آخر الأخبارالأرشيف

الشعب الجزائرى ينتفض رفضا لرفع الأسعار.. والشعب المصرى يشاهد مبارات الزمالك والأهلى والمسلسلات الساقطة ويشرب مياه المجارى

بداية عام 2017، لا تبشر بالخير في الجزائر، فقد استهلت الأيام الأولى من العام الجديد بأزمة اجتماعية، بعد أن سنت الحكومة قانون موازنة 2017، ورفع أسعار مواد استهلاكية أولية، كالحليب والخبر، إضافة إلى البنزين.

خرج سكان مدينة بجاية ومدن أخرى مجاورة، في مظاهرات مناهضة للنظام، احتجاجًا على غلاء الأسعار.

ولم يقتصر الأمر على المستهلكين فقط، بل انضم لهم تجار المنطقة، الذين أغلقوا محلاتهم التجارية، تنديدا بسياسة رفع الأسعار.

https://www.youtube.com/watch?v=LcKLx9hRR0U

وندد سكان مدينة بجاية، الواقعة في منطقة القبائل الساحلية، بقرار حكومة عبد المالك سلال، الذي أعلنه في 28 ديسمبر الماضي، تسديدا للعجز المالي، الذي تواجهه الحكومة، بعد تراجع أسعار النفط من 110 دولارات في 2013، إلى ما بين 45 و50 دولارًا في الوقت الحالي.

وكان دعا ناشطون عبر شبكات التواصل الاجتماعي قبل أيام في الجزائر، إلى إضراب عام لتجار الجملة والتجزئة، كما أعلن عمال البلديات في الولاية منذ أيام، تنفيذ إضراب يستمر لمدة أسبوع.

كانت نسبة الاستجابة للإضراب، أكبر في محافظة بجاية وبلداتها، وبدرجة أقل في ولاية البويرة غرب العاصمة، فيما لقى الإضراب بعض التجاوب في محافظة بومرداس، شرق العاصمة.

وتطورت الاحتجاجات لاشتباكات عنيفة مع قوات مكافحة الشغب، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع، لتفرقتهم، لتسفر المواجهات عن جرح أكثر من 72 شخصًا.

وأقدم المحتجون الغاضبون، على إضرام النار في حافلات، وقطع الطرق الرئيسية، المؤدية إلى عدد من المدن.

وسيناريو بجاية هذا العام، نسخة مكررة من العام الماضي، حيث  سبق أن خرج سكان المنطقة في مظاهرات واحتجاجات خلال يناير 2016، بعدما تم إعلان موازنة الجزائر 2016.

ويتوقع العديد من المحتجين أن تتطور الاحتجاجات إلى أحداث، كتلك التي وقعت في عدد من ولايات البلاد في 5 أكتوبر 1988، عندما خرج متظاهرون للشوارع في احتجاجات عارمة عمت الولايات الجزائرية، وتدخلت قوات الجيش لقمع المتظاهرين، وخلف حصيلة كارثية من القتلى، فحسب إحصائيات رسمية قتل 169 شخصًا.

فيما شككت دوائر سياسية، موالية للسلطة، في هذه الاحتجاجات، ووجهت أصابع الاتهام إلى ما أسمته بـ”جهات مشبوهة”، تريد استغلال الظروف الاقتصادية للبلاد، من أجل تفجير أزمة داخلية في البلاد.

المصريون لايثورون فمباراة الأهلى والزمالكوالمسلسلات الإباحية أهم

قد ينظر البعض إلى مصر والمصريين اليوم، إلى حجم المعاناة التي تعيشها الأغلبية الساحقة من المصريين في قرى مصر وفي الأحياء العشوائية من مدنها المكتظة، وإلى مدى تدهور الحالة الثقافية والاجتماعية والتعليمية والصحية وإلى مدى اتساع وشيوع الفكر الخرافي والشعوذة والبلطجة والعشوائية، وتغلغل الفساد والتسيب واللا مسئولية والعبثية، ينظر إلى كل هذا ويسأل لماذا لا يثور المصريون؟ وهل ماتت الروح المصرية ؟

وهنا نضطر إلى التعامل مع جوانب سلبية في المنظومة المصرية، مثل ظاهرة مبالغة المصري في نفاق رؤسائه وكل من هم في موقع أعلى وأقوى. والمصري بارع في دغدغة مشاعر الآخرين بمدحهم وإرهاقهم في المجاملة. وهي خاصية أفرزتها قرون وأحقاب عديدة، من الخضوع للدولة، وللفرعون، الذي يملك كل شيء. فالمصري يرتبط بأرضه على ضفاف النيل لا حياة له بعيدا عنها، ولهذا لا يستطيع – كما يفعل البدوي – أن يترك بقعة من الأرض إلى سواها، لذلك يظل رهينة لصاحب الأرض وصاحب الأمر. ولأن مصر هي من أقام أول دولة على الأرض، فمن الطبيعي أن يكون المصري هو أقدم موظف على الأرض، فالمصري لم يعرف حياة التنقل والهجرة والإبحار والمغامرة واكتشاف المجهول – فالمصري – عبر سبعة آلاف سنة – عرف الهجرة لأول مرة في حياته في الستينيات من القرن العشرين! هذا الموظف القديم – ولو كان فلاحا – لم يعرف طوال قرون خدمته الطويلة سوى أن ينفذ تعليمات رئيسه في العمل، أو مالك الأرض، لم يعرف سوى الطاعة والخضوع، ووجد في تدينه العميق ملاذا يساعده على الصبر، ووجد في ليل المرح والضحك منفذا يفرغ منه أوجاع يومه وأسي روحه التي تقضي نهارها كسيرة تابعة.

الهروب من الأوضاع الإجتماعية السيئة الى المباريات والمسلسلات والطرق الصوفية

شعب

ولماذا لا يتحرك الشعب المصرى من أجل التغيير وهو يرى – بأم عينيه – الأسعار التى ترتفع والدخول التى تتآكل، وحقوق الإنسان التى تهدر جهاراً نهاراً فى الشارع وفى الجامعات وفى أقسام الشرطة، ومعدلات الفقر التى تزيد، والاستبداد، والقهر الذى يحكم قبضته على البلاد والعباد، والتعليم الضائع، والصحة التى نخر فيها المرض؟

مولد

أين الشعب من كل هذا، ولماذا لم يتحرك نحو التغيير أو الاحتشاد وراء من يدعو إلى التغيير؟. من المؤكد أن هذا السؤال المحورى أصبح فى حاجة إلى الاجتهاد فى الإجابة عنه وتوضيح الأسباب التى دعت إلى اختفاء المواطن المصرى وتقاعسه عن أى نوع من المشاركة من أجل تغيير أوضاعه المتردية.

وهناك أسباب متعددة ومتنوعة يمكن أن تفسر لنا هذا الاختفاء، وسوف نبدأ فى هذا المقال مناقشة واحد من أبرزها، وهو يتمثل فى «الكورة». وقد يتعجب البعض من وضع هذا السبب على رأس العوامل التى تسببت فى غياب الشعب عن المشهد، لكن للأسف هذه هى الحقيقة.

فشعبنا من أكثر شعوب العالم اهتماماً بـ«الكورة»، وقد يقول قائل إن كل شعوب العالم تحب الكرة وهذا صحيح، لكن حب المصرى للكرة يختلف، فهو يمكن أن يتقبل المعاناة فى مأكله ومشربه وصحته وتعليمه، لكنه قد يموت كمداً من مرارة الإحساس بهزيمة الفريق الذى يشجعه!.

ومن المعلوم أن الأعضاء المشجعين للأحزاب الكروية فى مصر- وعلى رأسها الأهلى والزمالك- يعدون بالملايين، وحجم المهتمين بمشاهدة مباريات الكرة أضعاف أضعاف المهتمين بمتابعة أى شأن سياسى أو اقتصادى أو معيشى فى مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى