الأرشيفتقارير وملفات

امة خرجت ولم تعد

بقلم الباحث السياسى والقانونى

حاتم غريب k

حاتم غريب
——————
ليس من الانصاف ان نقسم امتنا الاسلامية بحسب الحدود الجغرافية فنقول الامة المصرية والامة السعودية وغير ذلك او نقول الامة العربية فى تفرقة بينها وبين الامم الاخرى غير الناطقة بالعربية ولكن علينا ان نقول دائما الامة الاسلامية فى اشارة واضحة الى امة الاسلام ككل بغض النظر عن الاقليمية التى تجمعها فى نطاق جغرافى واحد فالمسلمون منتشرون فى القارات الخمس والاسلام ليس له حدود مكانية يدور فى فلكها ولايتخطاها فهو دين للبشرية جمعاء.
———————————————————-

العالم-العربى
ومادمنا قد عرفنا اننا امة واحدة لايحدنا مكان او زمان فماذا فعلنا من اجل وحدة هذه الامة وتقدمها ورقيها وقوتها فى مواجهة اعدائها وللاجابة على هذا السؤال لابد ان ننظر الى حالنا الان وحالة الفرقة والتشرذم التى نعيشها نحن امة الاسلام .
فالناظر بعين الحقيقة سيلاحظ اننا تخلينا تماما عن قيم ومبادىء واخلاق الاسلام وخاصة الامور العقائدية والعبادات والمعاملات ونعيش حالة من التيه والفوضى الفكرية وفقد الهوية والانتماء لديننا ولبعضنا البعض وأصبح المسلم لايشعر ولايتألم لحال اخيه المسلم خارج حدود مايسميه بالوطن الجغرافى مع العلم انه يفترض ان المسلمون لابد ان يجمعهم وطن واحد الا وهو الإسلام وشرف الانتماء اليه لكن الحادث على ارض الواقع اننا نعيش منغلقين على انفسنا كل يعيش لنفسه دون اعتبار للباقين ليت هذا فحسب بل ان منا من أصبح يسىء ابلغ اساءة لدينه الامر الذى شجع اعداء الاسلام على النيل منه والتعرض للمسلمين بشتى انواع التعذيب والاهانة والتحقير بل ويصل الامر فى كثير الاحيان الى حد القتل عمدا واخراجهم من ديارهم جبرا وخير شاهد على ذلك مايجرى الان فى بعض الدول الافريقية والاسيوية والاوروبية وامريكا من اضطهاد وعنصرية وتصنيفهم تحت مسمى الارهابيين تحت نطاق (الارهاب والتطرف الاسلامى)

وكأن الاسلام هو دين الارهاب والمسلمون ارهابيون وقتلة وسفاكين دماء وعنصريون لايقبلون بالاخر اى من يدين بغير الاسلام مع ان الواقع يشير الى عكس ذلك تماما فالمسلمون هم المجنى عليهم والمضطهدون والمستضعفون والمباحة دماءهم رغم كونهم يسعون للعيش فى سلام مع الاخرين الذين يدينون بغير الاسلام فالمسلم الحق السوى هو من يقبل التعايش مع الاخر ويتعامل معه باخلاق وقيم الاسلام ولايفرض على الاخر التخللى عن دينه واتباع الاسلام بالقوة او بحد السيف كما يزعم اعداء الاسلام فالاسلام لم ينتشر الا من خلال الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة فهكذا علمنا ديننا .

السلام
———————————————————–
لست عاتبا على الرئيس الامريكى الجديد ترامب ولا على مرشحى الاحزاب اليمينية المتطرفه لمنصب الرئاسة فى اوروبا واستغلالهم لحالة الضعف والهوان التى يمر بها المسلمون حتى اللحظة بسبب تخليهم عن وحدتهم وتمسكهم بامور عقيدتهم وانصرافهم الى لهو الدنيا ولكن اللوم كل اللوم على من يقودون هذه الامة او يزعمون انهم كذلك وماهم بقائدين بل قوادين تاجروا بشرف وعزة وكرامة هذه الامة لصالح اعدائها مقابل دراهم معدودة واللوم اكثر على من اتبعوهم وساروا فى ركابهم ومنحوهم تفويض مباشر ليفعلوا الافاعيل بالامة ويحطون من قدرها وينالوا من علو شأنها رغم كونها خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لكن الواقع للاسف يشير الان انهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويحاربون الله فى دينه ويظهرون العداء له علانية دون خجل او رياء حتى شجعوا الاخرين على التطاول والتلاسن على الاسلام واهله ووصمه بالارهاب.
فماذا ينقص هذه الامة حتى تستعيد مجدها وبريقها ورونقها من جديد وهى من تمتلك الثروة والعقول فضلا عن افضل الاديان السماوية الذى ارتضاه الله سبحانه وتعالى للبشرية الا وهو الاسلام والكتاب المنزل على افضل انبياءه (محمد صلى الله عليه وسلم) الا وهو القراّن الكريم دستور حياة المسلم واخرته فنحن مؤهلين بكل مانمتلك لكى نقود العالم الى الافضل والى التعايش السلمى بين كافة الشعوب والامم الاخرى ونجعل من الحياة مصدر سعادة لامصدر شقاء.
———————————————————–
على الرغم مما ادعو اليه من التعايش السلمى والسعى الى ذلك بكافة الوسائل الا ان ذلك لايفرض علينا ان نكون مسالمين الى حد التهاون والتفريط والتنازل عن كرامتنا وعزتنا وهيبتنا فلا بد ان نكون اقوياء لا بالفكر وحده ولكن بالعدة والعتاد ايضا فنحن نعيش وسط عالم بشرى تختلف فيه النفس فمنها الفاجر ومنها التقى وقد ثبت ان العالم لايحترم الا القوى ويقدر القوة التى تساند الحق والعدل ونحن اولى ان نكون كذلك فى الوقت الحالى بعد ان تخلى العالم عن بعض قيمه واخلاقه ومبادئه وبات ينظر لمجريات الامور من منظور القوة عسكرية كانت ام اقتصادية فالقوة هى السائدة حاليا فى تعامل الدول مع بعضها البعض وفقد اسلوب التحاور والنقاش دوره لذلك لابد ان يكون لامتنا جيشا موحدا لمواجهة المخاطر والازمات التى قد تتعرض لها خلال مسيرتها نحو تحقيق اهدافها لتسود العالم بقوة الحق والعدل والمساواة وحتى ذلك الحين لابد ان نعود الى انفسنا اولا وان نقصى من اساؤوا الى هذه الامة امام الامم الاخرى عن المشهد تماما ويتقدم الصفوف اولى العلم والاخلاق والكفاءة والضمير ليقودوا هذه الامة من جديد نحو عالم جديد تتعايش فيه الانسانية تحت راية الحق والعدل والحرية والكرامة والمساواة.

……..

حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى