آخر الأخبار

يشعرون بالخوف ويريدون منه طمأنتهم.. فوز المحافظين في الانتخابات يثير قلق المسلمين البريطانيين

دعت المجموعة الأم التي تمثل مسلمي بريطانيا، رئيسَ الوزراء بوريس جونسون لطمأنة مسلمي الدولة بشأن مكانتهم في المجتمع، عقب فوز حزب المحافظين في الانتخابات التشريعية.

واتُّهِم رئيس الوزراء البريطاني وحزبه بإشاعة الإسلاموفوبيا وتجاهل مخاطبتها، سواء خلال الحملة الانتخابية أو قبلها، وقال المجلس الإسلامي في بريطانيا إنَّ المسلمين البريطانيين يشعرون بالخوف على مستقبلهم، حسب موقع Middle East Eye البريطاني.

يقول هارون خان، السكرتير العام للمجموعة، في بيان: «جونسون يقود أغلبية، لكن هناك شعور سائد بالخوف بين أفراد جماعة المسلمين في دولتنا».

وأضاف: «خضنا مرحلة الحملة الانتخابية بقلق متواصل إزاء التعصب الأعمى في حزبنا الحاكم والساحة السياسية لدولتنا. والآن أصبحنا قلقين من أنَّ مشاعر الإسلاموفوبيا حاضرة في حكومتنا».

وأشاد بوريس جونسون، أمس، بـ «الزلزال» السياسي، عقب فوزه بأغلبية ساحقة في الانتخابات التشريعية، وهو ما يُفسِح المجال لبريطانيا لتخرج أخيراً من الاتحاد الأوروبي الشهر المقبل، عقب سنوات من الجمود السياسي.

كشفت النتائج النهائية لانتخابات مجلس العموم أنَّ حزب المحافظين برئاسة جونسون فاز بـ365 مقعداً من إجمالي 650 مقعداً، ليحقق أعلى نسبة أغلبية له منذ العصر الذهبي لمارغريت ثاتشر في الثمانينيات.

في المقابل، تلقى حزب العمال هزيمة موجعة؛ إذ خسر 59 مقعداً في المجلس، محققاً 203 مقاعد فقط، وهو ما أجبر زعيمه جيريمي كوربين على إعلان خطط استقالته.

من أمام داوننغ ستريت (مقر الحكومة البريطانية)، صرّح جونسون بأنه يرغب في قيادة حكومة «أمة واحدة»، وتوحيد صفوف الدولة معاً، عقب فترة انشقاق سياسي مرت بها البلاد.

مع ذلك، حثه خان على مضاعفة جهوده لـ «تتعافى الدولة، وتتوحد مجتمعاتها معاً».

نحثه على أن يوحد صفوف الدولة

وقال خان: «نحن ندرك أنَّ رئيس الوزراء يصر على أنه محافظ يؤمن بالأمة الواحدة. ونأمل من قلبنا أن تكون هذه هي الحقيقة فعلاً، ونحثه على أن يوحد صفوف الدولة تحت قيادته، وينخرط مع جميع المجتمعات».

أوحت النتائج الأولية، التي ظهرت يوم الخميس 12 ديسمبر/كانون الأول، بنشأة نمط سياسي جديد في الدولة؛ إذ خسر حزب العمال مقعد دائرة بليث فالي، في شمال شرق إنجلترا، وهو مجتمع تقليدي يعمل بالتعدين، يمثله حزب العمال منذ تأسيس دائرته الانتخابية في 1950.

أعلن الديمقراطيون الليبراليون المناهضون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست) أنهم سيختارون زعيماً آخر لهم، بدلاً من الحالية جو سوينسون، التي خسرت مقعدها في غرب اسكتلندا لصالح الحزب الوطني الاسكتلندي.

ارتفعت قيمة الجنيه الإسترليني، مساء أمس الأول الخميس، أملاً في أنَّ جونسون سيوفي الآن بوعوده بإنجاز البريكست، عقب سنوات من حالة عدم اليقين التي اكتنفت مستقبل بريطانيا.

مع تمتعه بالأغلبية في مجلس العموم، يبدو جونسون الآن متأكداً من قدرته على الحصول على صفقة الطلاق التي أبرمها مع بروكسل عبر البرلمان في الوقت المناسب للالتزام بالموعد النهائي التالي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والمقرر في 31 يناير/كانون الثاني.

ومن شأن التصديق على هذه الصفقة أن يضع النهاية الرسمية لما يقرب من خمسة عقود من التكامل بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، على الرغم من أنَّ كلا الجانبين لا يزال بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق جديد بخصوص التجارة والأمن.

تولى جونسون رئاسة الوزراء في يوليو/تموز الماضي، خلفاً لزعيمة المحافظين السابقة تيريزا ماي، التي فقدت أغلبية الحزب في الانتخابات الأخيرة في عام 2017، ولم تتمكن بعد ذلك من إتمام خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بسبب الجمود البرلماني ومعارضته لاتفاق الخروج الذي تفاوضت عليه مع بروكسل.

ودعا جونسون لإجراء انتخابات مجلس العموم مبكراً، بعد فوزه في تصويت برلماني مبدئي لإخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وارتكزت حملته الانتخابية على وعد بـ «إنجاز البريكست»، بحلول نهاية يناير/كانون الثاني.

ويلزم موافقة البرلمان على الشروط النهائية لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، التي أيدها الناخبون البريطانيون بفارق ضئيل في استفتاء عام 2016.

وخلال جهوده للضغط من أجل إتمام «البريكست»، عزل جونسون المحافظين المعتدلين من الحزب وأجبرهم على الخروج منه، واعتمد خطاباً شعوبياً يمينياً قوبل باتهامات من زملاء سابقين بأنه «يحرض على العنف».

وشهدت رئاسته لحزب المحافظين شكاوى من أنَّ الحزب فشل في مواجهة مشاعر الإسلاموفوبيا المنتشرة بين أعضائه.

وأُلقي اللوم على جونسون نفسه في ارتفاع معدل جرائم الكراهية ضد النساء المسلمات، بعدما شبه  النساء اللاتي يرتدين النقاب بـ «صناديق البريد» و «لصوص البنوك»، في مقال كتبه عام 2018 حين لم يكن عضواً في الحكومة.

خلال الفترة التي شغل فيها جونسون منصب وزير الخارجية من 2016 إلى 2018، كان يعتبر عرضة للأخطاء المحرجة، إذ اتُّهِم في 2017 بتخريب الجهود الدبلوماسية لإطلاق سراح سيدة بريطانية من أصول إيرانية مُحتجَزة في إيران بتهمة التجسس، بعد أن قال إنها كانت تعلم الناس أن يكونوا صحفيين، وتراجع بعدها عن هذه التصريحات.

وفي العام ذاته، علَّق جونسون قائلاً إنَّ مدينة سرت الليبية المنكوبة بالحرب يمكن أن تكون «دبي جديدة» بمجرد تنظيفها من الجثث، واعتذر جونسون بعدها.

على الجانب الآخر، تضررت حملة حزب العمال البريطاني بسبب اتهام كوربين بالفشل في معالجة مشاعر معاداة السامية داخل حزبه؛ مما أدى إلى استقالة عدد من أعضاء البرلمان من الحزب، وإدانة كبير الحاخامات في المملكة المتحدة لكوربين، وإحالة حزب العمل إلى هيئة مراقبة المساواة في المملكة المتحدة.

واشتكى أنصار كوربين، وهو مدافع قديم عن الحقوق الفلسطينية، من أنَّ التغطية الإعلامية العدائية تقوض حملته الانتخابية.

من جانبه، قال المعلق السياسي بيتر أوبورن، في رسالة لموقع Middle East Eye البريطاني، إنَّ كوربين تعرّض لـ «اغتيال شخصيته» على نطاق لم يعهده تاريخ بريطانيا السياسي.

وكتب أوبورن: «هو واحد من قلة من السياسيين البريطانيين الذين حاولوا مراراً وتكراراً فعل الصواب. إنه يستحق التقدير للطريقة الشجاعة والأخلاقية التي تصرف بها».

بينما لم يركز بيان المحافظين كثيراً على التزامات السياسة الخارجية فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، وتعهد حزب العمال بحظر مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية بسبب حربها في اليمن، وإسرائيل بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

يُذكر أنَّ الحزب الوطني الاسكتلندي، الذي يعارض البريكست، ويرغب في إجراء استفتاء حول استقلال اسكتلندا أصبح ثالث أكبر حزب في البرلمان، بعدما فاز بـ48 مقعداً، أي أعلى بـ13 مقعداً عن الانتخابات الأخيرة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى