لايف ستايل

سئمت من سيطرتها على أفكارك؟ هكذا تتخلص من الأغنية العالقة في ذهنك

«لا يمكنني إخراج
هذه الأغنية من رأسي»، هل أحسست بهذا الشعور من قبل؟ 

أحياناً تتردد أغنية في رأسك بشكل متكرر، فلا تكفّ عن غنائها أينما ذهبت. تحاول التفكير في شيء آخر -أو أغنية أخرى- لكن سرعان ما تعود لتسيطر على عقلك من جديد!

على الرغم من أن الأمر
يمثل مصدر إزعاج بسيط -سواء لمن يغني الأغنية أو من يستمع إليها!- فإن هذه الظاهرة
جذبت انتباه الباحثين، الذين تعمقوا مؤخراً فيما يجعل الأغاني تعلق برؤوسنا، وكيف
نتمكن من إيقافها.

اهتم بهذه الظاهرة البروفيسور جيمس كيلاريس من جامعة سينسيناتي. إذ
صاغ مصطلح «حكة معرفية»؛ لوصف نظريته عن حالة وجود أغنية عالقة في
رؤوسنا، كما أوضح أن الطريقة الوحيدة لإرضاء هذا الشعور (نوع من الحكة) هي تكرار
الأغنية مراراً وتكراراً داخل العقل.

وجد أن هناك بعض أنواع
الموسيقى والأغاني التي تميل إلى إحداث رد فعل غير عادي في القشرة السمعية.

هذا الاهتمام الإضافي
الذي يتم توجيهه إلى جزء صغير من الأغنية، ينتج عنه ما يعرف بـ «الحكة»،
التي يبدأ بعدها حدوث دورة تكرار مفرغة. 

يحدث هذا غالباً عند
الاستماع للأغاني البسيطة الجذابة والمتكررة، بالإضافة إلى الأغاني ذات التغييرات
الإيقاعية غير المتوقعة.

لم تتمكن الأبحاث حتى الآن من اكتشاف الآليات البيولوجية الدقيقة لهذه الظاهرة؛ بيد أن دراسة حديثة أجريت في جامعة دارتموث، ألقت بعض الضوء على كل من:

أظهر استخدام تقنيات
التصوير بالرنين المغناطيسي أنه عندما يتعرض المريض للحن جذاب يعرفه الدماغ مع بعض
أجزاء الأغنية المفقودة هنا وهناك، يملأ الدماغ الأجزاء المفقودة ويواصل الأغنية
بفاعلية حتى عندما لا يتم تشغيلها! 

أطلق العلماء على هذه
الظاهرة أيضاً اسم «دودة
الأذن»
، لكن المصطلح مضلِّل بعض الشيء، لأن تكرار الموسيقى لا يحدث في
الأذن ولكن داخل الدماغ.

هناك عديد من النظريات
الأخرى حول سبب ثبات الأغاني في رؤوسنا. 

يقول بعض الباحثين إن
الأغاني العالقة تشبه الأفكار التي نحاول قمعها، كلما صعبت محاولة عدم التفكير في
الأمر، تعذَّر علينا مساعدتنا. 

ويزعم خبراء آخرون أن
ديدان الأذن هي ببساطة وسيلة لإبقاء الدماغ مشغولاًً عندما يكون خاملاً. 

قدَّم البروفيسور كيلاريس النتائج المبكرة لبحوثه عن «دودة الأذن) في مؤتمر حول علم نفس المستهلك، وقال إن كل شخص يعاني حكة معرفية في وقت ما.

يقول كيلاريس: «وجدت
الدراسات أن من 97% إلى 99% من الناس عرضة لظاهرة (دودة الأذن) في وقت ما، لكن من
المؤكد أن بعض الناس أكثر عرضة للإصابة بدودة الأذن من غيرهم». 

وأضاف: «تميل النساء
إلى أن يكنَّ أكثر عرضة للإصابة من الرجال، جنباً إلى جنب مع الموسيقيين».

ولهذه الظاهرة أهمية خاصة
لأصحاب الأغاني والإعلانات،  الذين يستخدمون في الغالب أغاني سهلة وشائقة
لجعل اسم علامتهم التجارية يعلق في رأس المستمعين.

يقول كيلارس:
«التكرار هو أحد العناصر الرئيسية لدودة الأذن». وفي  دراسة أُجريت
عام 2016، وجد باحثون بريطانيون أن :دودة الأذن تحدث نتيجة الأغاني ذات
الألحان سهلة التذكر والإيقاع السريع والمكررة».

معظم ديدان الأذن تدوم أقل من يوم واحد، لكن بعضها قد يستمر أسابيع.

حتى أعظم الموسيقيين
عانوا من ديدان الأذن. 

كان أطفال المؤلف
الموسيقي العبقري موتسارت «يُغضبونه» من خلال العزف على البيانو أسفل
غرفته، لكنهم يتوقفون قبل إكمال اللحن.

كان عليه أن يستعجل ويكمل اللحن، لأنه لا يستطيع تحمُّل الاستماع إلى لحن لم يكمل بعد.

وجد الباحثون أن الأشخاص
الذين يمضغون العلكة بعد

الاستماع إلى الأغاني
«يسمعون» الأغنية التي يلعبونها في أذهانهم بمعدل الثلث أقل من أولئك
الذين لم يمضغوا العلكة.

وعلى الرغم من أن الأسباب
غير واضحة تماماً في كيفية علاج الظاهرة بمضغ العلكة، يبدو أن للأمر علاقة بالقشرة
السمعية في الدماغ والتي تُعالج الصوت. 

كما دعت الدراسة نفسها
إلى حل بعض الألغاز التي تركز على النشاط الذهني في أثناء مضغ العلكة، بحيث تملأ
المساحة الإدراكية في العقل وتمنعه من الشرود.

طريقة أخرى يمكنها أن
تساعدك، وهي الاستماع  للموسيقى المكررة مرةً أخرى والتركيز فيها، وبعد
انتهاء المقطع، تندمج فوراً في نشاط ذهني، كي تضمن ألا تُخزِّن الذاكرة الموسيقية
لديك أي موسيقى.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى