الأرشيف

إذا لم تكن على إستعداد للموت في سبيل الحرية، فعليك أن تشطبها من حياتك فطريق الحرية يجب أن تمهده الدماء

بقلم المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي
الدكتور صلاح الدوبى
رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع جنيف- سويسرا
رئيس اتحاد الشعب المصرى
“عضو مؤسس في المجلس الثوري المصري”
إذا لم تكن على إستعداد للموت في سبيل الحرية، فعليك أن تنزعها من حياتك  فطريق الحرية يجب أن تمهده الدماء
إنما الحرية هي هبة من الله عز وجل الينا لقد خلقنا الله احرار بالتالي لن نفرط في الحرية التي وهبنا الله عزوجل اياها..
أن الحرية هبة من الله سبحانه وتعالى وأنه مثلما نضع الأحجار أساسًا للبيوت والمصانع والمنشآت ومثلما وضع الله نواميس هذا الكون وقوانينه كجبال أوتاد وبحار تزخر وبراكين تزأر وأشجار ترفرف فإنه قد وضع الأساس الأول لخلق الإنسان الشيء الذي بدونه لا تستقيم حياته بل لا تستقيم فطرته من الأساس ألا وهي الحرية فهي بمثابة الماء والأكسجين ليس للإنسان فقط بل حتى الحيوان فإنك إن وضعت عصفورًا في قفص من ذهب فإنه لن يغني ليس لرفضه لذلك ولكن لأن طبيعته لم تفطر على ذلك فهو يريد الحرية.
فقد اختزل جبروت الملوك وسطوة الحكام واعتزازهم بأنفسهم في أنهم أقل الناس شأنًا فالإنسان حريته أغلى من أي شيء أغلى من الدولة وحكامها أيضًا فلا يحق لأحد أن يسلب حرية أحد.
فالحرية لا تأتي للراضين بالدون ولا الكسالى فهي تحتاج إلى عقول واعية وأبدان واقية وحماسة بالغة للحصول عليها لا نريد أن نكون مثل النعاج السوداء ونصنع تماثيل لمن أرادوا لنا الحرية مع أننا من شاركنا في قتلهم بسكوتنا عن حقنا. إن الحرية يا صديقي لا تأتي إلى الشعوب الجالسة فهي ليست كالماء أو الهواء الذي نشربه .:
الحرية ليست كائن غريب ، ولا هبة من الحاكم ، الحرية اصل الإنسانية ،  حين يفقد الإنسان حريته يفقد نفسه .. يفقد كل شيء.
إن الهرب من الموت موت، وطلب الموت حياة.وإن الخوف من التعب تعب، والإقدام علي التعب راحة.وإن الحرية هي شجرة الخلد، وسقياها قطرات من الدم المسفوح والإسارة هي شجرة الزقوم، وسقياها أنهر من دم المخاليف المخانيق.
أضحت سلاسل المراكز التجارية المغرية، التي ترسخ “مبدأ الامتلاك”، تشكل بالنسبة للإنسان المعاصر كنائس، و جوامع، و دور عبادة…، أي معابد إله الامتلاك، حيث تقدم القرابين من أجل أخذ بركت الوالي الصالح معنا إلى البيت. إذ نرى اليوم بأن المكان المخصص في البيت لجهاز التلفاز، و للحاسوب، أو لأية آلة تكنولوجية أخرى، هو نفس المكان المقدس الذي كان في السابق مخصصا للرموز الروحية في الكثير من الحضارات و الثقافات القديمة، خصوصا الوثنية منها، لأن الوثنية هي عبادة الإنسان لمصنوعات يده، و انبهاره بها، و يتألم إن أصابها ضرر أو خدش بسيط، فكم منا الآن يتألم إن أصاب شيء ما جهازه تلفازه أو هاتفه النقال…، أوى لسنا وثنيين دون أن نعي !!!
إذن هكذا أصبحنا عبيد للامتلاك، للاستهلاك، للاكتناز… عبيدا للمصنوعات، للأشياء… للسوق و للتسويق و التسوق. هنا يكمن الاستبداد المعاصر للحرية، الذي ينظاف إلى الاستبداد السياسي و الفكري. هكذا أصبحت حريتنا أكثر تهديد، أصبح هامشها أكثر ضيقا إلى درجة الانمحاء و الزوال. هنا تظهر من جديد الحاجة للفلسفة كترياق ينقذنا من تسمم انعدام الحريةالحرية ليست كائن غريب ، ولا هبة من الحاكم ، الحرية اصل الإنسانية ، حين يفقد الإنسان حريته يفقد نفسه .. يفقد كل شيء. 
الشعب المصرى الكسول المتواكل “شعب الحمد لله”برغم غضب الله عليه
أعتاد المواطن المصرى أن يكتب تاريخ الاخرين وأن يصفق لمبدعيه وينتقد مخليه ونسى أن يكتب تاريخه ولو سألناه ما نوع طعامك أمس لقال لنا “ملوخية بالارانب” ، فحتى طعامه بات اختياره، مرتبط برضى أنظمة المخابرات العربية ،ويحرص الا يغضبها من خلال تخفيض سقف نزعته التحررية بحيث لا يكون عضوا مزعجا للسلطات الحاكمه
فإن قلت له أن السيسى ولواءاته ورجال اعماله واعضاء مجلس الشعب يسرقونه فيتمم قائلا “الحمد لله”
أما إذا قلت له أن الشرطة اقتحمت بيته واشعلت النيران فيه فيرد “الحمد لله”
وأن سألته عن امانيه قال مبتسماً ” الحمد لله ” وكأنه رجل فضاء في رحلة للقمر !!
وأن سألته عن الآفاق المستقبلية للقضايا العربية قال الحمد لله
وأن سألته هل يكفيك راتبك الشهري ……قال الحمد لله
وأن سألته ما موقفك من السيسى وبناءه قصرا جديد له؟ ……تلعثم وأستجمع قواه وبالاخير قال الحمد لله
وأن سألته عن حياته الزوجية ورأيه في قانون تنظيم الاسرة و قانون حرية المرأة ……قال الحمد لله !
وبعد هذا
ترى هل العيب في مقولة “الحمد لله ” ام في ترديدها بلا فهم أو وعي عميق لمفردات العبارة ؟!
واذا كنت كسائر أبناء الشعب المصرى …من المؤمنين بالله واليوم الاخر وأحمد الله صباح مساء وفي الضراء قبل السراء  ولكني أجد من الصعوبة بمكان أن احمد الله وكفى  وأن اقف متفرجاً أو أن ينتهك حق من حقوقي فأكتفي بحمد الله.
أني ملزم بأن يكون لدي هدفً لادافع عنه ثم احمد الله
وملزم أن يكون لدي كرامة وعزة نفس وشموخ ثم احمد الله
وحتماً لست الوحيد الذي يحلم بالحرية بل أننا جميعاً ملزمون بالبحث عنها ونيلها بقوة الايمان اولاً ثم بالسعي ثانياً ، فقد حثنا الله على ذلك حين قال سبحانه وتعالى :
{ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}(4) -سورة النحل0
أليس من حقنا أن نصبح …… احرارا بالفعل لا بالقول أو بكثرة النظريات والادعاءات والصراخ ، لاننا حين نصل لدرب الحرية نكون بذلك قد طبقنا قول الله عز وجل :
{يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاَقِيهِ}. الآية 6 من سورة الانشقاق
الصفات المشتركة للحكام العرب الطغاة “حكام حتى بعد الممات”
1- الاستبداد بالحكم، وحرمان غير الموالين من المشاركة. كل حاكم يؤمن بأنه هبة الله لشعبه، ويملك تفويضا إلهيا بان يشاء دون مشيئة الآخرين. كل واحد منهم يجمع المنافقين والدجالين والنصابين حوله لتعزيز حكمه، وهو يعلم مسبقا أن لا خير له بأصحاب الكفاءة والمعرفة لأنه قد يكون فيهم الصدق والوفاء لأمتهم. ولا غرابة أن كل واحد منهم قد استباح الإقطاعية التي يحكمها لتصبح مرتعا وملعبا لأبنائه وأقاربه وأصدقائه المحظوظين، وخليلاته من الحسناوات الساقطات.
2- ذبح الحرية التي تعتبر أساس بناء الشخصية و التفكير الحر والإبداع. جميعهم يمنعون حرية التعبير، فلا حرية إعلام، ولا حرية ندوات أو محاضرات، ولا حرية إلا لمن نافق وكذب وتملس وتزلف وتحذلق.
3- سرقة أموال الشعب إلى درجة أن أغلب الحكام العرب من أصحاب المليارات، وأغلبهم لا نعرف عن أموالهم إلا من خلال الدول الغربية التي تفضحهم. كلهم لصوص ، ويعلفون العديد من اللصوص الصغار الذين هم من ذويهم أو من حواشيهم المقربة. أموال الشعوب العربية يتم نهبها واختلاسها، وتبقى ميزانيات الشعب الفقير تعاني من النقص والعجز، ومن الاختلاس والحرمنة.
4- تسليط الأجهزة الأمنية على الشعب بحيث لا أمن لمواطن مصرى. المواطن المصرى يعاني من عدم الأمن خوفا من المخابرات والاستخبارات وأمن الدولة وأمن الرئيس وأمن المؤسسات والشرطة والشرطة الجنائية وأمن الحارات وأمن التصنت على الشبابيك وأمن الجامعات وأمن المستشفى وأمن الزواريب وأمن الزوايا وأمن المجاري،ولا يجب أن ننسى قطاع المخبرين، ويخاف حتى من القوات المسلحة بفروعها البحرية والبرية والجوية والتحت أرضية. لا أمن لمواطن مصرى على الرغم من أن كل نظام يشيد بإنجازاته الأمنية التي حققها للشعب. المصرى مرعوب ليس من القوى الخارجية وإنما من هؤلاء الطواغيت الجاثمين على الصدور.
5- إشاعة الفساد في كل ركن وزاوية في الدولة لكي يبقى سيدا على فاسدين لا أخلاقيين. الوساطات والمحسوبيات والرشوات والإكراميات والاختلاسات تنتشر في كل الإقطاعيات العربية، والناس منشغلون إلى حد كبير بأعمال لا تليق من أجل تسيير امورهم اليومية. الحاكم يعي تماما أنه لا يستطيع الاستمرار مع وجود شعوب تقوم على الفضيلة والأخلاق القويمة، ولا بد من إفسادها لكي يخلو له جو التسلط والطغيان والنهب والسلب.
6- كل الحكام العرب يملكون سجونا محصنة، وزنازين تحت الأرض، ويعتقلون المعارضين ويعذبونهم ويسومونهم سوء العذاب. يحظى الإنسان العربي بأعلى نسبة في العالم من قضاء أيام في الظلام وتحت الأرض، ويحظى بأعلى نسبة من “الفلقات” (الضرب على بطن القدم)، وأعلى نسبة من علامات السياط على الظهور والبطون، وأعلى نسبة ساعات شبح في أقبية المخابرات. لا يوجد نظام عربي محترم ويحترم شعبه، وكل الأنظمة تقيم مؤسسات ضخمة للقمع والتعذيب والقهر. وقد اشتهرت في بلادنا سجون عظيمة ترفع رأس الأمة العربية مثل سجون العقرب والمزة وأبو غريب وأبو زعبل وجنيد.
7- الجيوش عبارة عن جيوش استعراض وليس جيوش قتال على الرغم من أن العرب من أكثر الدول إنفاقا على التسلح. فقط نرى الجيوش في مواجهة الشعب، أو في مواجهة دولة عربية لأخرى، أو ربما لمواجهة إيران وربما تركيا وتشاد، ولمواجهة المقاومة العربية والإسلامية. هي ليست جيوشا لمواجهة إسرائيل أو أمريكا اللتين تغزوان بلدانا عربية. تستأسد الجيوش على الشعوب، ولكنها تتأرنب أمام العدو.
8- إفساد الناس وتمزيقهم ليكون المسلم ضد المسيحي، والكردي ضد العربي، والسني ضد الشيعي، والأمازيغي ضد العربي، والشمالي ضد الجنوبي، والأردني ضد الفلسطيني، والسوري ضد اللبناني، والجزائري ضد المغربي، وهكذا. هؤلاء حكام لا ينعمون براحة إذا كان الشعب موحدا.
9- الإصرار على التخلف في مختلف المجالات بخاصة في المجال التعليمي والتفكير. شعب يفقه لا يفيد حاكما مستبدا، ولهذا كان يجب أن يبقى النظام التعليمي والتربوي تلقينيا ينمي البلادة والاستتياس، ويثبط الإبداع والمبادرة وبناء الشخصية, هذا فضلا عن التخلف الاجتماعي الذي يصر على التركيب القبلي للدولة، والذي هو تركيب عنصري يلغي الفرد ويحرض على التفرقة والتمزق. وأما عن النخلف الاقتصادي فحدث ولا حرج بخاصة أن أموال الأمة يتم نهبها بدل تطوير الموارد وإقامة المشاريع الإنتاجية.
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى