منوعات

برنامج ذكاء اصطناعي يتفوق على توقعات الأطباء عن حالة مرضاهم ويتنبأ بموعد موتهم

يستطيع برنامج ذكاء اصطناعي طوره مركز صحي في الولايات المتحدة، التنبؤ بخطر وفاة مريض القلب في السنة التالية بشكل أدق من الأطباء، وذلك بفضل تحليل رسم القلب، لكن مع ذلك لا تزال طريقة عمله لغزاً.

وقال موقع Infobae الأرجنتيني، الأربعاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، إن باحثين من مجموعة Geisinger للرعاية الصحية في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة ابتكروا خوارزمية تعلم آلي، مسؤولة عن حساب فرص نجاة مرضى القلب، من خلال تحليل نتائج رسم القلب لديهم.

وحللت هذه الخوارزمية 1.77 مليون نتيجة لـ400 ألف مريض، وتمكّن البرنامج من التغلب على أساليب التنبؤ التقليدية، التي يستخدمها المهنيون في مجال الصحة.

ودرَّب فريق Geisinger هذه الخوارزمية باستخدام نموذجين، استند أحدهما إلى بيانات سابقة لرسم القلب، وقياس الجهد مع مرور الوقت.

وتلقى النموذج الآخر معلومات من نتائج رسم القلب هذه، بالإضافة إلى عمر وجنس كل مريض جرى تحليل بياناته.

وبعد ذلك، طُلب من هذه الخوارزمية اكتشاف أنماط للتنبؤ بفرص وفاة مريض بعينه في السنة التالية، أو التعرض لمضاعفات مثل النوبة القلبية، أو الرجفان الأذيني، التي تحدث عندما ينبض القلب بسرعة شديدة وبإيقاع غير منتظم.

وتُستخدم بالتوازي مع ذلك -لأغراض المقارنة- خوارزمية تستند إلى النظام التقليدي الذي يحلل الأطباء به نتائج رسم القلب.

وقال الباحث براندون فورنالت، رئيس قسم علوم الأشعة والابتكار (DISI) في Geisinger في حوار مع مجلة New Scientist: «بغض النظر عن الحالة، فإن النموذج المعتمد على الجهد عمل دائماً بطريقة أفضل من أي نموذج يمكن أن يصنعه الطبيب بأشياء أنشأتها بها بالفعل قياسات لرسم القلب».

وهكذا، حققت تقنية الذكاء الاصطناعي درجة 0.85 (1 كانت النتيجة المثالية)، بينما حصلت الطرق التقليدية على درجات تتراوح بين 0.6 و0.8.

ويدرك الباحثون أنه على النطاق الواسع، قد لا يكون لنتائج الطرق التقليدية ارتباط بهذه الدقة مع ما يحدث، عندما يُجري الطبيب تشخيصاً فردياً.

ومع ذلك، فالحقيقة هي أن تقنية الذكاء الاصطناعي هذه كانت قادرة على التنبؤ بدقة بوفاة الأشخاص الذين اعتقد الأطباء أنهم كانوا بصحة جيدة، بسبب رسم القلب الذي يبدو طبيعياً.

وكشفت الدراسة التي أجراها Geisinger أن ثلاثة من أطباء القلب الذين أجروا تحليلاً منفصلاً لمخططات رسم القلب التي قيل إنها طبيعية، لم يتمكنوا من التوصل إلى النمط الذي حددته تقنية الذكاء الاصطناعي.

وقال فورنالت: «تشير هذه النتيجة إلى أن هذا النموذج يرى أشياء ربما لا يستطيع البشر رؤيتها، أو على الأقل نتجاهلها ونعتقد أنها طبيعية»، مضيفاً: «لدى الذكاء الاصطناعي القدرة على تعليمنا أشياء ربما نُخطئ فهمها منذ عقود».

ويعتمد الاختبار على معلومات سابقة عن حالات طبية أُغلقت بالفعل، والباحثون لا يفهمون بوضوح ما هي الأنماط التي تكتشفها الخوارزمية، وهذا هو عائقهم الأخلاقي الرئيسي لعدم البدء في علاج المرضى بناءً عليها حتى الآن.

لذلك، سيكون من المهم في الدراسات السريرية إثبات أن هذه الخوارزمية تعمل على تحسين نتائج المرضى في المستقبل، وفقاً لكريستوفر هاجريتي، وهو أحد المشاركين في الدراسة.

وستُقدَّم الدراسة الكاملة في الجلسات العلمية لجمعية القلب الأمريكية (AHA) في دالاس، في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وهذه الدراسة ليست الأولى بشأن تطوير الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالموت؛ ففي أبريل/نيسان الماضي، نشرت جامعة نوتنغهام بالمملكة المتحدة دراسة حول خوارزمية تعلم آلي يمكن أن تتنبأ بوفاة البريطانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً، وكانت النتيجة أيضاً أن الخوارزمية عملت بطريقة أفضل من الطرق التقليدية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى