تكنولوجيا

جمعية فنية تستعمل البلوكتشين في الاحتجاج على وحشية الشرطة

مشروع فني متمحور حول البلوكتشين يوسع آفاق الفن الحديث بعرض رقمي مثير للجدل. حول الاحتجاج على وحشية الشرطة.

جمعية DADA الفنية، وهي جمعية مكونة من نحو دستة من الفنانين البصريين في أنحاء الكرة الأرضية، تتعاون مع سوقي التوكنات غير القابلة للاستبدال OpenSea وMintbase، ومع شركة تقنية تخزين الملفات على البلوكتشين Arweave، لنشر أسماء ضباط الشركة الأمريكيين المتهمين بقتل سود غير مسلحين ووجوههم.

نُشر مشروع “إن لم يكن العدل فلا سلام” No Justice No Peace في السادس من يونيو/حزيران، بالتعاون مع دينيسون برترام، مؤسس مشروع DappHero.

وقال برترام: “لقد تواصلت معي الجمعية. إن العدالة الاجتماعية كانت تشغلني دوماً. وكانوا قد صكوا هذه التوكنات وصنعوها بالفعل. إنه استعراض رائع لما يمكن أن تحققه الاحتجاجات الاجتماعية باستعمال تكنولوجيا البلوكتشين”.

 وقالت جودي مام من جمعية DADA إن عشرة فنانين أسهموا في هذا العمل دعماً لحركة “حياة السود مهمة” Black Lives Matter وإصلاح جهاز الشرطة، ويظهر العمل صوراً لثلاثين ضابطاً إلى جانب جرائمهم المزعومة ووضع القضايا ضدهم.

 استخدم الفنانون بلوكتشين Arweave في صنع محفظة مرتبطة بكل قتيل، تحوي توكنات بها بيانات ومعلومات عن الضباط المتهمين بالقتل.

 ويقول موقع المشروع: “إن المفاتيح الخاصة للمحافظ التي تحوي هذه التوكنات قد تم تدميرها. لا أحد يسيطر على هذه التوكنات. ولا يُمكن حذف، أو تعديل، أو تعطيل هذه التوكنات”.

 وتقول تغريدة عبر حساب @PowerDada على تويتر: “إن لم يكن العدل فلا سلام: هذه أسماء ووجوه الضباط الثلاثة المسؤولين عن قتل إليجاه ماكلين غير المسلح الذي كان يسير إلى منزله في أغسطس/آب الماضي. ولم يتم اتهامهم لكن بياناتهم الآن مسجلة بصورة لا يمكن محوها على البلوكتشين”.

 وقال برترام: “البلوكتشين نفسها تصريحٌ سياسي، فهي تمنح القدرة على التنظيم خارج سيطرة الحكومات. ماذا عن لا مركزة العدالة وحقوق الإنسان وجوانب أخرى في المجتمع تمس حياة الناس مباشرة؟”.

لكن المشروع يثير أسئلة حساسة بشأن أخلاقية السجلات الرقمية غير القابلة للحذف. في أوروبا، أقر المشرعون ضمن اللائحة العامة لحماية البيانات “حق النسيان”. وحتى في الولايات المتحدة، قالت مام إن الفنانين المسؤولين عن المشروع يفضلون أن تبقى هويتهم مجهولة، لأن بعض الولايات القضائية تحد من الوصول إلى الأدلة التي يمكن أن تدين رجال الشرطة.

وتشرح مام: “إن الشرطة تتخذ إجراءات ضد منتقديها علناً. وهذه الأعمال البصرية في صورة توكنات، لكنها ليست للبيع. إنها تهدف إلى إرسال رسالة”.

بنصٍ بسيط أسفل صورٍ باللونين الأبيض والأسود، الرسالة واضحة. وهناك بعض التعبيرات الفنية في العمل.

 تقول مام: “نحن لا ننسى. نحن نعرف من أنتم. وربما يوماً ما بعض هؤلاء الرجال سيُحكم عليهم بالسجن. لكن الآن على الأقل هناك سجلٌ أبدي، لا يمكن حذفه، لهؤلاء وجرائمهم.

وقد أخفق نظام العدالة الجنائية في توجيه اتهامات رسمية في أغلب هذه القضايا، رغم جهودٍ مضنية من المجتمع، وفقاً لأبحاث جامعة بولينغ غرين ستيت. وهذا العمل واحدٌ من بين مشروعات عديدة لنشطاء يحرصون على وضع هذه المعلومات في القوائم العامة. ويقول جيرالد ناش، الطالب بجامعة هاورد والمولع بالعملات المشفرة، إنه يظن أن المشروع مثير للاهتمام، رغم أنه لم يشارك فيه.

 وقال ناش: “ينبغي أن يضع الناس في حسبانهم أنها ليست منظمة تُجري أبحاثاً غير منحازة. بصفتي أسود وساعياً إلى العدالة، لا أرى فارقاً بين هذا وبين رفع لافتة”.

 وبالطبع، فإن “مقاومة الرقابة” مصطلح نسبي. فالحكومات يمكن أن تصعب الولوج إلى المواقع المتعلقة بالمشروع والبحث عن الكلمات المفتاحية، حتى إن بقيت بيانات البلوكتشين دون تعديل. وقد يذهب بعض الخبراء إلى أن عدم قابلية البلوكتشين للتعديل تعتمد أيضاً على بنية الحوافز والمشاركين فيها، وهي بنية غير منزهة عن الخطأ والعيوب وأوجه القصور. وما زال نشر بلوكتشين Arweave في مهده، بأقل من ثلاثة آلاف عضو في مجموعة المشروع على منصة Discord.

وحتى مع وجود هذه العوائق، تتفق تونيا إيفانز أستاذة القانون بجامعة نيو هامشير على أن المشروع الفني حالة استخدام مثيرة للاهتمام للبلوكتشين، في تخليد المعلومات.

تقول إيفانز: “أقارن الأمر بما يفعله المراسلون الإخباريون، لكن المراسلين عليهم أن يتمعنوا كثيراً في طرق تصحيح السجلات، حتى بالإضافة وليس بالحذف”، متحدثة عن قوانين حرية التعبير الأمريكية. إن الأكواد خطابٌ أيضاً. وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى أنواع الابتكار التي ستبرز في هذه الفترة بخصوص حماية حرية التعبير”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى