آخر الأخبار

إجراءات لتشجيع السعوديين على شراء أسهم أرامكو، بينها حشد لعلماء الدين، وقروض بنكية

يتوق السعوديون إلى شراء أسهم في شركة النفط العملاقة أرامكو، بعدما قرَّرت المملكة طرح جزء من أسهمها والبدء في بيعها، اليوم الأحد 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بالتزامن مع اتخاذ عدة إجراءات لتشجيع المواطنين على الاكتتاب.

وعرضت أرامكو على المستثمرين الأفراد ومن المؤسسات حصةً في الشركة الأعلى ربحية في العالم، من خلال إدراج أسهمها في بورصة الرياض للتداول.

وقالت قناة «العربية» السعودية، إن السعوديين بدأوا يتدفقون إلى البنوك لشراء أسهم في أرامكو.

وبوسع السعوديين التوّاقين لتملك قطعة من أكبر شركة مصدّرة للنفط في العالم الشراء عبر الإنترنت، أو التوجه إلى البنوك المحلية، التي مدَّدت ساعات العمل لتلبية الطلب الكبير المتوقع خلال عملية البيع، التي تستمر حتى 28 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وسيُباع ما يصل إلى 0.5% من أرامكو إلى المستثمرين الأفراد، أي نحو 8.5 مليار دولار من الأسهم، في الطرح الأولي، الذي يُقدر قيمة الشركة بين 1.6 و1.7 تريليون دولار.

ولأسابيع عدة، أخذت اللوحات الإعلانية على جوانب الطرق، وفي مراكز التسوق تُمهد للإدراج، صائحة «أرامكو السعودية، قريباً على تداول».

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وفي المقاهي، وخلال الجلسات العائلية هيمن الطرح الأوّلي على النقاشات.

وقال طبيب الأسنان في الرياض، عبدالله الفقيه (29 عاماً)، إنه بدأ الادخار فور أن أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن خطط الطرح الأولي قبل نحو أربع سنوات.

وأضاف في تصريح لوكالة رويترز: «سأستثمر في الشركة للمدى الطويل، سأحصل على أسهم مجانية، وسأشتري مزيداً من الأسهم بالأرباح، إنها فرصة لا تتكرر».

وفي محاولة لتشجيع أكبر عدد ممكن من السعوديين على شراء أسهم أرامكو، فإنه سيحق للمستثمرين الأفراد السعوديين الحصول على سهم مجاني واحد عن كل عشرة أسهم يشترونها، إذا احتفظوا بأسهمهم لفترة 180 يوماً على الأقل، ومن المتوقع مشاركة ما يصل إلى خمسة ملايين شخص، بحسب وسائل إعلام محلية.

وأبلغ مصرفيان وكالة رويترز -لم تذكر اسميهما- أن عشرات الآلاف من السعوديين يسعون للاستثمار نيابة عن جميع من يعولونهم، كطريقة لزيادة عدد الأسهم التي يمكنهم شراؤها.

من جانبها، تسوّق البنوك السعودية أيضاً قروضاً للعملاء، للمساعدة في تمويل استثماراتهم، مع توسع البعض في الإقراض إلى أربعة أمثال السقف المعتاد، بحسب ما قاله مصدران ماليان آخران لرويترز.

وقالت المصادر إن البنوك قادرة على زيادة الحد الأقصى، لأنها ستحتفظ بالأسهم نيابة عن العملاء كضمان.

وذكر موظف حكومي (37 عاماً)، أن بنكه عرض عليه قرضاً بلا فائدة، يُرد في غضون ثلاثة أسابيع، لكنه ينوي الاستثمار بمدخراته.

ويأتي ذلك، بينما قالت أرامكو، اليوم الأحد، إنها تخطط لبيع 1.5% من أسهمها أو حوالي ثلاثة مليارات سهم، بسعر استرشادي، في نطاق 30 إلى 32 ريالاً، مقدرة قيمة الطرح الأولي بما يصل إلى 96 مليار ريال (25.6 مليار دولار) عند سقف النطاق.

وقد تتجاوز بذلك الطرح العام الأوَّلي القياسي لشركة علي بابا الصينية في 2014، والذي بلغت حصيلته 25 مليار دولار.

ولجأت المملكة إلى رجال الدين المؤثرين لديها؛ كي يلعبوا دوراً رئيسياً في دفع السعوديين إلى شراء أسهم أرامكو، ومن بينهم الشيخ عبدالله المطلق، العضو في هيئة كبار العلماء السعودية، الذي قال في برنامج إذاعي أسبوعي، يوم الجمعة الماضي، إن الاستثمار في أرامكو جائز شرعاً.

وأبلغ الشيخ المطلق متصلاً كان يسأل عن الطرح «هي (أرامكو) من أعمدة الاقتصاد في المملكة… أعتقد حتى المشايخ ونحن سنشارك فيها».

وتستحثّ الحكومة السعوديين الأثرياء للاستثمار في الطرح الأولي باستخدام السيولة المحتفظ بها في الخارج، إذ ينظر سعوديون كثيرون إلى الأمر كفرصة لإظهار مدى وطنيتهم، عقب هجوم سبتمبر/أيلول الماضي، على منشأتين لأرامكو، والذي استهدف قلب صناعة الطاقة بالمملكة.

وألقت واشنطن والرياض باللوم على المنافس الإقليمي إيران، في الهجمات التي أوقفت مؤقتاً أكثر من 5% من المعروض العالمي. وتنفي طهران أي دور لها.

وقال الكاتب السعودي أنور أبوالعلا، في تغريدة على حسابه في تويتر: «الاكتتاب في أرامكو واجب وطني لمن استطاع إليه سبيلاً»، بحسب تعبيره.

وعلى تويتر أيضاً، وصف مشعل الذايدي، مساعي الأمير محمد لطرح أرامكو للاكتتاب العام بأنها «حرب ضروس»، ينبغي أن يدعمها السعوديون، وفق قوله.

لكن حتى بعض السعوديين الذين يرون أن الحكومة مخطئة في تخلِّيها عن السيطرة على الشركة ولو جزئياً، يجدون في فرصة تملك أسهم في أرامكو إغراءً تصعب مقاومته.

وقال أبومحسن، الذي يعمل سائق سيارة مع أوبر «أرامكو رابحة رابحة.. سأشتري لأن المكاسب كبيرة، لكن لا أحد راض عن الاكتتاب ولا عن بيع أرامكو، خصوصا للأجانب.»

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى