تكنولوجيا

أغنيات بذيئة وإبداع.. تجربة مع ابنتي عرفتني سبب التواجد الكبير للأطفال والمراهقين على TikTok

حين ألهمتني المقابلة التي
أجراها الكاتب جوردان شابيرو، على محطة NPR، مع ضيفتنا السابقة، في بثِّ Spawned المعنيّ بالأبوة
والأمومة، أنيا كامينيتز، وقرأت كتابه استعداداً للقائنا القادم معه في بث Spawned، قرَّرَت أن أدع ابنتي
المراهقة تُجرِّب TikTok (الذي كان يُعرف فيما
سبق باسم Musical.ly1)، وانتهيت إلى أنني أريد صغاري أن يصيروا عباقرةً مستنيرين في
الساحة الرقمية، تُرى من سيعلّمهم أفضل من شخص يعمل في هذه الساحة (التي يُطلق
عليها وسائل التواصل الاجتماعي)، طوال اليوم وفي كل يومٍ.

باعتباري بارعةً في استخدام
التكنولوجيا، يتعيَّن عليَّ أن أقول إنني شعرت بعدم الارتياح حين كنت أحاول
تعليمها كيفية استخدام TikTok. بل في حقيقة الأمر، قضينا أغلب وقت استخدام التطبيق بينما هي
التي تريني كيف أستخدمه. فقد تمكّنت من وضع إعدادات حسابها على التطبيق، وفعَّلت
كذلك كل إعدادات الخصوصية، ولكن بعد تلك الخطوة، كان الأمر عسيراً في تعلُّمه
بالنسبة لي. إنني سعيدةٌ للغاية لأنني حصلت على وقتٍ لفعل هذا بصحبتها لكي أفهم
كيفية عمل التطبيق فهماً أفضل. بصراحة، لا يمكنني أن أتخيّل أن أدع لها الأمر
وأدعها تتعامل معه بمفردها.

إنها تستخدم TikTok على هاتفي، لكن الحساب
خاص بها، لذلك كان من المهم بالنسبة لي أن أحافظ على خصوصيته قدر الإمكان؛ فيمكنك
إيقاف خاصيّة «السماح للآخرين بالبحث عني»، وأن تجعل الحساب خاصاً،
وكلاهما إجراءان أوصي بهما بشدة لأي مراهق أو مراهقة تستخدم التطبيق. وبعد ذلك
يصير بإمكانك ضبط إعدادات الأمان مثل من يمكنه التعليق، ومن يمكنه مشاركتك في أداء
ثنائي، ومن يمكنه التفاعل مع منشوراتك، ومن يمكنه المُراسلة. ولديك القدرة أيضاً
على فلترة التعليقات باستخدام كلمات معينة، والسماح للأشخاص بتنزيل مقاطع الفيديو
الخاصة بك، وقد قمت بإيقاف تشغيل كافّة هذه الخواص.

ولكن التحدي يكمن في أنه حتى
مع تفعيل إعدادات الخصوصية بالحسابات على الموقع، يظل بإمكان الأطفال رؤية كافّة
المقاطع المنشورة على TikTok، وثمّة مفاجأة تنتظرك: ليست جميع تلك المقاطع لائقة، ودون أن
تُحدَد خصوصية كل مقطع من تلك المقاطع كـ «خاص» أو «للأصدقاء
فقط»، فإن الإعدادات الافتراضية تجعل المحتويات مرئية للجميع. ومن الممكن أن
تكون المحتويات موضع تساؤلات ونقاش، والأغنيات أيضاً؛ فإن بعضاً منها يحتوي على كلمات
بذيئة، ولا سبيل حقّاً للتغلّب على هذا على الإطلاق، بخلاف تفعيل خاصيّة «الوضع المقيّد»
(الذي يحدّ من ظهور المقاطع التي قد لا تلائم جميع فئات المستخدمين). وحتّى حين
تُفعِّل تلك الخاصيّة، يمكن لمثل هذه المحتويات بالتأكيد إيجاد طريقها إليك.

لم يكن لأطفالي وجود على
مواقع التواصل الاجتماعي، (باستثناء ابنتي المراهقة التي لا تبالي كثيراً بنقرات
الإعجاب أو المتابعة)، لذا فإن هذه هي المرّة الأولى التي يقوم بها أطفالي بشيء ما
بأنفسهم ويشاهدون استجابات أصدقائهم عليه. وتقريباً بعدما رأى أصدقاء ابنتي مقاطع
الفيديو التي نشرتها، كانت فوراً تقول: «أمّي، لديّ 100 إعجاب!». وكان
بإمكاني أن أشهد حدوث تحوّل. أعني أن حياتي العملية تقوم في أساسها على نقرات الإعجاب
والمتابعة والمشاركات، لذا فأنا أفهم ما يجري.

بقدر ما تنهّدت أسفاً للبراءة
المفقودة (حسناً ربما يكون هذا الوصف درامياً بعض الشيء، ولكن على أيّة حال)، كنت
ممتنّة لفرصة الحديث إلى ابنتي عن ثقافة «الإعجاب»، وأن أشرح لها ما
يعنيه ذلك حقّاً، وكيف أن هذا لا عليه أن يؤثّر على نظرتها لنفسها. وهذه الثقافة
لا تقتصر على TikTok بالمناسبة. إنها شيء نحتاج إلى الحديث مع أبنائنا بشأنه حين
نتطرّق إلى كافّة منصّات التواصل الاجتماعي.

يجب عليّ أن أقول إنني
أُعجَبت للغاية بمدى الإبداع الذي تتسم به ابنتي في إعداد مقاطعها المصوّرة، وهناك
الكثير والكثير من خصائص تعديلات الفيديو المُسلّية حقاً التي يمكن استخدامها
لإعداد مقطع فيديو عبر TikTok، ولقد أذهلني مدى سرعة تعلُّمها استخدام تلك الخصائص. بحقٍ، لا
عجب في أن هذا التطبيق يحظى بشهرة واسعة للغاية.

وما يقوله هذا هو أن الأطفال
بإمكانهم فعل أشياء ممتعة بكاميرا فيديو وبرنامج iMovie، بدلاً من الجلوس أمام
التطبيق طوال اليوم يمضون أوقاتهم في تلك المشاهد القصيرة، وإذا كان أطفالك
مهتمّين بتطبيق TikTok، فلتفكّر إذاً بشأن المهارات التي يستخدمونها وساعدهم على تطوير
تلك المهارات بطريقة تنفعهم في دراستهم وحياتهم.

والآن، دعونا نكون صادقين، إن
تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي هي بئر لا ينضب، فبإمكانك التصفّح والتصفّح دون
أن تصل أبداً إلى نهاية، ولدى TikTok بالفعل خاصيّة رقمية تتيح لك استخدام
التطبيق لمدّة ساعتين كحدٍّ أقصى، وعندها ينطفئ، وأنا لست مندهشة من هذا لأن عدد
المقاطع الموجودة على المنصّة (مثلما هو الحال على أي موقع تواصل اجتماعي آخر من
بين ما نستخدمها جميعاً) لا حصر له. وسأقول أيضاً إن إعداد مقاطع الفيديو يستغرق
وقتاً أطول مما كنت أعتقد من قبل، لذا فأنا لا أعتقد أن كل الوقت المُستَغرق على
التطبيق يذهب في التصفّح، ولكن بالتأكيد هذا شيء يجب أن تنتبه إليه.

بمجرد العبث قليلاً بتطبيق TikTok، تتمكَّن من معرفة السبب
الذي يجعل الكثير من الصغار يحبونه كثيراً، إنه ممتع! ولكنّه لم يُصمم خصيصاً
للأطفال (إليكم ملاحظة جانبية: نرجو أن يصمم أحدٌ شيئاً كهذا للأطفال)، وأنا لست
قلقة بشأن من سيرى مقاطع الفيديو التي تنشرها ابنتي، لأن بإمكاني منع حدوث ذلك
بإعدادات الخصوصية، ورغم ذلك، فلا سلطان لك على ما يُشاهده الأطفال، حتّى حينما
تفعّل «الوضع المقيّد»، فضلاً عن كم الوقت والطاقة المُستهلكين على
مشاهدة أشخاص عشوائيين يفعلون أشياءً مضحكة أحياناً، وغريبة في أحيان أخرى أمام
الكاميرا، ومدى سهولة إضاعة هذا الوقت والطاقة.

في الوقت الحالي، سأواصل
استخدام TikTok مع ابنتي على هاتفي حتى أتيقّن من أنها صارت مُسلَّحة بالمهارات
اللازمة لاستخدامه -في الغالب- بمفردها. والكلمة المهمّة هنا هي: في الغالب.

هذا الموضوع مترجم عن موقع Cool Mom Tech. 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى