آخر الأخبار

رسالة بعثها ترامب لطمأنة الأمير محمد.. بولتون يكشف أسرار تعامل أمريكا مع قتل خاشقجي

كشف جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تفاصيل في كتابه الجديد عن كواليس الموقف الأمريكي من جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، والرسالة التي بعثها ترامب إلى وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان عقب الحادثة للإعلان عن مساندة واشنطن للمملكة، التي كانت تواجه انتقادات واسعة. 

مواجهة أزمة مقتل خاشقجي: يسرد بولتون في كتابه “الغرفة التي وقع فيها الحدث” والذي سيُنشر الثلاثاء 23 يونيو/حزيران 2020، تفاصيل عن نقاشات ترامب مع أعضاء إدارته البارزين حول تحديد موقفهم من قتل السعودية لخاشقجي الذي لقي حتفه في 2 أكتوبر/تشرين الثاني 2018.

يقول بولتون في كتابه إن الرئيس الأمريكي تعامل مع أزمة خاشقجي بطريقة تتعارض مع آلية اتخاذ القرار المعتادة، لا سيما فيما يتعلق بما خلصت إليه تقديرات وتسريبات من وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه)، التي اعتقدت أن يكون لمساعدي الأمير محمد مسؤولية عن عملية القتل. 

يشير بولتون إلى أنه في الثامن من أكتوبر/تشرين الثاني 2018 أي بعد نحو أسبوع من مقتل خاشقجي، سأل مستشار وصهر ترامب جاريد كوشنر عن “كيف يجب أن نرد على العاصفة المتزايدة حول الواقعة”؟، وأجاب بولتون: “كانت نصيحتي للسعوديين بأن ينشروا الحقائق على الفور مهما كانت، والانتهاء من الموضوع، وهو ما وافق عليه كوشنر”.

في اليوم التالي تحدث بولتون وكوشنر ولاحقاً مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، مع وليّ العهد السعودي الأمير محمد، وقال بولتون في كتابه إنهم أكدوا “أهمية النظر بجدية شديدة لهذه القضية”.

يضيف بولتون أنه اقترح إرسال السفير السعودي في واشنطن آنذاك إلى الرياض، والذي كان شقيق الأمير محمد، خالد بن سلمان، وذلك بهدف الحصول على الحقائق المتعلقة بقتل خاشقجي ثم العودة إلى الولايات المتحدة لتقديم إحاطة حول القضية. 

دعم أمريكي للسعودية: يكمل بولتون حديثه عن الكواليس، ويقول إنه على عكس العديد من القضايا الأخرى، كان ترامب قد قرر بالفعل كيف سيكون الرد الأمريكي الرسمي على السعودية، حيث سيذكر في مقابلة مع برنامج 60 دقيقة أنه لن يُقدم على وقف بيع الأسلحة للسعودية.

أوضح بولتون سبب موقف ترامب من عملية قتل خاشقجي، وقال إنه “من الناحية الجيوستراتيجية الخالصة، كان موقف ترامب هو الموقف المعقول الوحيد، لقد كانت لدينا مصالح وطنية أمريكية كبيرة على المحك”.

كان بولتون يخشى من أن يتسبب وقف بيع السلاح للسعودية إلى توجه الرياض لروسيا، لا سيما أن الرئيس فلاديمير بوتين ذكر أن “روسيا يمكنها بيع الأسلحة للسعوديين” حال توقف واشنطن عن ذلك.

وبينما كانت الضغوط تتزايد على الولايات المتحدة حول موقفها من مقتل خاشقجي، يقول بولتون إنه اقترح إرسال بومبيو إلى السعودية بدلاً من إرسال مسؤول أصغر رتبة، وقال إن هذا ما كان يفضله ترامب بالفعل. 

لذلك تحدث ترامب مع الملك سلمان في منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2018، وطلب منه استقبال بومبيو بعد أيام، ويعتقد أن رحلة بومبيو إلى الرياض وفرت لترامب “بعض الوقت، كما أتاحت للسعوديين فرصة أكبر لإخراج الحقائق، ونشر السعوديون روايتهم لما حدث وفصلوا عدداً من كبار المسؤولين.

رسالة دعم للأمير محمد: يشير بولتون إلى أن الرواية السعودية لم تُرضِ معظم المحللين، وأنها لن تتغير، ويدافع بولتون عن موقفه بالقول إن “مايك بومبيو -وليس هو- من أملى على ترامب البيان الرسمي بشأن عملية القتل، والذي يراه بولتون نصاً غير مكتمل ويتضمن مخاطرة لترامب بالإضرار بنفسه إذا تغيرت الحقائق في المستقبل”.

ويزعم بولتون أنه حاول إدخال بعض التغييرات على نص البيان الرسمي، لكن بومبيو لم يقبل ذلك، ورد بأن “الرئيس طلب البيان، وسأرسله”، وبحسب الكتاب فإن ترامب خرج في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، ببيان جاء فيه أن واشنطن تقف إلى جانب حكومة المملكة العربية السعودية على الرغم من قتل خاشقجي.

قال ترامب حينها: “ربما لن نعرف على الإطلاق حقيقة ما حدث فيما يتعلق بخاشقجي، لكن علاقاتنا بالأساس مع الدولة السعودية ستبقى قوية”، وقبل إصدار ترامب البيان الرسمي لموقف بلاده من عملية قتل خاشقجي، تحدث مع الأمير محمد ليخبره بأن البيان في طريقه للصدور، قائلاً له: “لقد قمنا بعمل ضخم لمساندتك، سواء فعلتها أم لم تفعلها، نحن نقف مع السعودية”.

أزمة إيفانكا صعّبت الموقف: وبينما كان نقاش ترامب منصباً مع كبار مساعديه حول طريقة إصدار البيان، وما إذا كان سيلقيه بنفسه أو يصدر من البيت الأبيض، يقول بولتون إن ترامب فاجأه وفاجأ مسؤولين آخرين، بالاعتراف بأن موقف بلاده من قتل خاشقجي “سيحوّل الانتباه بعيداً عن إيفانكا، إذا قرأت البيان”.

يضيف بولتون في هذا السياق أنه كان هناك اهتمام إعلامي واسع بأخبار تتعلق باستخدام إيفانكا -ابنة ترامب ومستشارته السياسية- بريدها الإلكتروني الخاص في مراسلاتها الحكومية الرسمية.

كان ترامب حينها غاضباً من ابنته، وينقل بولتون عنه القول إن ترامب قال: “لماذا لم تغير هاتفها، كل هذه الفوضى بسبب ذلك الهاتف”، ثم التفت ترامب إلى بومبيو مؤكداً ما سيقوله لوليّ العهد السعودي قائلاً: “أخبره أنه أمر لا يصدق، يا له من شيء عظيم أقوم به، ثم احصل على رأيه، وسنقرر ماذا نفعل”.

وعن تفاصيل محادثته مع بن سلمان، قال بولتون إنه “حث بن سلمان على معرفة ما حدث لخاشقجي بالضبط ثم نشر التقرير قبل أن يذهب خيال الناس بعيداً، وأن  بومبيو شدد على نفس النقطة في حديث لاحق بينهما”.

مُحاكمة المُتهمين: يُذكر أنه عقب 18 يوماً على الإنكار، قدمت خلالها الرياض تفسيرات متضاربة للحادث، أعلنت المملكة مقتل خاشقجي إثر “شجار مع سعوديين”، وتوقيف 18 مواطناً في إطار التحقيقات، دون الكشف عن مكان الجثة.

لكن النيابة العامة السعودية، أعلنت، الإثنين 23 ديسمبر/كانون الأول 2019، أن محكمة سعودية قضت بإعدام 5 أشخاص في قضية مقتل الصحفي البارز جمال خاشقجي، بينما برأت المحكمة أحد أبرز الأشخاص الذين وُجهت لهم اتهامات بالضلوع في الجريمة، وهم: القنصل السعودي السابق بتركيا محمد العتيبي، وأحمد العسيري نائب رئيس المخابرات السابق، والمستشار السابق بالديوان الملكي سعود القحطاني.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى