آخر الأخبار

بعد ضبط دبلوماسيين متجهين إلى منطقة «الانفجار النووي الغامض».. موسكو توجه اتهامات لواشنطن

قالت روسيا،
الخميس 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إنها ستبعث بمذكرة احتجاج رسمية إلى الولايات
المتحدة؛ بعدما ضبطت الشرطة ثلاثة دبلوماسيين أمريكيين في منطقة محظورة تقع قرب
موقع اختبارات عسكري.

وقالت وزارة
الخارجية الروسية إن الشرطة أوقفت الدبلوماسيين بعدما وصلوا بالقطار يوم الإثنين
14 أكتوبر/تشرين الأول، وأعادتهم. ورغم تمتُّعهم بالحصانة الدبلوماسية، اتهمتهم
السلطات بمخالفة القانون، لأنهم لم يكونوا يحملون التصاريح الخاصة التي يحتاجها
الأجانب لزيارة المنطقة. 

وتثير المنطقة
التي اعترضتهم الشرطة فيها، اهتماماً متزايداً من أجهزة مخابرات غربية بعد وقوع
حادث عسكري غامض هناك في أغسطس/آب. وأدى الحادث إلى ارتفاع في مستويات الإشعاع
فترة وجيزة، وأودى بحياة خمسة على الأقل من موظفي شركة روس أتوم الحكومية للطاقة
النووية.

وقال توماس
دينانو، وهو مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية، الأسبوع الماضي، إن واشنطن
مصممة على أن الانفجار نجم عن تفاعل نووي في أثناء تجربة فاشلة لصاروخ كروز روسي.

وقال متحدث
باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الدبلوماسيين كانوا في زيارة رسمية، وأبلغوا
السلطات الروسية بسفرهم كما ينبغي.

لكن وزارة
الخارجية الروسية قالت إن الشرطة وجدت الدبلوماسيين، الذين وصفتهم بأنهم ملحقون
عسكريون، في منطقة محظورة بعيدة عن مدينة أرخانجيلسك التي قالوا إنهم يعتزمون
زيارتها. 

ونقلت قناة رين
التلفزيونية الروسية عن وزارة الخارجية، قولها في وقت متأخر من الليلة الماضية:
«من الواضح أنهم ضلُّوا الطريق. مستعدون لإعطاء السفارة الأمريكية خريطة
لروسيا».

واشتكت
المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، الخميس، من أن الدبلوماسيين العسكريين
الأمريكيين يتجاهلون عادةً متطلبات الإخطارات الروسية، ويحاولون الوصول إلى مناطق
عسكرية محظورة.

ودعت زاخاروفا
واشنطن إلى احترام القواعد الدبلوماسية، في حين قال الكرملين إن هناك قواعد صارمة
تحكم الأماكن العسكرية الحساسة، على الجميع اتباعها.

وذكرت تقارير
إعلامية روسية أن عقوبة المخالفة التي ارتكبها الدبلوماسيون هي الترحيل عادة. لكن
وزارة الخارجية قالت إنها لن تصعّد الأمر بهذا الشكل.

ونقلت وكالة
تاس للأنباء عن يفجيني إيفانوف نائب وزير الخارجية، قوله: «لديهم حصانة، لذا
أعتقد أننا سنطبّق فقط مزيداً من الإجراءات، لمعرفة كيف حدث ذلك».

يقول بعض
الخبراء ومسؤولي الاستخبارات الأمريكية إنَّ إحدى النظريات الرئيسية لتفسير الحادث
هي أنَّ الانفجار كان نتيجة فشل تجربة صاروخ جديد يعمل بقوة الدفع النووية.

ففي مارس/آذار
2018، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق صاروخ كروز جديد يمكنه السفر إلى
أيِّ مدى، لأنَّه يستخدم قوة الدفع النووية بدلاً من الوقود التقليدي، ويمكنه
التهرب من أي دفاعات، لأنَّه يطير منخفضاً ويغيِّر مساره. إذ تعتمد معظم أنظمة
الدفاع الصاروخي على دقة معرفة المكان الذي يتجه إليه الصاروخ القادم. ومن دون هذه
الدقة، يصبح من شبه المستحيل تدميره، وتزداد فرصته في الوصول إلى هدفه. 

وهذا السلاح،
المعروف باسم Burevestnik في روسيا أو SSC-X-9
Skyfall كما
تُطلِق عليه دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، سيكون محور قدرة موسكو على تهديد
أهداف بعيدة مثل الولايات المتحدة. ومن ثَمَّ، فلا عَجَب في أن يخفي الكرملين أنَّ
السلاح الذي سيغيّر موازين القوى قد فشل في إحدى التجارب، بل تسبَّب في ذعر نووي
كذلك.

وعلى الجانب
الآخر، قال خبراء آخرون إنَّهم غير متيقنين من أنَّ هذا هو ما حدث، مشيرين إلى
أنَّ روسيا من المستبعد أن تُجرِّب الصاروخ بالقرب من أماكن وجود السكان. وأشاروا
كذلك إلى أنَّ بعض الأسلحة الأخرى ربما تعمل بقوة الدفع الناتجة عن
الاحتراق. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى