آخر الأخبار

أمريكا تبني مدينة وهمية ضخمة لتدريب عملائها على مواجهة الهجمات، الفكرة جاءت بعد قتل سفيرها بليبيا

أنشأت وزارة الخارجية الأمريكية نموذج محاكاة لمدينةٍ شاغرة، في مجمع جديد متطور تابع للوزارة في ولاية فرجينيا، من أجل تدريب العملاء الفيدراليين على صد الهجمات المحتملة على السفارات الأمريكية، والمواطنين الأمريكيين.

وافتُتِح مركز Foreign Affairs Security Training Center الجديد في مدينة بلاكستون، وتبلغ مساحته حوالي 5 كيلومترات مربعة، ويحتوي على جميع أنواع الطرق ومناظر طبيعية مختلفة، ونموذج مدينةٍ غير حقيقية، سعياً لتأهيل 2000 عميل خاص، وفقاً لما ذكرته  صحيفة The Daily Mail البريطانية، اليوم الأربعاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني.

ويضم المجمع نموذج محاكاة «العمليات العسكرية في التضاريس الحضرية»، والمعروف كذلك باسم MOUT، وهو مدينةٌ وهمية شاغرة مليئة بالأزقة والأحياء ومجمع للسفارة الأمريكية بالحجم الطبيعي، ومكبرات صوت تبث أصوات دبابات، أو حيوانات، أو حركة المرور في نيويورك.

وتضم المدينة الشاغرة صفوفاً من المباني الرمادية القاتمة، المصممة لمساعدة العملاء على اكتساب «مهارات مميزة» في التعامل مع المواقف الواقعية.

ومن جانبه قال بوب فيتزل، مدير المركز لمجلة Wired الأمريكية: «إنه مصمم ليبدو واقعياً قدر الإمكان، حتى يتمكن الدماغ من إقناع المشابك العصبية بالتصرُّف، وكأنَّها في موقفٍ حقيقي».

وستشرف قاعدة فورت التابعة للحرس الوطني الأمريكي في ولاية فرجينيا، على تدريب العملاء باستمرار، بالإضافة إلى ما يصل إلى 10 آلاف مهندس وساعٍ وفني ومتخصص في مجال الأمن.

وقالت ويندي باشنان، نائبة مساعد مدير جهاز الأمن الدبلوماسي: «الهدف من ذلك هو بناء الثقة لديهم في أثناء تجهيزهم لتنفيذ المهام. نغرس فيهم المرونة، حتي يكونوا مستعدين لأسوأ السيناريوهات».

ويُعد جهاز الأمن الدبلوماسي، القسم المسؤول في وزارة الخارجية عن تأمين السفارات وموظفيها وضمان سلامة الأمريكيين في الخارج.

وسيُعزَّز المجمع الضخم عمل 11 مركزاً قائماً بالفعل، وهو أكبر وأشمل مورد تدريبي في جميع وكالات إنفاذ القانون الأمريكية، وفقاً للصحيفة البريطانية.

وجاء إنشاء المركز بهدف تعزيز أمن السفارات الأمريكية، في أعقاب الهجوم الذي وقع في عام 2012 على منشأتين تابعتين للحكومة الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية.

وفي ذلك الهجوم، قُتل السفير كريستوفر ستيفنز، وموظف إدارة معلومات الخدمة الخارجية الأمريكية شون سميث.

ويضم نموذج MOUT حاجزاً وسيطاً مرتفعاً في شارعه الرئيسي، يُشبه تلك الحواجز التي عادةً ما تكون موجودة في مدن دول إفريقيا والشرق الأوسط.

وهو مماثلٌ للحاجز الذي تسبب في إعاقة العملاء الأمريكيين عن الاستجابة لهجمات عام 2012، على المجمع الدبلوماسي الأمريكي في بنغازي.

ويحتوي كذلك على نموذج دراجة بخارية على جانب أحد الطرق، تحمل عبوة ناسفة مؤقتة، مماثلة لتلك العبوات التي كانت تهدد الضباط الأمريكيين في العراق وأفغانستان.

ويوجد في نموذج MOUT أيضاً «بيت دخان»، وهو مبنى مصمم لتعليم العملاء كيفية الهروب من المباني المحترقة. وقد أنشئ ذلك المبنى بسبب موت السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز محروقاً في حادث بنغازي.

ويُراعي المركز في تصميماته كذلك الدروس المستفادة من تفجير السفارتين الأمريكيتين في تنزانيا ونيروبي في عام 1998.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذين التفجير المُدمرين هما اللذان أسفرا عن تشديد الإجراءات الأمنية حول السفارات الأمريكية.

وقال أحد المدربين الذي لم يكشف عن هويته: «لقد وضعنا أكبر قدرٍ ممكن من التدريب في دورة مدتها 10 ساعات، كي تكون لديهم الأدوات اللازمة حين يسافرون إلى الخارج، ويستطيعون استخدامها في أسوأ السيناريوهات».

ومن المقرر أن يتدرب العملاء في المركز على كيفية القيادة في أصعب السيناريوهات، إذ سيتعلمون كيفية الهروب من الكمائن المنصوبة في الاتجاه المعاكس، وكيفية الاصطدام بالمركبات وإخراجها من الطريق، وكيفية دفع موكبٍ عبر طريق مزدحم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى