الأرشيف
لعنة الله على كل من شارك وعاون وايد من شارك من الجيش والشرطة المصرية قتلة شهداء رابعة والنهضة والحرس الجمهورى..لن ننسى حتى يأتى القصاص
![](https://www.jlworld.org/wp-content/uploads/2018/08/11.jpg)
تقرير بقلم الإعلامى الكبير
الدكتور صلاح الدوبى
رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع جنيف- سويسرا
رئيس اتحاد الشعب المصرى
“عضو مؤسس في المجلس الثوري المصري”
نحو شهر ونصف، مكث أطهر من أنجبت مصر من جميع اطيافه في رابعة العدوية والنهضة رفضا للانقلاب العسكري وطلبا لعودة الرئيس المخطوف محمد مرسي. ومع إشراق صباح 14 أغسطس/آب تقرر الإطاحة برؤوس اعتصمت وحان قطافها، فكانت مذبحة غرست لواء دم لا يزال يرفرف على أرض مصر.
تتضارب الأرقام لكن تبقى مجزرة “رابعة” جريمة بشعة كتب فصولها الشيطان الدموى عبد الفتاح السيسي مستعينا بجيش متعطش للدماء، ليتربع بذلك على كرسي مصر فوق جثث الشهداء.
في هذا اليوم، جرت أكبر عملية قتل جماعي في تاريخ العالم وتاريخ مصر الحديث،
تقدمت آليات عسكرية وأحاطت بجميع مداخل الميدانين وأطبقت الخناق على كل من فيهما وفى السماء طائرات الهليوكبتر وبها قناصون متدربون. تجمع الشباب وحاولوا بما تيسر لهم منع قوات الأمن، لكن الرصاص انهمر من فوقهم ومن كل الاتجاهات، وهيأت قنابل الغاز لأفراد الأمن اصطيادهم واحدا تلو آخر، وأحرقت الخيام، وجرفت الجثث.
قتل الآلاف من المعتصمين على مرأى ومسمع العالم اجمع، وأحيل الالاف من المعتصمين إلى القضاء، لكن لم يوجه أي اتهام إلى أحد من الجيش أوالشرطة القتلة الحقيقيون.
أحرق الميدان ومسجده بكل ما فيه ومن فيه، لكن جذوة المحرقة لن تنطفئ في قلوب من حضرها وشاهدها إلا بالثأر لهم.
كما تبقى هذه الصورة شاهدة على مر العصور بأن ثوارا ماتوا هنا من أجل التمسك بتجربتهم وحريتهم .
هذا اليوم الذي أتحدث عنه سيبقى وصمة عار على جبين كل من شارك في صناعته بكلمة أو مباركته أو السكوت على ما حصل فيه.
بدأت القصة مع الساعة السادسة صباحا حيث بدأت قوات مشتركة من الجيش والأمن المصري بالتحرك قرب ميداني رابعة العدوية و النهضة في العاصمة المصرية القاهرة بعد اعتصام لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي دام أكثر من أربعين يوما اثر الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو/تموز لعام 2013.
دبابات ومدرعات وسيارات وقناصين وقناصات وأحدث الأسلحة المتطورة والاف من المسلحين مرفوقين بجرافات لتجريف ماي عترضها من حواجز و خيام ولو كان بها معتصمون.
الشرطة المصرية وعدت المعتصمين بتوفير ممر امن للخروج لكن خروج الروح سبق تأمين الممرات التي من دخلها مفقود ومن اجتنبها مولود.
وفي حدود الساعة الثامنة والنصف صباحا بدأ اقتحام الميدانين مستعينين بشياطين الانس من البلطجية وأحدث الأسلحة الأوتوماتيكية والقنابل الدخانية وقنابل الغاز المسيل للدموع.
مازالت تلك المشاهد تمر بين عيني ومازلت أتذكر كيف كان الرجال والنسوة هاربين من جند الفرعون المصري الجديد مستغيثين بالله في مشاهد منقولة أبكت كل من له قلب سليم.
أكثر من ساعة من اطلاق القنابل الدخانية والرصاص الحي على متظاهرين عزل اتخذوا من الخيام ملاذا ومن السلمية شعارا يرددونه أمام قوات الامن والجيش عسى أن يرحموهم لكنها كانت ترد عليهم بالرصاص الذي كان أقوى من سلميتهم.
ملأت الجثث المتفحمة والمخترقة بالرصاص الميدانين ولم يشفع لمن قتل أنه مصري ابن بلد الشرطي والعسكري ولم يشفع للمرأة جنسها لأنها اخوانية ارهابية من الخوارج يجب أن تقتل وهي من المفسدين في الأرض وطوبى لمن قتلها كما قال المفتي السابق في حكومة مرسي علي جمعة أثناء كلمة ألقاها أمام الجيش المصري بعد فض الاعتصامين قائلا لهم “اضرب في المليان”.
كانت الصور المعروضة في القنوات التلفزية مبكية محزنة مرعبة مفحمة بسبب الجثث المتفحمة التي احترقت مع احتراق الخيام التي ستكون شاهدة في اليوم الاخر عن أكبر المجازر الجماعية التي حدثت في بلد الفرعون الكبير بأمر منه وبتنفيذ من فراعنته الصغار.
ورغم أن المواثيق الدولية مثل جينيف 1949 تجرم وتحظر بشكل تام على القوات المهاجمة ضرب الأطباء او سيارات الإسعاف أوالسفن الطبية أو المستشفيات الميدانية وتعتبر أي تعدي أو مضايقة جريمة حرب، فإن المستشفى الميداني في رابعة اليوم شهد هجمات عدة بعضها بالغاز وبعضها بالخرطوش مع محاصرة كل المنافذ المؤدية إلى المشفى لمنع تحرك سيارات الاسعاف.
كانت معظم القنوات تنقل لنا المشاهد المروعة من الميدان ومن المستشفى الميداني وكانت القنوات المأجورة تقوم بتلميع صورة النظام وبتشويه المتظاهرين الأحرار والشهداء الأبرار.
أكداس مكدسة من الجثث تملأ الميدان يتم نقلها الى المستشفى الميداني وأمهات ثكالى تبكي منتظرة خبرا مفرحا أن ابنها أو زوجها أو ابنتها على قيد الحياة وأُخر تنتظر خبرا يسكتها ويبعث البرد في أركانها مفاده أن من تنتظره قد أزهق المجرمون روحه التي فاضت الى بارئها لتعيش في حياة برزخية تسبق الحساب الأخروي الذي سيكون ولاشك عسيرا على الفراعنة.
تلك النسوة والرجال المصطفين خلف بعض والمنهارين والباكين كنا ينتظرن جملة واحدة تخبرهم بمصير فلذات أكبادهم والدموع تنهمر على أعينهم والتضرع لله سلاحهم والدعاء اخر رجائهم.
صدقا تفاعلت وبكيت وتألمت وأسفت وسخطت وغضبت وتذمرت وشكوت وتعذبت وجُرحت عندما شاهدت تلك المشاهد وتلك الصور الصادمة لكن ماذا عساي أفعل غير الدعاء لهم.
عربي يقتل عربيا بدم بارد ومصري يقتل أخاه المصري وكل يقول الله أكبر فمن كان على الحق ممن كبر وهلل يجيبك ضميرك أن من كان على الحق هو ذلك الانسان المدني الأعزل الذي التحف غطاءه كفنا واتخذ من الحجارة سلاحا في وجه من اتخذ الواقيات والكلاشينكوفات لحافا يلتحف بهما في وجه أحجار لاتؤذي عصفورا حتى تؤذي دينصورا فرعونيا.
حصيلة القتلى تباينت أعدادها ولكن من المؤكد أنها أبشع جريمة في تاريخ مصر الحديث حتى و ان قالت وزارة الصحة المصرية ان عدد القتلى وصل الى 288 في ميدان رابعة العدوية لكن منظمة هيومن رايتس ووتش أكدت أن عدد قتلى رافضي الانقلاب وصل الى 817 قتيل و4201 جريح.
أما تحالف دعم الشرعية فقد قال في بيان له إن “اجمالي الوفيات في فض رابعة العدوية وحدها بلغ 2600 شخص، ليرتفع الرقم بعد ذلك إلى 3000 قتيل”، وذلك على لسان عدد من قيادات التحالف بينهم محمد البلتاجي وعصام العريان في حين ذكر موقع “ثورة ويكي” (منظمة مستقلة كانت قد رصدت أعداد القتلى في عهد مرسي)، أن يوم فض الاعتصامين (رابعة والنهضة) شهد سقوط 1485 قتيلا بمختلف محافظات مصر، منهم 904 قتلى خلال فض رابعة، و88 قتيلا في النهضة، بينما سقط 7 قتلى من الشرطة في رابعة”.
تضاربت الأرقام نعم ولكنها تبقى جريمة بشعة كتب فصولها السفاح الكاذب المتصهين الحالي عبد الفتاح السيسي مستعينا بجيش عرمرم وقوات من الشرطة العاشقة للدماء التي ماشبعت من امتصاصها في ثورة ال25 من يناير سنة 2011.
دهس جرافات الجيش لجثث الشهداء أثناء فض أعتصام رابعة العدوية مجزرة رابعة العدوية
إعلام المسيخ الدجال
تجييش الإعلام ..وبدء الحملات الإعلامية المسعورة من القنوات الفضائية الرسمية ، والخاصة ، والصحف لتهيئة الرأي العام لتقبل المذبحة ، وبدأت الأكاذيب والتهم تنهال على المعتصمين ، كما انهال عليهم الرصاص ، وعلى أخلاقهم وشرفهم ، بل حتى أرجع بعضهم تدهور الاقتصاد ، وتراجع السياحة للاعتصام. من هذه الأكاذيب.
* انتشار الجرب (مرض جلدي) بين المعتصمين بسبب طول الاعتصام ، وكثرة الاختلاط ، وعدم وجود مياه للاستحمام ، وأخذوا يظهرون صور المعتصمين الذين يقومون برش المياه من شدة الحر بأنها مبيدات للوقاية من الجرب.
-
روجت وسائل اعلام مرئية شكاوي سكان رابعة حول الرائحة المنفرة للمعتصمين ، وانتشار القمامة .
-
الحديث عن وجود أسلحة كيماوية.
-
الترويج بأن المعتصمين يقومون باستخدام المنازل لتوجيه قذائف الهاون ، والأسلحة الثقيلة.
-
الترويج بأن المعتصمين يُعذبون بعض سكان المنطقة لإجبارهم علي الاعتصام.
-
الترويج بأن المعتصمين يقومون بتأجير الأطفال واستخدامهم في المظاهرات .
-
الترويج علي لسان “أحمد موسي “بأن هناك ثمانين قتيلا وُضعوا في منطقة الصرف الصحي ، كانوا قد قُتلوا في رابعة ، ثم بادروا بدفن جثث أخر عند كرة أرضية أسفل منصة رابعة.
-
الخلوة الشرعية، وجهاد النكاح .. زعموا بأن المعتصمين يوفرون أماكن داخل الاعتصام للخلوة الشرعية بمقابل مادي بسيط، ثم تطور الأمر إلي أسطورة جهاد النكاح ، ووجود سوريات لهذا الغرض داخل الاعتصام.
-
الترويج بوجود مقابر جماعية تحت منصة رابعة ، وحرق الجثث قبل الفض ، والحديث عن وجود مقابر جماعية في مسجد رابعة بعد الفض لمواطنين أرادوا الخروج من الميدان.