الأرشيفتحليلات أخبارية

الملك سلمان بن عبد العزيز يدعو لعقد قمّتين خليجية وعربية في مكة فهل يبحث الجريمة البشعة لمقتل الكاتب السعودى جمال خاشقجي ومقتل الألآف من أطفال اليمن ؟

بقلم الخبير السياسى والمحلل الإقتصادى

دكتور صلاح الدوبى

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع جنيف- سويسرا

رئيس اتحاد الشعب المصرى

“عضو مؤسس في المجلس الثوري المصري”

هل تَنجو الأُسرة السعودية الحاكمة من جريمة مقتل خاشقجي مثلما نَجت من أزمة هجمات الحادى عشر من سبتمبر؟ ولماذا فَشِلَت رِوايَة الاعتراف بالجَريمة بعد إنكارٍ وتَخبُّط في إقناعِ الكَثيرين؟ وما هِي الخُطوة الثَّانِية التي يَنتَظرها ترامب؟ وأي مِن “الضحايا” سيَقِفُ في قَفصِ المحكَمة النهائية؟

ولا ربما أن الملك سلمان فى أيامه الأخيرة يريد أن يلقى الله بصفحة بيضاء وسوف يسلم ولى العهد إبنه المنشار الى المحكمة الجنائية الدولية ليس فقط من أجل الجريمة البشعة للصحفى البرئ ولكن أيضا من أجل آلاف القتلى من أطفال اليمن ونساءها المدنيين.

العائِلة المالكة السلمانية في السعودية تواجه أحد أبرز التَّحديات التي تهددها ووجودها، واستمرارِها، ولا نبالِغ إذا قُلنا أنّها أخطَر من حربيّ اليمن الأُولى والثَّانية، لأنّها تأتِي في وَقت تُواجه فيه انقسامات داخلية، وضغوط دولية، شعبيّة متدنِّية سواء على الصعيد الداخِلي أو الخارِجي، فمَجلس العائلة لا ينعَقد، والأُمَراء الكِبار مُهَمَّشون، والكَثير مِنهم صِغارًا، كانوا أم كِبارًا مِن الصَّعبِ عليهم رؤية الملك، والتَّشاور معه حول شُؤون الأُسرة والدَّولة، والمَحظوظ منهم، عليه الانتظار لأيام، وإذا جرى التَجاوب لطَلبِه فإنّه يَمُر وسط إجراءاتٍ أمنيّةٍ مشَددة للغايَة، مِن بَينِها عدم حمل أيّ سِلاح، وتَرك هاتِفه النَقّال في الخارِج .

لا نَعتقِد أنّ الاعتراف الرسميّ السعوديّ سيغلق صفحة هَذهِ القضيّة المأساوية، كما أنّه لن يَكون الأخير، وسيُضاف إلى ملف البيانات الأُخرَى التي حاوَلت طَمْس الحَقائِق مِثل الادعاء بأنّ السيد خاشقجي غادَر القُنصليّة، وأنّه لم يتعرّض للقَتل داخلها.

القمم العربية وشراء الذمم والسيسى اول من يتصدر قائمة الشحاذين

لم يعرف العرب منذ إنشاء جامعة البؤس العربية، قمة غير فاشلة و لم يصدر قرار من جامعة العرب منذ أنشئت غير تآمري . فلا جديد تحت الشمس في هذا المجال.

إن “أفضل وصف يمكن أن نطلقه على جامعة الدول العربية هو أنها هرمت، وأن بداية تأسيسها في 1946 كانت بداية شيخوخية، ولم تقدم شيئاً مفيداً للشعوب العربية “.

الحقيقة التي لا مناص منها أن القمة العربية لم تعد ذات أهمية عند أحد، لم يعد أحد يعول عليها، لا القادة العرب، ولا المراقبون، ولا قيادات العالم، أما الشعوب العربية، فقد نفضت يدها وعقلها واهتمامها من هذه القمم التي تنعقد في ظروف صعبة وأمام منعطفات خطرة، ثم لا تنفض إلا وقد وضعت شعوبها في ظروف أصعب، ووضعتها أمام منعطفات أخطر، ولهذا فمنذ سنوات طويلة تنعقد هذه القمة وتنفض ولم يشعر بها سوى الإعلام العربي المخابراتى الموجه في كل دولة، وهو إعلام يصور القمة من وجهة نظر الملوك والرئساء الدكتاتوريين ، إذ لدى كل دولة إعلام أعمى فقد إحدى عينيه يرى ويقول إن دولته سبب نجاح القمة، وهو النجاح الذي لم يتحقق مطلقا إلا على ورق عفن لمن حلم به أو زوره. 

لقد تأكدت الشعوب العربية منذ زمن أن ما يعلن في بيانات القمم  فضلا عن تكراره سنويا- يختلف تماماً عما تناولته وناقشته الجلسات المغلقة، وأن كل ما يعلن الاتفاق عليه هو مختلف عليه جذريا، وأن كل ما يقال عن التضامن والتعاون والمستقبل العربي ليس سوى شعارات لا أصل لها في الواقع، وأن الدول العربية تنتظر حلولا لمشاكلها من خارجها لا من داخلها، والتاريخ والواقع يقولان ذلك بكل وضوح وصراحة ولك أن تنظر الى ملايين القتلى بدأ من العراق واليمن وسوريا ومصر ..ألخ. 

مشاكل العرب البينية أكثر من أن تحصى، وكل دولة لا تثق في الأخرى ولا تصدقها فكيف بعد ذلك يمكن لقمة أطرافها متنافرون كارهون لبعضهم، وبعضهم متآمر على البعض الآخر أن تحل مشكلة أو تنهي معضلة؟ 

عام بعد آخر يمر، وحال الدول العربية وقمتها من سيئ إلى أسوأ، وما لم تلتفت الدول العربية إلى الإصلاح السياسي الجذري داخليا، وتصبح الشعوب ذات تأثير وموقف فلا شيء سيتغير، ستبقى القمم تنعقد بظروفها ومنعطفاتها الإعلامية القذرة العميلة، وسيبقى العرب رهينة بيد القوى العظمى شرقا وغربا توجههم حسب مصالحها، وتولد لهم سنويا من ملفاتهم الشائكة والساخنة ملفات أكثر تعقيدا وأشد سخونة، وتبقيهم في هذه الدائرة حانقين على بعضهم بعضا، خاسرين لقضاياهم حتما، وأهم من ذلك أنهم سيستمرون مشغولين عن جذر المشكلة بل الكارثة التي ستعصف بهم، وهي الإصلاح السياسي الداخلي لكل دولة أولا وثانيا وأخيرا. 

أحلام الدول العربية التي تود أن يلتئم شمل الدول العربية على موقف أو مبدأ أو مشروع أشعر أنها تضيع وقتها وتبدد جهدها، وتنقش في ماء دول لا هم لها سوى الشكليات والمؤامرات والشيكات. 

العرب ورئيس جامعتهم العربية العميل لآل صهيون مع قممهم الفاشلة، وعلاقاتهم المتنافرة المتوترة لم يعودوا ظاهرة صوتية فقط، بل أصبحوا مسخرة قممية!

في تاريخ القمم العربية كلها، لم يقل العرب “لا” إلا في قمة واحدة يتيمة، مازالت الأجيال تذكرها بقمة اللاءات الثلاث، (لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف) تلك التي عقدت في الخرطوم عام 1967. “لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الإسرائيلي قبل أن يعود الحق لأصحابه“.

خادم الحرمين والد الأمير محمد أبو منشار والتقارب العلنى مع الصهاينة

https://www.youtube.com/watch?v=yCUADbyaawQ

إصرار واضح من من الملك سلمان بن عبد العزيز على جعل صفقة القرن أولوية في القمم واللقاءات يجعل منها العنوان الأبرز لنقاشات قمة جامعة الدول العربية المنتظرة يوم الأحد القادم فى مكة ، لكن توجد مؤشرات أخرى أيضا تدعم ذلك. فعرّاب الصفقة جاريد كوشنير استبق القمة بزيارة إلى دول عربية، أنّ موضوعها الرئيسي مناقشة الشق الاقتصادي من الصفقة، قبل اجتماع مرتقب في السعودية والتمهيد لقمة البحرين الإقتصادية.

قمة صفقة القرن، هكذا سيكون آخر لقاء  للزعماء العرب، لكن المفارقة أنّ أرضه ستكون مكة المدينة المقدسة فهل تحضر اسرائيل علنا وليس من وراء الستار كما حدث فى القمم السابقة؟

جرت في الوادي العربي مياه كثيرة في السنوات الثماني الأخيرة. وفي نفس الوقت، تسارعت وتيرة تطبيع النظام الرسمي العربي الذي انتقل من السر إلى العلنية بشكل فاضح، والسبب الرئيسي محاولة بعض الأنظمة الحفاظ على تواجدها في ظلّ ثورات الشعوب في المنطقة، وإعلائها مطلب الحرية والديمقراطية التي يكفّرها النظام الرسمي.

 لعقود، يجتمع الزعماء العرب لتدارس كل القضايا والتقاط الصور، وإقامة حفلات العشاء واللقاءات الثنائية أمام المصورين، ثم يعودون دون طرح إشكال واحد أو ملف يعني الشعوب في المنطقة. وهذا ما جعل الجامعة لا تختلف عن النظام الرسمي العربي سيئ السمعة، بل إحدى واجهاته، فهجرها الجمهور وترك لحضورها بعض اهتمام بتفاصيل الكواليس وبعض اللقطات الساخرة كنوم بعضهم، أو إشعاله سيجارة أثناء المداولات أو أشياء أخرى أكثر صدمة.

لقد انكشفت كل أوراق الأنظمة العميلة و ملتها الشعوب و لفظتها الحياة فأصبح الغرب يبحث عن بدائل لها لا يساعد التاريخ على ابتكار نماذجها بشكل جماعي لأن مشكلة الغرب الأولى هي كذبه وتضليله لرأيه العام . و الإنسان الغربي ليس عقلا متغطرسا مثل أنظمتهم الشريرة إنه عقل تقني بسيط يعيش في رفاهية لا وقت لديه لغير عمله وممارسة غرائزه .

“إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم” صدق الله العظيم

اللهم أيقظ مصر من غفوتها لتدحر هذا الانقلاب لقيادة الأمة والوقوف ضد أعدائها وليس معهم كما حالها الآن..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى