آخر الأخبار

إذا قررت الوشاية بهم فقد حكمت على نفسك بالموت.. عصابة «سائقي الدراجات» العربية تزرع الرعب وسط اللاجئين بأوروبا

سلطت القناة الألمانية
الأولى الضوء على عصابة سائقي الدراجات «السلام 313» العراقية في
ألمانيا، وكيف بات زعيمها يوجه تهديدات صريحة لعراقيين هاربين لأوروبا بسبب نشاطهم
على الشبكات الاجتماعية أو نمط حياتهم، خاصة الصحفيين والمدونين، أصحاب الآراء الناقدة
للميليشيات العراقية.

وشكل عراقي مقيم في
ألمانيا يدعى محمد بنية عصابة «السلام 313″، ويقدم نفسه علناً على
الإنترنت رفقة عصابة سائقي الدراجات، ويتباهى بعلاقته القوية مع شخصيات دينية
عراقية مثل سيد علي طلقاني والمتحدث باسم وزارة الداخلية سعد معن، الذي قالت وسائل
إعلام
إنه
أعفي من منصبه في الأيام الماضية بعد الاحتجاجات الشعبية التي قوبلت بعنف مفرط.

ويظهر بنية في فيديو يهدد
فيه المناوئين له علناً: «من يذكر اسمي أو يشوه سمعة عقيدتي، سأقتله».

وتلقت إحدى ضحاياه رسالة
فيديو من محمد بنية يظهر فيها وهو يطلق النار من سلاح عبر النافذة.

ويقول بنية في شريط فيديو
نشره فيما يبدو ينكر فيه أنهم عصابة: «كل من يدعي على فيسبوك أو التلفزيون
بأنه مهدد من قبلنا، من الأفضل أن يتواصل معنا مباشرة. نحن المسؤولون. هناك الكثير
منا في السويد وألمانيا وهولندا».

وشنت الشرطة الألمانية
مداهمات في 49 موقعاً تابعاً للعصابة في ولاية شمال الراين فستفاليا في نهاية
مايو/أيار الماضي. وذكر متحدث باسم الشرطة حينها أن الاتهامات الموجهة لهم هي في
مجال جرائم التهريب وأيضاً التزوير والأسلحة والمخدرات. وصادرت حينها مبلغاً من 5
أرقام وأموالاً مزورة، وعثرت على مواد مخدرة.

وبحسب موقع «دير فيستن«، تم تأسيس «السلام 313» عام 2016
تقريباً، وتضم أشخاصاً من حملة الجنسية العراقية والسورية والألمانية. 

ولفتت «السلام
313» أنظار المحققين إليها للمرة الأولى نهاية العام 2017، بعد شجار بينها
وبين أفراد عشيرة لبنانية معادية في مدينة إيسن. وخمن موقع «دير فيستن»
أن الشجار الذي نشب في محل لشرب الشاي كان يملكه محمد بنية بسبب التنافس على
«أموال حماية» حفلة.

ومن بين ضحايا هذه
العصابة وفقاً للقناة، صحفي عراقي كنيته «الدليمي»، كان ينشر تقارير عن
الحرب في العراق وفظائع ارتكبتها ميليشيات شيعية، واضطر بحسب قوله للهرب بعد تحكم
الميليشيات في موطنه وتلقيه تهديدات، ووصل في العام 2017 إلى اليونان عبر قارب يقل
لاجئين، وتابع سفره بعدها إلى فنلندا.

ولم يعد يشعر الدليمي
بأنه في مأمن حتى في منفاه فنلندا. فبعد أن ظن أنه لم يعد في خطر في هلسنكي، وصلته
رسالة تهديد من «السلام 313» قيل له فيها إنهم يراقبون كلاً من معارضي
الحكومة في العراق، وصورة لتغريدة له، قيل له إنه يسخر من الحكومة العراقية فيها
وإنه ضد الميليشيات.

وأرسلوا له بقصد التخويف
أيضاً، صورة لهويته الشخصية وسند تسجيل سكنه في فنلندا ومعلومات عن مكان سكنه.

ووصلت رسالة صوتية للصحفي
قيل فيها: «أنت لا تعرفني: نحن شبكة. إن لم تتوقف سننهيك». ويروي
الدليمي أنهم قالوا له إنهم يعرفون كل شيء عن حياته الخاصة في فنلندا وعن عائلته
في العراق، وإن «كل محاولة منك لإخبار الشرطة هي حكم بموتك».

وتتوقع القناة
التلفزيونية أن تكون «السلام 313» قد حصلت على مثل هذه المعلومات السرية
عبر علاقات بنية مع شخصيات مثل سعد معن، المتحدث السابق باسم وزارة الداخلية.

وتحدثت مدونة عراقية
أيضاً للقناة الألمانية عن تعرضها للتهديد من قبل «السلام 313».

وتوعدها شخص عراقي بأسوأ
الشتائم بطلقة في الرأس، هي وكل «عاهرة» بذات طريقة التفكير، وبإرسال
صديقه محمد بنية ليؤذيها.

المدونة تقول إنهم كانوا
يضحكون على مثل هؤلاء في العراق، وباتوا الآن في السلطة هناك، والعنف موجه على نحو
خاص ضد النساء اللاتي يعشن وفق النمط الغربي.

تقول المدونة إنها تلقت
تهديدات بالقتل في العراق أيضاً، مخمنة أن تكون الميليشيات تقف خلفها، مشيرة إلى
وقوع ناشطات حقوق المرأة ضحية جرائم القتل منذ أن اكتسب هؤلاء القوة، على نحو نجمة
إنستغرام تارا فارس، التي قُتلت في الشارع داخل سيارتها في وضح النهار، وانتشر
فيديو لعملية الاغتيال على الإنترنت.

وترى المدونة أن هؤلاء
الشباب يعتبرون أنفسهم شرطة دينية، ويتم تحريضهم من قبل القيادات الدينية.

وتشير القناة الألمانية
الأولى إلى أن رجال دين كسيد علي طلقاني يحرض على العنف ضد المرأة وغير المؤمنين
عبر قوله مثلاً في إحدى خطبة: «صدقوني، أقسم بالله النساء اللاتي يذهبون
للشارع ومتواجدات بين الرجال لا يعرفون الحسين أبداً. الله شاهد علي».

وتعتبر المدونة طلقاني
شخصية نافذة في العراق، ويقدم نفسه كمعتدل، لكن إن أصدر فتوى ضد أحد يصبح الوضع
خطيراً للغاية عليه، وفقاً لوصفها.

ويظهر الطلقاني خلال
زيارة له لألمانيا في مطار دوسلدورف وفي استقباله محمد بنية، قائد «السلام
313″، حيث تابعا طريقهما لهولندا حيث التقيا مع أعضاء «السلام 313»
من مختلف أنحاء أوروبا.

وتشير المحطة الألمانية
إلى أن شعار «السلام 313» يحتوي على حمامة بيضاء تذكر بشدة بميليشيا
سرايا السلام العراقية، لافتة إلى أنه وبمساعدة الميليشيات الشيعية تحقق النصر على
داعش، فباتوا عاملاً قوياً في السلطة، ويتم ضمهم للجيش، ويعد توجيه الانتقاد لهم
غير مرغوباً.

وتذكر المحطة بالمصور علي
أركادي الذي توجب عليه الهرب من العراق بعد كشفه ارتكاب الميليشيات فظائع خلال
القتال في الموصل ضد داعش. يقول أركادي إن هذه المجموعة تريد إرهاب الناس في
أوروبا والقول نحن في أوروبا ولا يُسمح لك بقول ما يجري في العراق أو سنؤذيك.

ولم يحصل الصحفي أو
المدونة على حماية في كل من فنلندا والعراق، بل مجرد نصائح. فعندما قدمت المدونة
بلاغاً للشرطة الألمانية، نصحتها الأخيرة بالتواري وعدم التحدث في وسائل الإعلام
وإبقاء مكان إقامتها سراً، «بكلام آخر علي أن أختبئ في ألمانيا أيضاً».

وقال أوميد نوريبور،
المتخصص في الشؤون الخارجية في كتلة حزب الخضر المعارض في البوندستاغ، إنه عندما
سأل الحكومة الاتحادية عن «السلام 313″، وادعت الحكومة عدم معرفتها بها.

واعتبر نوريبور أنهم إما جاهلون بالأمر أو أنهم لا يأخذون المشكلة على محمل الجد، مشيراً إلى أن «محاولة منظمة أجنبية التأثير على الناس في ألمانيا عبر العنف، لا يتوافق مع سيادتنا وينبغي مكافحتها».

Die Bundesregierung behauptet, nichts über Salam313 zu wissen. Entweder sind sie ahnungslos oder sie nehmen das Problem…

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى