آخر الأخبار

إيفانكا تورط نفسها بعد استخدامها اقتباساً تاريخياً مزيفاً لدعم والدها

وضعت إيفانكا ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسَها في موقف محرج، عندما دافعت عن والدها -الذي يواجه تحقيقات تهدف إلى عزله- بعبارة مقتبسة، لكن تبيَّن فيما بعد أنها «مزيفة».

وبعد الانتهاء من جلسات الاستماع العامة ضمن التحقيق الموجّه ضد ترامب، كتبت الابنة الأولى للرئيس: «انحدار الأخلاق العامة في الولايات المتحدة سيُميزه على الأغلب سوء استخدام لسلطة العزل، باعتباره وسيلة لسحق الخصوم السياسيين، أو إقالتهم من مناصبهم»، وأضافت: «ألكسيس دو توكفيل 1835».

“A decline of public morals in the United States will probably be marked by the abuse of the power of impeachment as a means of crushing political adversaries or ejecting them from office.”

Alexis de Tocqueville, 1835

وبعد التأكد من الاقتباس تبيَّن أن العبارة التي كتبتها إيفانكا لم تكن لـ «توكفيل» (فيلسوف فرنسي)، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian، أمس السبت 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

والعبارة الخاطئة التي كتبتها إيفانكا كانت من عام 1889، في كتاب American Constitutional Law من تأليف جون إنيس كلارك هير.

وردَّ مؤرخون على تغريدة إيفانكا بأنَّ هذه المقولة التي نشرتها ليست صحيحة، وهو «اقتباس مزيف» للمؤرخ الفرنسي، كون الرسالة كانت صياغتها معادة من النص الأصلي، ولا تمت بصلة لدي توكفيل.

وأوضح بعض المؤرخين أن الاقتباس الذي نشرته إيفانكا يعود إلى إعادة صياغة مستقاة من العمل الخيالي الفرنسي «الديمقراطية في أمريكا»، الذي نشر في الفترة ما بين 1835 و1840.

وأضافوا أن الاقتباس غير الصحيح الذي نشرته إيفانكا عثرت عليه داخل كتاب القانون الدستوري الأمريكي الصادر عام 1889، وهو من تأليف جون إينيس كلارك هير، الذي أعاد صياغة «مقولة» المؤرخ الفرنسي دي توكفيل بشكل آخر.

وعلّقت الصحيفة البريطانية على خطأ إيفانكا بالقول: «إيفانكا على الأغلب لم تجد هذه الأسطر التي يصل عمرها إلى 130 عاماً على موقع Google Books، أو حتى وهي تتصفح إحدى المجلدات العتيقة التي طلبتها من مكتبة الكونغرس لكي تبحث في تاريخ المأزق الذي يمر به والدها، حتى تجد تعليقاً مناسباً تقوله من على أريكتها في أحد صالونات كالوراما أو جورج تاون».

وأضافت الصحيفة أن «كل الاقتباسات التاريخية التي يغرّدها السياسيون يجب التعامل معها بحرصِ أشدِّ متقصِّي الحقائق صرامةً، وقلَّما تكون هذه الاقتباسات حقيقية».

ويُجري مجلس النواب حالياً جلسات استماع علنية، إذ يقول الديمقراطيون إن ترامب أساء استخدام سلطته الرئاسية بالضغط على أوكرانيا، ليفتح تحقيقاً ضد خصمه السياسي، بايدن.

ويعود أساس القضية إلى محادثة هاتفية في 25 يوليو/تموز الماضي، طلب ترامب خلالها من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن «يهتم» بأمر بايدن، نائب الرئيس الديمقراطي السابق، الذي يواجه ترامب في السباق إلى البيت الأبيض عام 2020.

ويشتبه في أن ترامب ربط حينها مسألة صرف مساعدات عسكرية بقيمة 400 مليون دولار، يفترض أن تتسلمها أوكرانيا، بإعلان كييف أنها ستُحقق بشأن نجل بايدن، الذي عمل بين عامي 2014 و2019 لدى مجموعة «غاز بوريسما» الأوكرانية.

ويرفض ترامب تلك الاتهامات، ويقول إنها «حملة مطاردة» ومحاولة «انقلاب ضده»، ويتوعد بالانتقام من الديمقراطيين بانتخابات العام المقبل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى