منوعات

«صديق طفولة وضعها على طريق الشهرة».. قصة سيدة نشأت بلا تلفاز في بيتها، فازت بجائزة الأوسكار

كشفت أم بريطانية تدعى جيني بيافان، عن مسار وظيفتها، كمصممة أزياء،
التي دفعتها في النهاية للفوز بجائزة الأوسكار لأفضل تصميم للأزياء عام 1986 عن
فيلم A Room With A View.

حسبما روت قصة حياتها لصحيفة Mirror البريطانية، قالت مصممة
الأزياء الإنجليزية جيني بيافان ، إن حياتها تتمحور بالأساس حول الملابس، لكنها لم
تكن مهتمة بالموضة على الإطلاق.

تقول، إن وظيفتها تتلخص في استخدام الملابس من أجل حياكة قصة، وهذا هو
محور تصميم الأزياء.

تضيف بيافان: «في منتصف الخمسينيات، حينما كنت طفلة، لم يكن
لدينا تلفاز؛ لذلك كنَّا نقوم بالرسم والتلوين وصناعة الأشياء باستخدام ورق
الصناديق المقوى»، وتكمل «عكف والداي على تشجيعي أنا وشقيقتي الصغرى على
أن نكون مبدعتين؛ فالفوضى اعتُبِرَت أمراً جيداً، وسُمِحَ لنا بالرسم على أحد
جدران منزلنا الواقع في كينسينغتون بغرب لندن».

أشارت مصممة الأزياء الى أن نيك يونغ، صديق طفولتها ساعدها كثيراً في
عرض بعض أعمالها بدون أجر في إنتاج أفلام Merchant Ivory المبكرة.

لذلك، ففي إنتاج فيلم Hullabaloo Over Georgie
And Bonnie’s Pictures عام 1978، طُلِبَ منها
صنع ملابس لترتديها نجمته بيغي أشكروفت في الهند.

أوضحت أنه بعد الاجتماع ببيغي أشكروفت، أخذتها جانباً وقالت:
«عزيزتي، إننا ننجز بشكل جيد للغاية. لقد منحوني تذكرة طيران في الدرجة
الأولى إلى الهند، وأخذت تذكرتين بدلاً منها في الدرجة الاقتصادية، فهلَّا تأتين
معي؟». بالتأكيد أجابت بنعم دون أي تردُّد.

كان ذلك قبل مسلسل The Jewel In The Crown وفيلم A Passage To India، ولم تكن بيغي قد زارت الهند من قبل. وفي سن
الـ70، كانت متوترةً قليلاً، لكنها كانت مرحةً للغاية.

تقول مصممة الأزياء، أنها سافرت مع النجمة بيغي أشكروفت، إلى الهند
وتشاركتا الغرفة سوياً وبعد انتهاء التصوير، ذهبتا في إجازة إلى ولاية غوا معاً،
حيث تنقَّلت بيغي في الأرجاء خلفها على دراجة نارية!

حتى إنها أصبحت جزءاً من طاقم شركة Merchant
Ivory، حيث عملت على الكثير من الأفلام التي جرت أحداثها في الحقب
السابقة، ومن بينها فيلم Sense And Sensibility. 

ثم عملت أيضاً على فيلم The King’s
Speech. ثم تلى ذلك العمل في فيلم Mrs Lowry & Son للنجمة فانيسّا ريدغريف والنجم تيموثي سبال.

تشير جيني بيافان إلى أنها تقوم بالكثير من الأبحاث لكل فيلم تعمل
عليه، وهو ما دفعها للاستمتاع بالتركيز في أعمال ل. س. لوري الفنية؛ فقد كان لديها
رغبة في إحياء تلك الرسومات الشهيرة التي تصوِّر الحياة الصناعية في القرن العشرين
في الغرب الأمريكي.

تلخص الأمر كله في نص فيلم، ثم لقاء بمخرج للاطلاع على رؤيته في
الفيلم.

ثم تبدأ بعد ذلك في إعداد قوائم بكافة الشخصيات وكل الأشياء التي قد
يحتاجون إليها. حيث تعتمد على الإنترنت؛ فهو يساعد بشكل ضخم في البحث. 

تضيف: «في الأيام الخوالي، كان عليَّ قضاء الساعات الطوال في
متحف فكتوريا وألبيرت أو معهد كورتولد للفنون لأحصل على معلومات حول الملابس
التاريخية».

أما بالنسبة للأفلام الحديثة، كانت جيني بيافان تحب الاستلهام بمشاهدة
الناس في وسائل المواصلات وفي المقاهي، وإلى جانب دعم الممثلين بأزيائهم، فإن
جزءاً كبيراً من عمل جيني بيافان هو جعلهم يشعرون بالراحة وأن تكون صديقةً لهم،
حتى إنها ذهبت إلى منزل فانيسّا ريدغريف لضبط مقاسات ملابسها في الفيلم.

تقول جيني بيافان إن العمل في الأفلام دفعها للاستمتاع بالاعتناء
بالبشر ودعوتهم إلى منزلها  لتناول الطعام، حيث يمتلئ منزلها في جنوب شرق
لندن دائماً بالأصدقاء، والنزلاء، والأشياء الضائعة، وحيوانات الشارع، إلى جانب
بوتون، قطها الأليف.

والرائع هو حين يخبرك الممثلون أن زيهم يساعدهم على الشعور بالشخصية
أكثر، وهذا هو الهدف.

عندما جاءت تشارلز ثيرون لضبط مقاسات ملابسها في فيلم Mad Max: Fury Road في 2015، قالت: «يمنحني هذا شعوراً
رائعاً حقاً»، فتصرفت على نحو إنجليزي ومتحفظٍ للغاية، فقالت: «اقبلي
المجاملة يا ثقيلة الظل!»، إنها تتحدث بشكل مباشر للغاية، وأنا أحب
هذه».

تقول جيني بيافان إن Mad Max غير مسيرتها المهنية
بالكامل، تشرح ذلك بالقول: «لقد كان انتقالاً كبيراً من الدراما وانفتاحاً
على عالمٍ جديدٍ بالنسبة إليَّ. لقد فزت بجائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام عن
هذا الفيلم في 2016، واستلمت الجائزة وأنا أرتدي سترة من الجلد الصناعي اشتريتها
من ماركس أند سبينسر، ووشاحاً، وحذاء طويل الرقبة، وبنطال جينز».

كان الهدف هو الاحتفاء بالفيلم بشكل بسيط، من خلال ارتداء ملابس تشبه
ملابس شرطي الدراجة النارية في Mad Max، لكن ستيفن فراي
دعاها  بـ»سيدة الحقيبة»، مما سبب ضجة. وقد كتب لاحقاً اعتذاراً
لها، ولم يحتج لفعل ذلك فهما صديقان حميمان، لكن جيني بيافان تقول: «أعتقد أن
الضجة ساعدتني على الفوز بالأوسكار».

تضيف: «ارتديت زياً مشابهاً عند استلام الأوسكار ومرة أخرى ثارت
ضجة. وقد وجدت كل شيء مضحكاً كثيراً. هذا هو الأمر الرائع في كونك أسن قليلاً، إنك
تأخذ كل شيء على محمل جيد».

تقول جيني بيافان، انه في عام 1987 فازت بالأوسكار أيضاً عن فيلم A Room With A View، ورُشِّحتُ لثماني جوائز أخرى.

أشارت إلى أنها تحتفظ بجائزتي الأوسكار على مكتبٍ كانت تملكه أمها في
فترة دراستها. وبذلك تكونان معروضتين بشكل جيد، لكن بعيداً عن مسار المارة.

جيني بيافان قالت أنها لا تحتفظ بأشياء تذكارية من الأفلام التي عملت
عليها، إلا اللوحة الصغيرة التي تحمل اسمها وأسطوانة الـDVD، والكثير من الذكريات
الرائعة.

فبعد إنهاء الفيلم، تذهب الملابس إلى إحدى دور الأزياء؛ لتُستخدم في
أغراض أخرى. فالملابس تبدو محزنة جداً إذا قبعت على الشماعات فحسب، وكانت لتشغل
مساحة ضخمة من منزلي.

فيما تعبر جيني بيافان عن مدى اهتمامها بشراء الملابس الجديدة، وتقول:
«لست مهتمةً بجلب ملابس لنفسي. ولدي زي قياسي أرتديه كل يوم: بنطال جينز،
وحذاء رياضي، وقميص مريح، وفي العادة، وشاح».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى