيل جاهدةً للتأثير في الإعلام، وبيوت الخبرة، والأوساط الأكاديمية؛ لأن هذه المؤسسات بالغة الأهمية في صياغة الرأي العام».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى