آخر الأخبار

الصين تلقَّت تحذيرات قبل 3 أعوام بأن فيروساً مميتاً ربما يهرب من معملها في ووهان

بينما يستمر تمدد فيروس كورونا، فإن المعمل الوحيد في الصين المجهز لدراسة والتعامل مع مثل هذه الأمراض المعدية المتفشية موجود في ووهان، وهي المدينة التي ظهر فيها الفيروس للمرة الأولى، قبل انتشاره وقتل 41 شخصاً وإصابة أكثر من 1300، لتضطر السلطات بعدها لفرض الحجر الصحي على 13 منطقة تضمّ 41 مليون شخص. في الوقت نفسه، نجد التساؤلات عن سبب ظهور الفيروس مستمرة، خاصةً مع انتشار مقطع فيديو لفتاة أنيقة تتناول حساء الخفاش في أحد المطاعم الفاخرة، في وقتٍ يعقد فيه العلماء أن الفيروس جاء من الثدييات الطائرة.

مختبر الفيروسات في ووهان: يتعامل مختبر ووهان الوطني للسلامة البيولوجية (المستوى 4)، التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، مع الأجسام الدقيقة الأخطر في العالم ويدرسها، مثل المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (السارس) والإيبولا. 

لكن علماء في عام 2017 حذَّروا من أنه ربما يهرب فيروس خطِر من المعمل. ووفقاً لمجلة Nature العلمية البريطانية، كان بعض العلماء من خارج الصين قلقين بشأن هروب الأجسام الدقيقة، بالإضافة إلى «البعد البيولوجي في التوترات الجيوسياسية» بين الصين ودول أخرى.

في الواقع، يقول ريتشارد إبرايت، عالم الأحياء الجزيئية في جامعة روتجرز بولاية نيوجيرسي، إن فيروس سارس هرب من منشآت ذات مستوى عالٍ من الاحتواء في بكين في العديد من المرات.

لكن حالياً، لا يوجد شك في أن معمل ووهان له أي علاقة بتفشي فيروس كورونا الجديد، لكنه يظل أكثر المعامل الصينية قدرة على التعامل مع الفيروس المتفشي وفق موقع MEAWW الهندي.

لماذا بَنَت الصين المختبر؟ بعد وباء سارس في عام 2003، بدأت الحكومة الصينية خطةً لبناء نظام معامل قومي على مستوى عالٍ من الأمان، للاستعداد والاستجابة لتفشي الأمراض المعدية في المستقبل. أدَّى هذا إلى تأسيس معمل من مستوى السلامة البيولوجية الرابع، وهو معمل ووهان الوطني من المستوى الرابع في السلامة البيولوجية. كانت الخطوة جزءاً من خطة لبناء من بين 5 إلى 7 معامل من المستوى الرابع في مختلف الأماكن في الأراضي الصينية الرئيسية قبل عام 2025.

مستويات المعامل: تُصنَّف المعامل من ناحية الاحتواء البيولوجي إلى مستويات من 1 إلى 4 بناءً على الأجسام الدقيقة محل الدراسة، وتأثيرها على الجسم. وتبحث معامل المستوى الرابع الأجسام الأخطر، ولها قدرة الاحتواء البيولوجي الأعلى. وفي إطار عمل اتفاقية التعاون الصينية الفرنسية بشأن الوقاية من الأمراض المعدية الناشئة ومكافحتها، الموقّعة في أكتوبر/تشرين الأول 2004، بنت الصين أول مختبر من المستوى الرابع في عام 2015 في مدينة ووهان.

معامل المستوى الرابع: وفقاً للخبراء، فإن سلامة وكفاءة مختبر المستوى الرابع لا تعتمد فقط على منشأة الاحتواء البيولوجي، وأنظمة إدارة السلامة الحيوية، لكن أيضاً على فريق العمل الذي لا بد أن يكون على درجة عالية من التأهيل والخبرة. ويقول التقرير: «العديد من حوادث المعمل المسجلة مرتبطة بالخطأ البشري. يضمن فريق العمل المؤهل كفاءة وسلامة المختبرات ذات الاحتواء الحيوي العالي».

فيروسات هدّدت الصحة العالمية: على مرِّ العقدين الماضيين، ظهرت العديد من الأمراض المعدية أكثر من مرة مثل الإيبولا، وفيروس ماربورغ، وحمى القرم-الكونغو النزفية، وحمى لاسا، وسارس، وإنفلونزا الطيور، وحمى الوادي المتشقق، وفيروس نيباه، وفيروس هيندرا، مما شكَّل تهديداتٍ حقيقية على الصحة العامة. 

لذلك كانت الصين في حاجة لمعمل ضخم مثل الذي يوجد في ووهان، إذ يقول تقرير مركز السيطرة على الأمراض الذي أعده الدكتور هان شيا، أستاذ مشارك في معهد ووهان لعلم الفيروسات، بالأكاديمية الصينية للعلوم: «من أجل الاستعداد للتهديدات الحيوية، لا بد أن يبحث العلماء الأجسام الخطيرة لتطوير أساليب فعَّالة للوقاية من الأمراض التي تسبِّبها، وتشخيصها، وعلاجها». 

فيما أضاف التقرير: «أحد الأهداف (بعد وباء سارس في 2003) كان بناء معمل من المستوى الرابع يلاقي المعايير المحلية والعالمية من أجل تشخيص، ودراسة، وتطوير أمصال وعقاقير مضادة للفيروسات، وبالإضافة إلى ذلك نحافظ على الأجسام الخطرة من المستوى الرابع من أجل الأبحاث المستقبلية».

تدريب طاقم العمل: أثناء بناء المعمل، زار الطاقم المرشح للعمل فيه فرنسا، والولايات المتحدة، وأستراليا، من أجل تدريب على مختبرات المستوى الرابع وبناء القدرات. وبعد عامين من الاختبارات والتكليفات، نجح معمل ووهان من المستوى الرابع في سلسلةٍ من التقييمات، وأجازته خدمة الاعتماد الوطنية الصينية لتقييم المطابقة، باعتباره مطابقاً لأعلى معايير السلامة البيولوجية، في يناير/كانون الثاني من عام 2017. 

ثم في شهر أغسطس/آب في عام 2017، أجازت لجنة الصحة الوطنية الصينية أنشطة بحثية تشمل فيروسات إيبولا، ونيباه، وحمى القرم-كونغو النزفية في معمل ووهان من المستوى الرابع.

هل لوجبة خفاش علاقة بانتشار الفيروس؟ أما بشأن انتشار الفيروس، فهناك تساؤل حول علاقة مقطع فيديو لامرأة صينية تتناول خفاشاً كاملاً في أحد المطاعم الفخمة بانتشار الفيروس المميت، الذي يُعتَقَد أنه جاء من الثدييات الطائرة، وفق صحيفة Daily Mail البريطانية.

  https://www.youtube.com/watch?v=GW5eZ2dEPhI 

لا يزال الفيروس، الذي يتسبَّب في الإصابة بالالتهاب الرئوي غير مفهوم جيداً حتى الآن. ويخشى العلماء الآن من فرضية انتشاره إلى البشر من الثعابين أو الخفافيش. لكن رغم تلك المخاوف فللخفافيش استخدام طبي في الطب الصيني التقليدي، إذ تستخدم لعلاج مجموعة من الأمراض، تتضمن السعال، والملاريا والسيلان. ويُعتَقَد كذلك أن فضلات الخفاش قادرة على علاج أمراض العيون، وفقاً للكتاب الرائد في الطب الصيني القديم، Ben Cao Gang Mu.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى